الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة 14 تموز الخالده

زكي فرحان

2012 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



بدون شك ان ثورة (14 تموز 1958) المجيدة هي اعظم حدث تاريخي و سياسي في حياة مسيرة الشعب العراقي النضالي، لما فجرته من زلزال تحت اقدام السلطه الملكيه البائدة و المستعمرين الطامعين والمتسلطين على رقاب الشعب العراقي و ثرواته و خيراته وماحملته من أجندة وطنيه سياسيه و مفاهيم أنسانيه وأجتماعيه و اقتصاديه، و أحدثت تحولات جذريه مؤثرة ليست في المجتمع العراقي فحسب بل في المنطقه و العالم ايضاً ، لقد ارعبت الدوائر المخابراتيه وأصابها الذهول بقيام الثورة ونجاحها السريع، ونزول الجماهير الشعبيه المؤيدة الى الشوارع بكثافه لا تصدق تبارك الثورة
و في كل عام تمرعلينا ذكرى ثورة 14 تموز الخالدة، ونستذكر بكل أعتزاز الشهيد (عبدالكريم قاسم )،و القوى الوطنيه التقدميه التي مهد ت للثورة وعلى راسها (الحزب الشيوعى العراقي) ما أنفك و لا هدأ في يوم من الأيام من مقارعه النظام الملكي البائد العميل ، فكانت التضحيات جسيمه وجليله، ولاننسى أولئك المناضلين الوطنيين الابطال الشجعان (فهد، يوسف سلمان )– (صارم، محمد حسين الشبيبي )– (حازم، زكي بسيم ) الذين أرتقوا المشانق في شباط (14- 15 - 1949 ) ، وهم يهتفون بحياة شعبهم و حزبهم ، (الشيوعيه،أقوى من الموت ، وأعلى من المشناق) ورسموا بدمائهم خارطه طريق العراق السياسي ،و ضحوا بحياتهم من اجل حريه شعبهم العراقي و استقلال الوطن الناجز، لقد كتب الكثيرون عن ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وأسباب قيامها ،و التآمرعليها ، وألفت العشرات من المجلدات و الكتب والروايات والدراسات والأجتهادات والتحليلات الصحفيه و تناولتها وسائل الاعلام و الباحثون و المفسرون، منذ نصف قرن و لحد ألأن ،
ومن اهم اسباب قيام ثورة الرابع عشر من تموز حسب قراءتي المتواضعه هي :
أولا-- احتلال الانكليز العراق ثلاث مرات سنه (1914 -- 1917 -- 1941 )و استباحت اراضيه والهيمنه على ثرواته ،
ثانياً -- قيام ثورة اكتوبر الاشتراكيه (1917) و أنتشار افكارها ،
ثالثا -- قيام ثورة العشرين والمقاومه الوطنيه،
رابعا -- فرض معاهدة ( 1930) الجائرة ،
خامسا – ثورة العشائر في الفرات الاوسط (1935 )
سادسا – أنقلاب بكر صدقي (1936 ) و تأثيرة الايجابي على الساحه السياسيه
،سابعا -- اضراب عمال شركه نفط كركوك مجزرة ( كاور باغي -- 1946) و قتل منهم سته عشرا ،
ثامنا – اطلاق الرصاص على عمال النفط في حديثه ( h3 – 1947( و استشهد ت كوكبه منهم ،
تاسعا – و ثبه كانون الثاني (1948 ) الخالدة واسقاط معاهدة ( 1930 -- بورتسموث ) الجائرة و اسقاط حكومه صالح جبر العميله
، عاشرا -- وثبه تشرين المجيدة (1952 ) اسقطت حكومة مصطفى العمري و اقيل عميد كليه الصيدله الدكتور يحيى الصافي ، وعهدت الوزاره الى اللواء الركن نور الدين محمود ، اطلق الرصاص على المتظاهرين وسقط العشرات القتلى و الجرحى، واعتقل الالاف من السياسين الوطنيين ،
أحد عشر – قيام حكومه مصدق الوطنيه و تأميم النفط (1951) ،
اثنى عشر -- قيام الضباط الاحرار بثورة يوليو المصريه (1952 ) و أسقاط الملكيه وانعكاسها على العالم العربي ،
ثلاثه عشر— تشكيل تنظيم الضباط الاحرار برئاسه عبدالكريم قاسم (1952 )
اربعه عشر—اضراب عمال نفط البصرة (1953 ) المطالبه بحقوقهم ،
خمسه عشر—أنتفاضه (1956 ) تايدا لتأميم قناة السويس وما افرزته من مشاعر وطنيه ،
سته عشر – تشكيل الجبهه الوطنيه (1957 ) من الحزب الشيوعي العراقي ، الحزب الوطني الديمقراطي ، حزب الاستقلال ، حزب البعث ،
السابع عشر – خيانة ملوك ورؤساء البلدان العربيه في حربهم ضد القوات الصهيونيه مما سبب ذلك الى خيبة امل في نفوس الضباط المشاركين في حرب فلسطين .
لقد لعبت الاحزاب الوطنيه دورا رئسيا دؤوبا بتوعيه الجماهير ضد الهيمنه الاستعماريه و السلطه العميله ، ان التناقضات الاجتماعيه و ان الهزات و الانتفاضات العنيفه التي شهدتها البلاد ، و النضالات و التضحيات و دماء الشهداء لن تمر دون حساب ،حتى جاءت ثورة الرابع عشر من تموز الظافرة، و اعلنت الجمهوريه و الغيت الملكيه ، ورغم قصر مدة بقائها الا أنها انجزت الكثير وأهمها =
· الخروج من حلف بغداد الا ستعماري –
· تشريع قانون الاصلاح الزراعي و توزيع الاراضي على الفلاحين و تحديد الملكيه –
· تشريع قانون الاحوال الشخصيه رقم ( 188) سنه ( 1959 ) –
· فك الدينار العراقي من هيمنه الاسترليني –
· اطلاق سراح المسجونين السياسين واعادتهم الى وظائفهم –
· الغاء مرسوم اسقاط الجنسيه عن العراقين –
· زيادة رواتب الموظفين والعمال –
· تطبيق قانون الضمان الاجتماعي –
· استعادة اموال العراقين من شركات النفط الاحتكاريه و صدور قانون رقم ( 80 - 1961 )
· الاستيلاء على الاراضي غير المستثمرة من قبل شركات النفط ، -
· - الخروج من الاتحاد الهاشمي –
· تشجيع راس المال الوطني –
· هدم الصرايف التي يسكنها الفلاحون الهاربون من ظلم الاقطاع وبناء مدينه الثورة ،الصدر حاليا
· ،-- توزيع الاف قطع الاراضي السكنيه من ضواحي بغداد على الموظفين واصحاب الدخل المحدود وتقديم المساعدة لهم
· – تخفيض آجارات البيوت السكنيه و المحلا ت التجاريه ، --
· فتح ابواب الاستيراد و التصدير للجميع ،--
· حمايه الصناعه الوطنيه امام المنافسه الاجنبيه –
· تصنيع البلد بمصانع أستهلاكيه و تشغيل الايدي العامله –
· توسيع الخدمات الصحيه المجانيه وتطويرها –
· فتح معاهد للايتام المشردين –
· أجازة المنظمات المهنيه وتاسيس النقابات والجمعيات الفلاحيه –
· تحديد العمل بثمان ساعات –
· تاسيس جامعه بغداد برئاسه العالم الدكتور (عبدالجبار عبدالله ) وارسال بعثات دراسيه للتخصص ،
· تشكيل نواة جيش التحرير الفلسطيني
· الانفتاح السياسي نحو بناء علاقات متكافئة من بلدان العالم المتحرر ومنظمومة الدول الاشتراكيه السابقه وتاسيس منظمة دول عدم الانحياز
و غيرها من الانجازات وهي كثيرة ، عزيزي القارئ الكريم من حقك ان تسأل عن سبب أغتيال الثورة و التآمر عليها !! ؟؟ ان كل حدث او ثورة لها انعكاسها على مساحه الواقع ، و تاثيرها على الواقع الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي والاقليمي و العا لمي، إذ أن لكل فعل رد فعل ، و لا تستثنى الظروف الموضوعيه المحيطه بها ، يستطيع السياسي النبيه ان يشخصها ويضع لها الحلول المناسبه بدءاً من فرط عقد الجبهه الوطنيه والخلافات بين القوى السياسيه الى تآمر عبد الناصر و حركه الشواف ،الاعتداء على حياة قائد الثوره في شارع الرشيد، ثم ان عبدالكريم قاسم عسكري وطني، وليس سياسي محترف لذلك لم يقم بتطهير اجهزة الدوله من العناصر الرجعيه العميله وخاصه الاجهزة الأمنيه ، ومطالبته بعراقيه الكويت وضمها الى العراق اثار ردود فعل عنيف في المنطقه، مما حفز الانكليز على دخول الكويت ، واضافة على ذلك هناك اصحاب النفوذ الرأسمالي و علاقاتهم بالجهات الاستعماريه و الاقطاعين و الشيوخ وشركات النفط و عملائهم والجواسيس الذين تضررت مصالحهم و قرروا العمل لأسقاط الثورة بأي ثمن ، حيث ان جمال عبد الناصر قد اتفق مع الضباط العراقيين القوميين و قادة حزب البعث المرتبطين مع المخابرات البريطانيه و الامريكيه على التعاون والتنسيق لأسقاط الثورة ومدهم بالمال والسلاح و الاعلام، فقد اعترف علي صالح السعدي امين سر القيادة لحزب البعث أن انقلاب ثمانيه شباط الاسود عام1963هومن صنع الامريكان حيث يقول (أننا جئنا بقطار امريكي وافرغنا حملتنا في بغداد ) حيث ان معظم المتآمرين كانوا يستلمون مبالغ طائله من السفارات الاجنبيه كما جاء في مذكرات بعضهم ، الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم لم يكن لديه ستراتيجيه واضحه وبرنامجا موجها، ولم ياخذ بتحذير القوى الوطنيه من المتآمرين عليه وبألأسماء،هو يتحمل مسؤليه قتل وضياع الثورة الوطنيه لتساهله مع اعداء الثورة ( عفى الله عما سلف – و العدل فوق القانون و العفو عند المقدرة ) وشدد الخناق على مؤيديه و القوى التقدميه والضباط الوطنين المخلصين له وزجهم في غياهب السجون و المعتقلات،مما هيأ للمتآمرين فرصه سانحه للانقلاب عليه وقتله في التاسع من شباط الاسود الدموي، وقتل البعثيون معه الآلاف من خيرة ابناء الشعب العراقي يتقدمهم الشهيد (سلام عادل ) ورفاقه الابطال،ستبقى ثورة الرابع عشر من تموز خالدة في موسوعة سفرالتاريخ العراقي ، يقول أفلاطون(أن غايتنا من اقامة الدولة هي السعادة القصوى للجميع،وليس لطبقة معينة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكي مدان بسوء السياقة ورخصته مسحوبة يشارك في جلسة محاكمته


.. ثوابيت مجهولة عند سفح برج إيفل في باريس • فرانس 24




.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. ولي العهد الكويتي يؤدي اليمين الدستورية نائبا للأمير | #مراس




.. تواصل وتيرة المعارك المحتدمة بين إسرائيل وحزب الله