الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة عامل فلسطيني

حذيفة صلاحات

2012 / 7 / 15
الادب والفن


لقد ..كان يوما سعيدا للاسرة ويوما تاريخا لجهاد حينما انهى شهادة الدراسة الثانوية (التوجيهي )وحصوله على معدل عالي مكنه من الدخول في الجامعة بتخصص الهندسة المعمارية ,.فبدأت معاناة الاسرة تزيد يوما على يوم بسب مصاريف جهاد الدراسية .فحينما انهى جهاد الفصل الثاني من السنة الاولى له في الجامعة لم يسجل الفصل الصيفي رغبة منه بمساعدة اسرته على مصاريفه الدراسية واعانة والده بما يستطيع .فبدا قصته في البحث عن الشاق عن العمل وبعدة بحث تواصل اشار له احد معارفه على ان يعمل في مستوطنات الاغوار في البداية رفض جهاد الفكرة لانه لم يكن يتقبل العمل في مستوطنات كانت ملكية اراضيها لشعبه الفلسطيني وهو تشكل سرطان ينهل بابناء شعبه الفلسطيني ولكنه في النهاية اقتنع لانه كان مجبرا على العمل جاء مساء السبت فذهب الى احد ابناء بلدته ويدعى احمد الذي كان يؤخذ العمال من البلدة الى مكان العمل في مستوطنات الاغوار فشرح احمد لجهاد طبيعة العمل وكمية ساعات العمل وهي ثمان ساعات مقابل خمسة عشر دولار واتفقا على ان يلتقيا غدا على الشارع الرئيسي للبلدة في تمام في تمام الساعة الثالثة والنصف صباحا وبعد انهياه اتفاقهما عاد جهاد الى منزل واخبر اسرته عن العمل الذي وجد وانه سيذهب غدا الى العمل سهر قليلا مع اسرته وبعد ذلك غرق في النوم الى الثالثة صباحا استيقظ ولبس ملابس العمل وذهب الى الشارع الرئيسي الذي يبعد مسافة نصف كيلو متر عن المنزل انتظر جهاد قليلا وكان الجو باردا نوعا ما فاذا بالحافلة قادمة اليه سكت احمد قليلا وقال لجهاد لا اعرف ما اقول لك لكني متاسف جدا لا يوجد لك مكان في الحافلة انتظرنا غدا الاثنين في نفس الموعد غضب جهاد وعاد الى المنزل فتفاجئت امه من عودته فاخبرها بما جرى معه حاولت ان تخفف عنه همه ,جاء صباح يوم الاثنين وكما اتفقا كان جهاد موجودا في نفس المكان وفي تمام الساعة الثالثة ونصف جاءت حافلة احمد فصعد الى حافله اندهش جهاد من هول مارى من عمال في الحافلة حوالي العشرون عاملا علما ان الحافلة حولتها عشرة عمال واصبح يسعل من رائحة الدخان الكريهة سارت الحافلة حوالي الثلاثون كيلو متر الى حاجز الحمرا وهو بمثابة بوابة لكافة المستوطنات في الاغوار توقفت الحافلة لتفتيش وحينما نزل العمال من الحافلة كان هناك المئات من العمال المكتظون على الحاجز لتفتيش ويتدافعون الى المرور ليحصلو على لقمة عيشهم وهذا التدافع لا يريح الجنود فاصبحو لا يسمحون لاي عامل بالمرور فجاء من بعيد من خلف اكياس الرمل الموضوعة امام الحاجز جندي طويل القامة لونه اسود كظلام اليل واصبح يصرخ بشدة على العمال واستل من حقيته القنابل الصوتية واصبح ينهال بها باتجاه العمال ومن ثم بدأ يطلق قنابل الغاز المسيل للدموع واستمر الوضع على هذا الحال يتقدم العمال قليلا ويرجعون تحت وطاة رائحة المسيل وصوت القنابل الصوت والاعيرة النارية التي كانت تطلق بالهواء الى ان اشرقت الشمس فعاد العمال كل منهم الى بلدته واتفق مع احمد انهما سيلتقان يوم الثلاثاء في نفس المكان والوقت وحينما وصل المنزل وهو منهك ويسعل من راحة المسيل التي سكنت في انفه واخبر اسرته بسبب عودته , وبقي طوال اليوم يتذكر الاذلال الذي عانو منه لقد جاء يوم الثلاثاء وفي نفس الوقت والمكان التقيا وصصلت الحافلة االى الحاجز فنزل العمال لتفتيش المذل يمرون عن الالة واحد واحد وهذه الالة تصدر صوتا ان كان يحمل العمال الذي يمر منها أي شيء معدني جاء دور العامل الذي كان يقف امام جهاد مر عن الالة فاصدرت صوتها المزعج كالبغباء لوجود شيء معدني مع العامل فهجم الجنود على على العامل وامروه بان يخلع كافة ملابسه ولكن دون جدوى حينما كان يمر كان تصدر صوتها فتذكر العامل الذي كان يترجف ان قد ربط حذائه بسلك معدني فخلع حذائه ومر عن الالة جا دور جهاد ومر بسلام دون ان تصدر الالة أي صوت فقطعو الحاجز وسارت الحافلة ما يقارب السبعون كيلو متر الى ان وصلت مكان العمل داخل المستوطنة وكان على بوابه المستوطنة نقطة لتفتيش العمال مروو عن البوابة الى مكان العمل البيت البلاستيكي الذي كان مزوعا بالبندورة وكان على العمال جني ثمار البندورة في البداية لم يكن العمل شاقا للغاية الا ان اصحبت الساعة التاسعة فاصبح البيت كانه موفدة نار لقد كان الجو حار كانه يستطيع صهر الحديد وكم شرب العمال من الماء لكي يخففو حرارة اجسامهم ولقد كان صاحب العمل المستوطن يصرخ علينا باستمرار بزيادة الانتاج كان كل ما همه الوحيد هو الانتاج لم يرأف بنا بان العمل شاق والجو حار وقد تعبنا لقد مر اليوم على جهاد الذي لم يكن معتاد على العمل كانه سنة واخيرا انتهى وقت العمل وصعد العمال الى الحافلة وقد كانت اجسادهم مبتلة بالعرق من شدة حراراة الجو وتم تفتيشهم على بوابة المستوطنة وعلى الحاجز ايضا وصلت الحافلة الي البلدة ونزل جهاد منها باتجاه بيته تناول غدائه وغرق بنومه بعد يوم عناء وارهاق شديد حتى ساعات المساء استيقظ وهو يتذكر بما جرى اليوم مع العامل المسكين حينما خلع ملابسه وحذائه من اذلال ومعه ومع كافة العمال ويتذكر قساوة المستوطن صاحب العمل ويتذكر التعب الذي عانى منه ,لقد جاء يوم الاربعاء وكالعادة التقى مع احمد في نفس الوقت والمكان وعند الحاجز توقت الحافلة لتفتيش ونزل العمال منها واصطفو طابور لكي يتم تفتشيهم عن طريق الالة الذي يقف بجانبها جندي قصير القامة يتولد الحقد بعيونه صرخ فجأة بوجه جهاد من دون سبب علىما يبدو ان شكل جهاد لم يعجبه او ان مزاج الجندي لم يكن مستقرا فقال له قف انت جانبا ودع باقي العمال يمرون وحينما انتهي العمل من المرور وقد كان جهاد واقفا ينتظر ماذا يريد منه الجندي جاء الجندي وبدأ يشتم بجهاد وقام بدفع جهاد وسقط على الارض فقام جهاد واقترب اكثر من الجندي وقد كان جهاد غاضبا جدا فقام بدفع الجندي وسقط على الارض ,فحينما رأى الجندي الموجود على برج المراقبة ما يجري قام فورا باطلاق النار على جهاد ولقد اصابة ثلاث رصاصات جهاد اثنتان في قدمه وواحدة في بطنه فهجم كافة الجنود الموجدون على الحاجز وقامو باطلاق النار بشكل عشوائي واستدعو العشرات من الجنود الموجدون في معسكر ليس بعيدا عن الحاجز وقامو باغلاق الحاجز واعلنوه منطقة عسكرية مغلقة واستمر جهاد في النزيف لثلاث ساعات لم يتبقى في جسده دم ففارق الحياة وارتقى شهيدا رأسه مرفوع لم يقبل الذل والهوان دافع عن نفسه امام جندي مدجج بالاسلحة وهو اعزل لا يملك سوى كرامته التي يفرط بها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي