الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1- مشاهدات:. طائفيو المهجر، والدكتور جعفر المظفر !

سعد سامي نادر

2012 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كوني مهاجر، حثـَّنـي الدكتور جعفر المظفر عبر احد ردوده، لكتابة مشاهداتي، لاغناء موضوعه "طائفيو المهجر". من ناحيته، فقد احتوى "اسس وبنية" الهجرة وتنوعها، ثم تحول الى مأزقنا الطائفي داخل و خارج العراق بعد 2003.
وكما عودنا الدكتور المظقر ورؤاه الثاقبة ، أحاط موضوعه بما يفي ويوجز. فقد مرّ سريعا على مفاصل الطائفية "البنيوية"، باعتبارها تحتاج لاكثر من مقالة لاحتوائها ، لكنه وضع اصبعه على مكمن علة التكتل الطائفي في الشتات "المتحضر" . حيث قال في رده : .. إن الذي يحكم- الطائفية- بشكل رئيسي هم عراقيي الخارج الذي يتجهون لتنظيم الداخل في مؤسسات تابعة لهم, ولهذا ترى أن طائفية المهجر هي طائفية ذات أساس بنيوي متماسك وليست ظاهرة عابرة, ولهذا فإن إنحسارها هو رهن لعوامل ذات طبيعة مركبة ومعقدة ولا تعتمد على التحضر لوحده"
اكتفى د. جعفر بمقارنة ظاهرة الطائفية في الداخل والخارج كونهما وليدتا بنى معقدة، خليط من حاجات ومصالح اجتماعية ووطنية ومصالح نفعية، تلازم انحسارها أو توسعها.
أما رؤيته لواقع تطييف التجمعات في المهجر، فهي لا تختلف عن مشاهداتنا لتصرفات اللاجئين في المخيمات ، ولا لمواقف قادتها الطائفيين "شيوخ وساسة". فهم أساتذة في جني واستثمار الجهل والأموال معاً، وعرّابي التجهيل وتأجيج المشاعر المذهبية في السر، وإثارة مواجعنا في العلن . في كل صورها، هي تجمعات سياسية تخدم اجندة ضيقة متعددة، ومصالح ارتزاق شخصية تعمل خارج مصلحة الوطن.
قبل عرض مشاهداتي ، علي ان اركز على بعض "الاسس البنيوية" لظاهرة الطائفية، ولما يجري حاليا من استخفاف بعقل الناس. في البدء علينا ان نتفق كون الظاهرة صناعة سياسية ، واتفاق مصالح خارجية مع مرتزقة "وطنييين". لذا، علينا تجاوز أو رَكن أسسها التاريخية والاجتماعية، ولسبب ربما جوهري ووجيه. ففي ظل قرون من حكم عثماني "سني" متخلف !! وخلال ثقافة نظام خلافتهم الإسلامية، كانت روح التسامح الإسلامي فيما بين مذاهبنا، وبين الأديان الأخرى، في أحسن حال، لا بل أرقى بكثير من مثيلاته في دول الغرب المسيحي. ! ( اذا استثنينا مجازر الأرمن). من هذه النقطة، وببساطة السؤال : لماذا الآن ؟ نستطيع ان نحدد وبمنظور سياسي، اهم أساس بنيوي لظاهرة التعصب والصراع الطائفي الحالي باعتبارها ظاهرة سياسية . بعبارة اخرى،"مؤامرة كبرى " . تآمر يخيم ظلاله وبؤس ضلاله على العالم الاسلامي ، وبشكل جلي يثير الريبة.
ظاهرة الطائفية الآن، ليست ظاهرة مجردة ذات جذور وركائز تاريخية واجتماعية فقد. هي حراك مذهبي لا يجري بمعزل عن السياسة والاقتصاد ومؤامراتها، ولا بمعزل عن ظاهرة المد الديني العام ، وانحسار الفكر العلماني والفلسفي واليساري في عالمنا !!
يبقى سؤالي الأهم : في عصر الحرية و الدولة الديمقراطيات والعدالة الاجتماعية، مَن الذي غير معادلات التسامح الاجتماعي والانساني في أدياننا و اوطاننا ؟
لا يشك اثنان، في إن توسع المد الديني عموماً، و اشاعة االثقافة الطائفية خصوصا، ذات "اسس بنيوية" وبُعد استراتيجي يخدم ويصب في المصالح الغربية. فالغرب وفي أحسن نجاحاته الحضارية وتجليات ثقافته الانسانية ، كان أشد قسوة وفتكا بشعوبنا، وأكثرها تفتيتا وتقويضاً لإرث التسامح الديني والانساني الذي كان سائدا بمجتمعاتنا.
باختصار وبتبسيط وحسب رأيي طبعاً، أرى ان كل ما جرى ويجري الآن من صراع طائفي ومد ديني وعداء عنصري، وما جرَّ وراءه من ويلات وخراب وتردي ثقافي واجتماعي وحضاري واقتصادي في بلادنا، كان من نتاج مدارس ومفكري الحرب الباردة.. لا شك ان كل الاحزاب الدينية والطائفية الفاعلةالآن بفكرها وتمويلها، كانت وليدة حاضنة فكرية واحدة :" مؤسسات وجمعيات مكافحة الشيوعية" ،وأهمها: المخابرات الـبريطانية (أم أي 6 ) والامريكية (سي آي أي)، والفرنسية، إضافة لدور الصهيونية العالمية التي رفدت توجهات كل فكر أصولي بالمنطقة و بما يخدم غاياتها، ويعزز من مكانة أساطير التوراة والخرافة في ثقافتنا السائدة.
مهندس وطني غيور، قلـّب مواجعي حين علق بأسى على موضوع علمانية الدولة، وفي نفس الوقت، ذكرنا بخيبتنا بفرسان 2003 . كتب : أذكر عام 1974 عندما حضر "صدام" الى نقابة المهندسين و قال لنا : " لقد أعلنا علمانية الدولة لأننا لو أعلنا دينيتها، لاضطررنا الى الالتزام بفقه دين ضمن الأديان، و مذهب ضمن الدين، و مدرسة ضمن المذهب، و مجموعة ضمن المدرسة، و بالتالي سنكون ممثلين لجزء صغير من الشعب، و نقمع الباقين .." صدق القائد، حين قمع الجميع !!؟..
يتبع: مشاهدات مهاجر طائفية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ