الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعالوا.. معًا نبني جبهة وطنية متحدة..

حسن شعبان

2012 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



..خرجت جموع الشعب المصري تهتف في 25 يناير 2011 "يسقط.. يسقط حسني مبارك" , "الشعب يريد إسقاط النظام". سقط مبارك, ولم يسقط النظام بعد.
.. وارتفعت أصوات الجماهير الهادرة في كل ميادين مصر تنادي.. "عيش, حرية, عدالة إجتماعية, كرامة إنسانية"
مضى عام ونصف العام, ولم يتحقق أي من أهداف الثورة.
تربع المجلس الأعلى للقوات المسلحة على عرش السلطة وأدار المرحلة الانتقالية جاهدًا في الابقاء على طبيعة النظام القديم. وبدأها باستفتاء 19 مارس على تعـديل بعض مواد دستور 1971 الذي سقـط بسقـوط مبارك, وتلاها باعلان دستوري في 30 مارس 2011, قادنا إلى ما نحن فيه الآن بعد إنتخابات برلمانية مكنت التيار الديني بكل تلاوينه من السيطرة الكاملة على البرلمان.
لم يكن إذن برلمان الثورة ولم يعبر إطلاقا عن أهداف الثورة ومسيرتها. وجرت إنتخابات 2012 على رئاسة الجمهورية أفضت إلى إنتخاب د. محمد مرسي رئيسًا للجمهورية.نحن إذا أمام سيطرة تامة للتيارات الدينية.
وتأتي النخبة دائمًا متأخرة، وتظل باستمرار ردود أفعال، متى تتقدم النخبة إلى الفعل، وتؤدي دورها الطليعي في قضية التنوير خاصة وأن بلدنا عاش مايزيد على أكثر من نصف قرن في ظل حكم النظام الواحد والحزب الواحد والاعلام الواحد الذي يسبح بحمد النظام ويمجده دائمًا.
مايزيد على نصف قرن من العسف والتنكيل وتجريف الحياة السياسية باستمرار.
في هذه اللحظة الفــارقة في تاريخ بلدنا، التي اكتملت فيها صورة المشهد بإحكام قبضة العسكـر والإخـوان المسلمين على السلطة, فالعسكر يملكون القـوة ويملكون سلطة التشريع ويعتمدون الموازنة العامة للدولة، والاخـوان المسلمون الذين يسيطرون على البرلمان ويتربعون على عرش السلطة وبإمرتهم تتشكل الحكومة القادمة.. ويحلمون باقامة دولة الخلافة الإسلامية، اكتملت صورة الاستبداد العسكري والاستبداد الديني.
وفي مواجهة تحالف العسكر والتيار الديني بكل تلاوينه فليس هناك إلا طريق واحد.. وجود معارضة قوية ومتماسكة ترتكز على إقامة جبهة وطنية متحدة.. الأحزاب الديمقراطية والجمعيات الوطنية والشخصيات العامة.
تعرف جيدًا انها تواجة تيارات دينية واسعة لديها قدرة هائلة على التنظيم والحشد، تستغل الدين أولا ثم ما لديها من أموال طائلة تنفقها ببذخ من أجل تحقيق أغراضها. وبالطبع الحالة المتردية لحياة الشعب المصري في كل مناحي الحياة وانتشار الفقر والأمية, وبالقطع فإن ما يسهل عليها هذا التمدد والتوسع والسيطرة.. ضعف القوى الوطنية والديمقراطية وتشتت وتشرزم القوى اليسارية التقدمية.
متى نملك شجاعة وموضوعية ممارسة النقد الذاتي، ليس من منطلق جلد الذات ولإبراء الذمة ولكن طريقنا الوحيد إلى إجراء حوار ديمقراطي معمق بقلوب مفتوحة وعقول واعية وعيون يقظة تمهد الطريق إلى بناء جبهة وطنية متحدة قوية تتآلف حول:
أ - دستور لكل المصريين
دستور مصري، يعكس تاريخ وثقافة وحضارة هذه الأمة، يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة، تؤمن بمبدأ تداول السلطة, دستور يحدد ملامح النظام الاقتصادي والاجتماعي للدولة، يبني دولة المؤسسات، تحترم الدستور والقانون، دولة تنهض وتتقدم إلى الدخول إلى عصر العلم والمعرفة.
من أجل هذا الدستور يجب أن نتمسك بانتخاب جمعية تأسيسية لكتابة الدستور تعبر عن التعدد والتنوع وتمثل كل أطياف الشعب المصري مسلميه ومسيحييه، نسائه وشبابه ورجاله، شماله وجنوبه، والنوبة وسيناء. ومصر غنية بابنائها علماء ومفكرين ومثقفين وكتاب وفنانين وأدباء.
لدينا تاريخ طويل وعميق في الفكر والثقافة والفن، ولدينا حلم كبير بمستقبل زاهر وباسم وحياة أفضل لنا ولأبنائنا.
ب- برنامج محدد وواضح يتركز على مبادئ عامة، لا نملك حتى ترف الخلاف حولها ، وتكون مهمتنا الأولى إجراء حوار حول هذه المبادئ من أجل تعميقها وتكون شرطا ضروريا للانضمام إلى هذه الجبهة.
ونطرح للحوار البرنامج المقترح الآتي :-

• مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة، تقوم على إحترام الدستور والقانون. تداول السلطة، والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، واستقلال القضاء إستقلالًا تامًا ماليًا وإداريًا عن السلطة التنفيذية، وعدم تغول أي سلطة من السلطات الثلاث على السلطات الأخرى.
• التمسك بمبدأ المواطنة، وتجريم كافة أشكال التمييز على أساس الجنس أو اللون أو الدين وتجريم كافة أشكال الحض على الكراهية على أساس الدين أو المتعتقد، والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل في كافة الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص.
• الدفاع عن الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الرأي والاعتقاد والتعبير والأبداع الفكري والفني والأدبي وحرية البحث العلمي.
• إحترام مبادئ وحقوق الإنسان والمنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والالتزام بجميع الإتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر.
• حق تنظيم الأحزاب والنقابات والاتحادات والروابط والجمعيات دون شرط وتنشأ بمجرد الإخطار.
• حق الاجتماع والإضراب والتظاهر وكافة أشكال الاحتجاج السلمي.
• حق التعليم والعمل والصحة والسكن والرعاية الاجتماعية ضد البطالة والعجز والشيخوخة.
• توفير الحد الأدنى من السلع والخدمات الضرورية لتحسين معيشة المواطن بأسعار مناسبة والحد من الارتفاع الجنوني في الأسعار.
• إلغاء قانون إيجار المساكن الجائر والمنحاز للملاك.
• وضع نظام ضريبي عادل.
• نظام عادل للأجور وتطبيق الحد الأدنى والحد الأعلى للأجور.
• وقف التعديات على الأرض الزراعية في الدلتا.
• إعادة الحيازة الزراعية للمستأجر والفلاح الذي يزرع الأرض.
• تصحيح العلاقة بين المالك والمستأجر بإلغاء قانون 96/1992.
• إلغاء بنوك القرية وعودة بنك التسليف الزراعي لتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي للفلاح بأسعار مناسبة, وتوفير السلف والخدمات الزراعية لصغار الفلاحين.
ج- تتولى قيادة الجبهة "أمانة عامة" تضم ممثل واحد عن الحزب أو الجمعية وبعض الشخصيات العامة المكونة لهذه الجهة. وتكون قراراتها بالتوافق. وتختار "الأمانة العامة":
• سكرتارية تتولى تسيير العمل اليومي وتلتزم بتنفيذ قرارات وتوصيات "الأمانة العامة" .
• تختار "الأمانة العامة" الناطق الرسمي باسم الجبهة ويكون عضوا بالسكرتارية.
• تجتمع "الأمانة العامة" مرة واحدة على الأقل كل شهر أو كلما إقتضت الضرورة وتتولى السكرتارية دعوة الأمانة العامة للانعقاد.
• يكون إنضمام أعضاء جدد بالجبهة – أحزاب أو جمعيات أو افراد- بموافقة الأمانة العامة.
• التزام جميع أعضاء الأمانة العامة – أحزاب أو جمعيات أو أفراد بقرارات وتوصيات الأمانة العامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا