الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات في دفتر الثورة:

فلورنس غزلان

2012 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في 14/7/2012 من وحي أيام الثورة :ــ
لاتسألني كيف ينتهي يومي..ولا كيف يبدأ، لاأملك جواباً شافياً..لأن يداً خفية تربطني هناك مع نزلاء الأقبية ..مع دوي القذائف ورشقات الرصاص، مع جدران تهبط فوق ساكنيها، مع حرائق لاتتوقف عن الاشتعال... مع توالد الأحزان وتزاحمها ...لكني ومع كل هذي الكوابيس، أحلم بفنجان قهوة بالهال على طرف شرفة صغيرة تمتليء بالحب والبسمات الآملة تزيل آثار سلالة وحيد القرن
في نفس المساء السابق :ــ
ترجلت عن كرسي النت..لأذبح الحروف التي تقف عاجزة عن امتلاك القدرة على استعمال النفي وسلطتها في قوانين القواميس ، وترجل قلمي عن يدي..معلناً انشقاقه عن الكتابة..لأنها تخيب الظن ولا ترتفع لمستوى قدرة شعبنا على التضحية
في 15/7/2012:ــ
انتظرتك ولم ينفذ صبري مازلت قادرة على التحمل..أنتظر وصول الطلقة التائهة..القادمة لعنوانك أو عنوان بيتنا ..أنتظر ساعة الصحوة..ساعة الخاتمة ..ساعة القطرة الأخيرة من دم الذبيحة السورية..لتمسح بلونها القاني آخر ملامح القاتل من الوجود
في نفس المساء السابق:ــ
انتبه بعض العرب لنا بعد أن متنا مئات المرات، وهانموت آلاف المرات والعالم متخشب في شخيره..عقارب الوقت تنتظر قيام الفعل من سطر الجملة لتسخين إلية لافروف أو عالم المنافقة المتضامنة، في وقت تتحرك به التوابيت باحثة عن مدفن في بقايا البيوت السورية التي تتحول لأكوام من تراب..
نفس التاريخ :ــ
الوطن السوري ينتحب دماً ويغوص في الثأر ، خناجر في النحور وخناجر في الظهر...والعالم يندد متمنطقاً بالعهر.

في نفس المساء من 15/7:ـ
أسمع صرير البوابات المهجورة تسأل الريح عمن رحلوا..أسمع لهفة الأرصفة على أقدام كانت تعبر بأمل..عن أحذية الصغار اللاهين
أسمع خفقات قلبي المتقطعة تتأرجح بين العويل والعجز من جهة وبين السؤال عن خجل التاريخ من عالم يخشى من ثورة يمكنها أن تتحول لأسطورة..فيعمل على وأدها.

في السادس عشر من تموز 2012:ــ
علاقتي مع الكلمة علاقة مودة وصداقة..أنزف وجعي..أنفث غضبي فتنصاع وتحنو على الورق، اليوم أرى أن المسافة بيننا تتباعد...تفتقر للدفء، تخلع عنها صفة الجمال والأناقة لترتدي ثوب الجحيم والموت....أسألها أن ترحل...أن تكف عن الهذيان والوخز في رأسي ..أو أن تلقي بنفسها في أتون المحيط، فما أعيشه بين الغيبوبة والصحو...بين الظلام لحظات والنور دقائق كلها بنكهة البارود تثير في روحي حمحمات كل القلوب المأسورة والمكسورة ، وتأمر أصابعي أن تقسو وتتخشب فتستبدل القلم بحجر ، أو تغير طريق الدفاتر ومحطات المكاتب ..أن تحولها إلى لافتة أو هاتف محمول بيد ثائر ..من حمص أو درعا أو.....خرج من البيت وأقسم ألا يعود إلا وسوريا حرة.
حصيرتنا اليتيمة التي نجلس ونخلد إليها هي سوريا، وكل فوضى تزرعها الإشاعات تفرخها الأخطاء..فتعالوا نتهجى حروف الوحدة والإخاء




من وحي السادس عشر من تموز أيضاً :ــ
اعتادت آذاننا أن تسمع ضجيج الأطفال أو ضجيج الأسواق ...أي الحياة..لكني في كل يوم لا أسمع إلا أنباء الموت، القصف..طال بيت فلان أتذكرينه؟ ..لقد سقطت إحدى قذائف الطاغية اليوم على بيت فقير..أهله مسالمون..قضى بينهم خال "منصور وريتا"...الذين فقدناهم الشهر الماضي وأصيب خالهم الثاني..وزوجة خالهم كذلك...فكيف يمكن لآذاننا أن تتابع هذا الشريط الاخباري الذي لايتوقف ؟ شريط يصنفه لافروف في خانة " العصابات المسلحة"...لو كنت أصغر قليلاً ..لو كنت بصحة أفضل...لحملت سكيني وغرزتها في أذنيك يالافروف وآذان كل الصامتين.
في السابع عشر من تموز 2012:ــ
ريح صفراء تنتظر مرورنا في زاوية الشارع، شبح الموت يترصدنا في كل بقعة ..نتلمس أجسادنا كلما خرجنا من بقيايا قذيفة..نغتسل بمحبتنا للحياة وقدرتنا على البقاء يوماً آخر..نشعر بأن عروة الحياة في قلوبنا منفلتة الروابط..خارج نطاق قدرة الإله على التحكم بها..فقد هربت من أبواب السماء لتستقر على أبواب دمشق ومدنها السورية..لافضاء يتسع لأجنحة صممت على إيقاد الشموع فوق كل الجبال الشامخة..لتقتل عتمة نصف قرن من الظلام...لاميراث للعسكر ولا ميراث للخوف..ولا سطوة لسياطه فقد انحلت مفاصله في أزقة التاريخ الدمشقي، التي شهدت على"حسن الخراط" ومقاتليه..وهاتشهد على أحفاده يجوسون الحارات لينظفونها من إفك الطاغوت.
لنمسح معاً دموع الحزن ..ولغة اليأس..لنمسح بلورة الحظ كي ترى بعين ثاقبة أننا نستحق الحياة ونستحق الحرية..أن الشعب السوري يموج كبحر غاضب يثأر لكرامته ..ينعت أروقة الأمم الصامتة على عسف القتلة..يزأر بوجه الموت رافضاً أن يكون صوراً للإعلام الدجال...رافضاً أن تكون أرضه أرض المآتم لا أرض الأفراح ..رافضاً أن يكون سلعة المساومة والمقايضة في أسواق النخاسة السياسية لعالم يقوده عراة من الأخلاق ومن الضمير، فكيف ينجو إذن صغارنا من الغرق؟ كيف تنجو نساءنا من الترمل؟ كيف تنجو أرضنا من الحرائق والخراب..إن استمرت ضمائركم معلبة ومغلفة بحجج لايمكنها أن تعفيكم من مسؤوليتكم الإنسانية ..أديروا دفة الكلام الرخيص وامتشقوا لغة الصدق والوجدان..قبل أن يجلل العار جباهكم ...امنحوا الحق فرصة ليستقيم في ميزان العدالة يامن اخترعتم قوانينها العالمية حين كانت شعوبكم تخوض معركتها من أجل الحياة الحرة مثلنا..فلا تنكروها عمن يعشقها ويهوى اعتناق مذهبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنباء متضاربة عن العثور على حطام مروحية الرئيس الايراني


.. العراق يعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي| #عاج




.. التلفزيون الإيراني: لا يمكن تأكيد إصابة أو مقتل ركاب مروحية


.. البيت الأبيض: تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مر




.. نشرة إيجاز - حادث جوي لمروحية الرئيس الإيراني