الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي الاشتراكية؟

محمد المثلوثي

2012 / 7 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


شبح يقض مضجع العالم الرأسمالي، عنقاء الأساطير وهي تحوم في سماء المدنية المعاصرة، غول يفتح أشداقه ليبتلع كوكب الأرض، أحلام رومنسية لبعض المثقفين، عصا سحرية ستجعل البشر نسخة موحدة وتحل جميع المشاكل، عقيدة جديدة ستحل مكان العقائد القديمة، غاية التاريخ المنقوشة في اللوح المحفوظ.....
فما هي الاشتراكية؟
لكن لنجيب عن هذا السؤال، علينا أن نجيب عن سؤال آخر وهو : ماذا نريد؟
كل الاقتصاد السياسي بما في ذلك الماركسي يقول بأن مشكلة العالم المعاصر تكمن في نقص الإنتاج. أي أننا لنحل المشاكل الاجتماعية المتفاقمة من فقر وبطالة ومجاعات علينا أن نزيد في الإنتاج، وهذا بالفعل ما تريده وتفعله يوميا الرأسمالية: التنمية، مزيدا من التنمية. التصنيع، مزيدا من التصنيع. التقدم، مزيدا من التقدم. البضائع، مزيدا من البضائع...الخ. تلك هي الوصفة السحرية للخروج من الأزمة: الرأسمالية، مزيدا من الرأسمالية.
وبالفعل، فكل ما يريد الاقتصاد السياسي إقناعنا به كون المشكلة هي في قلة الإنتاج، أو مثلما يقول الاقتصاد السياسي الماركسي (وفي الواقع فكل أعمال ماركس كانت في جوهرها نقدا مسبقا لهذا الفرع من الاقتصاد السياسي الذي تسمى بإسمه) أن المعضلة تكمن في كون الرأسمالية لم تعد قادرة على تطوير قوى الإنتاج، وأصبحت عائقا أمام نموها، أو أن المشكلة تكمن في تخلف التطور الرأسمالي في هذا البلد أو ذاك. غير أن أبسط معاينة لأزمات الرأسمالية في كل العالم تبين لنا بأنها أزمات فائض إنتاج وليس العكس، أي أن المشكلة ليست في كمية الإنتاج بل في أسلوب إنتاجه. ولعل معضلة العالم تكمن في أننا ننتج أكثر من قدرتنا الفعلية على الاستهلاك، بل إننا قد أصبحنا نكيف الاستهلاك ونصنعه من العدم لنستوعب هذا الانتاج الذي لا يتوقف ولا يحده حد. ونستطيع القول أن حاجتنا الملحة اليوم، ليس في مزيد الانتاح، بل في ضبطه وتوجيهه ووضع حدود له ولجم انفلاته الذي أصبح يهدد الأساس الطبيعي للإنتاج نفسه.
الرأسمالية هي نظام إنتاج بامتياز. فإذا كان الإنتاج في المجتمعات التقليدية القديمة يستهدف، رغم طابعه التراتبي والمحدود، تلبية الحاجات الفعلية للناس. بل إن تلك الحاجات كانت تمثل الإطار العام للإنتاج، تأطره وتحده في حدود الاكتفاء، ولعل معضلة تلك المجتمعات كانت بالفعل تكمن في محدودية تطور القوى الإنتاجية وتأثرها المباشر بالعوامل الطبيعية المحيطة، فان الإنتاج لغرض الربح في ظل الرأسمالية قد أصبح هدفا بحد ذاته. إذ بتحول الربح إلى قانون عام لأسلوب الإنتاج المعاصر ومحركا وحيدا له، فان المحفز للإنتاج لم يعد، مثلما كان في أساليب الإنتاج السابقة، وجود حاجات استهلاكية مسبقة يقف الإنتاج في حدود تلبيتها، بل أصبح المحفز هو مزيد الإنتاج. والحاجات الاستهلاكية أصبحت في خدمة الإنتاج. أي أننا بدل أن ننتج من أجل تلبية حاجات معطاة سلفا، فإننا نصنع حاجاتنا بل ونصطنعها من أجل فتح مجال جديد لمزيد الإنتاج، أي أننا نستهلك من أجل تلبية الحاجة في تسويق إنتاج معد سلفا. وهكذا فلم يعد للإنتاج حد يحده، مثلما أن الاستهلاك وبدل أن يكون تلبية لحاجات حيوية وفعلية للبشر أصبح نوعا من الهستيريا الاجتماعية يغيب فيها أي حد للاكتفاء، والحاجة الاستهلاكية التي تبدأ كوسيلة ترف أو علامة تميز اجتماعي تصبح شيئا فشيئا كأنها حاجة ضرورية لا يمكن العيش بدونها. لا بل إننا نستطيع أن نعاين بسهولة الكم الفظيع من البضائع التي، إضافة للضرر الفادح الذي تتسبب فيه للإنسان ومحيطه الطبيعي، فإنها لا تخلق حالة اكتفاء ورضاء للأفراد، بل تصنع ظمأ استهلاكيا جديدا. وهكذا أصبح الإنتاج كما الاستهلاك ورما اجتماعيا متفاقما أكثر مما هو تلبية لتوازن استهلاكي أو تناغم للبشر مع أنفسهم ومع محيطهم الطبيعي.
والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فإضافة لكون جنون الإنتاج وما يصاحبه من جنون استهلاكي مرضي أصبح استنزافا لا محدودا للموارد الطبيعية، فان الأسلوب الرأسمالي في الإنتاج بتحويله تطوير وسائل الإنتاج إلى هدف وغاية، بل إلى دين أرضي جديد (والماركسية ليست سوى صياغة راديكالية لهذا الدين الممجد لتطوير قوى الإنتاج)، فقد جعل من هذه الوسائل الإنتاجية قوة مستقلة عن المجتمع، تسيطر عليه وتفرض عليه منطقها الخاص، أصبح المجتمع في خدمتها وفي خدمة تطويرها الذي لا يحده حد. وهكذا فالقوى المادية للمجتمع تتحول إلى قوة غريبة وغاشمة. والقوانين التي تحكم تطورها تصبح كأنها قوانين طبيعية مطلقة تسير من خارج إرادة البشر ومن خارج رغباتهم. لذلك فالمجتمع لم يعد يتحكم في هذه القوى الإنتاجية المنفلتة العقال، ولا يديرها وفق خطة واعية تراعي، ليس الرغبة الاستهلاكية المنفلتة العقال هي أيضا، بل التوازن الاجتماعي والطبيعي للبشر. بل أصبحت هذه القوى تتطور بشكل عشوائي بلا ضابطة سوى ضابطة تحقيق مزيد الربح. وهذا الأمر يخلق من جهة تكدسا للثروة الاجتماعية بيد مالكي وسائل الإنتاج وتفقيرا مطلقا ونسبيا لأغلبية المجتمع، ويخلق من جهة أخرى اختلالا في التوازن سواء بين القطاعات الإنتاجية أو بين المناطق والبلدان، وينتج عن ذلك من جهة تفاوتا طبقيا تزداد هوته اتساعا وتزداد عواقبه كارثية، وينتج من جهة أخرى انهيارا لقطاعات إنتاجية حيوية وضرورية لحياة البشر، فقط لأنها لم تعد توفر أرباحا مناسبة، وتضخما لقطاعات إنتاجية لا علاقة لها بحاجات الناس الفعلية، بل هي كثيرا ما تسبب الأضرار والكوارث، فقط لأنها تدر نسب أرباح أعلى.
إذا فالاشتراكية لا تنشأ من الحاجة الاجتماعية في مزيد الإنتاج، أو مثلما يقول الماركسيين، تطوير قوى الإنتاج، بل من الحاجة الفعلية في ضبط وتوجيه الإنتاج من أجل تلبية متوازنة للحاجات الفعلية لكل أفراد المجتمع. وهذا الأمر يستوجب سيطرة المجتمع على قواه المادية، أي على وسائل الإنتاج المادي والروحي. وهو ما يعني نزع الطابع الفردي/الطبقي للتملك والاستعاضة عنه بطابع اجتماعي. وهذا الأمر لم يصبح ممكنا تاريخيا إلا لأن الرأسمالية نفسها قد حولت الإنتاج إلى عملية تعاونية في الواقع، أي أنها تطور في كل يوم الطابع التعاوني للإنتاج، وهذا ما يمثل الأساس الواقعي لظهور أسلوب الإنتاج الاشتراكي، وليس الأفكار أو المبادئ أو النظريات الثورية. فالطابع التعاوني في ادارة الإنتاج، الذي تطوره الرأسمالية، هو وحده الذي يجعل من الاشتراكية ممكنة وضرورة تاريخية للخروج من الأزمات والإختلالات والمآسي الاجتماعية.
وهكذا فالاشتراكية ليست مخططا، أو نموذجا نظريا يعده الفلاسفة وفقهاء الماركسية. ولا هي حتمية بالمعنى الغائي للتاريخ ، ولا هي احتمال تأملي من ضمن احتمالات أخرى. تماما مثلما أن الرأسمالية لم تكن برنامجا معد سلفا من طرف عباقرة فكر الأنوار، ولا هي غاية قررتها قوة ميتافيزيقية في لوحها المحفوظ. ولا هي أيضا احتمالا ضمن احتمالات أخرى. فالاشتراكية كما الرأسمالية نتاج التاريخ المادي للبشر. ومثلما أن الرأسمالية لم يبتدعها أحد، بل وجدت الأساس الواقعي لظهورها وتطورها في أحشاء أساليب الإنتاج التي سبقتها، فان الاشتراكية ليست ابتداعا من أحد، بل تجد ضرورتها التاريخية في تطور الرأسمالية نفسه.
وتماما مثلما أن التطور الرأسمالي وجد في البورجوازية المعبر الطبقي والتاريخي عنه، فان الاشتراكية تجد في البروليتاريا المعبر الطبقي والتاريخي عنها. فلا البورجوازية قوة تنويرية أو تقدمية أو ثورية في ذاتها، بل معبرا عن أسلوب الإنتاج الرأسمالي وكل ضروراته التاريخية، ولا البروليتاريا قوة أخلاقية أو خلاصية يسوعية في ذاتها (أو مثلما يقال طبقة ثورية في ذاتها)، بل هي المعبر عن هذه الحركة التاريخية لظهور وتطور أسلوب الإنتاج الاشتراكي وكل ضروراته التاريخية.
لكن سيطرة المجتمع على قواه المادية وضبطها وتوجيهها بشكل تعاوني من أجل تلبية حاجات المجتمع، وليس تحقيق الأرباح، يستوجب أن المجتمع ذاته هو الذي يباشر إدارة الإنتاج. وهذا الأمر غير ممكن، عمليا، بدون انتزاع الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وتغيير طابعها الطبقي إلى طابع اجتماعي. وهذا في الواقع هو المغزى التاريخي للاشتراكية. غير أن عملية مشركة وسائل الإنتاج لا يمكن أن تقع إلا في التناقض مع مصالح مالكي وسائل الإنتاج، أي البورجوازية العالمية. وفي المقابل فان الوحيدين الذين تتجسد مصلحتهم في هذا التغيير لطابع الملكية هم أولائك الذين لا يملكون في الواقع هذه الوسائل الإنتاجية، بل إن هذه الأخيرة تقف في مواجهتهم وتستعبدهم وتستغلهم، وهؤلاء هم جمهور البروليتاريا العالمية والذي تقف وراءه كل الفئات الفقيرة والمهمشة. هذا الواقع من التصادم في المصالح هو الذي يمثل الأساس المادي للصراع الطبقي بين هذين القطبين الاجتماعيين. لذلك فالصراع الطبقي ليس نظرية اجتماعية أو سوسيولوجية، ولا هو صراع أفكار أو عقائد، كما أنه ليس من ابتداع أو تحريك حزب أو مجموعة أحزاب، بل هو التعبير والصيغة التي يظهر بها التناقض بين طابع الإنتاج الاجتماعي وبين طابع التملك الطبقي في ظل الراسمالية.
وكما هو واضح فالبروليتاريا لا يكمن هدفها في الاستحواذ على وسائل الإنتاج لنفسها كطبقة اجتماعية (وهي عملية تحمل في ذاتها استحالتها التاريخية)، بل في تحويلها لهذه الوسائل الإنتاجية إلى ملكية مشتركة لكل المجتمع. لذلك فالبروليتاريا لا يمكن أن يستهدف نضالها التاريخي إعلاء نفسها كطبقة سائدة في المجتمع في مكان سيادة الطبقة البورجوازية، بل في إنهاء كل سيادة طبقية. وهذا الواقع لا ينشأ لأن البروليتاريا قوة خير في مقابل قوة الشر البورجوازية، بل لأن البروليتاريا لا يمكن أن توجد إلا كطبقة مسودة. وتحررها الفعلي يكمن في تحررها من شروط وجودها كطبقة، أي الإلغاء الايجابي لنفسها كطبقة، وهذا التحرر يكمن في تحرير القوى المادية للمجتمع من طابعها الطبقي، وهو ما يعني تحرير المجتمع كله من الطبقية والسيادة.
كل هذا يجعل الحركة الاشتراكية في التعارض المطلق مع مفاهيم مثل "ديكتاتورية البروليتاريا" (كما تعرضها الماركسية بصفتها الديكتاتورية السياسية للحزب الواحد)، أو "الدولة العمالية" وغيرها من الوصفات الإيديولوجية غير الواقعية. فسلطة المجتمع على نفسه، أي إدارته لشؤونه بنفسه، لا يمكن أن تكون من خلال ديكتاتورية سياسية باسم العمال، بل من خلال إنهاء كل سلطة طبقية خاصة في المجتمع وتحويل كل شؤون الإدارة والتسيير في كل المجالات الاجتماعية إلى إدارة تعاونية، كمونية، مجالسية...الخ.
كما أن ما سبق يجعل الحركة الاشتراكية في التعارض مع تلك المماثلة المضللة بين الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج، وبين ملكية الدولة، أو ما يسمى القطاع العام، أي المماثلة بين الاشتراكية ورأسمالية الدولة التي قامت في عديد الدول باسم العمال وباسم الاشتراكية. ولقد أصبح جليا اليوم أن كل تلك الاشتراكيات (السوفياتية، الصينية، الكوبية..الخ) لم تفعل سوى إعادة إنتاج النظام الرأسمالي بصيغ جديدة وتحت يافطات إيديولوجية مضللة. فالإدارة الكومونية، المجالسية، حيث يباشر كل أفراد المجتمع بشكل فعلي وبدون تمثيلية سياسية إدارة كل مناحي الحياة العامة، تقع في التناقض مع الإدارة السياسية القائمة على تفويض دائم لنخبة من السياسيين والخبراء والتكنوقراطيين ليباشروا أمور الإدارة والتسيير بالنيابة عن المجتمع.
فليس انتصار الثورة الاشتراكية يقع بوصول هذا الحزب أو ذاك للسلطة السياسية، بل في وصول المجتمع إلى بسط إدارته التعاونية من خلال الكمونات والمجالس والسوفياتات والتعاونيات..، وتطور هذه الإدارة التعاونية واستقرارها لتشمل كل دوائر الإنتاج المادي والروحي للمجتمع. ولعل الموجة الثورية الحالية في أكثر من بلاد وما صاحبها من نزعة عامة للتشكل في مجالس، وبروز دعوات صريحة من عديد المجموعات والأفراد للتحرر من شكل الإدارة القائم على جهاز الدولة البيروقراطي واحتكاره لدائرة التسيير، والبحث عن أساليب إدارة تعاونية جديدة، يمثل في حد ذاته، ورغم محدوديته وضعفه وعدم تحوله إلى مشروع اجتماعي شامل، تعبيرا عن كون الاشتراكية (والتسميات غير مهمة كثيرا بقدر أهمية المضمون الاجتماعي لتلك التسميات) قد أصبحت ضرورة ملحة وواقعية أكثر من أي وقت مضى، بمثل ما هي تعبير عن الإفلاس التاريخي الواضح والجلي للإدارة السياسية (أو ما يسمى بالديمقراطية التمثيلية) القائمة على فصل المجتمع عن قواه المادية وحرمانه من مباشرته لإدارة نفسه وإحالة هذه الادارة بيد فئة بيروقراطية طفيلية تتمعش من موقعها في السلم الإداري وفي أجهزة الحكم.
تلك هي الاشتراكية، إنها ليست فكرة عبقرية لا يمكن الوصول إليها الا عبر "دستة الأذكياء" أو الانتلجنسيا الثورية. كما أنها ليست طلسما سحريا سيفض في ضربة واحدة كل مشاكل البشر. بل هي اللحظة التاريخية التي سيأخذ فيها المجتمع بشكل متضامن وتعاوني وواعي زمام المبادرة لمواجهة مشاكله والبحث المتضامن والجماعي والواعي في حلول واقعية لما سترثه البشرية من المعضلات الاجتماعية التي تنتجها الرأسمالية وتفاقمها يوما بعد يوم.
سيسأل البعض: ما هي هذه الحركة الاشتراكية التي تتحدثون عنها؟ هل هي يسار أم يمين؟ ماركسية أم فوضوية؟ تروتسكية أم ماوية؟
إذا كان اليسار يعني النضال ضد الرأسمالية واليمين هو الدفاع عنها، فان الحركة الاشتراكية يسارية حتما. وإذا كانت الماركسية تعني النضال من أجل الاشتراكية مثلما نفهمها، ومثلما عرضناها في هذه الخطوط العامة، فان الحركة الاشتراكية ماركسية حتما. وإذا كان النضال ضد الدولة الرأسمالية بكل أشكال ظهورها السياسي يعني الفوضوية، فالحركة الاشتراكية فوضوية حتما. وإذا كانت الثورة وأمميتها كسبيل وحيد لانتصار الاشتراكية تعني التروتسكية، فالحركة الاشتراكية تروتسكية حتما. وإذا كانت الضرورة التاريخية لتوجيه البروليتاريا لعنفها الثوري ضد طبقة البورجوازية تعني الماوية، فالحركة الاشتراكية ماوية حتما. لكن الحركة الاشتراكية في الواقع ليست اليسار ولا اليمين، ولا ماركسية ولا فوضوية، ولا تروتسكية ولا ماوية، ولا تمثل تيارا إيديولوجيا، ولا تضع نفسها كحزب ضمن دائرة التمثيل السياسي. وذلك ببساطة لأن حركة البروليتاريا الثورية لا يمكن النظر لها كحركة إيديولوجية أو عقائدية، كما أنها ليست حركة حزبية للوصول إلى سدة الحكم السياسي، ولا تعتزم خلق جيش من الأنصار للدخول في الانتخابات وأخذ مكان مريح في البرلمان باسم العمال أو باسم الشعب، أو خلق "جيش شعبي" للاستيلاء على السلطة السياسية. فحركة البروليتاريا، كما هي في الواقع، حركة التحرر من كل عقائدية ومن كل انتظام على أساس إيديولوجي، باتجاه الانتظام الطبقي في مواجهة الرأسمالية ودولتها. كما أن حركة البروليتاريا هي حركة التحرر من أي تأطير حزبي أو سياسي باتجاه التأطير والتنظيم الذاتي لهذه الطبقة وفرض قوتها الثورية في مواجهة القوة المحافظة والرجعية للمجتمع البورجوازي.
* هذا النص هو الحلقة الأخيرة من سلسلة موضوعات حول الحركة الاشتراكية منشورة كلها ضمن الموقع الفرعي بالحوار المتمدن على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/m.asp?i=2824








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2012 / 7 / 12 - 17:36 )
الرفيق العزيز المثلوثي
جهد رائع ومشكور لقد بددت كل الاوهام والزيف ووضعت النقاط على الحروف
من دكتاتوية البروليتاريا والحزب القائد وكثير من المفاهيم البيروقراطية
السوفيتية واللينينيه والاستالينيه وافرازاتها المنحرقة
اعانقكم


2 - تخبيص
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 12 - 17:44 )
ثمة تخبيص لا يحتمل في علم الاقتصاد يخبصه المثلوثي تبريراً لمعتقدات خاطئة يعتقدها حضرته
الاشتراكية يعرّفها لينين بكلمتين هما - محو الطبقات - ومحو الطبقات يعني بالضرورة إلغاء علاقات الانتاج الرأسمالية دون إيجاد علاقات إنتاج جديدة وهو ما يعني أن الاشتراكية ليست نظاماً للإنتاج كما يسيء وصفها المثلوثي
الاشتراكية فترة عبور نحو الشيوعية المعلومة بصورة عامة بغياب كل قيد للإنتاج لا من حيث الانتاج ولا من حيث الاستهلاك. مثل هذا الإعداد لا تقوم به إلا دولة دكتاتوية البرولياريا
غالبية أدعياء الماركسية ومنهم السيد المثلوثي ما زالوا يستجرون المانشيتات الرأسمالية. كل من يعتقد أن النظام الرأسمالي ما زال سائداً في العالم ليس له أدنى علاقة بماركس وبالماركسية
المشروع اللينيني انتهى إلى تفكيك النظام الرأسمالي العالمي في السبعينيات دون العبور إلى الاشتراكية


3 - الى السيد النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 12 - 21:21 )
-إلغاء علاقات الانتاج الرأسمالية دون إيجاد علاقات إنتاج جديدة-...-الشيوعية المعلومة بصورة عامة بغياب كل قيد للإنتاج لا من حيث الانتاج ولا من حيث الاستهلاك.-...هذا ما يقوله النمري ولا يسميه -تخبيص-، اما قولنا بان الاشتراكية هي ببساطة الادارة التعاونية للانتاج والتوزيع المتضامن والمتوازن للثروة الاجتماعية فيسميه النمري -تخبيص-...والسيد النمري يحشرني ضمن ما يسميهم -أدعياء الماركسية-، بينما كل النصوص التي عرضتها، وهذا النص بالذات هو نقد للماركسية بما في ذلك ماركسية النمري...حقا عجيب هذا النمري...يا سيدي النمري اذا كنت مستعجلا و تكتفي بقراءات عابرة للنصوص المنشورة فهذا حقك..لكن ذلك لا يخول لك مناقشتها، لأنك ببساطة تكون خارج الموضوع


4 - مرة أخرى حول السيد النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 12 - 21:34 )
مهما كان أسلوب الانتاج التاريخي فان هذا الانتاج الاجتماعي يبقى مقيدا بالأساس الطبيعي الذي يقوم عليه، فمحدودية الموارد الطبيعية التي أصبحت معلومة لدينا الآن لا تجعل الانتاج مقيدا بطبعه فحسب بل تدفعنا للتساؤل الى أي حد يمكن لهذا الانتاج المنفلت العقال أن يستمر بدون التسبب في كارثة قد تقضي على الوجود البشري..لذلك فأول مهمات الثورة الاجتماعية حتما ستكون ايجاد الوسائل لضبط الانتاج وتوجيهه من أجل خلق التوازن بين البشر ومحيطهم الطبيعي، بل ان أكثر المهمات الثورية استعجالا هي وقف النزيف المدمر لكثير من الصناعات واعادة الاعتبار لقطاعات انتاجية أخرى..غير أن كل ذلك غير ممكن بدون ادارة كمونية تعاونية للانتاج، أي بدون تخطيط يشارك فيه كل أفراد المجتمع متخلصين من الادارة البيروقراطية الفوقانية للدولة..تلك هي الاشتراكية بنظرنا...أما بنظر النمري فان لينين الالاهي قد فكك الراسمالية -دون العبور الى الاشتراكية-..وهذا لعمري ما لا يجرؤ على قوله لينين نفسه


5 - تخبيصات النمري
خالد الموارنة ( 2012 / 7 / 12 - 21:40 )

الأستاذ محمد المثلوثي المحترم
قلما قرأت تحليلاً رائعاً كهذا أحييك بحرارة ، من المؤسف حقاً أن يتطفل جاهلاً ما بالماركسية وأبسط أبجديات الاشتراكية في موضوعك كما يفعل النمري ، أقول له إذهب وأجب قرائك بدلاً من الهروب والبحث عن أماكن اخرى تلقي فيها سموم عدائك للفكر الشيوعي ..
السيد النمري لا يستطيع التمييز بين العمل وقوة العمل لا يستطع فهم شئ سوى فكرة سمعها من أحدهم وإدعى انه صاحبها كفكرة موت الرأسمالية ، أقول أن من الافضل له ان يكتب عن التراث الاسلامي فهذا ما ينفع افكاره تماماً ، لا تتدهل في امور لا تعلم شيئاً عنها !!


6 - ان النظام الاشتراكي هو النظام الشيوعي
انور نجم الدين ( 2012 / 7 / 12 - 22:09 )
ان الفصل بين الاشتراكية والشيوعية يأتي من الفكرة البرجوازية التي تحاول تفسير التاريخ بطبيعة الفرد الخصوصية لا نشاطه المادي، فلا تعالج الماركسية أفعال البشر وأسس تقدمه الاجتماعي إلا من وجهة نظر تطور الفرد الفكري المنفصل عن حياته الواقعية، فعلى غرار المسيحية تحاول الماركسية الوصول إلى حياة جديدة من خلال تغيير اخلاق المجتمع، فلدى الماركسيين – اللينينيين ان الحزب هو صانع الوعي الشيوعي، والوعي الشيوعي هو صانع التاريخ. أما المادية التاريخية فتعارض هذه الفكرة التي أصبحت غطاء للمسيحية، فالوعي الشيوعي نتاج تطور القوى الإنتاجية لا العكس. والاشتراكية تأتي من خلال هذا التطور لا تطوير الوعي الشيوعي من قبل الزعماء والاحزاب ودعاياتهم للشيوعية.

أما ان فكرة نهاية الرأسمالية في السبعينيات، فليست سوى فكرة فوكوياما في صياغة أخرى عن نهاية التاريخ، وهي في الأساس فكرة برجوازية، وانها، مثل مفهوم انهيار الاشتراكية، مفهوم برجوازي عن التاريخ يحاول نشر فكرة أبدية الرأسمالية ووهمية الاشتراكية.


7 - الى السيد خالد الموارنة
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 12 - 22:19 )
شكرا على ملاحظاتك الايجابية...السيد النمري هو في الواقع متدين بطريقة ماركسية، فالاشتراكية عنده هي منطقة عبور، وهذا ما نجده مطابقا لأسطورة المطهر عند المسيحيين أو السراط عند المسلمين حيث تتطهر الانسانية من أدارانها قبل الدخول الى جنة الخلد، وجنة الخلد هذه يعبر عنها النمري بالشيوعية، حيث لا حد للانتاج ولا للاستهلاك...أليست هذه نظرة خلاصية لاهوتية محضة؟..أما الاشتراكية بنظرنا فهي ليست سوى اجابة عن أسئلة الواقع الموجود تحت أقدامنا والذي نعيشه يوميا ولا علاقة لها بالتأملات الذهنية للنمري وأمثاله


8 - حقائق لا يجوز القفز عنها
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 13 - 08:31 )
ليس هناك نظام اشراكي طالما أن النظام الاشتراكي يلزمه دولة والدولة الاشتراكية ليست إلا دولة دكتاتورية البروليتاريا التي وظيفتها الأولى محو الطبقات فكيف تمحو الطبقات التي لها حقوق بموجب النظام أي نظام
من ينكرون مثل هذه الحقائق الأولية في الاشتراكية العلمية عليه أن يروح لمرجع آخر غير ماركس وليقل كل حديث له بعبارة .. - أنا أعتقد .. - !!


9 - ما الشیوعیة؟
انور نجم الدين ( 2012 / 7 / 13 - 11:11 )
قد قلنا سابقاا:
(يجب أن نسأل أولا: ما الرأسمالية؟
هي نظام من العمل الجماعي، ولكن مَن یملك لا یعمل، و مَن یعمل لا یملك، إذاً المسألة بالنسبة للشیوعیة هي: العمل وكیفیة توزیع نتاجه!
العمل جماعي، والعمَّال یقودون الإنتاج، ولكن دون التمتع بنتاج إنتاجهم، ویقفون أمام نتاج إنتاجهم كقوى غریبة عنهم، بل كوسیلة لاضطهادهم.
إذاً: ما الشیوعیة؟ هل هي مخطط فلسفي من هذا العبقري أو ذاك؟ كلا، أبداً.
إنَّ المحرك الأساسي للمجتمع العبودي الحدیث هو قانون القیمة، فإذا ما توقف هذا القانون، فتتوقف معه كلُّ الحیاة السیاسیة للمجتمع السیاسي.
إذاً لیست المسألة هي قلة الإنتاج كما یزعم الاقتصاد السیاسي، كما وأنَّها لیست حجج البرجوازیة الباطلة للینین والتي هي نفس حجج البرجوازیة للاقتصاد السیاسي، بل هي السیطرة على الوضع القائم، لا في ما یسمى بـ (الفترة الانتقالیة) كما یقول لینین، بل خلال إیقاف قانون القیمة وما یلازمه من المنافسة والفوضى الإنتاجیة. انظروا إلى ثورة الكومونة، فما حققته الكومونة خلال أقل من شهر، لم تحققه دولة لینین البرجوازیة خلال أكثر من سبعین سنة) (انظر: الشيوعية واسطورة الماركسية، الحوار المتمدن).


10 - الى النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 13 - 13:03 )
ان مرجعيتنا ليست ماركس ولا باكونين...مرجعيتنا هي الحياة الواقعية للبشر وليس أفكار هذا العبقري أو ذاك ولا هذا النص المقدس أو غيره..وبطبيعة الحال فنظرتنا نسبية ومرتبطة بدرجة نضج وتطور الحركة الثورية نفسها والدروس التاريخية المستخلصة منها...أما الدولة فهي جهاز سيادة طبقية، والسيادة في الدولة تفترض سيادة طبقية على قوى الانتاج واستثمار تلك السيادة للمصالح الطبقية الخاصة (أي استغلال فئة اجتماعية لأخرى...والا فلا معنى لتلك السيادة) فهل يمكن للبروليتاريا أن تحقق سيادة طبقية خاصة بها، اي أن تستثمر موقعها في الدولة لإستغلال فئات اجتماعية أخرى؟ طبعا فهذا كلام بلا معنى...فالبروليتاريا لن تتحرر بدون انهاء مسبق لكل سيادة طبقية، اي بتدمير الدولة واعادة تنظيم المجتمع على أساس كموني تعاوني جديد...لذلك فنجاح الثورة الاجتماعية يكمن ليس في اعلاء البروليتاريا كطبقة سائدة بل في انهاء شروط وجودها كطبقة خاصة...أما كلام النمري حول أن الدولة -الاشتراكية- وظيفتها محو الطبقات فهو لا يضاهيه سوى القول بأن مهمة الأسياد هي تحرير العبيد.


11 - حول ديكتاتورية البروليتاريا
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 13 - 13:42 )
اذا كانت ديكتاتورية البروليتاريا تعني الضرورة التاريخية لإستعمال هذه الطبقة لعنفها الثوري المنظم من أجل الاطاحة بالدولة وفرض ادارة اجتماعية جديدة، فطبعا نحن مع ديكتاتورية البروليتاريا هذه..أما اذا كان المعنى من ديكتاتورية البروليتاريا (وهي النظرة الماركسية الرسمية) هو اعادة انتاج الدولة بصيغة جديدة، ووضع حزب في سدة الحكم بدل حزب آخر باسم العمال وباسم الاشتراكية، فان التجربة التاريخية علمتنا ماذا تعنيه مثل هذه الديكتاتورية الحمراء (ليس بمعنى الشيوعية بل بمعنى الدموية)، ولا يمكن للشغيلة اعادة نفس الأخطاء والانجرار وراء خداع الساسة المتعطشين للسلطة


12 - للسيد المثلوثي
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 13 - 14:59 )
لا يمكنني محاورتك طالما أنك تنكر كارل ماركس كمرجعية لأفكارك
ولا تتردد في أن تقول ..
-البروليتاريا لن تتحرر بدون انهاء مسبق لكل سيادة طبقية -
وغاب عنك تحديد الجهة التي ستحرر البروليتاريا من خلال إنهاء كل سيادة طبقية!!
ثم تقول ..
-ولا يمكن للشغيلة اعادة نفس الأخطاء والانجرار وراء خداع الساسة المتعطشين للسلطة -
حتى المتعطشين للسلطة لا بد وأن يمثلوا طبقة اجتماعية بكل طموحاتها إلا إذا كانوا عصابة مغلقة مارقة
فهل يفهم من ذلك أن البلاشفة كانوا عصابة مغلقة مارقة رغم أنهم قادوا الشعب الروسي في حروب التدخل ثم قادوا الشعوب السوفياتية في مواجهة قطعان النازية البربرية في أصعب الحروب؟؟
السيد المثلوثي،
لا يمكنك مناقشة التطور الاجتماعي بدون الارتكان إلى ماركس مؤسس علم التطور الاجتماعي


13 - الى السيد النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 13 - 20:51 )
للاسف فأنت دائما تتحدث بطريقة دينية خالصة لتحول أبحاث ماركس النقدية الى تلمود جديد...من الطبيعي أننا نعتمد في قراءاتنا على كل الأبحاث التاريخية السابقة بما في ذلك أبحاث ماركس لكن من زاوية نقدية وليس بطريقة الجدالات العقيمة التي تقيمونها حول هذا النص أو ذاك، أو حول تأويل هذا القول أو ذاك بنفس طريقة تعاطي المسلمين مع النص المقدس وأحاديث الرسول محمد...أما حديثك عن البطولات السوفياتية فهي لا تختلف عن حديث القوميين العرب عن بطولات عبد الناصر وعبد الكريم قاسم..انك سيدي المحترم تتهرب من كل ما طرحناه من أسئلة لتعود لمعزوفتك المعهودة حول لينين وستالين البطل الأسطوري...وأما علاقتك بماركس فهي علاقة غير مباشرة، أي أنك تعرف ماركس من خلال لينين وستالين، والدليل على ذلك خلطك المبتذل بين قوة العمل والعمل نفسه مثلما أشار لذلك الأستاذ خالد الموارنة وادعاءاتك المضحكة حول نهاية الراسمالية والشيوعية التي لا حد فيها للانتاج والاستهلاك


14 - تخبيص ام تحقير للبشرية برمتها؟
محمد البدري ( 2012 / 7 / 13 - 23:14 )
قال لينين، قال ستالين، قال ماركس ... اليس من حق أحد غير هؤلاء الثلاثة قول شئ يقع في دائرة الصواب، ام ان العقل والفكر تم صبهم في عقل هذا الثالوث وحرم باقي البشر من ان يكونوا علي درجة مماثلة. فالاستاذ النمري طبقا لما قاله في التعليق 2 ( تخبيص لا يحتمل في علم الاقتصاد يخبصه المثلوثي تبريراً لمعتقدات خاطئة يعتقدها حضرته الاشتراكية يعرّفها لينين بكلمتين هما - ) ... الخ هرطقاته جعل لينين وفقط مرجعية لما كل ما سياتي بعد لينين. انها نفس البنية العقلية السلفية الاسلامية التي تجعل من محمد مرجعا لكل البشرية حتي بعد موته كما مات لينين لكن دون تحنيط. ما هذا التكلس يا استاذ فؤاد، المقال به درجة غير مسبوقة في فهم طبيعة العمل اراسمالي بل وكان الكاتب امينا في سرد مثالب الرأسمالية. انها الامانة المفقودة بين اتب المقال وبين معلق مثير للشغب لان له رب يعبده. تحية وتقدير وبكل احترام للاستاذ/ محمد المثلوثي فقد تعلمنا منها واضافت لنا مزيدا من التأمل السياسي في فلسفة هي ضرورريةلكل من يسعي للتغير الي اوضاع بافضل مما هو جاري حاليا.


15 - بناءات جوفاء
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 14 - 20:54 )
حسبت بداية أنني سأحاور ماركسياً لكنني فوجئت أن المثلوثي يتفوق على ماركس وهو ما لا أستطيع محاورته
ليعتقد المثلوثي ما يعتقد لكن الوقائع على الأرض لا تحفل بمعتقدات المثلوثي
مجمل الانتاج الأميركي هو من الخدمات بنسبة تزيد على 80% والخدمات لا يتم إنتاجها على الإطلاق بالطريقة الرأسمالية لا من حيث الإنتاج ولا من حيث الاستهلاك
فكيف يمكن اعتبار الولايات المتحدة دولة رأسمالية وإمبريالية؟؟
دون أن يثبت المثلوتي أن الخدمات هي من الإنتاج الرأسمالي بكل خصائصه فكل بناءاته هي ليست أكثر من عبارات جوفاء عديمة الدلالة


16 - سؤال الى السيد النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 14 - 23:08 )
تقول أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست دولة رأسمالية...فما هو برأيك اسلوب الانتاج السائد في هذا البلد؟...وأنت في طريقك للاجابة عن هذا السؤال ارجو ان توضح لنا كيف ان الشيوعية في معناها النمري الأصيل هي الانتاج والاستهلاك بلا قيد؟


17 - أخي المثلوثي
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 15 - 11:45 )
شكراً لك على السؤالين
إنتاج الخدمات هو دائماً إنتاج فردي ولذلك يعود بدل الإنتاج إلى المنتج نفسه وعامل الخدمات لا يبيع قوى العمل بل يبيع الإنتاج. الإنتاج الرأسمالي هو إنتاج شيوعي الروح لأنه جماعي ومجتمعي. الإنتاج الفردي لا يحمل في طيه فائض القيمة
بانتهاء العمل المأجور الذي تلغيه الشيوعية يصبح العمل طوعياً حيث يذهب الإنسان إلى العمل بدون أية قيود أو شروط أو إرغام
لذلك تسقط القيمة الرأسمالية لكل المنتوجات ويستهلك الفرد كل احتياجاته بدون بدلات وبدون شروط
محدودو الفكر يرون الحياة الشيوعية ليست إلا يوتوبيا لكن هؤلاء لا يتصورون توظيف كامل قوى العمل المتاحة في المجتمع في الإنتاج ولا يتخيلون التطور النوعي لأدوات الإنتاج
إحترامي


18 - الى السيد النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 15 - 16:57 )
لنأخذ بعض الأمثلة عن الخدمات التي يتحدث عنها النمري: النقل، الصحة، عمليات الاشهار...الخ هل يرى السيد النمري أن الانتاج في هذه القطاعات الخدمية يقع دائما بشكل فردي؟ وهل الأجراء العاملين في هذه القطاعات يبيعون شيئا آخر غير قوة عملهم وهل يعود -بدل الانتاج- اليهم؟ ولو أخذنا القطاعات المطعمية والسياحية والترفيهية فهل يظن السيد النمري أن هذه القطاعات تندرج ضمن أسلوب آخر غير الأسلوب الراسمالي في الانتاج؟ وهل يظن أن الشركات العملاقة التي تدير هذه القطاعات تنتج بشكل فردي؟...السيد النمري لن يجيب عن هذه الأسئلة مثلما لم يجب عن أسئلتنا السابقة...لكن النمري مصيب تماما في قوله -الإنتاج الرأسمالي هو إنتاج شيوعي الروح لأنه جماعي ومجتمعي- لكنه لا يستطيع الوصول الى النتيجة الحتمية لهذا الكلام الا وهي أن الشيوعية التي تولد في أحشاء الراسمالية ليست شيئا سوى الأسلوب التعاوني في الانتاج والذي ينبثق من رحم الرأسمالية وليس من الأفكار والنظريات والمرحلة الانتقالية والقيادة الحكيمة لستالين أو لينين


19 - مرة أخرى الى السيد النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 15 - 17:09 )
لتفهم يا سيدي أن الانتاج الاجتماعي وبشكل مطلق يبقى دائما مشروطا، وبغض النظر عن أسلوب الانتاج التاريخي فهذا الانتاج سيجد في المحيط الطبيعي الأساس المادي والحدود...لتفهم سيدي فموارد الأرض محدودة وليست الشيوعية مواصلة لإستنزاف تلك الطاقات باسم التقدم وتطوير قوى الانتاج بل هي اعادة ضبط تعاوني متضامن للانتاج وتوجيهه وجهة التوازن الطبيعي بين البشر والطبيعة التي يعيشون فيها...لكن ماركسية النمري التي تنظر لتطوير قوى الانتاج نظرة أحادية، كمية وبنفس وجهة نظر الراسمالية نفسها تعد البشر بجنة استهلاكية لا محدودة وهو ما لا يضاهيه سوى أسطورة الجنة عند المؤمنين


20 - الضحك والسخرية ! ـ ت 17
ماجد جمال الدين ( 2012 / 7 / 15 - 18:24 )
السيد النمري يكتب : ((( إنتاج الخدمات هو دائماً إنتاج فردي ولذلك يعود بدل الإنتاج إلى المنتج نفسه وعامل الخدمات لا يبيع قوى العمل بل يبيع الإنتاج ))) فهل يعتبر صناعة السينما في هوليوود وفي بوليود بالهند أوفي العالم كله إنتاجا فرديا أم جماعيا ورأسماليا ، أم هو يعتبر إنتاج الأفلام والتي تجر أرباحا طائلة في السوق ليست من الخدمات ؟ .. هذا مجرد مثال ، فبالحقيقة تقريبا لايوجد في عالمنا اليوم إنتاج فردي في قطاعات الخدمات على إختلافها ..

ولكن ما يثير السخرية وليس الضحك هو هذه المقولة : ((( الإنتاج الفردي لا يحمل في طيه فائض القيمة ))) ، لا أدري هل فائض القيمة لا يوجد بنظر النمري إذا لم يوجد رأسمالي ( يستولي ) على فائض القيمة هذا ألذي يخلقه العامل .. مغالطة منطقية ، على ماذا يستولي إذا ..

سؤالي للنمري : هل هنالك فرق بين تعبير أو مصطلح فائض القيمة ، ومصطلح القيمة المضافة ؟
فأرجو أن يستخدم كل إمكاناته العبقرية لشرح ذلك .


21 - المثلوثي وجمال الدين
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 16 - 06:17 )
السيدان المحترمان أعلاه بحاجة قصوى لقراءة -رأس المال- لماركس
لا يمكن للمرء أن يكون سياسياً قبل أن يحيط إحاطة تامة بنقد ماركس للنظام الرأسمالي
وتصل الجهالة بالسيد جمال الدين ألا يميّز بين القيمة المضافة والتي هي قيمة العمل المضافة إلى المواد الخام في السلعة وبين فائض القيمة الذي هو قيمة العمل غير مدفوع الأجر
الخدمة مهما كان نوعها تبدأ مع الخادم وتنتهي معه وهي لذلك إنتاج فردي
(Individual Production)
وليست إنتاجاً مجتمعياً
(Associated Production)
الفرق كبير ونوعي بين الإثنين. بدون المييز بينهما لا يمكن فهم الصراع الطبقي وآثاره وبالأخص التشوهات الهيكلية للبنى الطبقية في المجتمعات المختلفة فيما بعد إعلان رامبوييه 1975


22 - المثلوثي وجمال الدين/تابع
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 16 - 06:24 )
ثمة شروحات وافية حول الفرق بين الخدمة والسلعة في كتابي -جديد الاقتصاد السياسي- المنشور في موقعي على الانترنت بالرابط
www.fuadnimri.yolasite.com


23 - سلفية السيد النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 16 - 11:14 )
ذكرني السيد النمري بالنقاشات مع الاسلاميين المتشددين...اذ كلما يحاصرون بالنقاش يبادرون بالقول -ندعوكم لقراءة القرآن-...يعني يجب على المرء أن يعود لذكريات الكتاتيب والحصص المملة للتربية الاسلامية حتى يصدقوا أنه قد قرأ القرآن فعلا...أما أكبر دليل على اطلاع النمري على كتابات ماركس فهو ما عرضه كاجابة عن السؤال الشرك الذي طرحه السيد ماجد حول فائض القيمة والقيمة الزائدة


24 - السيد المثلوثي
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 16 - 15:47 )
إني لشديد الأسف أن يعتبر المثلوثي كتاب رأس المال الذي تهافت العالم على شرائه لدى انفجار أزمة 2008 هو من كتب الكتاتيب المملة. بالفعل نحن أمام حالة فريدة في العالم
أما إن كنت يا مثلوثي بمستوى سوال جمال الدين فخليك لحالك والعوض بوجه الكريم


25 - الدين الماركسي1
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 16 - 21:43 )
ان الماركسيين قد ابتدعوا دينا أرضيا جديدا اسمه الماركسية ليستعيضوا به عن الأديان السماوية وصارت لديهم نصوص مقدسة مثل كل المتدينين هي كتب ماركس ولينين....أما ماركس نفسه فيقول: -كل ما أعرفه أنني لست ماركسيا- في اشارة لرفضه تحويله الى أيقونة مقدسة، فماركس باحث قد ساهم في تطوير كثير من الأبحاث الاقتصادية والتاريخية لكنه لم يكن أبدا نبيا معصوما من الخطأ...وأما الماركسية فانها لا علاقة لها بالشيوعية رغم كل الادعاءات، ذلك ان الشيوعية ليست دينا نستبدل به الأديان القديمة كما هي ليست نظرية عبقرية لهذا المفكر أو ذاك فلو أردنا تعريف الشيوعية فيجب أن ننطلق من الراسمالية نفسها، فهذا النظام الاقتصادي يقوم على أساس كون من يعمل لا يملك ومن يملك لا يعمل ليستفيد من ثمرات جهد المنتجين الحقيقيين للثروة،....


26 - الدين الماركسي2
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 16 - 21:44 )
وأما العمل في الاطار الرأسمالي فيقوم بشكل تعاوني جماعي حيث العمال والمهندسون والخبراء والاداريين هم من يدير الانتاج، أما حصيلة الانتاج فانها تعود لأصحاب الرأسمال..وهكذا فالشيوعية ببساطة هي اعادة ملكية وسائل الانتاج لصالح جمهور المنتجين في اطار ادارة تعاونية حيث الجميع يساهم في الانتاج الاجتماعي والجميع يتمتع بثمرة هذا الانتاج بطريقة تلبي الحاجات الانسانية المتوازنة والبعيدة عن روح النهم الاستهلاكي المريض الذي تبثه فينا وسائل الدعاية والاشهار..


27 - الى السيد النمري
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 16 - 21:56 )
المشكلة ليست في ماركس المشكلة فيكم أنتم..حيث أنكم وبدل مناقشة الأفكار الواردة في النص انطلاقا من الوقائع التاريخية فانكم رحتم تقيسون مدى تطابق هذه الأفكار مع النصوص المقدسة لماركس ولينين وستالين...وهذا بالضبط ما يقوم به كل المتدينين


28 - الاقتصاد الخدمي وحكاية نهاية الرأسمالية
انور نجم الدين ( 2012 / 7 / 17 - 08:01 )
ان البيئة التزاحمية للشركات الرأسمالية في ما يسمى بالمجتمع المعلوماتي، ستجعل من تقديم الخدمات أمر ضروري للبقاء في السوق، فتقديم خدمات مستمرة للزبائن (24 ساعة يوميا) وعلى مدار العام، أمر في غاية الأهمية بالنسبة للشركات الرأسالمية المتنافسة. وهذا هو الأساس المادي لما يسمى بالاقتصاد الخدمي.

بدل القيام بنشر (الاقتصاد الخدمي و .. ) كتعليق على الموضوع هنا، كنت مضطرا لنشره في الحوار المتمدن كمادة للنقاش حول الأساس المادي للاقتصاد الخدمي (Service economy).

الرابط في الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=316083

وليس الموضوع سوى مدخل لما يسمى بالاقتصاد الخدمي، أما الاقتصاد الخدمي، فلا يغير شيئا من طبيعة الإنتاج الرأسمالي إلا في قاموس الاقتصاد السياسي، أي قاموس الاقتصاديين البرجوازيين. وان مجمل الإنتاج الأمريكي يتم إنتاجه بنفس الطريقة الرأسمالية من حيث الإنتاج، والتوزيع، والتبادل، والاستهلاك، كما وان الولايات المتحدة الأمريكية أعظم دولة رأسمالية في الوقت الحاضر حتى حسب رئيسها. وان حكاية نهاية الرأسمالية، ليست سوى تعاليم البرجوازيين حول خلود علاقات الإنتاج الرأسمالية.

اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم