الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجائزة الكبري و فك طلسم الكنز

عماد عبد الملك بولس

2012 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الجائزة الكبري و فك طلسم الكنز

(و الإله الحافظ لمصر)

هل سقطت الجائزة الكبري في يد الطامعين فيها أم ليس بعد؟ الهجمات الشرسة و المتتابعة و المتسارعة و الشرهة الطامعة، و كشْف الكثيرين عن أقنعتهم، و تكشير الجميع عن أنيابهم، و تشفي المتشفين، و تحرق المشتهين ينم عن اقتراب سقوط الثمرة في أفواههم، فقد تجاوز التلميح إلي التصريح، و تجسم الخيال حقيقة، و تجسدت النظريات محسوسة.

و لكن برغم كل الإضعاف السابق المخطط بعناية للدولة المصرية، و برغم دقة تنفيذ ترهل و إسقاط الدولة علي يد النظام السابق الموجه بدقة و بدهاء شديدين، و برغم سرعة الإجهاز علي النظام السابق تحت غطاء ثورة، إلا أن عوامل القوة الغير منظورة للدولة المصرية، و جنود الوطن المختبئين الظاهرين، و الفدائيين المتطوعين مطفئي الحرائق الذين كانوا يظهرون فجأة في لحظة النهاية (نهاية كل تدبير جهنمي) قاوموا – حتي الآن – تفكيك طلسم الكنز المرصود و الذي يحجب الجائزة الكبري عن الطامعين و المخططين الذين يقفون الآن علي أبواب الكنز يبحثون عن الكلمة السحرية المراوغة.

و الكلمة السحرية ليست سرا، و ليست طلسما في جوهرها، الكلمة هو أن مصر بلا قيمة بدون المصريين، بل إن مصر هي المصريون أنفسهم، و المصريون شعب بساطته معجزية، برغم أمراضه، و برغم جهله، و برغم مظهره (الأبله) الفقير أحيانا، هو هو اللغز و الطلسم و الكنز و الجائزة !!!! و لكنه للأسف لا يدرك هذا، المصيبة أنه برغم الغني الفاحش لهذا الشعب و غني موارد هذا البلد، إلا أنه الوحيد الذي لا يدرك هذا الغني و لا يري هذه الموارد، بل و تُهدر موارده عمدا مع سبق الإصرار و الترصد و بخطط طويلة الأمد، و تُكتم كل الاكتشافات التعدينية و البترولية و اكتشافات الغاز و الثروة جميعا إلي حين وجود مستلب لها، و للعجب، حين يأتي مستثمر نجده لا يضخ أموالا جديدة، بل يستخدم قروضا إن لم تكن من ثروة المواطنين و مدخراتهم فبضمانها، مع العلم بأن الاستثمار بضمان هذه القروض ليس متاحا تماما للمستثمرين الوطنيين، و إن فعلوا يُهاجمون حتي يفشلوا !!!

و كما دخل الصهاينة سيناء و سلبوها – و هذه قضية سرقة منسية – علي كل المحاور، و تمت مساعدتهم و توفير الدعم العلمي و المادي لهم لاستنزاف ثروتها، و ذلك في ست سنوات، في حين أننا من وقت استعادتها حتي الآن، لم نستغل منها إلا القشور (بالمناسبة، اتفاقية الغاز لم تكن إلا تعويضا لإسرائيل عن بعض الاكتشافات المعلَن عنها، ناهيك عن الذي ما زال مخفيا)

و كما يُسرق تاريخ مصر و يُزيًف و يُدًعي فيه ما يُدًعي، و يُطمَس أغلبه و يُسرق – و ما زال – كل فضل للمصريين، تُسرَق معظم ثروة مصر حتي الآن أو تُخبًأ و تُخفي السبل إليها أو تُموًه و يُطمَس عليها، و ذلك فقط أمام المصريين أو الوطنيين، و كل ذلك للحفاظ علي الجائزة كاملة، و الكنز مختوما لحين الاستيلاء عليه كاملا قريبا كما يتخيلون.

و نحن – أصحاب الكنز بل الكنز نفسه – نضيع الوقت في نقاشات تضر و لا تنفع، و ندور في دوائر لإهدار المجهود، و نغطي علي الطامعين و المتآمرين المتسللين في ثنايا الضجة، و ننفخ في نار الخدعة لتتعاظم، و نتعاطي الغفلة و نضيع عن كل مصادر قوتنا و نتشتتت و نضيع كلنا من بعض.

فلماذا لا تستغل الموارد، و تجهض الخطط، و تهدر الثروات و يضيع الوقت جيلا بعد جيل؟ أهي صدفة أن نخرج من فشل لندخل إلي فشل آخر، حتي بعد ما تُدعي ثورة قام بها الشعب لتحقيق الأفضل؟

الإجابة: أن هناك من يدًخِر الجائزة لنفسه، حيث يعلم وحده طريق ثروتها و كيفية استغلالها، و الآن يريد ابتلاع الجائزة كلها بدلا من سرقتها و استنزافها كما كان يصنع في السابق، اليوم يريد ذبح الدجاجة التي تبيض الذهب بدلا من سرقة البيضة، و لكن، أعتقد أن الطامعين لن يستطيعوا، و أعتقد أنهم سيلاقون الخيبة مرة أخيرة و سيخزون إلي الأبد، هذا ما أعتقد ... بلا سبب!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة