الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم، الانتخابات لم تكن نزيهة

اميرة بيت شموئيل

2005 / 2 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا نعتقد من قال ان الانتخابات العراقية لم تكن نزيهة، يمكن ان يكون متملقا لمعارضي هذه الانتخابات او يحاول زرع الشؤم والاحباط في نفوس العراقيين المتوقين للديمقراطية وحق الشعب في انتخاب مسؤوليه.
من المجحف ان ننبري الى التهجم على الاخوة الذين يصفون الانتخابات بابتعادها عن النزاهة ، في الوقت الذي صرح ويصرح العديد من المسؤولين السياسيين الامريكيين بعدم نزاهة الانتخابات.
ان الايمان بنزاهة الانتخابات تشوبه المغالطة والرؤية المشوشة للاحداث والواقع، فالشعب القابع تحت ظلم ونير الدكتاتورية والحكومات الرجعية لاكثر من خمسين عاما، لن يتمكن من ممارسة الديمقراطية السليمة بمجرد التخلص من الحكم الدكتاتوري، لان سلامة الديمقراطية عملية تحتاج الى ممارسة وتجربة تتناسب مداها طرديا مع سلامة الساحة السياسية، والعراق مازال قابعا تحت زير الدكتاتورية البعثية والارهاب الخارجي والاحتلال الداخلي والخارجي.
مازالت ايادي صدام طويلة، تتحكم بسياسة العراق، وان قبع بجسده في السجن، ومن يعلم لربما يعيش في احد قصوره عيشة الملوك والامراء واتصالاته باعوانه البعثيين، ومن التابعين له، مستمرة . الاخبار تقول بانه مسجون، ولكن كم من الاخبار صادقة؟؟؟.اما حزب البعث فقد اعاد ترتيب قاعدته وجدد ولاءه لقائده (صدام ) ويحاول بقوة الوصول الى الحكم. ومن جهة اخرى نجد الاحزاب والمنظمات السياسية العراقية مازالت هي هي لا جديد في مغامراتها المتراقصة على امواج المد والجزر السياسية، ولا تجديد في قوادها وهيئاتها العليا، اما جرائم ملفات الخيانة وتعامل مسؤوليها الفاضح مع مخابرات صدام، فقد تم مصادرة حق الشعب في الاطلاع عليها وبدل من نشرها وتقديمها الى القضاء العراقي والعدالة لاتخاذ الاجراءات، لرد اعتبار المغدور بحقهم، تحولت هذه الملفات الى تجارة لتبادل المصالح بين السياسيين، لايدري عنها الشعب الا في حالة وقوع خلافات سياسية بين طرفين متخاصمين.
في الحقيقة نستطيع تشبيه نزاهة الاحزاب في الانتخابات العراقية بنزاهتهم في تطبيق وعودهم من اعادة الأمن والحقوق الوطنية والانسانية للمواطنين، فبالرغم من مرور عامين تقريبا على اسقاط صرح الدكتاتورية، لم يتمتع المواطنون بالأمن ولم تحل المشاكل المختلفة من عدم توفر فرص الاعمال ومشكلة انقطاع الكهرباء والماء وغيرها من المشاكل الكثيرة التي يقبع تحت ثقلها المواطن العراقي في الداخل، كذلك لم تحل مشكلة اعادة الاملاك المسلوبة، بل ازدادت المشاكل حولها نتيجة عدم وجود القانون والتحول الى الحوارات الغابية.
قد يكون انعدام الامن ملقيا على عاتق البعث والارهاب، والذي تسبب في عدم حصول المواطنين على حقهم في الانتخابات في بعض المناطق، مما يحجم نزاهة هذه الانتخابات هنا، ولكن التلاعب والغش والمنع والتهديد والسرقات والتزوير ، التي سجلت في دوائر الاقتراع، لابد ان تأتي في غير صالح العديد من الاطراف السياسية المتنافسة في هذه الانتخابات.
نستطيع القول ان المواطن العراقي قد اثبت للعالم نزاهته واصراره بعبوره على امواج الموت والمعانات اليومية، ورغم الارهاب، سجل حضورا شامخا في عيون وقلوب الملايين المتابعة للعملية الديمقراطية والانتخابات العراقية في العالم. فكامرات العالم سجلت صورة المعوق والمسن والجريح مع الاف العراقيين، رجالا ونساء، الذين ساروا على اقدامهم مسيرة طويلة حاملين فلذات اكبادهم على اكتافهم، ليواصلوا مسيرة الديمقراطية والسلام. ولابد وان يكون العديد منكم، كما نحن قد تلقينا عبارات التهنئة الحارة من قبل اصدقائنا الاجانب، يشوبها الاعجاب والدهشة لهذا الاصرار العراقي الراسخ لنيل الحرية.
تحية الى هذا الشعب الذي اصر على ممارسة حقه في الانتخابات رغم الالام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و