الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإمبريالية: كسياسة أم كاقتصاد سياسي؟

سلامة كيلة

2012 / 7 / 13
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



ينظر للإمبريالية من زاوية السياسة، أي انطلاقاً من المعنى الحرفي لكلمة إمبريالية، التي تعني الاستعمار. وكانت قد جرت ترجمة كتاب لينين "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" بـ "الاستعمار أعلى مراحل الرأسمالية"، بينما كان لينين يتحدث عن شيئ آخر غير الاستعمار الذي هو احتلال دولة لدولة أخرى، يتعلق بتكوين اقتصادي سياسي عالمي تسيطر عليه الرأسمالية، والذي جعل "الربط الاقتصادي" بديلاً عن الاستعمار المباشر، ولهذا انتقلت السيطرة من السياسة (عبر الدولة) إلى الاقتصاد. والدارج الآن هو النظر إلى الإمبريالية كـ "مشروع سيطرة سياسية"، أي من زاوية سياسية محض. حيث يحل بدل الاستعمار القديم الذي كان قائماً على الاحتلال دور القوى الإمبريالية في إلحاق النظم الأخرى، وإتْباعها لسياساتها.
في المقابل هناك من يرى في السيطرة الاقتصادية (أو التبعية الاقتصادية) صيغة جديدة للاستعمار القديم (المباشر)، وبالتالي يجعل هذه مثل تلك، ويظل الهدف هو التحرر بمعناه السياسي، ومن ثم الاقتصادي. ويجري النظر إلى الإمبريالية من المنظور السياسي كذلك. أي يجري قلب الموضوع من شكل الدولة المتوافق مع التبعية الاقتصادية إلى التبعية الاقتصادية الناتجة عن شكل الدولة.
هذا المنطق يجعل الدولة هي محور النظر. فالعلاقات هي بين الدول، والسياسة العالمية تقوم على دور الدول، والصراعات العالمية هي صراعات بين الدول، والتحالفات العالمية هي كذلك بين الدول. والدولة هي الشكل السياسي للوجود "البشري"، والتعبير السياسي عن سيطرة طبقة بعينها. لكنها تعبير سياسي كما يجري اختزالها حين النظر إلى الوضع العالمي.
وبالتالي يصبح المطلوب هو تحديد في أي "جبهة" نحن انطلاقاً من الانقسام العالمي، دون تلمس علاقة هذا الانقسام بمصالح الشعب، سوى عبر الشعارات العامة التي تتكرر من هذا الطرف أو ذاك. بمعنى أن الصراع العالمي بين الدول هو اساس فهم العالم. ولهذا يدخل المنطق الصوري بعنف لكي يحدِّد الخير والشر، أي من هو الطرف الذي نحن ضده لكي تؤيد الطرف الآخر الذي يختلف معه، بعيداً عن محاولة فهم أسباب الاختلاف، وحدودها، وعلاقتها بالشعب هنا أو هناك، وبالمصالح الخاصة لأمة معينة.
وكما فعل حزب التحرير الإسلامي حين ظل ينطلق من أن الصراع في العالم هو بين بريطانيا وأميركا، ليكون ضد أميركا ومع بريطانيا، أو كما فعل جمال عبد الناصر وبعض القوميين نهاية الأربعينيات والخمسينيات حينما راهنوا على أميركا ضج بريطانيا، نجد أن هناك (من اليسار) من لازال يعتقد بأن الصراع هو بين روسيا "الاشتراكية" وأميركا، وهو هنا مع روسيا. بريطانيا وأميركا كانتا إمبرياليتين، وتختلفان في المصالح وتتوافقان. وروسيا وأميركا الآن هما إمبرياليتان، تتصارعان على "تقاسم الغنائم" وتتوافقان. كل ذلك دون أي حساب لمصالح الشعوب. ولقد اختلفت فرنسا وألمانيا مع أميركا في السنوات السابقة على عديد من المسائل (منها الحرب على العراق) دون أن يلغي ذلك كونها إمبرياليات. لكن يبدو أن هناك من يريد التخلص من السيطرة الأميركية دون أن يلحظ وضع بديلها، بالضبط كما توهم عبد الناصر ورهط من القوميين.
الصراع العالمي هو بين دول، لكنه يعبّر عن مصالح طبقات مسيطرة فيها. وسعي كل منها لكي يفرض سيطرته على العالم، مادامت كلها باتت تحكمها الرأسمالية، من فرنسا وأميركا إلى روسيا والصين. لكن إذا جرى النظر من زاوية السياسة فقط، سيتحدد الموقف منها على ضوء "حدث ما".
السياسة والاقتصاد
أشرت إلى ترجمة كتاب لينين للإشارة إلى الفارق في الوعي الذي يحكم النظر إلى الإمبريالية. فترجمة كلمة إمبرياليزم بكلمة استعمار نتج عن المعنى الحرفي لهذه الكلمة. وبالتالي يظل يشمل المستوى السياسي. لكن قصد لينين كان أبعد من ذلك (وهذا القصد كان يتبلور في إطار الماركسية منذ بداية القرن العشرين مع تشكّل الرأسمالية في شكل جديد) يتمثل في كلية التكوين الاقتصادي السياسي الذي صاغت الرأسمالية العالم فيه. لهذا تحدث عن التمركز والاحتكار، والرأسمال المالي، وتصدير رؤوس الأموال والسلع، وتقاسم الأسواق العالمية. ومن ضمنها مسألة الاستعمار.
وبالتالي لا بد من النظر إلى الإمبريالية كتكوين اقتصادي سياسي عالمي. وقبل النظر إلى صراعات الدول يجب تلمس التكوين الاقتصادي الذي فرض على العالم. لأن صراعات الشعوب هي نتاج هذا التكوين قبل أن تكون نتاج صراعات سياسية بين الإمبرياليات أو معها.
فقد صيغت البنى الاقتصادية وفق مصالح الطغم المسيطرة على الصناعة، التي فرضت على العالم المتخلف أن يصبح مصدراً للمواد الأولية ومستورداً للسلع. وبالتالي أن ينزع التراكم المالي المحلي للنشاط في القطاع الوسيط الذي هو التجارة والخدمات. فأصبحت الطغم المالية الإمبريالية هي مركز العالم، وباتت رأسماليات الأطراف كومبرادور يسهّل عملية السيطرة على السوق المحلين ويمنع تحقيق التطور لمصلحة تغليب الاستيراد. وبهذا باتت الدورة المالية تبدأ من المراكز لتصبّ قيها، عبر حركة سلع مصدرة إلى الأطراف. هذا هو "العالم التحتي" الذي تقوم عليه العلاقات الدولية. وهو الأساس الضروري لفهم كل الصراعات العالمية.
وكل من ينشط في هذه الدائرة هو تابع اقتصادياً، وجزء تبعي في التكوين الرأسمالي العالمي. لهذا حين يصبح النشاط الاقتصادي متمحوراً حول التجارة والخدمات والعقار والبنوك، تكون الرأسمالية بالحتم تابعة. وتصبح اختلافاتها نابعة من تناقضات هامشية في إطار النمط الرأسمالي ذاته. هناك مثلاً صراعات كبيرة بين الرأسمال الأميركي والرأسمال الأوروبي (الألماني/ الفرنسي خصوصاً)، لكن في إطار تشابك وترابط مصالح بين رأسماليات "حقيقية". لكن يمكن أن يكون هناك تناقض مع بعض رأسماليات الأطراف لسبب يتعلق بالصراع بين الرأسماليات أو نتيجة اسباب أخرى. وهذا التناقض لا يحوّل الرأسمالية التابعة إلى طبقة تعبّر عن مشروع مختلف مع الإمبريالية. بل يجب النظر إلى هذا التناقض من زاوية المصالح التي تؤسسه، وهي في كل الأحوال متناقضة مع مصالح الشعب محلياً. حيث أن تشكل هذا النمط من الرأسمالية يؤسس لتناقض عميق في البنية "القومية" (أو المحلية)، حيث يتمحور الاقتصاد حول قطاعات ريعية مثل الخدمات والسياحة والعقارات والمال والاستيراد، تفضي حتماً إلى دمار القطاع المنتج، وبالتالي نشوء بطالة عالية وانحدار في الأجور مقابل أسعار عالمية للسلع. وانهيار عام في الاقتصاد والوضع المعيشي والبنى التحتية.
في هذا الوضع تكون الرأسماليات المحلية جزءاً تابعاً في التكوين الإمبريالي. ولهذا يجب فهم الاختلافات التي يمكن أن تنشأ انطلاقاً من ذلك. خصوصاً بعد أن ضعفت الإمبريالية الأميركية وتعمل كل من روسيا والصين على فرض تقاسم جديد للعالم انطلاقاً من الأساس الرأسمالي ذاته. ولهذا يمكن أن تميل رأسمالية ما في الأطراف إلى الربط مع الطغم الإمبريالية في روسيا أو مع الصين. لكن انطلاقاً من التكوين "الرأسمالي التابع" ذاته، وللحفاظ عليه.
فروسيا اليوم هي دولة إمبريالية تسيطر فيها طغم رأسمالية شبيهة بتلك الطغم التي تسيطر في كل البلدان الرأسمالية. وهي تعمل على إخضاع العالم لمصالحها كما فعلت البلدان الرأسمالية سابقاً. وصراعها اليوم مع أميركا هو نتاج ذلك. حيث تسعى لإعادة تقاسم العالم انطلاقاً من ميزان القوى الجديد الذي تبدو هي فيه قوة مقابلة لأميركا، وربما تحلم بأن تصبح هي القوة المسيطرة على العالم.
وهي في ذلك تبقي اقتصادات الأطراف كما صاغتها الإمبريالية الأميركية، أي كاقتصادات ريعية. وتترابط مع رأسماليات تابعة وريعية (مافياوية) في البلدان التي "تحتكرها".
وربما يكون النظر السياسي هو الذي يجعل الحماس لروسيا عالياً نتيجة رفض أميركا، حيث كانت، ولازالت، المسيطر على الوطن العربي، والناهب لثرواته، والداعم للدولة الصهيونية. وهي من هذه الزاوية العدو الرئيسي. وأيضاً ربما يكون ذلك صحيحاً إلى حدّ معين من المنظور السياسي. لكن هذا وضع عابر، خصوصاً وأن روسيا لا تدعم جدياً في المسألة الفلسطينية، وما تقوم به هو محاولة إحلالها محل أميركا ضمن التكوين الاقتصادي الذي تفرضه كل إمبريالية، وليس كما كان الوضع زمن الاتحاد السوفيتي حين دعم التطور الصناعي والعلمي في كل بلدان التحرر الوطني.
هذا الهامش إذن يفيد الرأسماليات المحلية ولا يفيد الشعوب. ويدعم الدول التي تسيطر عليها في الصراع العالمي دون أن يغيّر ذلك من التكوين الاقتصادي الريعي الذي يفقر المجتمع ويهمشه. هنا يمكن لدولة تمثل هذه الرأسمالية أن تكون في صراع مع أميركا دون أن يمسّ ذلك التكوين الاقتصادي الريعي، والذي يمكن أن يترابط مع إمبريالية أخرى.
الاقتصاد والسياسة
هنا تصبح الدولة التابعة اقتصادياً في تناقض مع إمبريالية، هي الإمبريالية الأميركية، وفي تبعية لإمبريالية أخرى هي الإمبريالية الروسية. فالدولة التي تقيم العلاقات العالمية هي التمظهر لمصالح الطبقة المسيطرة، وبالتالي لا بد من لمس طبيعة هذه الطبقة لكي يكون ممكناً فهم صراعاتها "العالمية". فالصراع هنا ليس من أجل التحرر وبناء اقتصاد وطني كما كان في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث أن الرأسمالية التي تحكم قد خصخصت وعممت الليبرالية وأقامت قوتها المالية على أساس الاقتصاد الريعي الذي يفرض عليها حتماً اللحاق بمركز إمبريالي، ولا تستطيع أن تكون مستقلة، لأن كل نشاطها المالي يتحقق من خلال هذه العلاقة. لتكون "أداة صغيرة" في الصراع العالمي بين رأسماليات.
وروسيا والصين هما الآن الطرف الآخر في الصراع الإمبريالي في سياق سعيهما لكسب مواقع وأسواق وفرض تقاسم جديد للعالم ينطلق من ميزان قوى جديد يقوم على ضعف أميركا وأزمة أوروبا، و"قوة" كل منهما الحالية. لهذا سوف يقفان مع كل مختلف مع أميركا، ويكون ميل كل من لا تدعمه أميركا هو نحو تطوير العلاقة مع كل منهما. وهذا ما نلاحظه في دعم النظام الإيراني، والسوري، والسوداني، والكوري الشمالي، وكل دولة يبرز اختلافها مع أميركا.
لكن ما قيمة ذلك فيما يتعلق بالوضع الداخلي إذا لم يؤدِ إلى دعم التطور الاقتصادي؟
ما يمكن قوله هو أن هذه العلاقة لا تؤدي إلى تطوير اقتصادي بل إلى نهب إمبريالي من خلال دعم طبقة مافياوية تحكم من أجل النهب. ولهذا سيبدو التقدير السياسي القائم على تحليل جيوبوليتيكي لتوضعات الصراع العالمي دون معنى، لأن النظام لن يكون مع أميركا بل سيكون مع روسيا. وسيبدو بأن روسيا تحل محل أميركا كما حلت أميركا محل بريطانيا بعيد الحرب العالمية الثانية. وليبقى التكوين الاقتصادي الطبقي كما هو، ريعياً مافياوياً.
إذن هذا التوضع للنظم التي تميل للتبعية لروسيا يدعم وجودها، ويعزّز نهبها الداخلي، ويقويها في مواجهة شعبها. لتبقى نظم رأسمالية تابعة، تحوّل السيطرة الإمبريالية من طرف إلى طرف آخر. وسيكون الخلاف مع أميركا "سياسياً" دون أساس اقتصادي، والارتباط بروسيا نتيجة للخلاف مع أميركا وليس نتيجة أي شيء آخر.
ولهذا سيبدو التحليل "الجيوبوليتيكي" سطحياً وساذجاً، وينطلق من بقايا ماضٍ رحل، أكثر مما يساعد في فهم وقائع العالم الراهن. وهو يتأسس على منطق صوري لا يرى سوى ألـ "مع" وألـ "ضد"، وحيث يحدد وجع الماضي العدو، بالتالي ليكون كل من يختلف معه حليفاً يجب الدفاع عنه، دون لمس الشعب والطبقات المفقرة والتكوين الاقتصادي، وعلاقة كل ذلك بالسياسة والتحالفات العالمية.
الإمبريالية تكوين اقتصادي سياسي، وبغير هذا الفهم سيبقى سوء التحليل رائجاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيةً وتقديراً
حميد خنجي ( 2012 / 7 / 13 - 17:21 )
مقالٌ جيد... شكرا
الإشكال هو في تقديم وترجمة مصطلحين مخنلفين إلى الللغة العربية تاريخيا
فكلمة استعمار او الإستعمار تقدم أو قُدم بالعربية وللعرب في مكان المصطلحين معا وهما الكولونيالية والإمبريالية!! لا يوجد وللأسف حتى الآن- حسب معرفتي- مصطلح باللغة العربية مقابلٌ لكلمة الإمبريالية
بالمناسبة... الحمد لله على السلامة أنك قد خرجتَ من جحيم جزار الشام .. لقد كنا مقلقين على مصيرك
تحياتي


2 - العولمه والثوره المعلوماتيه أدوات مؤثرة أيضا
كنعان الكنعاني ( 2012 / 7 / 14 - 01:44 )
مقال ممتاز، شكرا للسيد كيله.
مع غياب مصطلح عربي مقابل إلا أن الإمبرياليه قد تعني التوسع المدفوع بالتحكم والسيطره، والإقتصاد بلا شك يشكل أداة سياسيه حاسمه. وفي عصرنا الحاضر أضحت العولمه والثوره المعلوماتيه أدوات مؤثرة أيضا في الإقتصاد والسياسه معا، بل وأضحت لبنه تأسيسيه في مشروع عالم واحد بحكومة واحده وطبعا منظومه قيميه واحده. من يصنع وينتج هو من يسيطر، وفي ضوء تخلف العرب إقتصاديا ومعرفيا لا يتبقى من هامش للإستقلال الوطني سوى إسمه، متسلحا بعلم ونشيد قل من يحفظه.


3 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2012 / 7 / 14 - 07:54 )
الرفيق العزيز سلامه
حمدا للسلامه
الايعني ان الرسمالية اعلى مراحل الاستعمار
اعانقكم


4 - لينين والامبريالية
محمد المثلوثي ( 2012 / 7 / 16 - 12:25 )
الامبريالية كمصطلح وكمفهوم هو من ابتداع الاقتصادي البورجوازي هوبسن تبناه لينين من أجل تبرير سياساته المتعلقة بالحاق الحركة الثورية في الشرق بالبورجوازيات الوطنية...وكل ما يعرضه لينين كمميزات اقتصادية للمرحلة الامبريالية هي مميزات الراسمالية نفسها منذ نشوئها كأسلوب انتاج، فالاحتكار والنظام الاستعماري وظهور الراسمال المالي والبورصات..الخ كلها ظواهر قديمة قدم الراسمالية...ولينين حاول تصوير الأمر وكأن الراسمالية قد مرت الى مرحلة نوعية جديدة تستوجب تكتيكا جديدا للبروليتاريا، اي التخلي عن أهدافها الطبقية الخاصة لصالح مقولات حق الشعوب في تقرير مصيرها والتحرر الوطني وبناء الاقتصاد الوطني المستقل وفك الارتباط بالامبريالية...الخ من أجل الالتحاق بالجبهات الوطنية والشعبية البورجوازية..وهذا ما قاد لينين الى تمييع الشعار الأممي -يا عمال العالم اتحدوا- باضافته للأممية الوهمية بين الشعوب والأمم المضطهدة

اخر الافلام

.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين


.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع




.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف


.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا




.. خلافات في حزب -فرنسا الأبية-.. ما تأثيرها على تحالف اليسار؟