الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام عامر.. والمكرفون المفتوح

رحمن خضير عباس

2012 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



ام عامر , امّ عراقية. يفاجئها المايكرفون المفتوح متلبسة بالهم اليومي , بوجع االأمل المر على شبابيك الفاقة , بالبحث عن حقوق التقاعد التي لاتساوي مشقة الأنتظار لأنها لاتسد الرمق . سواد عبائتها ينغمر مع عتمة الأرض , ارض السواد , تلك التي " لم تشبع الأبناء " يوما , مع ان نخيلها كان يحجب الشمس وبحيرات نفطها تغرق العالم . سواد عباءة ام عامر يرسم حزنا اعتنقته الى الأبد . وقفت لتعلن رفضها لأختلال المعايير والقيم . بلغة تنزف دما ولوعة واحتجاجا . لقد وضعت اصبعها على جروح كثيرة رافضة التسلط والهيمنة من خلال تعبيرها الأثير والذي جعلته لازمة تتكرر بعد كل جملة " ولية غمّان " . لقد تحدثت عما يعانيه الشعب . ولم تطرح فقط معاناتها الشخصية . فتناولت الهموم العامة للناس من انعدام الخدمات الى تفشي وانتشار البعوض الى شحة الماء وتلوثه الى انعدام الكهرباء . ولم تكتفي بذالك بل صرخت بالوضع الطبقي والهوة الهائلة بين الفقراء و " الزناكين " . وسيطرة الفكر السلفي او الفكر الطقوسي , الذي كتم على انفاس الناس ومنعهم من التعبير عن الفرح " نريد نعرس ..نريد نهلهل " كما شكت وضعها الصحي والبون الشاسع ما بين القدرة الشرائية وغلاء الدواء . ومع كل ذالك فهي تمني النفس بالدعاء للتخلص من هذه المحن المتفاقمة .
لك الله يام عامر . ايتها المرأة الطاهرة كالأمومة . لقد خذلوك هؤلاء الذين اعتقدت انهم يمثلونك فقمت بانتخابهم . كانوا يدعون المظلومية مثلك . ولكنهم حينماوصلوا الى الحكم نسوك ونسوا مبادئهم , فأغرقوا البلد بالفساد . هم انفسهم يا ام عامر في كل زمان وعهد , ولكنهم غيروا ملابسهم استجابة لضرورات المرحلة , لقد تقاسموا وطنا نسجته دموعك , واعلنوا حرب الطوائف فيما بينهم , فاغرقوا البلد في صراعات لاناقة لك فيها ولاجمل . وجعلوك تدورين في الفراغ . وانت تحملين هموم اللحظة .
اتعلمين يا ام عامر كم خصص النواب رواتبا لهم في اول جلسة لممثليك وممثلي الشعب . ان الراتب الشهري لأيّ منهم يعادل اكثر من تقاعد زوجك لأكثر من عشر سنوات , ولم يكتفوا بذالك فقد طالبوا بالسيارات المدرعة وبالشقق المجانية .
لقد اشاع البعض موتك , وذالك لكتم صوتك واصوات من تسول لهم انفسهم الحديث عن الفساد . ولكن صوتك النقي والصادق سيطارد الفاسدين , سيقض مضاجع من جعل السلطة وسيلة لللأثراء وبنى سعادته على حساب شقاءك .
لقد افحمت ام عامر – ببلاغة صدقها – كل المسؤلين في عراقنا الجديد . واخرست الجيش الجرار من الوزراء والمستشارين في اضخم وزارة غير منتجة في العالم .. انني انصحهم ان يستمعوا كل يوم الى صوتها , لعلهم يفعلون شيئا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة