الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمر الزمني والعمر البيولوجي

نافذ الشاعر

2012 / 7 / 19
الطب , والعلوم


قياس عمر الإنسان بالأيام والشهور قياس غير دقيق، لكنه قياس سهل ميسور يتناسب مع حياة البشر وقوانينهم، لكنه يبقى قياسا غير موضوعي لمعرفة عمر الإنسان الحقيقي. فالقياس الحقيقي يجب أن يكون حسب سرعة نمو خلايا الجسم وسرعة حركتها وقوة إدراكها.. واستخدام الزمن فقط لقياس حياة الإنسان، يشبه استخدام الزمن فقط، دون النظر إلى المسافة، كمقياس لتقدير الفرق بين سرعة السيارة والطائرة.. في حين نجد أن الطائرة تقطع في نصف ساعة مئات ما تقطعه السيارة من المسافات..
فهناك من الأشخاص من تسير خلاياهم ببطء شديد، فتجدهم في الخمسينات من العمر، ولكن يبدو عليهم أنهم في عمر الثلاثين، وهناك من تجدهم في عمر الثلاثين فيبدو عليهم أنهم في عمر الخمسين..
إن ذلك مرجعه إلى سرعة نمو وتقدم خلايا الإنسان وسير عملها، فهناك أشخاص تسير خلاياهم بوتيرة سريعة، وبالتالي هم يشيخون مبكرا ويدركون في الوقت القليل من التفكير والخيال والانفعال والتأمل أكثر مما أدركه غيرهم في العمر الطويل، فتجد انفعالاتهم انفعالات مكثفة ومركزة، وردود أفعالهم ردودا مكثفة كذلك، لأنها تأتي أسرع حسب تقدم ونمو التفكير والروح لديهم..
وهذه السرعة في نمو الخلايا، وعمليات الأيض والهدم والبناء.. تكون أشد وضوحا بين الرجل والمرأة، وهذا ما يسبب المشاكل بين كثير من الأزواج حيث ينمو الرجل أو تنمو المرأة بأسرع مما ينمو به الشريك الآخر فتحدث الهوة بين الزوجين.. وأحيانا تكون لحظة اللقاء والتعارف بين الزوجين، لحظة تساوي في الميول الشخصية والثقافة وطريقة التفكير.. ولكن هذا يكون لقاء في منتصف الطريق فقط، فيكون أحدهما في ترقي والآخر في انحدار..

لذلك فإن العمر الحقيقي للإنسان لابد أن يكون حسب السرعة البيولوجية لنمو وانقسام جينات الإنسان، وكل شخص له سرعة تختلف عن غيره، ويدرك في اليسير من الزمن ما لا يدركه غيره في أضعاف هذا الزمن، أو كما قال القائل: "ربما عمر اتسعت آماده وقلت أمداه، ورب عمر قليلة آماده، كثيرة أمداده"..!
وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: أَتَانِي مَلَكَانِ وَأَنَا بِبَعْضِ بَطْحَاءَ مَكَّةَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : فَزِنْهُ بِرُجَلٍ ، فَوُزِنْتُ بِرَجُلٍ فَرَجَحْتُهُ، قَالَ : فَزِنْهُ بِعَشَرَةٍ ، فَوَزَنَنِي بِعَشَرَةٍ فَوَزَنْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : زِنْهُ بِمِائَةٍ، فَوَزَنَنِي بِمِائَةٍ فَرَجَحْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : زِنْهُ بِأَلْفِ فَوَزَنَنِي بِأَلْفٍ فَرَجَحْتُهُمْ ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : لَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ رَجَحَهَا".
وليس الميزان هنا ميزان حقيقي بكفتين ولسانيين، وإنما معناه أنه لم تم جمع -في كيان رجل واحد- انفعال ألف رجل وخيالهم وتأملهم ومقدرتهم على استشراف الغيب وقوتهم الروحانية؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم سوف يفوقهم ويرجحهم، وجاء إلى ذلك الإشارة بقوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: "إن إبراهيم كان أمة" سورة النحل. فالأنبياء بورك في أعمارهم، فأدركوا من منن الله، في اليسير من الزمن، ما لا يدخل تحت دائرة العبارة ولا تلحقه الإشارة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط منطاد تجسس إسرائيلي يحول الصراع مع حزب الله إلى حرب تكن


.. أعمال شغب واشتباكات بين مهاجرين غير نظاميين من دول جنوب الصح




.. ثروات الجزائر الطبيعية وأطماع بكين


.. تفاعلكم الحلقة كاملة | الجدل الأكبر في عالم السرطان.. فحص ال




.. -غوغل- تختبر خاصية جديدة.. تستمع لمكالماتكم لـ-مصلحتكم-