الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبارك في الناس أهل الطموح

رغد نصيف جاسم السراجي

2012 / 7 / 13
حقوق الانسان


أبارك في الناس أهل الطموح

لم يعد لطموح بناء ألامة مرسى في ارض العراق إذ غادرها كما غادرها الإحساس بالأمان الذي يدركه من يحيى على ارض وطنه (المواطن ).
وهنا بديهية تكاد تحكم حياة الإنسان وهي وجود البدائل التي تشغل الأماكن الشاغرة سواء كانت تلك الشواغر فكرية أم مادية.
ونجد البدائل لأغلب من يحيى على ارض العراق(العراقيين) هو كسب الأموال بصور سريعة الذي أصبح يمثل لهم ملاذهم الأمن، لا بل نجد أن المهنة ذات الطابع الإنساني البحت أخذت هذا المنحى، فعند بعض من يمارسها والذين لا يكادون يفقهون قولا نجدهم يعتاشون لا بل يكتنزون الذهب على حساب أوجاع المرضى؟
المسئول هنا هو غياب الرقابة العلمية من ناحية والرقابة على الأداء النوعي للضمان الصحي من ناحية أخرى.
إن الخوف من المجهول والقلق من المعلوم يفضي إلى توقع الهروب والمغادرة في أي لحظة, وهذه هي السمة البارزة في سلوك من يحيى على ارض الرافدين. فالعراق هو بيت المال وليس هو الوطن، وهذه الصورة تتضح لنا بشكل جلي عند كل من يحمل الجواز الأجنبي ولا يكاد يعترف بالجواز العراقي.
إن هذا السلوك الذي انعكس على أبناء هذه الأرض هو ثمرة الاستلاب الوطني.
وهناك من جمع ويجمع الأموال بشتى الطرق وآخرون فقراء ومساكين لا يكادون يجدون قوت يومهم وفي الجانب الأخر المثقف الذي بالكاد يسير عجلة حياته اليومية بما تحمله من الحاجات الأساسية.
وعلية أن الكثرة على هذه الأرض هم ليسوا أصحاب دار بل ضيوف ولم نسمع على مر التاريخ بان تم العمران على أيدي الغرباء الضيوف.

ففي جنوب العراق نجد المعدمين, أما من يحيى في وسط هذه الأرض فهم مشتتين مرعوبين من شدة الهجمة الوحشية التي فتكت بهم .....أما في شمالي البلاد فهنالك أناس معتزين بانتمائهم لبلادهم, ولأجل ذلك هم قلقين من كل كلمة أو تصريح يمسهم او لا يمسهم, مستوحشين مما حصل لهم في الماضي وحذرين من الحاضر لأنهم أصحاب دار .

إما نحن فمذ عشرات الأعوام نريد أن نكون أصحاب دار لكن لإنزال ضيوف , على ارض تاريخها حكا لنا ماسات عاشتها الإنسانية وحاضرها جعلنا نحكي مأساة إنسانية أخرى .

إن حقيقة ما يجري على هذه الأرض هي ا ن المظاهر الاجتماعية للأنانية في الحق الاقتصادي والسياسي لم تكن سوى نتيجة للدافع الذاتي لغريزة حب الذات ولأعيب في ذلك ألا آذ ابتعد الفرد عن خوض الحياة الاجتماعية والاندماج في العلاقات مع الآخرين تحقيقا لتلك الحاجات.
ويتحقق ذلك إذا امن كل فرد في المجتمع بان ميدانه هو ارض بلاده بما تعطيه له من خيرات وحق في استثمارها والتصرف بها لبناء الأمة وهنا يسلك المواطن السبيل لعمران الأرض وعندئذ يتم إيجاد طبيعة جديدة داخل المواطن العراقي مفادها هو الأيمان بان مصالحه الخاصة هي جزء استحالة أن ينفصل عن مصلحة مجتمعة. إذن نحن بحاجة إلى استثمار الجانب المادي والروحي للمواطن ويمثل الجانب الروحي مسرح النشاط الفكري والعقلي , فليس الإنسان مجرد مادة معقدة بل هو مزدوج الشخصية من عنصر مادي وروحي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط