الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات ليست للتسلية

رفعت السعيد

2012 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


البناء قبل التطهير سيصيب المنشأة الجديدة بذات العيوب التى كانت فى البناء المتهدم وقد يكون الداء الجديد أخطر من الماضى

عندما تتوقف الكلمات أمام حدود اللامعقول ولا تستطيع الفهم لما يجرى، ولا يمكن استخدام المنطق، لأن الدرس الأول فى علم المنطق هو: «من غير المنطقى أن تستخدم المنطق لفهم مسائل غير منطقية»، لا نجد أمامنا سوى استرجاع بعض الحكايات لعلها تكون سبيلاً للفهم. ونبدأ:

«فى عام ٦٥ هجرية نهض واحد من الأفاكين اسمه مختار الثقفى وأقام فى الكوفة مستثيراً فى الناس آلامهم وندمهم على ما فعلوه فى علىّ وآل بيت على، وكان يبكى فى خطبه ويستثير بكاء الألوف من النادمين على ما فعلوا بهم وأنهم بحاجة إلى حاكم من آل على، فأعلن أن الأحق بالخلافة هو محمد بن الحنفية «وهو ابن لعلى من زوجة غير فاطمة» ونادى باسمه من فوق المنابر معلناً أنه يقوم مقامه حتى يظهر، وكان يثق بأنه لن يظهر خوفاً على نفسه أو ربما يكون قد مات. وتلقف أهل الكوفة هذه الدعوة بأمل الخلاص من ذنوبهم وإشهار توبتهم عنها، وقامت الجموع حسنة النية بثورة مسلحة عاتية هزموا فيها جيوش الدولة الأموية والدولة الزبيرية. وترامت إلى محمد بن الحنفية المختبئ بالمدينة أنباء مبايعته من جيوش تتوالى انتصاراتها، فظهر من اختبائه واصطحب معه آل بيته ونفراً من أهله إلى الكوفة. وأسقط فى يد الأفاك مختار الثقفى، فجمع رجاله مبشراً إياهم بظهور الإمام محمد بن الحنفية مؤكداً استحقاقه للخلافة، وقائلاً إن له كرامات عديدة منها أن عنقه يضرب بالسيف ويبقى سليماً وحياً. وفهم المسكين محمد بن الحنفية مغزى هذا الاختبار، فتسلل تحت جنح الليل عائداً إلى مخبئه».

«ابن الأثير- الكامل فى التاريخ- الجزء الثالث- صـ١٢٠»

جاء فى الصحيحين عن على بن أبى طالب قال: «سمعت رسول الله (صلعم) يقول: سيخرج قوم فى آخر الزمان حداد الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول خير البرية، لا يجاوز أيمانهم حناجرهم، ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».

ونطالع بعضاً من كتابات شيخ جليل هو الشيخ عبدالرحمن الكواكبى فى كتابه «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» (طبعة ١٩٣١) ونقرأ: ويظهر فى هذا أن الإسلامية مؤسسة على أصول الإدارة الديمقراطية، أى العمومية، وقد مضى عهد النبى «صلى الله عليه وسلم» وعهد الخلفاء الراشدين على هذه الأصول بأتم وأكمل صورها، خصوصاً أنه لا يوجد فى الإسلامية نفوذ دينى للحاكم مطلقاً فى غير إقامة الدين، هذا الدين الحر السهل السمح- هذا الدين الذى فقد الأنصار الأبرار والحكماء الأخيار فسطا عليه المستبدون واتخذوه وسيلة لتفريق الكلمة وتقسيم الأمة شيعاً، وجعلوه أداة لأهوائهم، فضيعوه وضيعوا أهله بالتفريع والتوسيع والتشويش والتشديد وإدخال ما ليس فيه منه، حتى جعلوه ديناً لا يقوى أحد على القيام بواجباته وآدابه، ثم صاح الكواكبى «هلك المتنطعون» و«هلك المتشددون» «صـ٢٠».

ولم يبق مجال للتعليق على هذه الحكايات فهى كافية الدلالة بذاتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في