الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوردستان من الفدرالية الى الكونفدرالية

مالوم ابو رغيف

2012 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكن الفدرالية التي يتمتع بها الكورد في العراق الآن منة لأحد عليهم، فقد دفعوا ثمنها تضحيات كبيره لا يستطيع احد تقديرها لجسامتها وكثرتها وامتدادها في التاريخ. عصاة أو متمردون أو ثوار، مهما كانت التسمية التي أطلقتها عليهم الحكومات إلا أنها لا تغير من حقيقة يعرفها الجميع إن الكوردي لا يبات على ضيم ولا على ذل.
الفدرالية الكوردية أو إقليم كوردستان، اصغر بما لا يقاس حتى وان قورن مع أحلام الأطفال الكورد الذين وان لم يجبروا الآن على تعلم لغة غير لغتهم ولا على إنشاد أغاني غير أغانيهم ولا الوقوف لعلم غير علمهم، إلا أنهم يحلمون بشيء آخر ، حملته لهم الحكايات والأغاني والطبيعة وتجذر فيهم حتى أصبح إحساسا يجري مثل ما يجري الدم في عروقهم، وكلاهما من منبع واحد هو القلب. يحلمون بشيء كان الشهداء الكورد يغمضون عيونهم عليه قبل إن يفارقوا الحياة، وطن كوردي مستقل غير تابع ولا مرتبط، جميل وبهي وكبير مثل جمال وبهاء كوردستان وعلو جبالها الشماء.
الفدرالية الكوردستانية في العراق قد حققت أهدافها وانتهت مرحلتها ولم تعد بذات فائدة، وصار من الضروري الانتقال إلى مرحلة أخرى تكون مناسبة مع التطورات السياسية والإدارية وطبيعة الشعور الوجداني الشعبي والسياسي والثقافي عند الشعب الكوردي.
لقد أصبحت الفدرالية معيقة ومكبلة للتطور الاحق أكان على صعيد البناء والتعمير أو على صعيد العلاقات السياسية والحكومية بين حكومة المركز وحكومة إقليم كوردستان.
هناك تصوران وفهمان متناقضان للفدرالية عند الحكومتين، فحكومة بغداد وأحزابها العربية تنظر إلى الفدرالية على إنها تنظيم للتبعية الادارية وليس تنظيم للاستقلال الإداري، على أنها خضوع وإذعان وليس تكافئ و تساوي.
الحكومة العراقية تعتقد إن الفدرالية يجب إن تكون فدرالية إدارية، لحكومتها حق يشابه حق المدير في دائرته وليس حق صاحب المنزل في بيته. لذلك سيكون أي إجراء تتخذه الحكومة الكوردستانية مزعجا ومربكا للحاكم العراقي إن كان يرتقي فوق تصوراته وفهمه الضيق للفدرالية الذي يحدد الصلاحية بصالحية المدير .
لم يكن الصراع بين الشعب الكوردي وبين حكومات العراق المتعاقبة يدور حول الصلاحيات الإدارية، لقد كان ولا يزال من اجل الحرية وتحقيق قدر من الاستقلال القومي، هذه الحقيقة يتناسها السياسيون عندما يتناولون الشأن الكوردستاني وطبيعة الخلافات بين الجانبين. فالفدرالية في ذهن الأحزاب الكوردية لم تكن إلا فدرالية قومية، كانت لتنظيم العلاقة بين قوميتين مختلفتين وان اشتركتا بخاصية الانتماء للعراق.
قد تكون الفدرالية نظام إداري ينظم العمل بين المقاطعات والأقاليم والمحافظات، لكنها لا غير ذات جدوى لتنظيم العلاقة بين الشعوب، وخاصة مثل الشعب الكوردي الذي زرعوا أرضه بأجساد وأشلاء رجاله نساءه وأطفاله ودمرت مدنه وقراه وحرقت وبساتينه وحقوله وسممت مياهه وينابيعه وقتلت الأجنة في بطون نساءه.
الشعب الكوردي وان ارتبط مع أحرار الشعب العراقي بروابط النضال والكفاح والمصاهرة والصداقة والعمل، وان امتاز بخصوصية فلكلوره أو تقاليده وعاداته وتراثه وثقافته، إلا إن الاختلاف الكبير هو في حلمه القومي الذي لن يستطيع احد إن يطفيء ضوئه أو يخمد شعلته أو يغيره الى ما دون آماله، حلم تأسيس دولة كوردستان المستقلة, يشاركهم في هذا الحلم الأحرار والمناضلين من مختلف أنحاء العالم، حلم نتمنى إن نحتفل ونشرب نخب تحققه.
لقد حققت الفدرالية غرضها وتوحدت كوردستان إداريا وأصبح لها علمها ونشيدها الوطني وجيشها وشرطتها وأجهزة إدارتها وقضائها وبنوكها وشركاتها، بل إن وكردستان قد تفوقت على المركز بتقدمها وعمرانها وقوانينها المدنية.
وإذا كانت الظروف الدولية والمناطقية والاقليمية لا تسمح بتأسيس الدول الكردية في الوقت الراهن، فان من الأفضل والأسلم إن يؤسس لاتحاد كونفدرالي بين العراق وبين كوردستان قائم على المصالح المشتركة.
أما قضية المناطق المتنازع عليها فان الأمم المتحدة ستكون خير من يساعد على حل المشكلة إن لم تحل وفق الإحصاء السكاني والاستفتاء.
مشكلة المناطق المتنازع عليها لم تحل لحد الآن لان المشاكل الناجمة عن الفهم القاصر للفدرالية هي التي تحول دون وضعها في المقدمة. ولا نتعقد إن العقل العراقي سوف يكون عاجزا عن إيجاد حل يرضي جميع الإطراف بمساعدة الأمم المتحدة.
فالكونفدرالية لكوردستان العراق هو تحقيق للحلم القومي الكوردي في إنشاء دولته المستقلة وطمأنة أيضا لمخاوف الدول المعارضة لتأسيس الدولة الكوردية.
الكونفدرالية ستكون اتحاد بين دولتين مستقلتين يعملان من اجل تقدم بلدانهما ومن اجل التكامل الاقتصادي والاستفادة من السوق الكبيرة لكليهما، ستكون العلاقة علاقة تعاون وليس علاقة منافسة وتغلب كما هي الحال الآن بسب الفهم الخاطئ للفدرالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفدرالية والكونفدرالية
علوان البشّات ( 2012 / 7 / 16 - 23:28 )
ابو المثل يكول حب واحجي واكرة واحجي والطاهر الاخ مالوف ابو رغيف لا يحب بغداد واقول هل هناك من يمانع من استقلال اقليم كردستان ليصبح دولة مستقلة قائمة بذاتها باعتقادي ان اغلب العراقيون مع الانفصال وأسال الاخ ابو رغيف هل تؤمن بالدستور العراقي الذي اقر الفدرالية وبموافقة شعب كردستان و القيادات الكوردية ام لا وهل كلامك هذا يعتبر خرق للدستور العراقي ام لا
وللاسف الشديد شيوعيوا الامس القريب تحولوا بقدرة قادر الى شوفنيين وضيقي الافق ن بمعنى الكلمة لانهم فلمجرد انهم ينتمون الى القومية الكردية وضاعت القوانين والدساتير والمفاهيم الاممية ونضح الاناء بما فيه والاخ ابو منار الشيوعي العنيد وصلت به الامور الى هذه الحلقة الضيقة فقط لجذوره الكردية لاغير ويريد ان يمحي كل الاتفاقات والقوانين والدستور العراقي بجرة قلم فقط لمزاجه القومي وهل تربينا في الحزب الشيوعي العراقي على هذه القيم وهذه المواقف الانفعالية والمزاجية والتي لم نسمعها منك لا في عدن ولا في المانيا ولا في بغداد الحبيبة ام لدغدغة مشاعر اربيل لغاية في قلب يعقوب
تحياتي الرفاقية
رفيقكم علوان البشّات


2 - مقالة مميزة
دانا جلال ( 2012 / 7 / 16 - 23:43 )
مقالة مميزة وتعبر عن رؤية الغد من منطلق انسنة مواقف اليوم .. احييك عزيزي وزميلي مالوم ابو رغيف


3 - الكاتب في واد اخر !
شيركو ( 2012 / 7 / 17 - 00:26 )
اقليم كردستان تمارس حاليا ما هو اكبر واكثر من الكونفدرالية ! السيد دانا موجود في كوردستان والاخرين تعالوا الى كوردستان بضيافة الاخ دانا وهناك تجدون جهينة وعندها الخبر اليقين والواقع الملموس لاجل بعد الان لايضحكوا على ذقونكم ..مع المعذرة ..


4 - Right
khalid Aziz ( 2012 / 7 / 17 - 00:28 )
يبدوا إن وجهة نظر الكاتب المتألق اكثر قرباً للصواب ،لِأيجاد حلول مرضية للمشاكل العالقة بىن الاقليم والمركز.ننتظر مزيداً من التألق ،ودمتم.


5 - الاخ دانا جلال
علوان البشّات ( 2012 / 7 / 17 - 13:24 )
لا استغرب منك هذا ومن حقك فانتم وجة واحد لعملة واحدة وليس وجهين بمعنى ان الانحياز القومي اخذ منكم كل شيء وطني واممي فكيف هذه مواقفنا ونحن نؤسس لدولة مدنية عصرية ديمقراطية اتحادية اساس الدستور والقانون وفيها نتداول السلطة سلميآ كل فترة اربع سنوات من خلال انتخابات وطنية عامة والشعب هو مرجعيتنا الحقيقية
ونحن اول من يتمنى ان يأخذ الشعب الكوردي كامل حقوقة وان يبني دولة الكردستانية الصغرى في في القسم العراقي او دولته الكوردستانية الكبرى باتجاهاتها الاربعة واعتقد الاخ دانا جدلال لا يمكن ان تتجاوز وطنيته على قوميته إلا عندما تقام دولة كردستان
وبالتنالي عليه وعلى الكثير من امثاله في اليسار الكوردي في العراق بالوطنية العراقية لانه اصلا لايؤمن بالعراق كوطن لهوهذا ليس بغريب و حتى ينطبق على ابو اليسار الكوردستاني وهو الحزب الشيوعي الكوردستاني واذا استثنيت من الكورد احد فاجد القلىة القليلة من الكورد العراقيين الذين يعتزون بوطنيهتم الاعراقية ويعتزون بقوميتهم الكوردية من امثال شمال عادل سليم وكمال شاكر والقلة القليلة
مع احترامي
علوان البشّات


6 - االاخ علوان البشات: حول الانفصال والاستقلال
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 7 / 17 - 14:55 )
الاخ علوان البشات المحترم
الا تلاحظ انك استخدمت مصطلح {انفصال} وليس مصطلح استقلال، وهناك فرق كبير بين الاستخدامين، انفصال يعكس موقفا نابذا للحق بينما استقلال يعكس اقرارا بهذا الحق
وعندما تقول ان اغلبية الشعب العراقي مع انفصال كوردستان، فانك بالطبع لا تستند على احصائية ولا على معلومة رسمية بقدر ما تستند على تصور، لكن هذا التصور ان كان خاطئ او مصيبا فانه يعبر عن نفور وعدم ارتياح، فهو يود التخلص من عبأ ولا يود اعطاء الحق
ما اود قوله ان اقامة كوردستان هو حق لا يبتغي الاسباب لكي يكون مُقرا، فمثلما لبقية الشعوب دولهم القومية، كذلك الشعب الكوردي يجب ان تكون له دولته القومية، هو ليس شعب طاريء بل شعب مناضل ومكافح قدم الغالي والنفيس في سبيل تحقيق حلمه الذي لم يعد حلما قوميا بل حلما انسانيا، وها انا العربي اما وابا وليس الكوردي كما تتوهم ، احلم معهم بمجيء هذا اليوم العظيم الذي لا بد ان ياتي

من يقول بانفصال كوردستان اليوم فانه لا يعني اعطاء كامل الحق ليشمل جميع المناطق والمدن ذات الاغلبية الكوردية اتما حقا منقوصا
تحياتي


7 - الاخ دانا جلال
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 7 / 17 - 14:56 )
اشكرك على اطرائك وعلى كلماتك الجميلة تحياتي لك


8 - السيد شيركو: تعالوا شوفوا
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 7 / 17 - 15:38 )
السيد شيركو
انا ليس في وادي اخر، انا في لب الحدث، فانت مثل الاخ علوان البشات تتكلمون بحال عدم الرضا، فلو كنت مقتنعا بحقوق الشعب الكوردي، لما استخدمت تعبير مثل {تعالوا شوفوا} فماذا سيرون لو ذهبوا الى كوردستان؟
الاف العراقيين العرب موجودون في كوردستان اكانوا للسياحة والتنزه او للعلاج او للعمل ، هل اشتكوا او تذمروا او مورس معهم تفريق عنصري او اسمعوهم كلام جارح؟ لو كان مثل هذا حصل لرأيت الشكاوى تملأ الفضائيات والصحف والمواقع الاكترونية
ثم ما هي المظاهر التي تجعلنا نقول او نحس بان الكورد يمارسون صلاحيات اكبر من الكونفرالية؟ الا تجد ان في كلامك مبالغة وتحامل؟
الفدرالية تعطي للحكومة الاقليم كافة الصلاحيات في ادارة شؤون المنطقة الخاضعة لها، فهل يلامون اذا ما تمتعوا بصلاحية التنفيذ؟
انظر الى اين تذهب مليارات النفط العراقي للحكومة المركزية وكيف تبذر على الصفقات الوهمية وشراء الذمم الاعلامية العربية والعراقية في الداخل والخارج وانظر كيف يعيش الشعب العراقي من غير الكورد في مناطقه المختلفة ثم تعال وابدى تعجبك ودهشتك ان تصرف الكورد بشكل اخر غير حكم المهازل في بغداد.


9 - المالكي والصراع ضد الكورد
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 7 / 17 - 16:01 )
الاخ خالد عزيز
شكرا لك على الاطراء
اعتقد ان المشكلة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم قد دخلت في طور اخر غيرطور الاختلافات السياسية
فلكي يستمر السيد نوري المالكي في البقاء على كرسي الحكم لا بد ان يثير صراعا ما، لذلك وجد في الصراع مع حكومة الاقليم فرصة مناسبة للاستغلال ومغازلة البعثيين.. الم يلفت نظرك كيف اتجهت الحكومة على اطلاق سراح كبار البعثيين واعادة اعداد غفيرة منهم الى الجيش والشرطة؟
الا يجلب الانتباه الرحلات المكوكية للسيد عزة الشاهبندر ومقابلاته المستمرة مع القيادات البعثية لرأب الصدع بين الحكومة ورجالات حزب البعث؟ ان كل ذلك مدروس ومخطط له من اجل ضمان بقاء المالكي على رأس السلطة
الخطورة تكمن ان المالكي ومستشاروه يحاولون بكل جهدهم الى نقل الصراع ليكون في اطار جماهيري وشعبي وليس بقاءه منحصرا بين الكتل السياسية
تحياتي


10 - شراء الذمم !!
شيركو ( 2012 / 7 / 19 - 21:05 )
السيد مالوم ابو رغيف .. لااود الخوض في جدال ..يكفي الجملة التي ذكرتها انت وليس ان ! ( شراء الذمم ) هل تخادع نفسك بان ذلك الشيْ غير موجود في كوردستان اسال رفاقك اليساريين القدامى المناضلين السابقين الذين يعيشون عيشة رفاه بعد ...النضال !!


11 - الفساد واليساريون
مالوم ابو رغيف ( 2012 / 7 / 21 - 15:15 )
السيد شيركو
هناك حالتان من الفساد
الاولى الفساد المالي، وهو استعداد الشخص لتقبل اي اموال قد تاتيه بغض النظر عن مصدرها وعن المقابل الذي يجب دفعه مقابلها
هذا الفساد موجود في كل العالم ويعرف طريقه الى بعض اليساريين الذين اتت بهم ميول عاطفية او اندفاعات وقتية دون ان يعرفوا ما هو اليسار وماذا يعني ان يكون الانسان يساريا
لذلك ان باع مثل هذا النوع ذممهم واقبلوا على امتداح من لا يحب امتداحه مقابل مردود مالي فلا عجب، لكن ينبغي الاشارة الى انهم عدد قليل جدا، وتأثيرهم محدود جدا
الفساد الثاني هو فساد النظري والايدلوجي لليساري فيصبح كل شيوعي وكل اشتراكي وكل يساري خصم له ان لم يتفق معه .هذا النوع من الفساد لا يقتصر على صاحبه بل ينتقل الى المقربين منه،الى زوجته واولاده واصدقائه والواقعين تحت تأثيرة مثلا

لحد الان لم يصدر من اليسارين الذين تقول انهم يعيشون عيشة رغد ورفاه ما يسيء الى وطنهم او الى شعبهم او الى مواقفهم
هل تعتقد ان على اليساري ان يعيش حياة الفقر والعوز لكي يكون يساريا ووطنيا؟
هل تجد انه من المعيب ان يستعان بخدمات وكفاءات اليسارين ويحصلون بالمقابل على مردود مشروع لقاء هذه الكفاءات؟


12 - السيد مالوم ابو رغيف
شيركو ( 2012 / 7 / 21 - 21:57 )
اخي لكي لا تتجاهل الموضوع ثانية وبكل اختصار اقول لك ان موضوعنا كان ( شراء الذمم ) واذا تريد ولست بمجرب ادبج مقالا في صحيفة عربية معروفة تمتدح ( فلان الفلاني ) فستحصل على قطعة ارض في كوردستان والجايات اكثر من السابقات ولكن قطعة ارضك طبعا لن تكون فوق تل او مرتفع حيث الطبيعة الغناء فهي للاخرين الخاصة !!

اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته