الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يحتفل الشيوعيون العراقيون بثورة الرابع عشر من تموز

وصفي أحمد

2012 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


على الرغم من أن ثورة , أو انقلاب 14تموز كما يحلوا لمعارضيها أن يسموها , كانت ثمرة نضال طويل لعدد كبير من الأحزاب السياسية ذات الأيدلوجيات المختلفة إلا أن الشيوعيون العراقيون ظلوا أوفياء لهذه الثورة .
لقد كانت الثورة رد فعل طبيعي على الأوضاع السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية للغالبية العظمى من الشعب العراقي .فسياسيا سيطرت حفنة من السياسيين الذين كانوا يمثلون الطبقات المستغلة – بكسر السين – عن طريق تزييف الانتخابات سواء عن طريق التزوير أو بإرهاب المعارضين مرشحين كانوا أم ن كرى ثورة 14 تموز
اخبين لمنع وصول هؤلاء إلى مركز القرار .
أما من الناحية الإجتماعية فقد كانت العلاقات الأنسانية مشوهة بسبب سيطرة الإقطاعيين على الريف العراقي بحيث كانت حفنة قليلة من هؤلاء تملك النسبة الأعظم من الأراضي الصالحة للزراعة في كانت الغالبية العظمى من سكنة الريف تعاني أوضاع غاية في السؤ من حيث تردي أحوالهم المادية و الاجتماعية و الصحية من حيث انتشار الأمراض المتوطنة و الوافدة التي كانت تفتك بالمواطنين مع قلة عدد المستشفيات و الكوادر الطبية و الصحية مما دفع المواطنات و المواطنين إلى الالتجاء إلى الغيبيات بسبب ضعف الحالة المادية لهم .
أما من الناحية الإقتصادية فقد كانت الثروة الأساسية للعراق – النفط – تسرق من قبل شركات النفط الاحتكارية التي كانت تمارس أبشع أنواع الاستغلال تجاه الطبقة العاملة العراقية . هذا بالإضافة إلى اهمال الطبقة السياسية للصناعة الوطنية بحجة أن العراق بلد زراعي و لكي يبقى الاقتصاد العراقي استهلاكي أكثر منه انتاجي بالشكل الذي يمنع تراكم رؤوس الأموال لتحقيق تنمية شاملة تؤدي في النهاية إلى تحسين الواقع المعاشي للطبقات الكادحة بشكل خاص .
كل هذه العوامل و غيرها ساهمت في حدة التذمر الشعبي مما سهل على الأحزاب الوطنية تعبئة المواطنين للنزول إلى الشوارع للدفاع عن مصالحهم . و بدل أن تتفهم الحكومات المتعاقبة مطالب الجماهير و تعمل على تحقيق النزر اليسير منها , عملت على إعتماد الاجراءات القمعية في التعامل مع الاحتجاجات الجماهيرية عن طريق توسيع جهاز الشرطة و تجهيزه بمختلف أنواع الأجهزة القمعية و اللجوء إلى اصدار القوانين القمعية مثل فانون نزع الجنسية العراقية عن المواطنات و المواطنين بتهمة الشيوعية .
و لضمان سيطرة الطبقة السياسية على مقاليد الحكم و الوقوف حجر عثرة أمام أي تغيير مهما كان بسيطا في موازين القوى لصالح الأحزاب السياسية التي تمثل مصالح الطبقات المهمشة عمدت إلى تزييف الانتخابات عن طريق التنكيل بمرشحي المعارضة و منع مرشحيهم من الادلاء بأصواتهم بحيث كانت نتيجة آخر انتخابات أن فاز أغلب النواب عن طريق التزكية .
و نتيجة لعجز الأحزاب السياسية المعارضة للنظام من احداث التغيير سواء عن طريق الانتخابات أو من خلال تعبئة الجماهير للقيام بثورة شعبية فقد قرر العسكر أخذ زمام المبادرة بايديهم لتحقيق هذا الهدف .
و كان لموقف الجيش هذا عدد كبير من الأسباب نذكر بعضها :
1- ينتمي معظم الضباط الشباب إلى الطبقات المسحوقة .
2- لم يكن أفراد الجيش بعيدين عن الأفكار الثورية التي كانت تروج لها الأحزاب الثورية فهم إما منتمين لاحداها أو متأثرين بطروحاتها .
3- التذمر الواسع بين أفراد المؤسسة العسكرية بسبب التنكيل الواسع الذي قامت به الطبقة السياسية بعد فشل حركة مايس 1941 ضد من شاركوا بها من عسكريين و قد زاد في حدة هذا التذمر الهزيمة المنكرة التي حاقت بالجيوش العربية , و منها الجيش العراقي , في حرب فلسطين 1948 .
وهكذا فقد أستبدل الحكم المدني بآخر جمهوري عن طريق الانقلاب العسكري الذي تلفى الاسناد الكبير من لدن الجماهير و قواها التحررية بمجرد أن أذيع البيان رقم واحد .
ان الانجازات التي قامت بها الثورة و إن أكسبتها حب الطبقات المهمشة لكنها في نفس الوقت جلبت لها عداوة القوى المحافظة المحلية و الاقليمية اللتان تحالفتا مع الدوائر الغربية للعمل سوية لاسقاط حكومة الثورة كونها بدأت تهدد المصالح الاستعمارية في العراق و المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة خاصة على فرانس24 حول نتائج الجولة الأولى من الانتخابات


.. فيضانات تضرب بلدة نواسكا الإيطالية وتتسبب بانهيارات ارضية




.. اتفاقية جنيف: لا يجوز استغلال وجود الأسير لجعل بعض المواقع أ


.. نتائج الانتخابات الأولية: فوز المرشح الغزواني في انتخابات ال




.. صورة لـ-بوتين مع قلب أحمر-.. تقطع خطاب زعيم حزب الإصلاح البر