الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف الجامعي والقوة بالعشيرة

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


هدوء لم نكن نعرف بأنه سيكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، حين طرق الباب ونحن جلوس في قاعة الدرس ، الطرقة كانت غير طبيعية وبها لهفة المصدوم، طرقة لم تنتظر حتى الاذن لها بالدخول، كان الوجود بقاعة الدرس بهذا التوقيت يعادل الاثم، حين صرخت باستنكار ماذا تفعلوا والحرب العالمية الثالثة تقوم بالخارج. استنكر الاستاذ الجامعي ما قالته وقال مستهزئا بها هل انت في حالة هذيان؟ قالت بوجع وصوت باكي واشارت الى النافذة، ونظر الاستاذ وضرب كفا على كف، كما لم نستأذن نحن منه حين نظرنا كذلك وراينا مشهدا غاية في الرعب، حجارة تتطاير وطالبات تسابق ذاتها على النجاة من حجر يصيبها او بقايا زجاج متطاير لا يرحم من الم، لم يعد يصيبنا الا امر واحد كيف تكون النجاة؟. كان ذلك ذات عام جامعي استعدته بقوة واحداث العنف الجامعي تتأزم في جامعة مؤتة وغيرها من الجامعات الحكومية وغير الحكومية في الاردن.
لم استنكر حال الطالبة في جامعة مؤتة وهي في السنة الثالثة بأنها لن تذهب الى الجامعة بعد هذا اليوم، لم استغرب حرقتها وخوفها وقد اصبح العنف الجامعي ظاهرة تنتشر كالعدوى من جامعة الى اخرى وفي تطور مستمر بالادوات المستخدمة في المشاجرات حتى وصل الامر الى استخدام السلاح والقنابل المصنوعة يدويا.
العنف وافتعالة صار عنتريات لا يحاسب عليها الطالب لا من اسرته ولا من جامعته التي لا تستطيع ان تقيم عليه العقوبة احتراما لاسم عشيرته، بوجع نذكر اين اختفت عادات العشائر التي كانت تعد من يأتي بمثل هذه الاعمال منبوذا من عشيرته!
احد الاسباب الوجيهة لظاهرة العنف بالجامعات مرتبطة بالهيئة التدريسية وهذه انا عاصرتها، اذ ان الاستاذ الجامعي كان لا يخاطب الطلبة الا باسماء عشيرتهم وطبعا بعين الرضى للعشائر المعروفة، حتى ان نتائج التحصيل العلمي في كثير من الاحيان تكون للطالب الذي يحظى بالعشيرة المشار اليها بالبنان، فأذا كان هذا هو حال الهيئة التدريسية في اذكاء روح القبلية والاقليمية بين الطلبة فأن على جامعاتنا السلام.
الطالبات هن الحاضر الغائب في اسباب العنف الذي يحدث بالجامعات، عدا عن الفراغ الفكري الذي يعيشه الشباب في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.
التربية الاسرية وتغيب لغة الحوار واحترام الرأي والرأي الاخر وحل الصراعات بعيدا عن العنف، كلها اسباب لا تقل خطورة في نقل المشاكل والخلفيات الجهوية والاقليمية الى داخل الجامعات، دون التقليل من اهمية ثورة الخلوي في تجميعهم في اقل وقت ممكن للشباب من المنتسبين وغير المنتسبين للجامعة في اشتعال فتيل تلك المشاجرات وكأن تلك الفئة من الطلاب الجامعيين والمفترض ان يكونوا انموذجا وقدوة لغيرهم من شباب الوطن، ما زالوا شباب حارات يقيمون مشاجراتهم بعقلهم الصغير الذي نشئوا عليه.
يقال ان هناك عنف بين الطالبات الجامعيات يصل لحد شد الشعر لكنه ما زال بحدود الغرف الصفية والحمامات والاسباب ما زالت غير معروفة.
ثمة اسباب تجعلنا نعيد ما قاله غيرنا من الدارسين لهذه الظاهرة لان عدوى الجهل تكاد تتفوق على طلاب العلم.
يجب على الجامعات التعامل مع المخالفات السلوكية ضمن التعليمات واللوائح القانونية التي تضعها في مثل هذه الحالات باتخاذ العقوبات الرادعة بعيدا عن الواسطة والمحسوبية وفناجين القهوة.
كما يجب على الجامعات ان تبدأ باطلاق الحريات السياسية في الجامعات، والسمو بالعدالة بين الطلبة، والقوة بالحق وليس بالانتماء للعشيرة، لا نريد ان نقول ان العنف الجامعي هو انعكاس لعنف مجتمعي لان تلك الفئة يجب ان تظل انموذجا وقدوة للشباب المتعلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل ممكن أن نتوقع غير العنف في مجتمعاتنا الدينية ؟
الحكيم البابلي ( 2012 / 7 / 13 - 22:53 )
الآنسة الفاضلة عبلة عبد الرحمن
لا تنسي عزيزتي بأننا لا زلنا من مجتمع عشائري قبلي وبدوي ، وخاصةً في العراق والأردن وجزء من الشام ، وكمثال فإن تلث العراقيين كانوا من البدو خلال القرن 19 الميلادي ، ولا تزال الأغلبية في الأردن بدوية بإمتياز ، فماذا تتوقعين والحكمة تقول : أن عظمة أية دولة تأتي من عظمة أفراد مجتمعاتها !؟

وكلما إزدادت هيمنة العشائر على المجتمع كلما إبتعد ذلك المجتمع عن التحضر وإقترب من العنف والفوضى والمشيخة وعدم الشعور بالإنتماء للوطن ومنظومة العدالة الإجتماعية
لا أحد مِنا بإمكانه تقدير حجم القسوة والعنف في مجتمعاتنا العربية ، لكننا جميعاً نعلم أن العنف أصبح إعتيادياً جداً في حياتنا اليومية ، وألأخطر أنه أصبح مقبولاً جداً ونتعامل معه بكل طبيعية كما نتعامل مع الخبز والماء والأوكسجين أحياناً ، وهذا خطيرٌ جداً
يقول الشاعر الجواهري الكبير
لا تنسَ أنك من أشلاء مجتمع ===== يدينُ بالحقدِ والثاراتِ والدجلِ
يستنفر اليوم عن امسٍ إلى غدهِ ===== على المذاهبِ والأنسابِ والنَحَلِ
حرب على كل موهوبٍ وموهبةٍ ===== لديهِ مُسرة الأضواءِ والشُعَلِ

تحياتي عبلة ، إستمري في العطاء


2 - تشخيص دقيق
علاء علان ( 2012 / 7 / 13 - 23:50 )
بالفعل مقلق و مؤرق جدا الحد الذي وصلت اليه جامعاتنا ، عنف غير مسبوق و بأساليب مختلفه ، و قد قدمتي تشخيصا دقيقاً ، و حلولا منطقية. .


3 - عدوى الجهل
سيمون خوري ( 2012 / 7 / 14 - 08:01 )
الأخت المحترمة عبلة عبد الرحمن ، تحية لك مقال جيد . مصيبة المنطقة أن عدوى الجهل تتفوق على عدوى العلم , فالجهل لا يكلف شيئاً بينما العلم يحتاج الى عقل مفتوح . وطالما أن النصوص الفضائية تحاصر العقول فلا أمل بالتخلص من فيروس الجهل سوى بالتمرد على هذه الفيروسات . العالم على أبواب ثورة رقمية جديدة في هذا الفضاء الكوني والمنطقة لا زالت تناقش عذرية الفتيات . ما هذه الأمة التي وضعت رأسها في وبين احشائها التناسلية ...؟!


4 - عظمة الامم من عظمة افرادها
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 7 / 14 - 10:06 )
تحياتي استاذي العزيز الحكيم البابلي
لن اقول اشكرك على اضافتك الرائعة لانها جاءت القول الفصل الشكر هنا قد يكون تقصيرا
فكأنني انا التي اضيف بمقالتي على تلخيصك ورؤيتك الرائعة حول العشيرة وما يرشح عنها
تخيل ان احد نوابنا الافاضل وعلى الهواء مباشرة يرفع السلاح بوجه من يحاوره عدا عن سلاح الاحذية الذي ابتدعه الزيدي في وجه بوش استخدمه النائب المحترم اسلوبا لحواره مع زميله
فكيف سنعيب على الطلاب تصرفاتهم الغريبة بعبثهم بممتلكات الجامعة التي من المفترض انه ياتي اليها بصفتها منارة للعلم
تخيل ان العنف الجامعي في جامعة مؤته هذه المرة كان سببه سرقة الخلوي الخاص بأحد الطلاب فاستجار بعائلته ومن ولاه وقلبوا الجامعة حرقا وتدميرا
اين لغة الحوار والاسرة الصغيرة باتت تفتقده مع افرادها
اين هو الجوار والعنف كما ذكرت صار عاديا ومبررا تحياتي لابداعك وشكرا


5 - صديقي العزيزعلاء علان
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 7 / 14 - 10:15 )
تحياتي صديقي العزيز علاء علان
الحقيقة انا لم اكن اريد ان اقدم تفسيرا لظاهرة العنف لان الابحاث كثيرة التي تناولت هذه الظاهرة بقدر ما كنت اريد ان اقول للطلاب كفى انتم في دار علم ولست بالشارع تلعبون
اتمنى لو ان الطالب يتحول الى باحث لان حال جامعاتنا واساتذتها لا تسر عدو ولا صديق فما معنى ان اتخرج من الجامعة ولا اقوم باجراء بحث واحد لولا مساق واحد يسمى مشروع التخرج حتى تعرفت على معنى بحث بالطبع لم انجزه وحدي ربما استعنت بلفيف من الاصدقاء
صديقي العزيز علاء تحياتي اليك


6 - المبدع الاستاذ سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 7 / 14 - 10:24 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري
لحظات السعادة وان كانت قليلة فأنني استطيع ان اسجل عنوانا بارزا يجعلني اكون في حالة سعادة هو وجود مبدعنا واستاذنا الرائع سيمون خوري في حياتنا
استاذي المبدع مبكي جدا ما اشرت اليه اين العالم واين نحن
عدوى الجهل تكاد تقضي على البقية الباقية فينا ان كانت هناك بقية
دمت بصحة جيدة لنبقى اصحاء


7 - الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة
ليندا كبرييل ( 2012 / 7 / 14 - 16:31 )
نحن عزيزتي لا ينقصنا القوانين في مجتمعاتنا
ما ينقصنا هو إمكانية تطبيقها ، هنا المشكلة ، لأن نفوذ القبائل والعشائر في مجتمعنا العربي أقوى بكثير وبحيث يتضاءل أمامه القانون
والجامعات ومجالسها لا تستطيع أن تفعل شيئاً لأنها كلها مأمورة من جهة ما
أما الأستاذ الذي لا يخاطب الطالب إلا باسم عشيرته فإني أسألك أليس الوضع نفسه لأبناء كل المسؤولين حتى في الدول التي تدعي المدنية ؟
ذات يوم مضى حللت مكان صديقتي بسبب مرضها المدرّسة في مدرسة خاصة معروفة
وجاءني تنبيه منها ثم من إدارة المدرسة ألا أتعرض لابن الرئيس الطالب عندها مهما بدر منه
هلكني وهلك الطلاب بحركته الطائشة ، وصخبه وتشويشه ، والقصة كلها عبارة عن ساعتين زمان
والأكثر ألا أناديه باسمه وهو ما زال في الابتدائية
ماذا ؟ هل أناديه يا سيدي مثلاً ؟
هذا هو مجتمعنا القبلي ، لغة القوة هي السائدة
إننا نأمل من رياح التنوير أن تطرد هذه الروائح الكريهة ، نحتاج لفتح الأبواب والنوافذ وكل الطاقات لأكبر عملية تنظيف الجسم والعقل من العفن
وشكراً مع التحية


8 - تحياتي العزيزة ليندا كبرييل
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 7 / 14 - 20:47 )
تحياتي استاذة ليندا اشكرك على الاضافة وكما قلت فأن القوة وليس العدل هي التي تسود
تخيلي ذاك يوم اقرأ عن بيل غيتس وكيفية تربيته لابنائه بأنه يحاول ان لا يربيهم على حياة البذخ والغنى وانه يصر على نشأتهم نشأة عادية بعيدا عن اموال والدهم والتي يدخرها ليتبرع بها للجمعيات التي تستحق المساعدة
والله انني معك نحتاج الى رياح قوية وحتى عاتية لتذهب بكل هذا العفن الذي يسيطر على نفوسنا وضمائرنا
تحياتي اليك

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة