الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمشق تضع النقط على الحروف

دارين هانسن

2012 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر أحداث دمشق بمثابة انقلاب عظيم في تاريخ الثورة السورية حيث غيرت معايير القوى ووصلت إلى رؤوس النظام والتي تلاها انشقاقات كبيرة تتضمن جنود وضباط وحتى حواجز عسكرية كاملة وبكامل عتادها وانضمامها إلى صفوف الثوار والجيش الحر. انتشرت الثورة تقريباً في كل شوارع العاصمة , هذه الحركة العظيمة التي شلت أطراف النظام وسببت له هيستيريا نراها في إطلاق النار العشوائي على المنازل والبيوت وبأسلحة ثقيلة. علاوةً على ذلك استنفارات الفرقة الرابعة والتي يترأسها شقيق بشار الأسد. بالمقابل فإن المظاهرات مستمرة في مدن أخرى والتي وجهت بأسلحة ثقيلة من قبل الشبيحة والنظام مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء اليوم في مناطق مختلفة.
وكأن دمشق تضع النقط على الحروف ، وبالمقابل فإن النظام مازال يتمسك بخيوط اللعبة الطائفية والتي من شأنها أن تغرق كافة المناطق والمدن السورية بالدماء. وللأسف فإن هناك أناس سوريون كثر من السهل التأثير عليهم بالوتر الطائفي والذي لوحظ اليوم بتعليقات الكثير من الشباب وصفحات التنسيق بالفيس بوك. ولكن أيكون كل ذلك بسبب القهر المسيطر على النفوس؟
الجريمة والقتل والعنف لا دين أو طائفة أو لون له.لا عقيدة ينتمي إليها سوى عقيدة الحرق والتشويه والترعيب. حين قرر الشعب السوري أن يقف بوجه الظلم فقد انطلق بكلمته واحد واحد واحد الشعب السوري واحد والتي خفت وتيرة ترديدها بتزايد أعمال العنف وأساليب القتل التي لجأ إليها شبيحة النظام من قتل وإغتصاب وذبح جماعي ومجازر لا حصر لها ولا لون واحد للوسائل التي استخدمت بتنفيذها.
كون الجيش السوري النظامي ينتمي أغلب أعضائه والمنتسبين إليه للطائفة العلوية وذلك يعود إلى عهد حافظ والذي استلم سدة الحكم لمدة ثلاثة عقود عمل خلالها على ترسيخ المفهوم الطائفي لدى أبناء الشعب وتغذيته من خلال تجويع الشعب وبالمقابل فتح أبواب الإنتساب للجيش وبأسهل الشروط لأبناء الطائفة العلوية وتقديم أفضل الإغراءات لهم من أجل سحبهم أباً عن جد، وللأسف نقول بأنه نجح بذلك وصار كبار قادة الجيش من أبناء الطائفة، ولكن من ناحية أخرى فإنه لم يستطع أن يغير ثقافة التعايش لدى أبناء سورية والذين لم يجعلوا من الدين حاجز أو عائق لعيشهم المشترك. واليوم يجند ابنه الأحمق أبناء تلك الطائفة وغيرهم الكثير من أجل زعزعة الثقة بين أبناء الشعب وخلق مشاكل طائفية لا ضمان لأبعادها المستقبلية خاصةً وبعد أحداث اليوم حيث ظهر وبشكل جلي بأنه لم يعد يملك السيطرة على الشارع والمدن الثائرة فإن ما يلجأ إليه لكسب الوقت بعد أن فرغت جيوب المجتمع الدولي من إعطائه الفرص وبعد أن فشل عنان أمام إرادة أبناء الوطن بالتبرير للقاتل هو أن يحرك الوتر الطائفي. لكن ما مدى نجاحه بذلك؟ هذا كله يتوقف على إرادة وإيمان الشعب السوري وثقته ببعض وقدرتهم على الفصل بين القاتل وبين الطائفة أو القومية التي ينتمي إليها. هنا علينا أن نستوعب اللعبة ونفشل المخططات الموضوعة سلفاً من قبل النظام وندرك أن القاتل لا دين له ولا طائفة فكل جنود النظام والذين اشتركوا في عملية القتل هم مجرمون وسيتم عقابهم وليس عقاب كافة أبناء طائفاتهم وذبحهم لأن ذلك يعني الموت لسورية حيث أنه وإن كان أغلبية أعضاء الجيش ينتمون للطائفة العلوية فإن هناك كثير كثير غيرهم من الجنود من كافة الطوائف في سورية فهل هذا يعني ذبح كافة أبناء سورية لبعضهم من أجل الثأر؟.
الرهان يبقى على الشباب السوري الواعي الذي لا تجره خدع و حيل النظام. المسألة أبسط من أن تقاد إلى حرب أهلية ومسائل طائفية سورية بغنى عنها. المسألة ببساطة هي حرب بين نظام وشعبه بين أسلحة ثقيلة وكلمة حرية بين دبابات وطائرات ومروحيات لا تميز شيعي أو علوي أو سني. الحرب بيننا وبين النظام وبسبب قرب سقوطه فإنه علينا أن نجمع قوانا لنبني الوطن بعيدأ عن الأحقاد والثأر ولنركز على بناء بابا عمرو والحولة بدل من أن نشغل بالنا ونغلي قلوبنا بذبح أخينا السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المخابرات العميلة يضعون نقاط التخريب!!
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 7 / 19 - 04:16 )
لا احد يشك بان التدخل السعودي القطري هو تدخل طائفي وكفانا نفاق والفتاوى التي صدرت من العراعرة والقرضاوية وفقهاء البلاط السعودي تشير الى ذالك واليك الفتوى:
http://alfetn.com/vb3/showthread.php?t=48553
لا احد يشك في عمالة آل سعود وآل ثاني بل كل حكام الخليج لامريكا واسرائيل. في الوقت الذي ينبحون ويطالبون بتنحي الاسد الديكتاتوري يقتلون شعوبهم كما هو حاصل في المنطقة الشرقية والبحرين.
ان تدخل البدو الاجلاف في شؤون سوريا بايعاز من امريكا معروفة اهدافه ولا يريد عقول ذكية لاستكشافه.


2 - سقوط النظام -العصابة
جميل خولي ( 2012 / 7 / 20 - 04:08 )
سقوط النظام -العصابة يجب أن يبق وسيلة أ و ممرآ اجباريآ لبناء دولة المواطنة و القانون و الإخاء الإنساني و أن نحبط أولئك المهوسون الذين لا يجيدون مقاربة الحدث السوري الا بكيل الإتهامات و التخوين و ..و..مفتخرين بالفحولة الروسية و الإيرانية من خلفهم لحرق البلد و الإلتفاف حول القائد الأخرق فهنيئآ لهم ذكاءهم ووطنيتهم و فكرهم الإنساني ؟؟؟؟؟؟
عاشت سوريا وطنآ لجميع السوريين اخوة و شركاء في الوطن

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا