الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على لؤي حسين

سامي العباس

2005 / 2 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


رد على رد ..متابعة لسجال أطلقته مدارات أدونيس

فرغ للتو السيد لؤي حسين من إزاحة كل ما يقف في حلق التقدم نحو الديمقراطية والتنمية والعدالة ..نفض عن راحتيه غبار النضال ,فقد أصبح البيت السوري - العربي نظيفا مرتبا, بلاطه ملمّع ,تتفرج فيه الجماهير الكادحة على صورتها مبتسمة بلا هم ولا غم..حرياتها مصانة بالدستور والقوانين والقضاء..وبأجهزة العنف التي لم يعد لها عمل إلا تقويم الإعوجاج بالسيف إن لم يلحق الإعوجاج نفسه ويستقيم بمحض إرادته..وحاجاتها المادية مقضية بحد مقبول من الجهد تبذله لبضع سويعات في سوق العمل ثم تذهب الى مسراتها,وقد شلحت وراء ظهرها كل حاجة للتفكير الإضافي في ضمانات الصحة والتعليم والحياة والشيخوخة ..الخ ..
جلس السيد لؤي حسين يتأمل في هذا المدى المفتوح على ما بين المحيط والخليج ,فلم يرَِِ إشكالية تحتاج الى حل .. و لا بحصةً قد تفرك تحت كعب مناضل .. و لا عدواً يستحق أن يضّيع فيه رصاصةً .
لم يجد إلا أدونيس يتوكأ على سبعيناته و يعرقل السير على الأوستراد الذي شقه لؤي حسين للأمة العربية نحو المستقبل .. فأخذته بقيةً من حمّية لينينية مغموسة بكثيرٍ من ضيق الأفق المعروف , و التقط بندقيته وراح يقّوص ...لم يجفل حتى الآن أدونيس ... جفلت أنا ... و أخذتني الدهشة من المنسوب الذي هبطت إليه ملكة التفكير عند السيد لؤي حسين ...
إذا لم تفهم يا سيدي من المقاربة لمشهد خراب الطبيعة بين بانياس و جبلة , إلا هجاءاً للفلاحين فالمشكلة عندك و ليست عند أدونيس .
و إذا كنت لم تشم من مقاربة أدونيس النقدية , لتحول الدين في الممارسة إلى عصى تسوق البشر إلى غيتواتها الطائفية و المذهبية , إلا نفخاً في رماد الحرب الأهلية فالمشكلة عندك أيضاً و ليست عند أدونيس .
.و إذا لم تفهم من مقاربة أدونيس النقدية لأوضاع المعارضة و أساليب عملها و الإختناقات الفكرية – النفسية التي تمسك عقلها من بلعومه ... و.. للمشتركات الأيديولوجية التي تجمعها مع أنظمتها , إلا ترفعاً أدونيسياً عن تلويث راحتيه بوسخ الشروط الموضوعية المحيطة بنضال المعارضة , فالمشكلة أيضاً عندك و ليست عند أدونيس .
لا يكتب أدونيس بياناً سياسياً بنكهة التبن المعتادة في أدبيات الكثير من مناضلي المعارضات العربية ...
بل ينتج نصاً يبوح بعطره كلما تحرشت به ريح ... فقليلاً من التواضع يا سيدي يوّسع تخوم العقل , ويشحذ الذائقة التي انخفضت عتبة حساسيتها من إدمان النصوص الخشبية .
و رغم كل احترامنا لمن دفع و يدفع فواتير باهظة من عمره وصحته في هذا القبو أو ذاك من سجون الأنظمة , إلا أننا أصبحنا نتوجس من كل بطولة ... لأنها قد تطلب في المستقبل ثمناً من جنس الخفيف الذي لا يحتمل ( الإستبداد ) ... شعبنا يا سيدي تنقصه الشجاعة و صرامة المبادئ ... و يهرب من ظل شرطيٍ يعبر الشارع ... ويلجأ إلى التملق و الدجل و بوس اليد و الدعاء عليها – في القلب – بالكسر ..
و يقف في طابور إلى آخر الأفق, على رجل واحدة أمام عنصر أمنٍ على إليته تلمع سبطانة مسدس ...
شعبنا يا سيدي رخوٌ أكثر من بطن سمكة فاسدة ... ومذعور أكثر من فأرةٍ يتسلى بها قط قبل أن يلتهمها ... و قانطٌ من رحمة الله التي تأخرت أكثر من غودو ... و لكنه بعجره و بجره هذا: الضامن الوحيد لعدم إعادة إنتاج الإستبداد ...
كيف و هذه تباشيره تلوح في هذه الجرأة على تجريد شخصيةً بحجم أدونيس من جنسيته السورية !!
إذا كنت يا سيدي و أنت بلا ريش تملك كل هذه الصلاحيات فكيف ستتصرف إذا نمت لك مخالب ؟
سامي العباس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تكثف اتصالاتها لوقف حرب غزة.. وتنفي -نقل معبر رفح-| #مرا


.. كيف يمكن توصيف ممارسات الاحتلال واستخدامه لأسرى دروعا بشرية




.. اللواء فايز الدويري: لا أعتقد أن الاحتلال قادر على أن ينجز ع


.. أحداث شغب و تخريب بولاية قيصري التركية بسبب شائعة اعتداء سور




.. الرئيس الفرنسي وزوجته يمشيان بملابس غير رسمية في شوارع لو تو