الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعادلات الاقليمية والدولية .. العراق تحت الضوء

محمود هادي الجواري

2012 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


العقل يقول لنا .. والحكمة تهمس في اذاننا ... ليس ممكنا لنا ان نرى الاشياء في الظلام او الظلام الدامس ،،، فلكي نريد ان نرى الاشياء ونتفحصها بوضوح ،، اذن لابد لنا من استحضار الضوء ، الذي نستطيع تسليطه على المناطق المعتمة التي نريد ان نرى فيها الاشياء المبهمة اوصافها لنا ... ولكي نصل الى تحقيق ذلك فلابد لنا من معرفة كيفية صناعة الضوء و مقدار الكمية اللازمة لنرى فيها تلك الاشياء وبوضوح .. يتطلب منا ذلك جهدا وحتميا بحثا علميا واسعا في البحث عن جميع المستلزمات المادية التي تشترك في صناعة منظومة كهربائية وهي المادة الاساسية التي سيبنى عليها المشروع،، وابتداءا من المعرفة الدقيقة ووفقا لحسابات المنطق الخاضعة لتطبيقات العلم والتي لها علاقة بما نريد الحصول عليه الا وهي الضياء ، النوعية والقدرة تلعبان دورهما الفاعل في ناتج تلك المنظومة وهي دائما تتألف من عنصران اساسيان اولهما توافر العقلية المعرفية والعلمية، جودة وكفاءة المكونات والبيئة التي سيتم انجاز المشروع و كذلك يكمن في طبيعة المصدر المولد للطاقة ويعد هذا بمثابة القلب النابض بالتيار، وكذلك مراعاة الاستخدام الموصلات الجيدة التي تكفل سلامة نقل ذلك التيار الى المصدر ،جودة الناتج رهينة استخدام مصابيح ذات كفاءة لا بأس بها كي تمنحنا الضياء الكافي،كل هذه الاشياء لايمكن لها ان تحقق لنا الحصول على الضوء اللازم التي تخدم رؤية مشروع رسمناه ويقربنا من رؤية الواقع وما يكتنفه من الغموض و امكانية لرؤية تلامس الحقائق وهذا هو ما نحن باحثون عنه ، وعن الاشياء التي لا يتسنى لنا ان نراها وبشكلها الطبيعي والموضوعة في المناطق المظلمة ، ولكن ما يجعل عملية الكشف تلك يسيرة ومتقنة وتعطينا الناتج الجيدهي في الاخر تعود الى اهم تلك العوامل المادية الجامدة ، والتي تبقى ساكنة وغير فاعلة الا وهي عقلية الانسان التي تضفي دينامية خلاقة في تحريك وربط تلك المكونات ومن ثم بعث الحركية فيها وهذا الامريعود بالمباشرلخبرة الانسان وخلفياته الفنية والتقنية الكافية في اجادة التعامل مع تلك المعادلات الرياضية التي نسعى الى تحقيق الاقيام المطلوبة ،،اذن نستخلص من كل ذلك ان عقل الانسان هو المسيطر الاول والاخير وليس للقدر الذي نلعنه ونبتليه او يبتلينا ،،فليس له من محاسن او مساوئ دائمة الحدوث،، وانما الانسان المسؤول الاول والاخير وعما يخطط وعلى المديين البعيد والقريب .. اذن كانت هناك دراسة استندت الى معادلات رقمية ونظريات علمية ،وهذا ما واجب علينا فعله عند تعاملنا مع الاشياء المادية المحسوسة لنا ، فاننا نستطيع ان نرى ان ما اردنا تحقيقه وباعيننا ونلمسه بأيدينا هو واقع لا محالة ، واما اننا نعد الى نظرية او معادلة واستحضرنا لها كافة المستلزمات المطلوبة ولكن بحسابات مغلوطة وتبتعد كثيرا عن حدود العقل والمنطق ، فأمكانية الحصول على النتائج المرضية هوغير ممكن وهنا لا ينفع التجريب او التكرار، او الاسهاب والاطناب،، لان هناك من ضمن تلك المكونات ما هو قابل للاستهلاك والتلف وقد يعطب ويصبح وبالا على حساباتنا المادية والمعنوية وكذلك على النتائج المبتغاة ، كما يضيف اليها ارقاما فلكية من الجهد والمال و لمجرد محاولتنا العبثية في انجاح مشروع بسيط ولكننا نهلل له بالنجاح ونمنحه اعلى درجات الاتقان والاداء في حين اننا في حساب الجدوى اعترى موضوعنا الفشل الذريع .. نستخلص مما نريد ان نستعين به ولكن في هذه المرة سيكون بحثنا في امرمختلف تماما فليس في مشروعنا اشياء مادية او ملموسة نتعامل بها ولكنها تهدف الى شئ مشترك الا وهو صناعة الضوء ،،هناك بحث عن نظريات نريد انتقاءها لتكون هي الاكثر مناسبة في اعتمادنا اياها لتعطينا البصيرة وتمنحنا نور العقل الذي نستطيع ان نسير على هداه ونبدأ في الكشف عن مسائل اكتنفها الغموض وعلى اصعدة مختلفة لها صلة بالانسان مباشرة ..والسؤال بمذا يفيدنا الحطام الهائل ومخلفات لتجارب فاشلة وكثيرة عطلت مسيرة الانسان وجعلت منه مختبرا ولازمنة طويلة دون جدوى ،،، فهل يمكن لنا الاستفادة من تلك التجارب الغير مسندة او خاضعة للمعايير التقنية والعلمية ومع كثرة مكوناتها ؟؟؟عند الحديث عن الانسان ومحاولة صناعة نظام حكم رصين يتبادر الى اذهاننا وعلى الفور ان هناك علاقة متكافئة بين هاتين المفرديتن الانسان ونظام الحكم ، والامر طبيعي جدا ، فليس هنالك دولة تخلو من الانسان وليس هناك في هذا العصر انسان لا ينتمي الى سلطة ،،ولكن ليس هناك تشابه تام بين انمطة الحكم المختلفة ويعود هذا بطبيعة الحال الى البيئة التي يعيش فيها الانسان ، والتاريخ الذي يتحكم به ، والموروث من العادات والتقاليد والاكثر اهمية من بين تلك العوامل الجانب الاقتصادي ..وعلى فرض ان ليس هناك انسان غبي في هذا العالم وليس هناك آخر ذكي ولكن هناك نسبية وتفاوت وعلينا الاعتراف بها ..فمن وجهة النظر التاريخية للعراق ، نقول انه البلد الذي وجدت على ارضه اولى الحضارات ، ومن حيث البيئة ، فهناك نهران عظيمان وارض معطاء سهلة التلافيف والامتداد ومناخ قابل للاستزراع ، ومن ناحية الموروث ، فلنا ايضا اعراف وتقاليد اجتماعية بينها النافعة والضارة ، واما العامل الاهم وهو الموضوعة الاقتصادية فهي التي لها علاقة مباشرة في وضع الانسان الفكري والمعيشي وكذلك خلق البيئة المناسبة ، اي ان العقل المستريح وغير المتخم بالاف من المشاكل والهموم فمن المؤكد سيكون الانسان قادرا على العطاء والاعتناء بكل ما له علاقة بحاضره ومستقبله الذي سيصبح تاريخا وارثا للاجيال القادمة ..هنا يتبادر الى ذهن اي انسان عراقي ، ما هو الخلل في بقاء الانسان العراقي يعيش تحت طائلة الظلم الموروث والذي دائما ما ينتهي الى زج العراق في اتون حروب ونكبات مع امتلاكنا لكل المقومات التي التي اشرنا اليها والتي من شانهاان تضع العراق في مصاف الدول العظمى ؟؟؟ نقول وباختصار شديد امتلاك العقل النير والمتسامح والمتطلع للبحث عن سبل التقدم والرخاء هو رهينة الانسان نفسه وكيف يرغب ان يكون ،، وكما اسهبت في صناعة شئ مادي وكما كان البحث عن صناعة ضوء مادي ، علينا ان نسهب كذلك في صناعة الانسان، فهو مصنوع سلفا ولكن في ايامنا ما مطلوب منا فعله هو تقويمه ، واصلاح ما تراكم وما اختلجت نفسيته من الكبرياء والتواضع ، والذل والهوان ،، وهذا يمنحنا القدرة على التعامل معه وباسلوب مختلف عما انتابته من المعوقات التي وقفت حائلا دون تقدمه..اذن متطلبات صناعتنا وتقويمنا هي تخضع الى برامج قصيرة ومكثفة ،، فشيئا من التواصل وآخر لاعداد الانسان ولمرحلة جديدة، يكون فيها قادرا على العطاء وشئ من الموروث الذي سيتركه والذي تتجلى فيه صورة جديدة من صور الجدية والتطلع الى الرفاهية لاجيالنا المقبلة المتفائلة ..السلطة القابضة على زمام امور الانسان التواق للخروج من مرحلة التخلف والقهر النفسي والمعنوي ، هي لا تمتلك من البرامج والادوات الكثيرة ، فهي لا زالت في ذات الممارسات التي غيبت الانسان عن وعيه ولسنين طوال .. الخوف من المدنية الحديثة وتحرير عقل الانسان هذا يعني ليس هناك فسحة لبقاء المتسلطين من الجهلة والاميين وكما مورست مثل هذه الممارسة في زمن النظام السابق ، الخشية من تطور الانسان ستكون الادوات الكاشفة وتسليط الضوء على مناطق الفشل والاخفاق وهذا يعني على القائمين المسائلة والمكاشفة وخاصة نحن نعيش في ظل مرحلة تغييب متعمد لوعي المواطن ليستطيع القائمين على السلطة من تمرير مشاريعهم وتحقيق طموحاتهم الفردية والعراق البلد الذي يئن من غزارة في انتاج رؤوس الاموال والطاقة البشرية والفكرية ويماثلها سوء مبرمج في التوزيع ... كل هذا من وجهة النظر المحلية التي هي في مواجهة حقيقية مع الدول الاقليمية التي هي الاخرى تبحث عن ادوات التحكم في المنطقة ، فهي تريد الهيمنة على القرار وكذلك تسعى لبث روح الفرقة في الجسد الواحد ، ومن ثم تسيير كل الاجندات الى الداخل التي تقف حائلا دون تحقيق قفزة نوعية واذا ما حدث ذلك فان دول الجوار ستحاول بكل ما هو ممكن لكبح عجلة تقدم البلد الجار ، الذي يشكل خطرا معاكسا وكما سوريا وايران والمملكة ، فماذا لو تناولنا العكس من هذا الموضوع فان العراق سيتحكم بمقدراتها ان ضعفت ،، وهذا هو العامل الرئيسي في تعميق هوة الصراع والخشية من القادم الجديد وبقوة .. ايران لا يريحها ان يستقطب العراق لرؤوس الاموال الاجنبية ، لانها تريد ان تجعل العراق التابع والجرم الذي يدور في فلكها وهذا ما نشهده اليوم ..واما اننا نبقى نتهم الدول الغربية وننعق مع الناعقين ولاسباب لا ندركها ، فاننا سنكون في معزل تام عن ماكنة التقدم العملاقة والتي تحاول ايران جاهدة ان تكون ندا لذلك المارد الذي احتكر العلم والمعرفة ولكن في الاخر تتكشف لنا حجم العلاقة السرية والخفية مع تلك البلدان ، فايران لا تريد ان تكون بعبعا لها في المنطقة التي هي اصلا مكتظة بالصراعات من اجل الهيمنة والقرار .. وانني اريد اسدي بحكمة لعقلاء القوم من السياسيين ( ليس مكمن قوتك في مع من تتحالف ، وانما كيف تستطيع ان تخلق شعبا واعيا قادرا على احتواء المواقف ) وهذا هو ما تخشاه الدول الاقليمية هو ان نكون اصحاب قرار وهذا لن يحدث مالم نلجئ الى علمائنا الذين جاؤو وعلى عمى عيونهم وحضورهم مائدة الوطن المحجوزة سلفا الى اناس باعينهم .. القدمون من البلدان الاوربية والخلص منهم ممن تفانى من اجل العلم والمعرفة لا يجدون لهم مكان في ارض الوطن المملوك لاناس لا يفرحهم مجئ كفاءات علمية ولي سؤال كم من اعضاء مجالس الاقضية والنواحي والمحافظات وحتى مجلس النواب هم ممن جاءوا على نفقتهم ودون دعوة من احد ، نقول ان من لديه برنامج علمي عليه ان يبقى في المنفى لان الحرب لا زالت قائمة وانتم غير مرحب بكم لانكم قادرين على صنع الضياء التي تعمى عيون القائمين على الوضع الراهن .. سيبقى راهنا حتى قيام الساعة .. ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دعوة الى عودة الكفاءات العلمية
محمود هادي الجواري ( 2012 / 7 / 18 - 04:08 )
مما اريد ان اخلص فيه القول ،، العائدون من المهاجر، ومن ذوي الكفاءات العلمية يتلقون اقسى انواع الضيم عند مراجعتهم الدوائر ارسمية ، فكيف لهم ان يحاولوا نقل الخبرة الى الدوائر التي سيعملون فيها .. لقد واجهت الكثير منهم وخاصة عندما كنت في طور تاسيس الهيئة الوطنية للاشتشارات والبحوث العلمية ، فكانت الاجابة ولاغلب العائدين طوعا الى حياض الوطن ، هي مغادرة البلاد والعودة الى اماكنهم وبرغم الغربة التي يعيشون ولكنهم يأثرون البقاء هناك على المغامرة في هذا البلد الذي لاا علم انا كاتب هذه السطور منى نستطيع ان نقول كلمتنا ولمن واين ، السلطة القابضة على مفاصل الحكم في واد والدوائر التي يعج فيها فساد مستشري وتفاقم في واد .. على الدولة ان تقوم بما لم نستطع مواجهتكم به الا وهو مشروه تأسيس الهيئة الوطنية للاستشارات والبحوث العلمية والذي عشنا ايم تاسيسه حرب شعواء وهناك من يعلم ماذا اعني في هذا ، عليهم اعادة النظر في هيكلة مشروع يتبنى اعادة كل الكفاءات العلمية من الاطباء والاقتصاديين الذين اسهموا في انجاح مشاريع في اوربا كانت على وشك ان تقفل ابوابها ،، افتحوا لهم الابواب مشرعة لانقاذ العراق من الضياع

اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا