الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الفوضوي في ثورات الربيع العربي

فريد يحي

2012 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ثورات الربيع العربي،لن أبالغ،أو اغرق في الحلم،ان كنت اضعها ضمن تصنيف الثورات الفوضوية،والتي خرجت الجماهير فيها لتتمرد كل ما هو يمت الي السلطة والدولة بصلة،والأعيب السياسة،والساسة،وبيروقراطيو الدولة،اننا نجد الرفض المستمر والدائم من قبل الجموع،التي تخرج في جموع "مليونية"(هذا المشهد نشاهده في مصر) بالساحات ،رافضة كل القرارات الصادرة عن ادوات الحكم،والتي توصف على انها سارقة للثورة،حتى وان اتخذت هذه الانتفاضات ،مسميات وأشكال،إلا أن روحها ،هي التمرد،والرفض.

وإزاء الوضع الاقتصادي المتردي،والظلم الاجتماعي الواقع على افراده،فأن الحراك السياسي المتمثل في المعارضة، التي تشهدها اوروبا وأمريكا حاليا،يمكن ان يطلق عليها ،ثورات ربيع ضد الظلم الاقتصادي،المسبب من الكيانات السياسية ،والتي تعيد الحياة الي زمن ظهور المعارضة في صفوف الجامعيين والحركات الطلابية،والتي أعادت الفوضوية الي النور،فالحركات الطلابية في بركلي العام 1964،وبرلين العام 1966،والتي بلغت اوجها في ذلك الحين،لتكتمل العام 1968،برفع علم الفوضوية "الاسود"مناديا بنظام سياسي واجتماعي مثالي،يفرض أن يكون الفرد متحررا من كل وصاية حكومية،تساند الفساد الذي يؤدي بالفرد ،لكي يخسر وظيفته،ويستعمره الفقر،نجدها الان جلية وواضحة اليوم في اليونان،اسبانيا ،امريكا،وغدا في ايطاليا ،ولربما بعد غدا في المانيا.

ان الفوضوية بتعريف بسيط هي،نظرية سياسية تتبنى التعاون الطوعي بين الافراد أو الجماعات،واعتبار الدولة بمثابة العدو الاكبر للفرد،وبالتالي يجب ازالتها. والفوضوية ظاهرة تاريخية ،كانت على الدوام محدودة الاجل،تظهر لفترة،كي تختفي فترات أخرى،انها تعود الي القرن التاسع عشر،ممتدة جذورها منذ الثورة الفرنسية،لتبقى تجدراتها حتى الحرب العالمية الاولى.

بعد اختفاء تقسيم الطبقات القائم في المجتمع، فأن الوظائف السياسية للحكومة ليس لوجودها، سبب والحكومة لن تكون إلا مجلس المكلف للإدارة الجماعية، للتركة الاجتماعية.
في المجتمع ألفوضوي فإن الفرد حر، في مجتمع حر، في أن يمضي قدما لرعاية مصالحه الشخصية. فتصور وجود حكومة " حتى لو كانت ذو ادارة بسيطة " توجب على المرء أن يتوافق معها ضمنيا ،لنجد "أن كل مصالح الشعب ،تتركز في أيدي قلة قليلة، ليعمل هذا العدد الصغير من الناس لأجل الأمة كلها، بدلا من السماح للفرد أن يفكر لنفسه، مضطرا لتقديم ارادته الي أولئك الذين يعتقدون بالجميع ".وهذا لن يتفق مع مجتمع حر ومتساو .

فالفوضويون يعتقدون بأن أي شخص، له إرادته الحرة، لكي يشارك في العملية الإنتاجية، وذلك وفقا لقدرته، ووفقا لاحتياجاته. وبغض النظر عن قيمة المنتج، فالعامل الفرد الحق، فيالاقتصادي،ى الرضا الكامل لهذه الاحتياجات.

كذلك هم يعتقدون بأنه لا يوجد حراك فعال في المجال الاقتصادي ،طالما اعتبرت وسائل الإنتاج من الممتلكات الشخصية الرأسماليين. وا لإصلاحات الطارئة، يمكن لها ان تكون مفيدة لفترة قصيرة فقط. فالعامل كان يعمل في الماضي 10 ساعات في اليوم ،بينما هو الآن يعمل لثماني ساعات فقط، والعامل الذي يستخدم ،حتى يكسب 3 دولار في اليوم، هو الان يكسب أربع دولار محاولين ادخال الشعور له، بأنه اكتسب شيء ،قبل أن يدرك مأساة التكلفة العالية للمعيشة ،ان هذه الاصلاحات تعتبر في نظرهم،ليست ذات دلالة حتى للبروليتاريا نفسها.

فثورات الربيع العربي،سجلت انتصارا هائلا للتحررية،انطبق عليه قول "هيغل"( كادت السماء تحمل الي الارض )،مشددة على أهمية الفرد كغاية في حد ذاته،وكل الاطر الاجتماعية والسياسية،لابد ان تخدمه وتتوافق مع تطلعاته،رافعة شعار الحرية،والذي يكاد أن يصير وهم خادع،نتيجة الصراع ،ولعبة التنافس مع الساسة التقليدين،والديكتاتورين العسكريين،والبيروقراطيين المنتفعين،والليبراليون الذين يسعون الي احتساب البشر من ضمن ممتلكاتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟