الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا , سوريا , ستراتيجية الخواء

عادل الخياط

2012 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



هل روسيا بحاجة لمواجهة عقلية اليمين الأميركي المتطرف لكي تسترخي عضلاتها المنتفخة في تمسيد أرداف أزلام دمشق ؟ . أتذكر عندما شرعت القوات الأميركية والبريطانية وغيرها من القوات الدولية التي ساهمت في حرب العراق , أتذكر بعض الكلمات التي أطلقها الرئيس الروسي " بوتين " كلمات تقول , أو معناها : إننا إصبحنا نخشى على أنفسنا من هذا المد العسكري الهائل للغرب بقيادة القوة العسكرية الأميركية !!.. مع التنويه أن ثمة قوى غربية مركزية في حلف الناتو قاطعت حرب العراق !
بعد دقائق معدودة من كتابة مقدمة هذه الموضوعة , قرأت موضوعا على البي بي سي العربية تحت عنوان : " لماذا تقف روسيا إلى جانب الأسد " .. موضوع البي بي سي هذا , هو وجهة نظر أو تحليل لمعلق سياسي روسي يُدعى : قسطنطين فون إيجرت " . لم يصب المُعلق الكبد كما يُقال , والمحاولة هنا هي بين ما توارد إلى عقلي عند الشروع بكتابة هذا الموضوع وبين ما طرحه هذا المُعلق . فلقد إنصب طرحي على نوع من عملية المقارنة بين العسكراتية الروسية والغربية ومديات الدخول في صراع من نوع ما من اجل نظام يخدم مصالح كلا الطرفين في أية بقعة في العالم . وقد كان ما طرحته على النحو التالي :

دواعي تصريح بوتين بعد عملية العراق العسكرية دون غطاء شرعي من الأمم المتحدة , إضافة لهول القوة العسكرية الأميركية التي إجتاحت العراق , هي - دواعي التصريح - قد تنطوي على خلفيات تاريخية ضمن ذات السياق - سياق القوة العسكرية الأميركية ومغامراتها حول العالم تاريخيا ومدى مقارنتها مع العسكراتية الروسية بنسختها القديمة السوفيتية والحالية الروسية .. فلو حاولت ان تجرد هذا المحور سوفيتيا فلن تجد غير غزوتين محليتين , وتسمية " محليتين " توصيف لائق , كونهما محصورتان في شرق أوروبا : المجر وجيكوسلوفاكيا ! وعلى المستوى القاري لا تجد غير " أفغانستان ".. وعلى مستوى " روسيا" بعد إنهيار السوفيت سوف تضيق المحليات إلى عملية الشيشان ومن ثم برق خاطف في " جورجيا " قبل بضعة سنوات !
طبعا من المضحك أن يتصور المرء أن روسيا من الممكن أن تدخل في نزاع عسكري مع الغرب الأطلسي فيما لو ضرب الأخير قرارات مجلس الأمن وقام بعمل عسكري جوي كأكبر إحتمال ضد سوريا , لكن من الممكن القول إن مثل تلك العملية لو حصلت ستثير تشنجا بين الطرفين ومحور التشنج سيكون عن الفِعل الذي ستتخذه قاعدة طرطوس الروسية في السواحل السورية .
المُعلق السياسي الروسي " قسطنطين فون إيجرت " كان أكثر دقة من هذا الطرح عندما قال :
"هل تدرك موسكو أن بالإمكان تشكيل "تحالف الراغبين" بهدف إزاحة الأسد من السلطة من خلال انتهاج وسائل عسكرية على غرار الطريقة الليبية؟
قال أحد كبار الدبلوماسيين الروس مؤخرا "لا يمكن أن نمنعهم إذا حاولوا لكننا لن نمنحنهم مظلة من خلال قرار تتخذه الأمم المتحدة".

تلك السطور تُؤكد طرحنا عن ضمور الروس إزاء الفِعل العسكري الغربي لو حدث , لكن ثمة تساؤل في إتجاه آخر :

التساؤل للمسؤولين الروس : ما قيمة المظلة الأممية ما دامت النتيجة ستقود إلى ما يرغبه ساسة الغرب ؟

غير ان معلقنا الروسي قسطنطين قد وقع في طوباوية التحليل عندما شبه انظمة ضئيلة مثل " ليبيا القذافي وسوريا بشار " ببلاده المتمترسة عسكريا وجغرافيا وتمثل التوازن النووي بين الغرب والشرق وشريانا إقتصاديا للإتحاد الأوروبي الذي على وشك إنهيار إقتصادي , وتمتلك رصيدا هائلا في المنظومة الدولية و .. و , شبهها بالقول :

"ويرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين والفريق العامل معه، أن الدول الغربية قد لا تعدم المبررات للتدخل حتى في شؤون روسيا التي يمكن أن تلاقي مصيرا مشابها. "
بالنسبة لي اشرت لتوصيف روسيا بالمتواضعة فيما يخص المناورات العسكرية القارية , أما صاحبنا الروسي هذا فقد قزمها إلى دُويلة ضئيلة لا حول لها ولا قوة قبالة غرب أميركي أصلا يُعاني نخرا إقتصاديا ويعاني المأساة أمام عصابات مسلحة منذ أكثر من عشر سنوات في أفغانستان !

يرى " قسطنطين " أيضا أن روسيا تبحث عن موقف سياسي من خلال تشبثها بالدفاع عن نظام الأسد ! .. والسؤال أيضا : هل مثل " بوتين " وغيره من الساسة الروس تنتابهم ولو للحظة فكرة الموقف السياسي على الأقل في الحالة السورية , فمثل الروس المعروفون بإعتدادهم بالنفس , أو لنقل الكبرياء أو الغطرسة غير خاضعين لهذا المفهوم المطاط أصلا , لكن من الممكن القول انه ثمة مكاسب سياسية في الصراع مع الغرب على شاكلة تنازلات تخص الدرع الصاروخية في اوروبا الشرقية وغيرها من المكاسب .. يبدو أن السيد قسطنطين ضاعت عليه الحسابات إلى حد إنه لم يُنوه للقاء مخاض بوتين مع أوباما قبل فترة , وما هي حجم التنازلات التي من الممكن أن تقدمها روسيا للأميركان مقابل المنفعة الروسية .

بوتين يتخيل , بوتين يتصور , بوتين يتخبط , المحللون السياسيون الروس مثل بوتين إضمحلت عقلياتهم إلى حد الهذيانات اللفظية .. لكن كل ذلك ليس مهما , المهم هو أن بوتين صار حجر عثرة , صخرة تشبه شوارب ستالين الكونكريتية في وجه اي قرار اممي لإتخاذ إجراء ما إزاء مجازر قبضايات دمشق.. لكن ثمة تساؤل ضمن تلك الآلية : أنه لماذا تصر واشنطن على إزاحة نظام الأسد وهي تتوقع إن تشكيلات الإخون المسلمين سوف تتسيد الموقف وهؤلاء أصلا مفهومة مواقفهم من اليانكي الأميركي .. أعتقد تلك موضوعة أخرى خارج نطاق سياسة موازين الصراع الروسي الأميركي في تلك المنطقة , لكنها في صلب سيناريو الغرب لمستقبل النظام في سوريا ومديات تأثيراته على الصراع مع نظام الملالي في طهران .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA