الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والتين ... والبلد الأمين

منير الصعبي

2012 / 7 / 13
الادب والفن



لا تحاول
فكلانـا واحـدٌ واحـد
منذ أن تعارفنا لم نـك اثنين
لم نـك جسدين
كنا رعشة الروح
تُبقـي فينـا وتـذر
أذوب فيها مرةً
وتذوب فيَ مرتيـن
فتكون شهيقـاً
وتكون زفيـراً
وتكون المنفى واللجوء في عينيـن
في لجـة الوقـت المهـدور فينـا
في ضيـق الوقـت
في ضيـق النفـس
تكتبنـا الأشيـاء كلمـات
يغنينـا لحـن الشـوق في شفتيـن
يُختـزل القهـر في دمعتين
ترسمنـا ريشة المنفـى
على جـدار التشـرد لونيـن
اسـودٌ كالحـزن الساكـن فينـا
أبيضٌ كـزبـد بحـر
لا جـزر فيـه
ومـده يوقفـه رمشيـن
كـلا .. لم نكـن اثنيـن
يا شبيـه الأشيـاء
ايتها المتسرطن في الأحشـاء
ايهـا الطارئ على دقات الزمـن
إن لـم تعشـق عشقنـا جهـراً
إن لـم تغـازل كغزلنـا
همسـاً وعلنـاً
إن لـم تغفـو كشوقنـا
علـى وجنـات الجـرح
إن لـم تستفيـق كوجعنـا
مـن الامتهان
لتـرى يقيـن الحلـم
أو حلـم اليقيـن
إن لـم يعرفـك الزيتـون والتيـن
وأنكـرك البلـد الأميـن
فكيـف لـك ان تكـون
كمـا أنـا أكـون
وكيـف لـي ان أستكين
لا تحـاول ايهـا الطارئ
أن تسمينـا بالأرقـام
واحــدٌ ... أثنيــن
فأنـا واحـد في خصلتيـن
نلتقـي في جـذع كغصنيـن
جـذعٌ مغروسا في الأرض
أرضٌ تسمـى وطنــا
لا وطنيـن
*****
منير الصعبي
إسطنبول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منير الصعبي... فلسفة المدينة ووجع الحب
موفق مجيد ( 2012 / 8 / 22 - 11:21 )
منير الصعبي، فلسفة المدينة ووجع الحب

لا اخفي ما اكتنفي من شعور وانا اتجول داخل دهاليز هذه القصيدة التي حملتني لتخوم القلق، القلق الذي يبحث عن من يسكنه، قلق الابحار صوب ضفة المجهول، هي فلسفة المدينة اذا، المدينة الحلم، او حلم المدينة ، حلم يصب وجعه كشلال متدفق من الاحاسيس، اعتقد بان الصعبي حاول ان يدلنا عبر ممرات قصيدته لتلك المدينة ممتطيا افكارا افلاطونية فاضلة،
فلعبة العلامة يتناولها الصعبي بكثير من الحذر بعيدا عن لغة التلغيز في قصيدة حملت شجرة التين التي تحتضن من يكتنفها بصبر النبيين مقترنة بضياء الزيتون لينير دروب من يتتبع اشاراته لتلك المدينة وسط صمت النفس الحائرة الهائمة التي تبحث عن عمق جذور امتدت لالاف السنين، ثم لا يخفى لمن يتتبع قصيدة الصعبي مزج الصورة وفق اسلوب مبدع بين المدينة وعذابات الحب، وجع يمتزج ليصير دلالة مخفية اخرى بعيدا عن الصورة الشعرية التي ارتسمت في المخيلة القارئ الذي يبحث عن الخلاص، تنوع يقودنا للاعتراف بسحر القصيدة.
الدمعتين والمنفى ثنائية حاول الصعبي ان يغور من خلالها لمثابات الاحاسيس المرهفة فعندما تقرأ:
ترسمنا ريشة المنفى
على جدار التشرد لونين.
اسود كالح

اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال