الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيماء والريس مرسى العترة

محمد منير

2012 / 7 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عندما يعرض التلفزيون فيلما من الأربعينيات من القرن الماضى غالباً ما يصاب المشاهد بحالة من الملل، خاصة إذا ‏كان المشاهد من أبناء جيل مختلف.. وهذا طبيعى فالأداء الدرامى يختلف من زمن لزمن ومن الطبيعى أن يصبح ‏الأداء الدرامى للأزمنة القديمة غير ملائم لميزاج أبناء الأزمنة الحديثة ويكون أكثر سذاجة وفجاجة، وهذا يعنى أهمية ‏تطوير الأدوات‎.‎
راودتنى هذه الفكرة عندما داهمتنى أجهزة الإعلام بكمية أخبار مكثفة عن عودة زميلتنا الصحفية شيماء من أسرها فى ‏السودان بصحبة الرئيس المصرى من أثيوبيا، وصورت أجهزة الإعلام المشهد فى صورة بطولية، وكأن السيد ‏البدوى عاد بالأسرى، وأرجو أن يتسع صدر صاحب الموقف المبيت لما سأقوله، خاصة الكتائب الإعلامية الإخوانية ‏القابعة وراء أجهزة الكمبيوتر للثناء على المواقف والكتابات أو تشويهها حسب نيتة مصالح جماعتهم‎.‎
ما علينا.. عودة شيماء من الأسر هدف اجتمع عليه كل المصريين بكل اتجاهاتهم، وبذل زملاؤها الإعلاميون كل ‏وسائل الضغط المتصاعد حتى حصل مجلس نقابة الصحفيين المصريين على وعد مسبق بالإفراج عنها فى نفس اليوم ‏الذى تم فيه الإفراج عنها، واصطحبتها طائرة إلى أثيوبيا لتعود فى مشهد تمثيلى مع البطل الرئيس فى طائرته، ‏والبطل الحقيقى هنا هو الشعب المصرى وزملاء الأسيرة من الصحفيين والإعلاميين وأهلها‎.‎
المشاهد الشعبوية للرؤساء هى سيناريو متكرر على مر العصور وهى شىء حميد وليس مكروها، ولكن ليس له دلالة ‏على نجاح الرئيس فى الحكم أو فشله، فهذا مرتبط بما سيحققه من تنمية فى البلاد، وليس بعدد مشاهد ومواقف ‏البطولات الصحفية والسينمائية.. ويحضرنى من هذه البطولات الاستعراضية موقف الرئيس المخلوع حسنى مبارك ‏فى أواخر التسعينيات عندما قام مواطن مصرى باقتحام القنصلية الإيطالية فى مصر وهو مسلح، واحتجز عدد من ‏الموظفين، وقام الجيش المصرى بتحرير السفارة والقبض على المواطن المصرى، وتبين أنه من أصحاب الحقوق فى ‏إيطاليا، بعد أن عمل هناك سنوات وطرده صاحب العمل دون صرف مستحقاته، ولم تنصفه الحكومة الإيطالية ‏فاضطر إلى فعلته، وفى موقف صورته أجهزة الإعلام تصويرا بطوليا أمر مبارك بالإفراج عن المواطن المصرى، ‏واتخاذ كل السبل لإعاده حقه، وبالطبع كانت التعليقات الإعلامية على هذا الموقف من المخلوع تشابه التعليقات حول ‏موقف المرسى "رئيس ابن بلد"، "ريس عترة"، "حاسس بالشعب".. إلخ
ومن قبل هذا المشهد وتحديدا فى نوفمبر 1985 اختطف المجاهدون الفلسيطنيون سفينة إيطالية وأثناء الأحداث توفى ‏مواطن أمريكى، وكانت لهم مطالب عادلة خاصة بقضيتهم لتحرير وطنهم، ويومها كان لمبارك دور كبير أثار غضب ‏الولايات المتحدة عندما ساهم فى نقل المختطفين إلى تونس بدلا من تسليمهم للولايات المتحدة، ووقتها صورت أجهزة ‏الإعلام الموقف بالوطنى والبطولى على عكس ما قام به مبارك بعد ذلك بسنوات من تسليم اقتصاد مصر كله ‏للأمريكان والصهاينة‎.‎
وقبل ذلك أيضا كان للسادات مشاهد سينمائية عديدة مع المواطنين والتى يصورها الإعلام بالبطولة أو البساطة مثل ‏قيادة السيارة بنفسه ونزوله ليسلم على أحد المواطنين على غرار ساندوتش الفول بتاع عصام شرف، أو تعرض ‏السادات لجمركة تلفزيون كان يحمله معه من بورسعيد.. إلخ
الخلاصة.. أقول لجهاز إعلام مرسى نصيحة: المصريون شبعوا من المشاهد العنترية خالية المحتوى، المصريون فى ‏حاجة إلى سياسات تنموية وليس دعايات حول الرئيس، وحمدا لله على سلامة شيماء بفضل نضال المصريين ‏وزملائها الإعلاميين من أجل الإفراج عنها وتحياتى لهم‎.‎








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جغرافيا الاخوان المسلمين
محمد البدري ( 2012 / 7 / 18 - 20:57 )
في الهندسة الجغرافية للاخوان المسلمين اصبح الخط الواصل بين الخرطوم والقاهرة يمر عبر اديس ابابا. هذه الهندسة الجديدة لها اسبابها التي لم تكن موجودة ايام اقليدس عندما قال ان الخط المستقيم اقرب مساقة بين نقطتين. فلو كان هناك اخوان مسلمين وقتها لربما قال ان ذلك دعما لرئيس من رئيس آخر مطلوب للعدالة الجنائية ومقره الخرطوم المحكومة اسلاميا. وإلا فلماذا لم تعود شيماء مباشرة من الخرطوم للقاهرة؟


2 - النسخة غير محسنة من (الأخوان المسلمون) في السودان تطلق صراح
محي الدين عبدالرحمن البشاري ( 2012 / 7 / 18 - 21:40 )
لا أقصد بذلك طبعا- أن النسخة الإخوانية المصرية جيدة. وإنما قصدت التفريق بين السئ والأسوأ. الإسلاميون هم هم، في أي زمان، أي مكان. فالقضية بالأساس صفقة-بين أخوان مصر الذين يريدون إثبات وجود رئيسهم(فاقد الصلاحيات). بإنه يعمل، بل ويمكنه أن ينجز، وبين أخوانهم في السودان الذين يعيشون في عزلة دولية تامة. فمعظم إسلاميو الربيع العربي إستهجنوا تجربة النظام السوداني بإسم الإسلام. وجلهم يسترشد خطي التجربة التركية أو الماليزية، بل تنكروا لنماذج حكم إسلامية بعينها(إيران،باكستان، السودان). فضلا- عن عزلة نسخة الإخوان غير المحسنة في السودان- عزلتهم الداخلية. صحفي أسفيري سوداني مبدع يدعي (ثروت قاسم)أطلق علي هذه الصفقة الرخيصة كعنوان لمقاله اليوم: بدع الأخوان العابرة للقارات.‏‎ ‎


3 - كيف تكتب هذا الكلام ؟!
محمد بن عبد الله ( 2012 / 7 / 19 - 16:22 )
أوافقك على مقالك لكن جملة فيه أصابتني بالذهول والاستنكار

كتبت:
(((اختطف المجاهدون الفلسيطنيون سفينة إيطالية وأثناء الأحداث توفى ‏مواطن أمريكى، وكانت لهم مطالب عادلة خاصة بقضيتهم لتحرير وطنهم)))

تعلم يا سيدي كما يعلم الجميع ان الضحية أمريكي عجوز مقعد تجاوز الثمانين من عمره ألقاه من تصفهم (بالمجاهدين) و(أصحاب المطالب العادلة) في المحيط وهو فوق كرسيه المتحرك !


بئس هذا الجهاد وهؤلاء المجرمين أصحاب المطالب !

لن نتقدّم قدر أنملة طالما نلبس الباطل ثوب الحق ملتمسين الأعذار للارهابيين اسلاميين كانوا أو يساريين قومجيين

اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح