الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيعة الرهان الديمقراطي في المجتمع الجزائري

أحمد التاوتي

2012 / 7 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


حدث أن تزامن الربيع العربي المغتصب، مع أوضاع بالشارع الجزائري أقل ما يقال عنها أنها كانت مرشحة للانفجار. فهل كتمت أنفاسه رضيعا و" ألفت قلوب" مرضعاته..، أم أجل..، أم أنه ببساطة ليس واردا على المنظور القريب لمؤشرات موضوعية بالسياق.

هناك اعتبارات عدة،

الاعتبار الأول هو الشائع و الذي جرى تقليدا على أفواه جميع المسئولين و المستفيدين من عشرية المال المباح و الردة البواح، و كثير من عموم المواطنين البسطاء، و هو أنه حدث ذات يوم من أيام أكتوبر 1988 ربيع الجزائر الذي اسلم إلى التعددية تم كالعادة مع المجتمعات العربية أسلمت التعددية إلى فوز الإسلاميين الذين لا يؤمنون بالديمقراطية و إن استعملوها من باب "الحرب خدعة" .. تم أوقف المسار الانتخابي لدى ظهور النية المبكرة للعدوان المدني و الإرهابي في تصريحات قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ آنئذ.
طبعا هذا المبرر لا يستقيم إلا إذا تعقلنا التجربة المريرة التي عاشها الجزائريون بفترة التسعينيات.. و التي جعلتهم لا يرتاحون كثيرا لا إلى الإسلاميين و لا إلى التغيير بالعنف. و على هذا الأساس أميل إلى هذا المبرر، و إلا فانه مبرر هزيل في ذاته، إذ أن الثورات، سلمية كانت أو غير ذلك، و في كل المجالات، ضرورة إنسانية من اجل تطور الجنس البشري و من اجل تطور المجتمعات المدنية.. فلا يمكن أن نعترض مثلا على جدوى ثورة نوفمبر بدعوى أن ثورات كثيرة سبقتها. فلكل زمن ضروراته و مبرراته.

الاعتبار الثاني هو عدم وجود طبقة سياسية في مستوى وعي المواطنين.. و لا حتى أدنى منه بقليل..،
و هذا ما يفسر كون المواطن الجزائري لا يساق كالخروف من طرف مفوهين بلغة خشبية، خضراء أو حمراء أو حتى صفراء انفصالية أو دكناء شبه وطنية...
توجد مؤسسة صامتة من التضمينات المتعلقة بالسلوك الاجتماعي و السياسي ناتجة عن الميزة التي تميز الجزائريين و هي الموقع الجغرافي المتوسطي و تفاعلهم منذ القدم و إلى اليوم مع دوار ثقافي مزمن متعدد الروافد.

يبدو للملاحظ أن طبقتنا السياسية نشأت و منذ الاستقلال خارج هذه الحالة الجزائرية بامتياز.

والسبب جلي هو أن الاستقلال قبل 50 سنة أنجب لنا ثلاث تشكيلات تكاد تكون اعتبارية لجنينية الأدوار و الصلاحيات.، و هي الجيش و الإدارة و الحزب.. الجيش باشر السلطة، و الإدارة باشرت التسيير، و الحزب باعتباره الرافد الوحيد للمناصب و المسؤوليات باشر بطبيعة الحال عملية تلميع صورة النظام..
هذه المهمة، أضعفت نجاعته النظامية و قللت من تجربته لعدم استغراقها لبعد المعارضة الحقيقية ..و هذا من النتائج الكارثية لوجوده وحيدا و مطلقا في الساحة السياسية. إفلاس معنوي رهيب أدى به إلى الاشتغال على المهمة الأساسية و الغالبة في نشاطاته و هي حراسة ايدولوجيا النظام بأسلوب اقرب إلى مراقبة ضمائر المواطنين منه إلى محاسبة المسيرين، مع تعميم صورة نمطية عن خطاب سياسي شعبوي ماضوي استأنفها فيما بعد الكثير من الأحزاب الإسلامية و الأحزاب المدعاة وطنية، و حتى المدعاة ديمقراطية مع حفظ الفارق في اللون...

طبعا لا ننكر بأن المرحلة الممتدة من الاستقلال إلى سنة التعددية 1989 لم يعدم الحزب الكثير من الفرديات المخلصة من المجاهدين الأول، و الذين هم برأيي لا يمثلون بسلوكهم السياسي التوجه الأساس الغالب و الواقع بالفعل للحزب، و إن نهضوا بديباجته و شعاراته المنبوذة تقليدا في سائر أحزاب الأنظمة المقدسة..، هؤلاء اندفعوا في عملية بناء الترسانة الثقافية و المعنوية للدولة الفتية و سيادتها و ليس للنظام.، و كثير منهم عانوا تهميشا و عمليات إبعاد وضيعة خصوصا بعد التعددية و أشهرهم طيب الذكر عبد الحميد مهري.

فالتيار الغالب إذن، تيار حراسة ايدولوجيا النظام إلى غاية التعددية، ثم حراسة النظام كيفما كان بلا ايدولوجيا بعد التعددية، هو المرجعية الروحية للثقافة السياسية التي تفاعلت بها و معها الأجيال السياسية و هي المدرسة الأولى لها بامتياز..
هذه المدرسة الحزبية الكبيرة و التي تكونت و شبت أساسا على تلميع صورة الأنظمة، خلفت لنا اليوم طبقة سياسية مشكلة من أحزاب أخرى وليدة، صغيرة و متوسطة، إذا نظرنا إليها من خلال حملة الانتخابات التشريعية الأخيرة نجد بأنها تشي بدلائل اقل ما يقال عنها أن أطفال المدارس وجدوا أخيرا مادة للتسلية و الضحك.

و الانتخابات التشريعية الأخيرة ليس لها علاقة تفاعلية بمسألة التغيير أو الربيع أو غيره.. أعتقد بأنها جرت كالعادة، و كسابقاتها، و كلعبة روتينية.
و الإعلام الدولي هو الذي أعطاها تلك الصورة نظرا للظروف و السياق العربي الشامل.. و المفاجئة الوحيدة بها، بالنسبة للعالم العربي و ليس للجزائريين، هي تقهقر الإسلاميين.. أما الحدث في النتيجة بالنسبة للجزائريين و بالنسبة لأوربا أيضا و أمريكا فهو الاستقرار.

إذا كان اعتقاد وجود رعاية غربية خفية للربيع صحيحا، فان هذه الرعاية تعلم بأن حزب النظام أكثر إسلامية من إسلاميي الجزائر.. فالاستثناء الجزائري لا يكمن في فوز حزب النظام.. لأن هذا الحدث متناغم تماما مع النتائج المطلوبة من الربيع العربي.. الاستثناء يكمن في تعقل الشعب الجزائري و عدم انسياقه وراء الفوضى للأسباب المسوقة أعلاه.



الاعتبار الثالث هو تمنع الجزائريين في سوادهم عن الانخراط الجدي في الهيكلة التنظيمية للمجتمع المدني استنكافا عن الانتظام وراء طبقة سياسية لا ترقى إلى مستوى وعيه كما أوضحنا أعلاه من جهة.،
و من جهة أخرى استفحال النزعة الفردية بأوساط المواطنين و اعتماد السلوك الظرفي التجزيئي في تدبير و تسيير شؤونهم بالتعامل مع القوانين و واقع المؤسسات كمعطي خارجي ليسوا مسئولين عنه و ليس من مهمتهم تغييره. و هذه النزعة، و إن عزلت المجتمع عن الطبقة السياسية – و في ذلك كل الخير-، أيضا، و إن عطلت بعض المشاريع الضرورية الخاصة بالتدريب و التربية المواطنية بمفهومها الحديث..، تبقى ضرورة مرحلية لا يمكن حرقها في تشكيل المزاج السياسي للمجتمعات الناهدة نحو الدخول في الشرعية السياسية الدستورية.

فالشرعية الدستورية تقابل الشرعيات المقدسة بنوعيها، الثوري أو الديني.. و الانتقال من المقدس إليها بجرة قلم استجابة لثورة طوابير، أو بمجرد استفتاء أو انتخاب لا يستقيم ما لم تتجذر تلك النزعة الفردية التي تجتاحنا اليوم و تحيل كل فرد إلى كتلة من الإحساس و الوعي العميق و المكثف بذاته.
الأمر يبدو تسيب أو نزق اجتماعي و لكنه إرهاصات جنينية لميلاد المواطن باعتبار أن المواطن هو الخلية الأساسية للمجتمع المعاصر و ليس القبيلة و العشيرة و لا حتى العائلة الأسرة. و ليس أدل على وضوح هذه الإرهاصات مثل هذه النزعة الفردية المبشرة بكل الخير.
حينها يستحيل المجتمع من مجموعة طوابير إلى عدد لا متناهي من الأفراد الأنداد بكامل القابلية لممارسة أنواع التعاقد الاجتماعي و السياسي.. هنا و فقط هنا، يبدأ الحديث عن ميلاد مجتمع مدني مؤسس على التعاقد الحديث..، و حينها فقط، يمكن أن تحدث ثورة تقدمية حقيقية، لا تقوم على العنف بالضرورة.، كما أنها قد تقوم عليه حسب السياق الموضوعي.. أما الثورات التي تتم قبل أن يصهر أفراد المجتمع قي النزعة الاجتماعية الفردانية، أي قبل تشكل الوعي الفردي الكامل بالذات و ما يتبع ذلك من تجسيد المواطنة، فالحقوق الفردية، فالحقوق السياسية..، فإنها تسلم كما تدل التجارب عندنا و من حولنا إلى مقدس أكثر أو اقل سوءا ليس إلا.

و ما يميز هذه النزعة الفردانية التي تجتاح الأجيال الناشئة خصوصا، هو وجودها في سياق تنعدم به العدالة و ينعدم به التعليم الجيد و لكن من جهة أخرى تتدفق فيه القروض مع الإعفاءات الضريبية للشباب المقاولين و رجال الأعمال. قد يكون هذا أمرا صحيا من حيث كونه يحدث خلطة جديدة تطرأ على البنية المجتمعية.. جيل يصنع عدالته "بالمتعارف" مع عدالة فاسدة.. و يتعلم كدحا مع النوائب و بتصاريف إدارة فاسدة..، و يمضي في طريقه رافضا لأي خرق لهذا الفساد الذي يراه استقرارا نشأ عليه و استطاب الروغان معه...و مع تكافؤ القوى الفردانية أفقيا، يضطر الجميع يوما ما إلى التعاقد من أجل انقاذ سفينة تجري بهم جميعا و الخضوع إلى قوانين ميزتها هذه المرة أنها نشأت من حاجة راهنة و محلية، قوامها عراك فكر أصحابها "و هم أفراد متكافئون" مع واقعهم و ليست مستوردة أو مسقطة بتدابير إدارية باردة..

ولكن مع ذلك توجد اليوم إضرابات و قطع طرق و فوضى و غزوات بين الأحياء و غيرها..

و الأمر عادي أيضا و في الطريق السليم..

فعدا السبتيات الأولى بفيفري و مارس 2011، أغلب الإضرابات و الاضطرابات الشعبية للسنتين الأخيرتين لم تسفر قي أية واحدة منها عن استهداف نظام لم يعد من أولويات الشعب .. كلها كانت لمطالب محددة يعرفها المتظاهرون جيدا.. و هذا في اعتقادي تطور و ذكاء سياسي شعبي بالرغم من أن بعض تصرفات المسئولين على مستوى كثير من المحليات تبدو و كأنها مقصودة لتفجير الوضع. إلا أن الشعب أكثر وعيا و تحضرا من مسئوليه و سياسييه كما قدمنا..
و عليه، و اذا علمنا بأن المطالب المعيشية تصنع الإحساس بالذات لدى الأفراد.. و هذه تسلم الى مطالب الحقوق التي تصنع المواطن..،
فان المجتمع الآن ينوء بعملية التغيير الديمقراطي بنفسه و على الطبيعة.، كما في التحولات الاجتماعية الكبرى، حين خذلته مؤسسات و هيئات رسمية مخولة لذلك و لكنها لم تعد وطنية بأي وصف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرهان بدءا بمحاربة رجال الدين
سليم الوهراني ( 2012 / 7 / 18 - 12:38 )
اوتعتقد فعلا بان قيام المظاهرات على اساس مطلبي معيشي بحت هو الاصوب والذكى اسمحلي يا سيدي ان اخالفك فيما ذهبت اليه رغم اتفاقي في كثير مما طرحته وخاصة بشان الاسلاميين الذين يطالبون بالديمقراطية وفي نفس الوقت يكفرون من يؤمن بها انا ارى وهذا اعتقادي ان التغيير يبدا من النخب الفكرية يجب ان نطرح الديمقراطية والعلمانية الصح وليكن ما يكون


2 - سليم الوهراني تحياتي
أحمد التاوتي ( 2012 / 7 / 18 - 15:04 )
أشكرك رفيقي العزيز على التواصل و الاهتمام

أذهب معك بعيدا في ضرورة طرح البديل العلماني بشكل صريح و بدون مواربة.. أما تطور الوعي المواطني فنحن لسنا بدعا من البشر و لابد من خضوعنا لطبيعة التطور و مرحليتها
ذكرتم أيضا النخب الفكرية، لا نعدم نخبا منها سواء كانت مهيكلة أو مشردة.. و لكن النظام -النظام الفعلى و ليس نخبتنا السياسية و واجهتها الحكومية الهائمة كالأطرش في الزفة-، فانه، و انطلاقا من نفس انشغالاتك العلمانية أراد تحويل تسيير الدولة و المجتمع معا وفقا لشروط رؤوس الأموال اختصارا للطريق نحو التخلص نهائيا من عصر الايديولوجيا و مضاعفاته.. و هي رؤية، و لنا منها أمثلة خصوصا امريكا، و لكنها تفتقر الى أهم عصب في الحلول المنهجية الحديثة و هي التنمية المستدامة و اعتماد كل المؤشرات مطردة ذلك ان مجتمعنا ليس بل أمريكا و ليس لدينا أصحاب رؤوس أموال بل لدينا أصحاب الشكارة و البقارة كما تقولون.. أوردت هذا العموم اختصارا و ارجو أن تفهم التفاصيل مع الشكر و الاحترام


3 - من عاصمة التمور
عقبة ( 2012 / 7 / 18 - 16:15 )
تحليل رائع يا أحمد العربي كالعادة. و اربد اجابة على سوال من هو النظام الفعلي في الجزائر


4 - الافالان الاسلامي؟؟
أحمد العروبي ( 2012 / 7 / 18 - 18:05 )
أنت ترى بأن الحكومة و الطبقة السياسية ليست المسير الفعلي للدولة و لا
أوافقك لأنك تنكر مجهود جبارمن طرف خبراء الوزارات في التخطيط و التوجيه و اسمحلى ايضا أسالك عن الاسلاميين كيف تعتبرهم أقل اسلامية من الافالان و عمت مساء استادي العزيز


5 - الرائع عقبة
أحمد التاوتي ( 2012 / 7 / 18 - 20:39 )
باختصار يا صديقي.. و أدع لك التفاصيل التي يسكنها الشيطان

مطلع الاستقلال انقضت مجموعة وجدة على الحكم و شيدت الدولة الوطنية.. و مطلع الثمانينيات برزت ما يسمى آنذاك بالبرجوازية العسكرية و منذها حكم العسكرالى سنوات الألفين.. و كان أهم انجاز لهم على طول عشريتين هو تدخلكم في المسار الانتخابي و تحمل مسؤوليتهم التاريخية.. و منذ منتصف الألفين و الى اليوم، و بعد شد و جدب عاصفين بدواليب السلطة بين العسكر و بين عرابي المال العمومي، وبفعل ضرورة الهدنة لتقاطع المصالح تم التوافق على التحالف السلطوي، ثم حدث أن انبثق النظام الحالي من هذا التحالف و هو تحالف تكتيكي هش و قصير العمر لا يزال الطرفان به يتربصان ببعضعهما

فالسلطة اليوم تنظر الى الدولة ككل كآلة تكنولوجية مستقدمة من أمريكا أو من الصين أو من تمبكتو لا فرق، و الآلة لها وظيفة بطبيعة الحال تحرك خدمة لأهداف محددة و استراتيجيات رئيسة و مكملة، مع استفادتها من الصيانة الدورية التدعيمية التي اذا قارناها بالمجتمع البشري تكون زيادات الأجور الوظيفية و دفق القروض و بعض الاستثمارات بمثابة تلك الصيانة


6 - السيد العروبي
أحمد التاوتي ( 2012 / 7 / 18 - 21:25 )
أشكرك على السؤال
أرجو أن تحقق في أرشيف الوزارات و الولايات و الجامعات لتطمئنني على سلامة تقارير خبراءنا من الغبار و الحشرات
النخبة البرجوازية من أصحاب المال استبلت بالنخبة العلمية و الفكرية في ظل استراتيجية السلطة الأخيرة .. و لا يمكن لسياسيينا و حكوماتهم أن يصلوا الى الممارسة الطبيعية للسلطة الا اذا كانوا نتاجا لنشأة مواطنية طبيعية كأفراد أولا و نتاجا لنشأة ديمقراطية كمؤسسات و هيآت تانيا


7 - السيد العروبي.. تكملة
أحمد التاوتي ( 2012 / 7 / 18 - 21:58 )
لعلك تلاحظ بأن الربيع العربي يبحث له عن تنصيب اسلام سني في سائر الأقطار العربية.. و الاسلام السني يتميز عن الاسلامين الشيعي و الخارجي بعقيدته الأساسية و هي عقيدة الارجاء التي تعتقد في تحريم التدخل في الخليفة و شؤونه و حرمة محاسبته و حرمة الخروج عنه و وجوب تلميع صورته درآ للفتنة.. و هذا ما جعل الفقه الاسلامي خال تماما من فقه دستوري.. و دعك من حكاية الشوراقراطية و غيرها من التضليلات
و اجابة على تعجبك من كون الافلان أكثر اسلامية من الاسلاميين أدعوك الى النظر و الموازنة بين حزب نشأ على على هذا الاعتقاد السني و بين حزب و ان كان اسلاميا نشأ على ايديولوجيا تغيير الأنظمة
فمن في رأيك هو أقرب الى الاسلام السني؟

اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة