الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماعة الاخوان المسيحيين

مجدى خليل

2012 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال رصدنا للعمل القبطى وجدت ثلاثة مجموعة معوقة للعمل وتثير من المشاكل الكثير والكثير، وبعضهم يعمل بهمة من آجل اضعاف العمل وتدمير القضية القبطية العادلة.
المجموعة الأولى هى مجموعة صانعى المشاكل، وهم قليلى الدراية بالعمل والفكر السياسى وفى نفس الوقت يدمرون الوقت والطاقة بمناقشات بيزنطية لا طائل لها وأفكار سياسية بدائية ومقترحات بلهاء، ليس بغرض المعرفة ولكن بغرض السفسطة وإظهار الذات وخلق المشاكل والإصرار على البقاء فى صدارة المشهد، ورغم مساؤى هذه المجموعة فأنها الأقل خطرا وضررا بين المجموعات الثلاثة.
المجموعة الثانية هى مجموعة المتطرفين الذين يتلذذون بإغاظة الطرف المسلم من آجل الإغاظة فقط أو لمجرد التنفيس عما يعتمل فى صدورهم، والتطرف هنا لا ينطوى على إستخدام العنف ولكنه يقتصر على التطرف اللفظى والكلامى فقط، ترى بعض من أفراد هذه المجموعة متخصص فى سب الإسلام ليس من آجل مناقشته كدين فى إطار مقارنة الأديان بين المتخصصين ، ولكن السب والشتم من آجل السب فقط وبالفاظ بذيئة ومتدنية، أحد هؤلاء المتطرفين المعتوهين أعلن عدة مرات عن حرق القرآن وعندما فشل فى لفت أنظار المسلمين اليه اضطر أن يتصل بتيرى جونز ويدعوه لحرق القرآن سويا، من هذه المجموعة تخرج افكار غريبة وغير عملية وصعبة التحقيق جدا مثل الدولة القبطية، والبرلمان القبطى،والدعوة لإستعادة مصر من العرب الغزاة، ودعوة بعض الدول الغربية لضرب مصر وغزوها.... والكثير من هذه الأفكار الشاذة التى ينفر منها معظم إن لم يكن كل الأقباط.
المجموعة الثالثة هى المجموعة المخترقة والمجندة من قبل جهات أمنية لضرب العمل القبطى وتفتيته مع الإدعاء طبعا بالدفاع عن الأقباط، وهذه المجموعة اطلق عليها الكاتب الكبير ماجد عطية مسمى ( نصارى الأمن)، وهذه المجموعة يتسم المنتمين اليها بالنفعية والانتهازية والطموح الذى يتعدى القدرات بكثير ومن هنا يكون اصطيادهم من قبل هذه الأجهزة،أو يتم اصطيادهم نتيجة نزوة نسائية أو مراهقة متأخرة فى خريف العمر أمام شابة صغيرة من عمر الاولاد، يقع صاحبنا بعدها مباشرة فى المصيدة ويمارس عليه الأمن السيطرة بالمفهوم المتعارف عليه امنيا.
ومع هذه المجموعات المعوقة هناك مجموعة رابعة طيبة كبيرة العدد وقليلة الخبرة، يدفعها الآلم والإضطهاد للجرى وراء أى فكرة، حتى ولو كانت خيالية، يتصورون أنها تحقق الصالح القبطى، وينطلق حماسهم الزائد من انعكاسات الوضع القائم والرغبة فى وجود حل للمشاكل، هذه المجموعة الطيبة حسنة النوايا هم الضحايا لأفكار المجموعتين الثانية والثالثة، وهم الوقود الذى يتلاعب به الأشرار من آجل تحقيق أغراضهم الدنيئة أو المتطرفة.
عندما أعلن عن تكوين ما يسمى بجماعة الاخوان المسيحيين وجدت بينهم خليطا من المجموعات الأربعة سالفة الذكر. وبصرف النظر عن النوايا، فأن الفكرة فى حد ذاتها حمقاء وبلهاء وهزلية وعبثية ومحكوم عليها بالفشل وتقليد اعمى لجماعة متطرفة، ولا تعدو أن تكون سوى زوبعة وفقاعة ستنتهى بسرعة، ولكنها فقاعة مضرة ومسممة لأجواء الدولة المدنية ودولة المواطنة، وهى تعطى شرعية للدولة الدينية التى يسعى الأخوان والجماعات المتحالفة معهم لتأسيسها، ولهذا لم يكن مستغربا أن يرحب بها جميع هذه الجماعات، فرحبت بها جماعة الاخوان المسلمين رسميا على لسان أمينها العام وعضو مكتب الإرشاد محمود حسين وأيضا على لسان المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة أحمد ابو تريكة، ورحبت بها الجبهة السلفية على لسان المتحدث الرسمى بأسمها خالد سعيد، ورحبت بها الجماعة الإسلامية على لسان القيادى البارز طارق الزمر، ورحب بها حزب البناء والتنمية الذى يمثل الذراع السياسى للجماعة الإسلامية على لسان نصر عبد السلام المتحدث بأسمه، ورحب بالجماعة قيادات جهادية وأساتذة من الأزهر.. والكثير من الذين يؤمنون ويسعون لتحويل مصر لدولة دينية.
ففى الوقت الذى نتحدث فيه عن قضية الأقباط كقضية تمييز وإضطهاد ومواطنة منقوصة، تدمر جماعة الاخوان المسيحيين هذا المفهوم وتحوله إلى قضية غير المسلمين فى الدولة الإسلامية، وبهذا تنتهى القضية القبطية بمفهومها السياسى والوطنى وتتحول إلى قضية طائفة دينية فى الدولة الإسلامية، وتعامل بالتالى وفقا لفقه غير المسلمين فى الدولة الإسلامية. وفى الوقت الذى نسعى فيه لدمج الأقباط فى العملية السياسية بطرق عديدة، تأتى زوبعة جماعة الأخوان المسيحيين لتكرس مفهوم الجيتو السياسى الطائفى.وفى الوقت الذى نسعى للتحالف مع القوى الإسلامية المدنية والليبرالية والمعتدلة من آجل الحفاظ على الدولة المدنية،تأتى هذه الجماعة لتدمر مفهوم الدولة المدنية من الأساس وتقوى مشروع الدولة الدينية وتعطى شرعية للتطرف الدينى على الجانب الإسلامى.وفى الوقت الذى نحشد فيه المجتمع الدولى للحفاظ على الدولة المدنية فى مصر،تأتى هذه الجماعة لتقول للخارج أن الأقباط أقلية بلهاء ومتطرفة وهم الوجه المقابل للتطرف الدينى الإسلامى ولكن بدون عنف.
المهم فى النهاية هو تدمير العمل القبطى الحقيقى وشغل الناس بالتفاهات، وتحويل المشهد إلى مشهد دينى لا يعلو صوت فيه على صوت الدين والطائفية والدولة الدينية والصراع الدينى.
أما الإعلان على أن شعارهم هو " حب مصر هو الحل"، فى مقابل شعار الاخوان المسلمين "الإسلام هو الحل"، فهذا لعب عيال وهزل فى موضع الجد وتهريج فى وقت يمر فيه البلد بمحنة حقيقية ويتوجس الأقباط شرا من المستقبل، فهل سيوقف هذا الشعار الساذج إضطهاد الأقباط؟.
ليس غريبا بالطبع أن تحتفى وسائل الإعلام المصرية بهذه الفكرة الشاذة وتنشرها على نطاق واسع،فالإعلام المصرى يسلط الضوء يوميا على المنظمات القبطية الشاذة والهزلية والوهمية، ويحتفى بالشخصيات القبطية المتطرفة والهزلية والاروجوزية والمخترقة والمدجنة، وهو جزء من مخطط تدمير العمل القبطى الجاد وتنفير التيار الرئيسى للأقباط من العمل السياسى والحقوقى والعمل العام.
هل تتذكرون الشاب القبطى الذى كان يتنقل من فضائية مصرية إلى أخرى فى مصر للتروييج لما يسمى بالبرلمان القبطى بأوامر أمنية، هو نفس الشاب الذى دفعته وسهلت له نفس الأجهزة تأسيس حزب قبطى لتحويل الحياة السياسية والحزبية إلى الوضع الطائفى الدينى لإصباغ شرعية على الدولة الدينية المزمع إنشاؤها.
هل تتابعون موقع اليوم السابع المشبوه؟، لا يمر يوم على هذا الموقع إلا وينشر خبرا عن منظمة قبطية وهمية يراد إبرازها وتروييج فرقعاتها أو عن شخصية قبطية أمنية يراد تلميعها.

الكرة الآن فى ملعب الشخصيات القبطية الكبيرة والمحترمة لكى تنهض من كسلها ورقادها ويأسها وحذرها وأنانيتها،فالكثير من الشباب القبطى متعطش ومتحمس للعمل الحقوقى والسياسى،فلا تتركوهم فريسة فى يد الذئاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القبطي الوطني المخلص مجدي خليل
جيني ( 2012 / 7 / 16 - 22:26 )
أحلم يوما ما أنك ستقود مليون قبطي بمسيرة سلمية في قلب مصر مســــيرة

كمسيرة غاندي ضد الإنكليز ، ومسيرة مارتن لوثر كينغ في أميريكا ضد العبودية وكلاهما انتصرا في تحقيق هدفهما أي غاندي ومارتن لوثر كينع

وأتمنى لو أسمع منك خلال المسيرة مقولة مارتن لوثر الشهيرة التي وجهها للبيض أنصار العبودية منهم

نادى قائلاً-- عندي حلم أنه سيأتي اليوم الذي سيعيش فيه الأبيض والأسود بمحبة وسلام---ه

أحب أن أسمــــــع منك في مسيرة المليون القبطي وأنت تقودها

قائلاً -- لديٌ حلم أن يعيش القبطي والمسلم في مصر في ظلٌ المواطنة والمحبة

والسلام --أنا متأكدة مسيرتك سيكتب لها النجاح ويعيش الجميع بسلام ومحبة ..أرجو أن أن يتحقق حلمي هذا وحلم كثيرين أيضا
المسيرة حتى تكون فعٌالة يجب أن تكون بقلب مصر


2 - بعيدا عن ألأحلام الوردية ؟
سرسبيندار السندي ( 2012 / 7 / 16 - 23:33 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي د. مجدي خليل وتعليقي ؟

1 : كل مسيحي الشرق ألأوسط ولس فقط ألأقباط بأمس الحاجة إلي برلمان عالمي يجمعهم ، وأنت خير من يبدأ بهذا بحكم خبرتك وعلاقاتك ، يجتمع تحت مظلته 120 شخص من أعلى الشهادات والإختصاصات ومن السياسيين المناضلين ؟

2 : كذالك ألأقباط بأمس الحاجة إلى برلمان عالمي يعبر عن وجهات نظرهم ويقود نضالهم عالميا تحت شعار ( نحن هنا ) مع التأكيد أن السياسة الناجحة هي فن الممكن ؟

3 : علي أقباط الخارج خاصة توحيد مسمياتهم وفي كل الدول ، وأن يكون في كل منها 12 شخصا فقط 0كتقليد نابع من المسيحية ألأولى ، مثلا ( منظمة التضامن القبطية ألأمريكية ) وهكذا ؟

4 : نسأل ألله أولا وأخيرا أن يكون هو العون والمرشد للجميع ، ماخاب ضن المتكلين عليه ولو إجتمع عليهم كل الشياطين ؟

4 : ضروة تأز النضال السري الميداني مع العمل العلني في كل المراحل ؟


3 - عندما يوهن العقل
رمسيس حنا ( 2012 / 7 / 17 - 11:09 )
شكراً الأستاذ مجدى على إثراءك للحياة المصرية بمقالاتك وكتاباتك وحواراتك
المشكلة الان هو إخطلاط الحابل بالنابل ولم يعد هناك ثقة فى الذين يقومون بمظاهرة الدين أو السياسة والذين فى الواقع لا يهمهم مصلحة الشعب -المغلوب على أمره- إلا بالقدر الذى يحافظ به المضحى على اضحيته لانها الضحية أو بالقدر الذى يحافظ به نافخ الكير من وقود ليبقى ناره مشتعلة ... وأصبح كل شىء سياسة أو فى خدمة السياسة ...
ولا يمكن للبطون الجوعى والعقول المغيبة أن تصنع ثورة ... ولا يمكن تحرير السجين أو العبد بأن يمنحهما السجان أو السيد هذه الحرية ... ولكن الحرية تبدأ بتحرر العقل ... فهل تحرر العقل المصرى؟؟؟ العبيد لا تقوم لهم ثورة ما لم تتحرر عقولهم ... وتحرير العقل أصعب بمراحل من تحرير الخارج (الأرض ... إلخ) فهل تم تحرير العقل المصرى لكى يكون مؤهلاً للقيام بثورة؟؟؟ من مؤشرات أو دلالات تحرر العقل وجود إتجاه وتوجه فلسفى نحو غاية إنسانية عامة ومشتركة لم تستطع المؤسسات الكائنة تحقيقها. ووراء هذا الجهد الفلسفى فلاسفة عظماء يمدون المجتمع بالغذاء الفكرى والعقلى الذى لا ينضب معينه ... وفى المجتمع بشر تواقون الى المعرفة


4 - بالحق تكلمت.. ولكن
الخادم المكرس صموئيل بولس عبد المسيح ( 2012 / 7 / 18 - 04:37 )
الأخ والصديق أ. مجدي خليل
بالحق تكلمت يا أخي،ولكن متأخراً خمسة سنوات على الأقل،ودعني اسألك بمحبة: أين كنت عندما تصديت لكل هذه الفئات الهدامة منفرداً ،حتى خرجوا علي بفرقهم المتعددة ،يتصدرهم أمن الدولة المنحل،والإسلاميين، في موقعة -منقوع البراطيش- حيث اختار حزب البرطمان موقع (هذا الشاب) لتحويله إلى وصلات من الشرشحة.. ساعتها لم أجد شريفاً واحداً يقول لهؤلاء الخونة عيب ،حتى لا يناله رذاذ شتائمهم
..والآن أراك تزمجر في وجوههم كالأسد غير عابئاً بما يجره ذلك عليك من متاعب أقلها التطاول وقلة الأدب
فليقويك الرب وليساعدك على تكوين رأي قبطي حر وشريف يدافع عن الحقوق المشروعة للاقباط ضمن مفهوم المواطنة،ويتحرك انطلاقاً من الانتماء للوطن ،وليس بدافع المصالح الشخصية
لقد وضعت يدك على الجرح بمهارة وأستاذية،واصلي للرب لكي يحميك ويعطيك القوة لمواصلة الدفاع عن قيم الحق .. بالنسبة لي كخادم مكرس ،فأنا مبتعداً تماماً عن السياسة،لكني متمسكاً بالدفاع عن حقوقنا المشروعة،كمواطنيين ومن جهة اخرى ادعو للحفاظ على الكيان القبطي المكون من الإكليروس والشعب،واتخذ من الخدمة العملية وسيلة لمساندة المتألمين من شعبنا


5 - للأسف الشديد
مجدي محروس عبدالله ( 2012 / 7 / 20 - 15:52 )
مقالك مليئ بالنقاط التي تستحق المناقشة
انت صنفت الاقباط الى عدة فئات
كما انك تطرح دائما المشكلة القبطية
لكنك لم تطرح الحل ابدا
ماذا في جعبتك من الحلول-هل ترى مثلا من واجبنا اقناع المسلم
بتغيير عقيدته وايمانه من اجل قبولنا؟؟؟
او اننا مثلا من خلال بعض المظاهرات الهبلة سوف نحصل على حقوقنا؟؟
او ان نقوم بالضغط على الامريكان اللي متفرقشي معاهم القبط حتى لو راحوا في داهية؟؟؟

ماذا تعتقد
اعتقد انك من مجموعة غائبة الهدف والرؤيا ولا توجد لديك اي رؤية للحل القبطي
القضية القبطية هي قضية وعي اولا واخيرا


6 - صدقت أخي مجدي محروس عبد الله
صخر ( 2012 / 7 / 21 - 02:28 )
اعتقد انك من مجموعة غائبة الهدف والرؤيا ولا توجد لديك اي رؤية للحل القبطي
القضية القبطية هي قضية وعي اولا واخيرا
---------------------------------------------------
كلامك في الصميم.....وكم هو سهل ان نتكلم من اميريكا او غيرها ناسين ان الأقباط كل كلمة في غير محلها توتٌر وضعهم وتضعهم في مآآآزق

وأيضا أوافق رئي تعليق الأخت جيني رقم واحد ,,,النضال يتطلب الوجود والحضور الشخصي في قلب مصر

اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-