الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى السيد مسعود البرزاني

سعاد خيري

2012 / 7 / 15
سيرة ذاتية


ازاء مشاركة الحزبين الكرديين في مؤتمر لندن , كنتيجة طبيعية لتطور علاقتهما مع الادارة الامريكية , بعد فرضها الهيمنة على كردستان العراق تحت يافطة * المنطقة الامنة* التي حمتها فعلا من هجمات الدكتاتورية, دون ان تحميها من الهجمات التركية والايرانية! ودون ان ترفع عنها الحصار الاقتصادي! بل اكتفت بتسليمهم نسبة من عوائد النفط مقابل الغذاء . ولم تقم الادارة الامريكية قواعد عسكرية داخل كردستان , قبل التحشدات الاخيرة والاستعداد للحرب على العراق. لان الهيمنة على المنطقة كانت تجري من خلال التكنولوجيا الحديثة , وقواعدها على الحدود التركية والايرانية. وعلى الرغم من محاولات الادارة الامريكية جعل المنطقة الكردية المحمية امريكيا , مثالا يحتذى لكل العراق بعد احتلاله , الا انها شجعت الصراعات بين الحزبين الكرديين وعلى تكوين العصابات الارهابية , كما تفعل في جميع مناطق العالم , الخاضعة لهيمنتها, واستغلال شعوبها. واذ اتخذ مسعود البرزاني بعض المواقف المعارضة لمخططات امريكا لعراق ما بعد صدام , فانه ايد الحرب الامريكية على العراق باعتبارها الوسيلة الوحيدة لاحلال البديل الديموقراطي الفدرالي للعراق, متجاهلا كل التحذيرات الوطنية المخلصة , ومتناسيا تجارب الشعب الكردي نفسه وتجارب شعوب العالم.
ولكن مع اصرار الادارة الامريكية على الحرب رغم معارضة اغلب دول مجلس الامن , وتصاعد الحملة العالمية ضدها , ومحاولتها استخدام الحدود التركية , كمنطلق لقواتها من الجبهة الشمالية , لقاء تمكين تركيا من احتلال كردستان العراق , تعالت الاحتجاجات من قبل الحزبين الكرديين , ليس ضد الحرب عموما , وانما ضد تدخل القوات التركية فقط!! وكان من ابرز شعارات الاحتجاج, *لا للقوات التركية... نعم للقوات الامريكية!!*
واذ نسيت الاجيال الحالية من الشعب الكردي تجاربها القديمة , وتحذيرات الرفيق فهد منذ المؤتمر الوطني الاول للحزب الشيوعي العراقي, للاحزاب الكردية بقوله, * وليعلم اخواننا الاكراد , ان تحررهم لا يمكن ان يأتي من هذا المبعوث الامريكي او ذاك* فلا يمكنهم نسيان تجربة ثورة الشعب الكردي ضد الدكتاتورية عام 1975 . وللتذكير بها ارسلت هذه الرسالة المفتوحة الى السيد مسعود البرزاني عبر الانترنيت , في 12/3/2003,
الى السيد المبجل مسعود البرزاني
تحية وطنية صادقة
عمدت الاخوة العربية الكردية دماء ملايين الشهداء , من الشعبين , في نضالهم ضد اعداء البشرية من امبرياليين وادواتهم , عبر مئات السنين . ان هذه الاخوة لم تفرضها الحقائق الموضوعية فقط, كالوحدة الجغرافية والاخوة الانسانية , وانما , السليقة الثورية والسايكولوجيا الاجتماعية, ايضا . التي نضجت كرد فعل للاستغلال الامبريالي والظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي.
ايها السيد المحترم!
لقد جسدتم بسلوككم العام , ومواقفكم السياسية منذ توليكم قيادة الثورة التحررية الكردية , هذه الاخوة , فقد شجبتم كل تدخل اجنبي في شؤن العراق , وكل مساس بوحدته وسيادته. وكان تلخيصكم لتجربة الثورة الكردية في السبعينات بقولكم,* فشلنا لاننا وثقنا بمن كان على استعداد لبيعنا ببرميل نفط! وفرطنا بمن كان مخلصا لقضيتنا* محط تقدير واحترام القوى الوطنية, واعتبارها درسا للجميع. فعلى الرغم من عدم تحديدكم لهوية الطرفين فقد كان واضحا , ادانة ثقتكم بوعود الامبريالية الامريكية واداتها شاه ايران , وتفريطكم باخلص اصدقائكم , الحزب الشيوعي العراقي والاتحاد السوفيتي. لقد كان ثمن هذا الدرس باهضا!! كارثة 1975 وتبديد قوى الثورة الكردية التي كانت تضم 20000 مقاتلا. ولذلك يجب ان لا ينسى هذا الدرس!!
ان بعد نظركم السياسي لا يمكن ان تحده الاعمال العدوانية والمخططات الاجرامية ضد الشعب الكردي من قبل الحكومتين العراقية والتركية, فهي جزء من المخطط الامريكي ضد الشعب العراقي بعربه وكرده, وسائر قومياته, عن رؤية المحرك والمخطط الرئيس لكل تلك الجرائم وهو الادارة الامريكية التي لا يحركها اطلاقا في كل مخططاتها التي تنفذها مباشرة او عبر ادواتها من انظمة دكتاتورية , الا مصالحها.
فكيف يمكن ان تنطلي خدعة مكشوفة على فطنتكم الساسية وتجاربكم الغزيرة *بان ما كان يحرك الادارة الامريكية في السابق مصالحها, واليوم امنها!* الامر الذي دفعكم الى تأييد مخططها في الحرب على العراق , بحجة تحريره من صدام ونزع اسلحته!! وهي التي حمته من انتفاضة شعبنا بعربه وكرده , وسكتت , بل وشجعت كل جرائمه بما فيها ضرب الشعب الكردي بالاسلحة الكيمياوية!!
كيف يمكنكم القبول بهذه الحرب التي تفرض الاحتلال التركي لكردستان العراق والاحتلال الامريكي لكل العراق, وجرائم تفوق جرائم الفاشية الهتلرية!! ومتى واين اخلصت الادارة الامريكية لاي شعب من شعوب العالم بما فيها الشعب الامريكي نفسه, الذي تسوقه الى الحروب , مفرطة بحرياته وموارده وابنائه لمصلحة شركاتها الكبرى , ولاسيما شركات النفط والسلاح, للهيمنة على العالم.
ان صيانة حرية وحقوق الشعب الكردي بما فيها حقه في تقرير مصيره هي رهن , بوحدة نضاله مع سائر فصائل الشعب العراقي الوطنية , ومع جميع القوى المحبة للسلم في العالم , ضد هذه الحرب. والثقة بقدرة الشعب العراقي بتظافر جميع قواه الوطنية العربية والكردية وغيرها , المدنية والعسكرية , على اسقاط الدكتاتورية واقامة العراق الديموقراطي الفدرالي الموحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ردمن كردي
هوزان خورمالى ( 2012 / 7 / 15 - 18:23 )
اخي الكريم مسعود البارزاني عاش دهرا طويلا يناضل من اجل القضية الكردية وانت سيد عارفين بذالك امريكا قررت شن الحرب على العراق سوا برضاة الكرد او رغم عنهم وقيادة سياسية الكردية كانت تدرك ذالك بكل وعي اذن تصادف المصالح دون اتفاق مباح في عالم السياسيةوالشعب الكردي عانة كثيرا من الظلم والاستبداد على يد كل الحكومات التى حكمت لعراق بمرور الزمن ثم على وحد العراق الذي تتحدث عنة ليس مسعودالبارزاني وحدة مسول عن انقسامة با صدام اعطا لامركيين الذريعة لدخول العراق واحتلال ولاتناسى عزيزي بان القوة في المعارضة العراقية من الاخوة العرب ايدوا الاحتلال واعتبروة تحرر من طغيان صدام وزمرتة العينة وبعد ذالك عن علاقاتهم بدول الجوار لاتقول شيا ليس الكرد وحدة والسيد البارزاني مسولون عن وحدة العراق وقيام عراق ديمقراطي فيدرالى كما تقول بل العراقين جميهم مسولون عن هذة لعبة والبارزاني لم ينسى تاريخة عندما وافق الامريكان بدخول العراق كما لم تنسى الدول العربية تاريخها عندما قدمت اراضيها لغزو العراق راسلتك مسمومة استاذي يجب عليك ان تنصف بحق كل السياسين العراقين من وحدة الذي تسمية العراق وديمقراطية المالكية او الصدرية

اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى