الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استشهاد حضرة الباب (2)

علا جمال

2012 / 7 / 18
حقوق الانسان


قصة الشاب انيس الذي تمني ان يسشهد مع حضرة الباب في سبيل الخالق عز وجل
وكَانَتْ هي نذير السّاعة الأخيرة التي كان دائمًا يتمنّاها، وقد ظهر فِي مدينة تبريز فِي ذلك اليوم هياج واضطراب شديد وجاءت الطّامة الكبرى التي تظهر يوم القيامة حسب اعتقاد الناس، فلم تشهد تلك المدينة مطلقًا يومًا عبوسًا قمطريرًا أخذ فيه الاضطراب جميع الأهالي مثل ذلك اليوم الذي أُحضِرَ فيه الباب إلى مكان استشهاده، وإذ اقترب الباب من ساحة المعسكر ظهر فجأة شاب اخترق الزّحام مقتحمًا كلّ الصعاب والمخاطر التي تواجه مثل هذا العمل، وكان وجهه شاحبًا وهو حافي القدمين وأشعث الشّعر، وإذ كان ينهج من التّعب وهو منتهك القوى رمى نفسه عَلَى أقدام الباب وأمسك بطرف ردائه وتضرّع إليه بحرقة قائلاً: (لا تبعدني عنك يا سيّدي أينما ذهبت فاجعلني أتبعك). فقال له الباب: (يا محمّد علي قُم وتأكّد أنّك ستكون معي وغدًا ستشاهد ما يقضي به الله). وكذلك هجم اثنان من الأتباع وأكدّا له طاعتهما وتعلّقهما به، فقُبض عَلَى هذين الشّخصين ومعهما محمّد علي الزنوزي ووضع الجميع فِي غرفة واحدة مع الباب والسّيّد حسين.
وسمعتُ السّيّد حسين يقرّر الآتي: "في تلك اللّيلة أضاء وجه الباب فرحًا وتهلّل سرورًا لم يُشاهد عليه من قبل، وكان يتكلّم معنا بالفرح والانبساط غير مبالٍ بالعاصفة التي أُثيرت حوله، واختفى الحزن الذي كان يُثقل عليه، ويظهر أنّ أثقاله قد ذابت أمام اليقين بالنّصر الآتي، وقال لنا: (باكرًا سيكون يوم استشهادي فمن منكم يقوم الآن وبيديه يُنهي حياتي، فإنّي أفضّل أن أذُبح بيد حبيب بدلاً من العدو). فانهمرت الدّموع من أعيننا عندما سمعنا ذلك الطّلب، وكنّا نجفل من فكرة إنهاء حياة ثمينة مثل حياته بأيدينا، وامتنعنا وبقينا ساكتين، ولكنّ الميرزا محمّد علي قام فجأة وأعلن استعداده بإطاعة ما يأمر به الباب، فقمنا وأجبرناه عَلَى الامتناع من تنفيذ ذلك فقال الباب: (إنّ هذا الشاب الذي قام ليُنفّذ مشيئتي سوف يحصل معي عَلَى الشّهادة وهو الّذي أختاره

ليشاركني فخر لبس تاج الشّهادة).
وفي الصّباح المبكّر أمر الميرزا حسن خان أن يأتي الفرّاش باشي بالباب ويحضره أمام كبار مجتهدي المدينة ويحصل منهم عَلَى الحكم بالإعدام، ولما شرع الباب فِي مغادرة المعسكر سأله السّيّد حسين ماذا يعمل، فنصحه قائلاً: (لا تظهر إيمانك حتّى يمكنك فِي الوقت المعلوم أن تخبر الذين خصّصوا لسماع الأمور التي لا يعرفها أحد سواك). وكان السّيّد حسين مشتغلاً بمحادثة سرّيّة معه إذ جاء الفراش باشي لأخذه وقطع عليهم الحديث وأمسك السّيّد حسين من يده وسحبه جانبًا وأخذ فِي توبيخه، فأشار الباب إلى الفرّاش باشي وحذّره قائلاً: (إلى أن أكون قد أتممت كلّ ما أريد أن أقوله للسّيّد حسين لآخر كلمة، لا تقدر أيّ قوّة أرضيّة أن تمنعني من ذلك، ولو اجتمع العالم كلّه كجيش واحد حولي لَنْ يقدر أن يمنعني من إتمام ما أقصده من الأقوال إلى آخر كلمة). فدُهِشَ الفرّاش باشي من مثل هذا التحدّي الجريء ولم يردّ الجواب بل أمر السّيّد حسين أن يقوم ويتبعه منصرفًا، ولما دخل الميرزا محمد علي أمام مجمع المُجتهدين ألحّوا عليه – بالنّسبة لمقام نسبه للسّيّد علي الزنوزي صهره - أن يرتدّ عَنْ إيمانه فصاح قائلاً: (لا يمكن أبدًا أن أرفض سيّدي، فهو جوهر إيماني وهو مقصود عبادتي الحقّة وفيه وجدت جنّتي وفي اتّباع شريعته استدللت عَلَى سفينة نجاتي). فأرعد الملاّ محمد المَمقاني قائلاً له: (اسكت إنّ مثل هذه الكلمات تدلّ عَلَى جنونك وإنّي أغفر لك هذه الكلمات التي لست مسئولاً عنها). فأجابه قائلاً: (لست مجنونًا إنّ مثل هذه التُّهمة أولى بها من حكم بالقتل عَلَى من لا يقلّ قداسة عَنْ القائم الموعود، فليس مجنونًا من يتّبع دينه ويشتاق أن يُسفك دمه فِي طريقه).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية