الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرابع عشر من تموز .. نقطة مضيئة في تاريخ وطن ..

عامر الدلوي

2012 / 7 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



اليوم هو الثاني عشر من تموز من عام 1958 .. اليوم فقط تم إبلاغ الأحزاب المشاركة في جبهة الإتحاد الوطني بالإستعداد لأستقبال الحدث التاريخي في غرة جبين الوطن .. الحدث الذي سيقتلع وإلى الأبد سلطة البغي والعمالة .. النظام الملكي .. المنصب من قبل سلطة الإحتلال البريطاني .
واليوم تبلغت الجماهير التي شهدت اللوعة والألم والجوع والمرض تحت ظل ذاك النظام .. وأنتهكت أعراض مئات لا بل آلاف من أعراض الفلاحين في وسط وجنوب العراق من قبل كلابه المتمثلين بالإقطاع وسراكيله .. تبلغت هذه الجماهير وأستعدت لأستقبال هذا الحدث لأنها ولوحدها كانت صاحبة المصلحة الحقيقية في نجاح هذا الحدث .
واليوم .. وبعد أربعة وخمسين عاما ً من ذاك التاريخ .. تحققت مقولة رئيس الوزراء المخضرم ( نوري السعيد ) وتكشفت حقيقته هو .. والتي مفادها إنه لم يكن سوى غطاء لفوهة المجارير أو خزان المياه الثقيلة في أي منزل .. والدليل العجيب الغريب على صدق مقولة الرجل .. هو بروز تيار واسع وعريض ممن يدعون أنفسهم بالباحثين والمثقفين المعتدلين وليبراليين ... إلخ ما أحتواه ذلك الخزان من مفردات .. لم تكتف بمحاولاتها البائرة في تبييض وجه تلك الشخصية (التي والحمد لله ورغم الموت الذي لف البلاد , لم ينقطع لحد الآن ذكر الكثير ممن عايشوا فترة الحكم الملكي ) البئسة بل تبييض وجه الحقبة التي نصبت فيها العائلة الهاشمية كملوك على دولة العراق بعد العام 1921 .
لا بل إنها ذهبت لأبعد من ذلك عندما أخذت كأي أجير مدفوع الثمن وبلا ذرة من حياء تهاجم ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وتصفها بالإنقلاب الدموي الذي قتل العائلة المالكة الشريفة .. وتعدى قسم منهم تلك الحدود ليتطاول على قامة الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الأبطال المهداوي وماجد و وصفي بالسب والشتم .. والملفت للنظر إن ( وأكاد أجزم ) أكثر من تسعين بالمائة من هؤلاء الحثالة هم من مواليد سنة 1960 فما فوق .. أي إن أحد منهم لم يعش لا فترة الحكم الملكي ولا فترة حكم الشهيد عبد الكريم قاسم .. لا بل إن معظمهم آنذاك كانوا ما زالوا أطفالا ً في المهد ويقضون حاجيتهم فيه .
لحد هذه اللحظة لم تغب عن عيني مناظر تلك الصرائف البائسة على ضفتي ( شطيط ) وشطيط هذا لمن لا يعرفه كان مجرى مفتوح ومنخفض يخترق بغداد بالطول لينتهي مصبه في نهر ديالى .. وهو كان بمثابة جدول تصريف المياه الثقيلة لجانب الرصافة .. ذلك المكان كان الماوى لمئات العوائل لفلاحين فقراء هربوا من الجنوب لعدم قدرتهم على تسديد مستحقات سيد الأرض و وكلائه السراكيل ( ولكل فصائل المثقفين المشوهة وجوههم نتيجة التمسح بمؤخرات السلاطين أنصح بقراءة رباعية أبو كاطع ..ليستشعروا ولو قليلا ً بمعاناة أولئك الناس .. هذا إن كان قد تبقى لهم شيء من الإحساس ) و كيف كانوا يعبثون بأعراض الفلاحين غير القادرين على السداد ... كل هذا كان يحدث في عهد يتحسر عليه هؤلاء تحت مسميات ودعاو باطلة .
ولكل هذا الرهط من الرجال والنساء من الذين أرى تعليقاتهم الهزيلة البائسة على صفحات التواصل الإجتماعي وأشرطة الفيديو على اليو تيوب .. أسوق لهم هذه الحادثة .. التي حصلت جنوب بغداد والعهدة فيها على الراوي رحمه الله .. وهو مصدر ثقة كانت روايته حقيقية بعد أن قادني حب التأكد للبحث عن مصداقيتها .. بشهادة شهود آخرين .. حدثني المغفور له قال :
كان الشيوخ يجتمعون في مضيف أحدهم .. كل اسبوع مرة ..وبالذات يوم الخميس .. وتدور بينهم الكؤوس حتى الثمالة .. وفي غرفة أخرى كان العبيد يجهزون مائدة الطعام الأرضية بالطبع .. وعندما كانوا يدعون للعشاء .. كانت لذتهم في التسابق حول من يستطيع أن يعبر بوله إلى الجانب الاخر من المائدة .. ويقفون جميعا ً ممسكين باعضاء ذكورتهم متبولين ..في محاولة للعبور إلى الجانب الثاني .. وتحرير سيناء كما يبدو !!!!!!!!!!!.
وبعدها يجلسون لتناول الطعام الذي سالت عليه مرقتهم .. هذا كان يحدث في تلك المدينة التي أحتفظ بأسمها وبأسماء هؤلاء الزنادقة من الشيوخ في نهاية أربعينات ومطلع خمسينات القرن الماضي .. بينما كان العشرات لا بل الآلاف من أبناء مدينتهم يتضورون جوعا ً ويموت معظمهم بسبب امراض صارت اليوم تافهة امام التقدم العلمي والطبي المتحقق في دول أخرى على ايامها .
وبعد كل هذا يأتي من ياتي اليوم ليحاول وبكل صلافة وقلة أدب أن يجمل وجه النظام الذي سمح لكل هذه الموبقات أن تحدث .. مقابل ماذا ..أن لا تهتز أركان عرشه ..!
نظام الموبقات .. التي زكمت الإنوف وكان بطلها ذلك الوصي اللا أمين .. في مغامراته وغرامياته ..وخصوصا ً مع الطالبات في كلية البنات .. للحد الذي بات فيه أحد عمدائها يلقب بلقب نأنف عن ذكره هنا .. ويريدونني أن أستغفر وأغفر له وللنظام الهاشمي المتعفن .
نظام التحقيقات الجنائية التي لم تجعل لها من هدف إلا إستئصال الشيوعيين المناضلين من أجل تغيير وتحسين الأوضاع المعيشية لكل أبناء الشعب .. عمالا ً وكادحين وفلاحين فقراء .. وأناء المدن منا من تسعفهم الذاكرة ما زالوا يتذكرون كيف كان التزاحم على إستلام معونة الشتاء في المدارس والتي كان المليك المفدى يستذكرهم بها .
نظام الإعدامات الشهيرة لأبطال إنتفاضة الحي .. النظام الموغلة يده وقدمه بدماء عمالنا الأشاوس المضربين في كاوورباغي في كركوك .. نظام إعدام الرفاق الأبطال فهد وزكي بسيم والشبيبي .. نظير جرائم نسبت لهم لكنها كانت أوسمة فخر في صدر التاريخ الوطني .
وبعد غد ستمر الذكرى .. بكل ماحملت من عبق ثوري .. شاءت جحافل بائعي الضمير أم أبت .. وسيحتفل بها الشرفاء من ابناء هذا الوطن .. مستذكرين إنجازاتها رغم عمرها القصير .. والتي أوغرت صدور الأعداء الأجانب وصنائعهم من مدعي القومية والثورية العرب ..وعبيد الدنيا والمال وفروج النساء من مدعي التمرجع الديني الذين لم يخجلوا من إصطفافهم القذر مع صنائع ومطايا الإستعمار ليصدروا الفتاوي التي استغلها اولئك لإقامة حمامات الدم في إنقلابهم الأمريكي السود في الثامن من شباط 1963 .
وسيكون لنا معكم حديث آخر بعد غد في إستذكار أحداث ذلك اليوم التاريخي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب