الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الحراك الأردني

عمر قاسم أسعد

2012 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة في الحراك الأردني

من الملاحظ زيادة حدة التصعيد من قبل المعارضة الاردنية بكافة أشكالها ، والهتافات ما زالت وتيرتها تتصاعد لتطال الملك ، وبعض الأشخاص من المعارضة تطالب بإسقاطه وضرورة رحيله ، بل والبعض يطالب بمحاكمته .
وفي المقابل ازداد التصعيد الحكومي بشكل عام ومن دائرة المخابرات بشكل خاص ،
المعارضة تتنوع في حجم وشكل المطالبات والشعارات ـ إلا أنها تتفق ضمنيا على ضرورة الاصلاح الشامل ــ .
وفي هذا السياق أصبحت المعارضة تقسم إلى عدة أقسام وأقلها ضررا ـ بالنسبة للحكومة ـ القسم الأول الذي هو إمتداد لبدايات أول حراك والمطالب بالإصلاح الاقتصادي مع وجود هوامش للمطالبة بإصلاح سياسي ، ويصر هذا القسم على تمسكه بالملك تحت عناوين منها ( القاسم المشترك ، المظلة الحامية ، صمام الأمان ، المرجعية للشعب بكل أطيافه ، ... الخ ) ويعتقد هذا القسم أن الملك بيده الحل والربط وهو ماضي في الاصلاح ولكن قوى الشد العكسي تعيق التقدم والمضي في مسيرة الاصلاح ، وعلى الملك أن يتحرك لتهدئة الشارع ، ولكنهم في النهاية جزء من الحراك الشعبي وإن اختلفوا مع شخوص المعارضة الأخرى في هذه المسألة .
القسم الثاني يطالب بالإصلاح الاقتصادي والسياسي ويطالب بالملكية الدستورية كعنوان للمرحلة القادمة ، هم مع بقاء الملك كرمز للدولة الاردنية وجامع لكل مكونات الشعب ولكنهم مع وجود ملك بلا صلاحيات لأن الشعب هو صاحب الصلاحيات والسلطة ومن خلال الشعب سيتم انتاج حكومة برلمانية قادرة على حل كل المشكلات .
القسم الثالث معارضة تطالب علانية بإسقاط الملك والتحول للنظام الجمهوري ، وهي مصرة على مطلبها لأنها ترى ــ حسب قولها ــ أن استمرارية وجود الملك يعني استمرارية لنهج الفساد والسرقة والنهب والقمع والاعتقال ... الخ ، وترى ـ حسب قولها ـ أن الاصلاح الحقيقي سيتم حال تنحي الملك عن سدة الحكم ، مع الأخذ بعين الاعتبار قبولها المشروط بالنظام الملكي بتولي شخص أخر من الاسرة الحاكمة سدة الحكم وبعضهم ينادي بالأمير حمزة ملكا للبلاد .
ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار المعارضة الخارجية التي ، ــ ومنذ إعلانها ــ تنادي بإسقاط الملك ورحيل العائلة الهاشمية لأنها ــ حسب اعتقادهم ــ عائلة احتلالية للأردن ، ومطلبها هذا هو الأساس والجوهر الذي رسمته لخط مسيرتها كمعارضة موجودة بالخارج ولكن لها امتداد داخل الوطن وإن لم يتم الاعلان عن مدى هذا الامتداد إلا أننا لا نستطيع أن ننكر حالة من التعاطف والالتفاف والاهتمام بما تنشره المعارضة الخارجية من مقالات ومعلومات وحراك على منابرها الاعلامية ،.
هناك قاسم مشترك للمعارضة الداخلية بكل أقسامها وتبعثرها وتشتتها وهو الاصرار على المطالبة بالاصلاح الاقتصادي والسياسي ، وللأهمية بدأت المعارضة ــ وبغض النظر عن تبعثرها ــ تزداد في الكم والنوع والحجم والسقف حتى وإن لم يشكل الحجم العددي هاجس للحكومة إلا ان القناعة بالمعارضة لدى المواطن أصبحت معروفة وستترجم قريبا الى واقع في الشارع ، وبعدها لن يكون بمقدور الحكومة التعاطي مع هذه المعضلة القادمة لا محاله
إن الحكومة ما زالت قاصرة عن فهم وإدراك هذا الحراك وفي مختلف أرجاء المملكة ، قاصرة عن الرؤيا الموضوعية ، قاصرة عن وضع الحلول ، وما زالت تماطل وتسوف وتلعب على مسألة خلق التناقضات وتمييع الوقت ظنا منها أنها ستحقق إنجاز للحد من التصاعد الشعبي ، وما زالت تتعامل مع المعارضة كوحدة واحدة من خلال اتباع أسلوب ممنهج في استخدام العنف والقمع والاعتقال ..... ، مما يزيد من حالة الاحتقال ويولد الكره والمقت للحكومة والنظام بكامله ، ويزيد من حجم الالتفاف الشعبي حول المعارضة ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام