الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكر السياسة وسياسة الفكر

حميد المصباحي

2012 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


فكر السياسة
ابتلي العالم العربي,بالسياسة وأتخم فكر النخبة بها,رغبة في الحكم ومعارضة وحتى تدبيرا لشؤون الدولة,ورغم كل ذلك تشتكي النخبة بتجاهل المجتمعات العربية لأهمية السياسة,بحيث يظل عدد المنخرطين محدودا,ويظهر ذلك جليا من خلال حجم المشاركة في الإنتخابات,والتصويت,والحملات التي يكون الدافع إليها إيديولوجيا,أي بدون مقابل مادي تجيش بها التجمعات عاطفيا,فتشد الرحال نحو أحياء الفقر والحاجة,لتنطق الصامتين,وترغم الناس على تذكر المواسم الإنتخابية وعدم تجاهلها,فتحلقت نخبة من العالم العربي حول السياسة والساسة,واندمجت بهم,حزبيا وحتى علاءيقيا,لدرجة أنها من ذوي الخبرات صارت,بحكم إدراكها لحاجة السياسة لهم,فهم يمارسون التناوب الخطابي لآفتعال اختلافات سياسية,تقسم الشارع العربي,وتحرك ما ركض فيه تجنبا لليأس,المؤدي للرفض والملل من كل ما له علاقة بالسياسة,ربحا للزمن وما تبقى منه للتحكم في مجريات التحولات المرتقبة والمنتظرة,والتي لاينظر لها العالم بعين الرضى ولا القبول,خصوصا عندما تؤدي لانحسارات,تحتم تجاوز المسموح به سياسيا,هنا وجد نوع من التفكير,مهووس بما هو سياسي,ومختزل لكل فعالية في السياسة,وبذلك يكون حكمه على كل جديد أو شاذ حكما سياسيا,فلا تنجو من حكمه أية مبادرة,ولا تنفلت بدون أن يجد لها وصفا سياسيا,لتحتوى,وتصير لها غايات خفية,وحده فكر السياسة يفك طلاسيمها العصي على الفهم,مع أن عالمنا العربي,المكشوف فيه أكثر من الخفي,مما يتحول معه معترك المواجهة إلى سياسات متعارضة,بين المقربين أكثر من الأباعد,فاليساري يتابع خطابات اليسار المغاير له,يطمح لاحتلال مواقع القوي منه,ليصير الممثل الوحيد لهذا الفكر,والحداثي,لاينجر إلا خلف الصراع ضد الحداثيين,ليثبت أنه الجدير بالإرث الليبرالي دون غيره من الأحزاب والتجمعات والحركات ,فكر السياسة هذا يمارس قلقه,بالبحث عن الخصوم,لا لينتصر عليهم,بل ليسمعهم صوته المحذر,ألا فكر إلا فكر السياسة,فكل فعل عمقه ووجوده لايمكن أن يكون إلا سياسيا,وما عداه,فمجرد خواء,وعدم لايجدي اعتباره أو تقديره.
سياسة الفكر
هنا الفكر,يبدع لنفسه حقولا أخرى,بها يتعدد,يمتد بهدوئه المعهود نحو ذاته,ليسائلها عما فاته في التاريخ,تاريخ الأفكار وليس الوقائع التاريخية,أو حكايات الزعامات وأبطال السياسة الجدد والقدامى,يعترف لنفسه بهفواته,بمقارباته التي ضل بها طريق الفهم والوعي,بقضاياه أولا وواقعه ثانيا,يخصب المساءلة لتمتد لجذوره العميقة,لا ليجثتها,بل ليدرك عمقها,وما حجبته عنه ملابسات التحول والثبات,التي تعرفها كل المجتمعات البشرية والحضارات,فيبدو لدعاة الحركة وكأنه استقال,أو استسلم لضجيج السجالات الفردية وحتى الجماعية,في صيغها الإيديولوجية والسياسية المتحمسة للتحاملات والمتسرعة في أحكامها,كما هي عادتها,.
للفكر سياسة خاصة به,ليست خلوة صوفية,ولا اعتزالا للواقع,ولا هروبا من معتركات الصراعات اليومية,إنها سياسة رصد المتعدد وتغيير أدوات الفهم,أو تجديد القديم منها,لتملك وسائل الحكم وليس الحقائق,لأنها غير قابلة للرصد النهائي والمطلق,هذه سياسة الفكر,التي تلزم صاحبه,بالخلود للمكان واستئناس وحشة التفرد الحاثة على المزيد من التأمل,بدل الكثير من التنقلات,والتحركات التي تفيد الأجساد لكنها تحرم الذهن من ملكة التأمل والإنصات لصوت الخفي,صوت العقل,الذي لايكون صاخبا,بل خافتا كما هي عادة الحكماء.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك