الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبناء البررة

فهد ناصر

2005 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


رغم الموت او القتل الشنيع أو المصير الأسود الذي واجهه كل من(عدي وقصي) أولاد السفاح والمجرم البعثي القومي صدام حسين،ألا أن صور جرائمهم وأنتهاكاتهم المتواصلة لكل ما هو انساني،ومدى الاستهتار بحياة الناس ومقدرات البلد والاستعداد لارتكاب احط الجرائم وأقذرها،كلها صور ما زالت ماثلة في أذهان ملايين البشر،ليس في العراق وحده،بل في دول العالم قاطبة،فالحكام العرب أنجبوا وينجبون من هم على شاكلة (عدي وقصي) او من يساوونهم في الاجرام والقتل والاستخفاف بحياة أقرب الناس اليهم،أنجبوا من يريدون لهم أن يكونوا ولاة وملوك ورؤساء من بعدهم،فكل واحد منهم قد أعد العدة لتسليم الحكم والسلطة والرعية والتابعين من أبناء البلد وان كانوا أكثر من 70 مليون أنسان لولده العزيزفهو(مؤهل)او (شاب كويس وعارف ربنا.......).
أسوق هذه المقدمة بعد أن اتحفنا أحد أبناء الزعيم العتيد القذافي بجريمة شنيعة في باريس خلال الايام الماضية،فبعد ان اعتدى على الفتاة التي معه بالضرب وكما أبرزت صورها وكالات الانباء العالمية (كلها- طبعا- معادية للعرب والمسلمين) وتقديمها شكوى ضده فأنه سارع الى مكان آخر يتسكع فيه ومعلنا عن تسلطه وأستعداده للبطش بمن حوله او من يعترض سبيله او انه أراد ان يجد وسيلة ليقول لمن في المكان الذي يتواجد فيه أنه أبن، الزعيم العروبي الافريقي المعادي للامبريالية والغطرسة الامريكية والمناضل ضد الاستعمار البريطاني لايرلنده،القذافي،فأشهر مسدسه مذكرا بحفلات الصخب او القتل وأذلال الاخرين التي كان المقبور عدي يقيمها او مذكرا بمسدسه الذي لايعرف احد وربما حتى هو ان كان محشو برصاصة ام لا؟حتى لكأن الانسان لايستطيع ان يتصور ان هذا الوحش لايجيد شيئا سوى أطلاق الرصاص وأذلال من حوله.
القذافي الصغير هذا هو نسخة طبق الاصل عن كل أبناء الملوك والرؤساء والحكام العرب،الذين يمارسون طغيانا وتسلطا قل نظيره،ولم لا فالسلطة والحكم والثروات التي لايعرف هو بكم تقدر،كلها تدفعه لان يكون سلطان زمانه والادهى من كل هذا انه يعلم انه فوق السلطة والقانون والقضاء وانه صاحب الكأس المعلى بين ملايين البشر في بلده وما هم سوى قطعان من الخدم او التابعين ومستلبي الارادة او المتامرون على سلطة والده ومنافسيه على كرسي الحكم .
أذا كان ابناء وبنات القذافي يتحفوننا بين آونة وأخرى بما يبين مدى الضحالة والانحطاط السياسي والفكري الذي وصلوا اليه،فمرة أبنته العزيزة تقول ان صدام بمثابة والدها وانها مستعدة للدفاع عنه امام المحكمة،ومرة ولده الاخر يقول، ان قطع الرؤوس والاختطاف والسيارات المفخخة التي تحصد أرواح الابرياء من العراقيين،عمل مشروع للمقاومة الباسلة إإإفان للناس المقهورة في هذا العالم المتداعي والموبوء بسرطان القهر والاستبداد،العالم العربي،حكايات اخرى تقطر مرارة وقهرا عن أبناء الحكام العرب الذين اصبحوا قادة لقوات الطوارىء والحرس الخاص والجيوش المتعددة الاسماء في ممالك آباءهم.
أذا كان تفجير الطائرات والنوادي الليلية من قبل المخابرات الليبية قد أرغم القذافي على دفع ملايين الدولارات بعد تسويف ومماطلات ولسنين طويلة ، من اجل تحسين صورته وتحوله من زعيم مناضل ضد الامبريالية والاستعمار والطامح الى تحرير الشعوب وان كانت في قلب أوربا،الى زعيم يريد ان يكون له دور ومكان ما في عالم اليوم فان حادثة الابن الصغير للقذافي قد تدفع بالقذافي وحكومته للدفع المباشر ودون ابطاء وربما لايحتاج الامر الى تدخل مؤسسة القذافي الخيرية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال