الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع أنا عراقي أنا اقرأ .. من الفضاء الافتراضي الى العالم الواقعي

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2012 / 7 / 19
حقوق الانسان


ـ حدائق أبي نؤاس تستقبل تجمعاً شبابياً للتشجيع على القراءة في أيلول المقبل
ـ صوت الشباب : تجمع للقراءة في بغداد .. سنجتمع لنثبت للعالم قدرتنا في البدء من جديد لتثقيف أنفسنا "

***
من فضاء العالم الافتراضي أطلقت مجموعة من الشباب العراقي مشروعاً لاقى إقبالاً واضحاً من الأجيال الشابة في غضون مدة قصيرة عبر نافذة الفيس بوك ، الأمر الذي ربما بإمكانه أن يحول الانطباع المأخوذ عن شبابنا من أنهم لايقرأون الى العكس تماما ً ، إذا ماتوفر الجد والإصرار على إكمال الطريق حتى النهاية ، والنهاية هنا تعني تحقيق أهداف المشروع ، وفي مقدمتها عقد صداقة حميمة مع الكتاب والمكتبة ، انطلاقاً من عالم الفيس بوك الافتراضي الى العالم الواقعي حيث الشارع العراقي الذي من المؤمل أن يشهد في التاسع والعشرين من الشهر المقبل ـ أيلول 2012 تجمعاً للتشجيع على القراءة يقوده مطلقو المشروع ويحضره مؤيدوهم من الشباب في حدائق أبي نؤاس الكائنة في بغداد ، وذلك من الساعة الثالثة و حتى السادسة عصراً.
والسؤال الذي يطرأ في الذهن الآن : هل يتمكن هذا المشروع الفيسبوكي من تحقيق ثورة على الفقر القرائي الذي يعانيه معظم أبناء الجيل الحالي من المراهقين والشباب الصغار ، كما تحركت من الفيس بوك ثورات أخرى ؟



وقفة مع أحد مؤسسي المشروع


أربعة من رواد شارع المتنبي الشباب أطلقوا هذه المبادرة من خلال صفحة تحمل اسم المشروع وكذلك من خلال مجموعة أسسوها للغرض ذاته ، ووضعوا لها شعاراً : " تجمع للقراءة في بغداد .. سنجتمع لنثبت للعالم قدرتنا في البدء من جديد لتثقيف أنفسنا " .
مؤسسو المشروع هم كل من : محمد عبد الزهرة الناشط في مجال حقوق الإنسان ، حاصل على بكالوريوس تربية ، والصحافي حامد السيد ، والمهندس أثيل فوزي الناشط في مجال حقوق الانسان ، والمهندس مصطفى شهباز.
* كانت لنا وقفة مع المهندس الشاب مصطفى شهباز ، وجهنا اليه فيها مجموعة من الأسئلة ، فأجابنا قائلاً :
ـ نحن مجموعة من الشباب العراقي أتفقنا على أن التغيير نحو بلد ديمقراطي مدني متطور يبدأ من التشجيع على القراءة الغنية المتنوعة . ولأن الفضاء الالكتروني أصبح متاحاً لطبقات واسعة من مجتمعنا ، قررنا أن نطرح الفكرة فيسبوكياً ، ونرى رد فعل الناس عليها ، لننطلق في العالم الحقيقي بفكرة إقامة تجمع للتشجيع على القراءة على غرار ما يحدث في بلدان العالم المتقدم .. تجمع في مكان عام في بغداد قد يتحول الى ناد ٍ للكتاب ونشاطات ثقافية دائمة أخرى ..
* عن توقعه لما يمكن أن يحققه الفيس بوك من تأثير لإنجاح المشروع ، قال شهباز :
ـ الفيس بوك لعب ، ومازال ، دوراً كبيراً في الحراك الاجتماعي والسياسي في منطقة الشرق الأوسط والعالم بصورة عامة ، ونحاول أن نجعل من دور الفيس بوك بما يتعلق بمشروعنا دوراً إيجابياً خلاقاً - ولو بمحاولة بسيطة جداً- يتيح لرواد هذا الفضاء الألكتروني مساحات من العلم والمعرفة ، لذلك نحن بصفتنا أفراداً عملنا على ترجمة بعض المقالات والوثائقيات العلمية لتتاح للجمهور الفيسبوكي العربي والعراقي بالتحديد وقد نشرناها في صفحة تحمل اسم المشروع ، والتفاعل جيد حتى الآن.
* وعن المشكلة المهمة التي يخشى شهباز أن تعترض مشروعهم من وجهة نظره ِهي نقص التمويل في مثل هذه المشاريع التي تعتمد في الغالب على تبرعات الأعضاء مما يبقيها في دائرة تفاعل أقل من الطموح بكثير.



أصوات الشباب


وكان لعدد من الشباب العراقي آراؤهم في فكرة المشروع وإقامة تجمع التشجيع على القراءة ، والتي أطلعنا عليها من خلال صفحة المشروع القرائي في الفيس بوك .. انتقينا بعضها هنا :

* سلام صباح ـ مقدم ومخرج برامج إذاعي :
ـ أرجو أن يكون هدف مبادرة كهذه تنشئة جيل مثقف وواع ٍ ، لا أن نحضر مؤتمرات و مبادرات من غير أن نجد واقعاً يلمس أفكار الناس ويغيرها ، لأننا بحاجة الى ترتيب الأولويات وأن تكون ثورة الكتاب والقراءة سمة من سمات الشاب العراقي الهادف . مؤكد أنها مبادرة رائعة واتمنى لكم التوفيق.

* حسام عسال ـ مدرس مادة النحت في معهد الفنون الجميلة :
ـ مباركة كل خطوة نحو الثقافة ... لكن لِم لَم يفعّل الإعلام : تلفاز وإذاعة وصحف... وبوسترات تملأ الشوارع ؟؟ سنوات ونحن ننتظر خطاب الإبداع والجمال يعلو .. صوت الحق صوت الجمال لابد أن يغلب المناحة و البكاء والدجل... ولتكن انشودة الزقورة تعلن عن فرحتها من جديد... ولتكون مدعاة فرح ودعوة لمهرجانات وطنية تحمل دلالات (أنا عراقي أنا اقرأ) .. جمال لذاته وإبداع يربو على هام الذرى . نحن معكم والى أمام .

* أحمد علي :
ـ نريد أن نشعر بأن لنا قيمة تستحق التقدير . هذا المشروع الراقي يجب أن لا توقفه عوائق ولا شيء آخر . من أراد أن يأتي فليأت ِ ، ومَن يتذرع بحجج واهية فهذا لا يقدر قيمة المعرفة ولا الثقافة .

* بيداء حميد ـ خريجة جامعية :
ـ أي إعمار لا يعني شيئاً من غير إعمار الإنسان . مبادرة جميلة اتمنى أن تكون بداية لاستعادة الشباب العراقي المثقف دوره ، لأن تغييبه على مدى عشرات السنين سبب ظهور أجيال بلا وعي ولا هوية . المهمة شاقة لكن لا بد من بداية .

* حارث عبد الجبار :
ـ مشروع رائع جداً . اتمنى أن تعم الثقافة في بلدي بلد الحضارات والأمجاد وأن نتخلص من الجهل الذي هو سبب أزمتنا .

* ماجد علي :
ـ مشروع سوف يكون محل فخر واعتزاز . واتمنى لعراقنا الحبيب أن يقرأ . ندعمكم من صميم قلوبنا.

*جنات الحسيني ـ تعمل في مدرسة :
ـ نتمنى يوماً للقراءة ويوماً لنظافة بغداد ويوماً لغرس الأشجار . وأنا أول المشتركين إذا كان الموضوع جاداً .

* هدى خالد البياتي ـ موظفة في وزارة البيئة :
ـ مشروع جميل جداً . لنعد للعراق مجده . هذه أكبر ثورة في تأريخ القراءة .

* باقر عماد ـ طالب :
ـ حقاً يعجـز اللسان عن وصف ماتقومون به .

أضواء الصحافة

تناولت الصحافة هذه المبادرة في مقالات أثنت عليها . وقد اخترنا منها هذا المقال :



أنا عراقيّ .. أنا أقرأ ، لأحمد عبد الحسين :


" مصر تكتب ولبنان يطبع والعراق يقرأ" .. الكلمة التي يقال إن طه حسين قالها وذهبتْ باعتبارها مسلّمة ، لم تكنْ دقيقة يوماً وبالتأكيد هي ليست كذلك اليوم تحديداً ، هي شائعة استلطفها المصريون واللبنانيون والعراقيون وأشاعوها فثبتتْ كأنها ختم ، كلّ منهم وجد فيها حصته من الثقافة ورضي بها.
هل العراقيّ يقرأ؟ ماذا يقرأ؟ ليست بين يديّ إحصائيات دقيقة طبعاً، لكني أعرف أننا نكاد نكون شعباً أمياً ، أعرف أن الصحف الكبرى لدينا ـ لن نتحدث عن الكتب ـ لا يباع منها سوى بضعة آلاف فقط ، أكثر من ثلاثين مليون شخص لا يستهلكون بالكاد سوى عشرين ألف نسخة من الصحف ، أقلّ او أكثر بقليل .
نحن لا نقرأ. لدينا ما يشاع أنه أكبر سوق للكتب في المنطقة "شارع المتنبي" لكن مدمني هذا الشارع يعرفون أنهم وحدهم يأتون ويذهبون اليه كلّ جمعة للقاء ولإقامة الأصابيح، نفس الوجوه والأسماء ، إنهم أصدقاء إذا غاب واحد منهم افتقده الجميع، هؤلاء هم أهل الكتاب عندنا.
لكنّ شباباً أغلبهم من رواد المتنبي ، يريدون أن يجعلوا العراقيّ يقرأ حقاً ، يريدون أن يجعلوا من مقولة طه حسين حقيقة ، صبايا وشباب اجتمعوا مرات وإتفقوا على البدء بمشروع مثمر ، جعلوا له هذا العنوان "أنا عراقيّ .. أنا أقرأ". كوجيتو فيه من الحماس ما يليق بالشباب ، وفيه تعويل على أملٍ ملحميّ : أن يكون العراقيّ "الذي لا يقرأ الصحف ولا يعرف من الكتب سوى كتب المنهج أيام دراسته" قارئاً.
أمس نشرت "المدى" تقريراً عن مبادرة هؤلاء الشبان الآملين الذين نتمنى أن تصيبنا عدوى أملهم ، فالعافية ـ لا المرض وحده ـ تعدي أيضاً ، والمعافون يشعون صحة على من حولهم ، وعلينا أن نكون معهم ، لا لنساندهم فقط او لننصحهم ونشجعهم بل لنستزيد منهم أملاً فقد تملكنا يأس ثقيل.
في أيلول المقبل ستكون في بغداد ، بفضل هؤلاء الشبان ، تظاهرة من نوع مختلف ، تظاهرة لا ترفع فيها لافتات حزبية او دينية ، لا أهازيج طائفية او فئوية ، تظاهرة صامتة مسالمة لآلاف من الأشخاص لا يحمل كلّ منهم سوى كتاب . سيوزعون الكتب بين المارة والسيارات ، سيقرأون ويدعون العراقيين الى أن يقرأوا.
أنا عراقي .. أنا أقرأ" حدث ثقافيّ كبير، أجزم بهذا قبل أن ينطلق ، لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها عراقيون كثر على حبّ الحياة ممثلاً بحب القراءة ، فنحن في العادة تجمعنا السياسة ـ التي هي آلة تنتج كراهية ـ ويفرقنا الشعار الديني ـ الذي هو آلة أخرى تنذر بإنتاج العنف ـ ، هذه المرة دعانا أهل الكتاب من الشباب لأن نكون بلا لافتة أو شعار.
سنكون هناك معكم أصدقائي الرائعين، لأنكم آخر ما بقي لنا من أمل في عودة الروح لهذه الدولة المنكوبة برجالها ورموزها وقادتها الذين لا يقرأون " .


كلمتنا

فلنكن مع اولئك الشباب في مبادرتهم التي تستحق التوقف عندها وتشجيعها ، وهم يرسمون خطواتهم الأولى نحو حلمهم الجميل على أرض الواقع .. واقع به حاجة الى ثورة قرائية تقضي على الفقر الثقافي الذي أصاب مجتمعنا من جراء هجر الكتاب والانشغال بأمور مختلفة ليس من ضمنها تثقيف الذات العام .. فهل يتحول الحلم الشاب الى مكتبات شخصية بالمئات والآلاف تعمر بها البيوت ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هيا للعمل
محمد جعفر ( 2012 / 7 / 20 - 00:06 )
نشد على اييكم ونبارك جهودكم من لايقرأ لاينجح ومن لا ينجح لايبني عراقا حرا جميلا سعيدا فالوعي لساس التحرر


2 - بوركت جهودكم
علي محمد قاسم ( 2012 / 7 / 21 - 06:40 )
شخصيا التقيت بالشباب المؤسسين اكثر من مرة وحظيت بمناقشات رائعة معهم. انهم اول جيل عراقي وهبني الامل نحو مستقبل مشرق. وارجوا من له القدرة على التبرع من اجل انجاح هكذا مبادرة ان لا يتوانى فمردوده يعمنا كلنا


3 - شكر وتقدير
اثيل فوزي ( 2012 / 7 / 21 - 11:36 )
شكرا للاخت اسماء لنشرها حول المبادرة الثقافية الشبابية مبادرة انا عراقي انا اقرأ
بالفعل شباب رائعيين سيحيون المبادرة

تحاورنا بالفعل مع الاصدقاء مصطفى ومحمد وحامد وبالفعل الان نرى بوادر الامل من خلال الشباب المتحمس للمشروع


4 - نحن من المؤيدين
براء الجابري ( 2012 / 7 / 21 - 23:45 )
نحن من المؤ يدين لهذا المشروع الرائع ... نتيجه لما الت اليه عقول شبابنا . من افتقار للقراءة .والابتعاد عن مجالسة الكتاب .. وذلك نتيجة الظروف الثقافيه المريره التي نعانيها ... بسب واقعنا الذي ابتعد كل البعد عن التوعيه الفكريه ... فالف تحيه لكل من ساهم في بدء مشروع كهذا .. يدعو الى التفاؤل ...


5 - مشروع جميل ومفيد
صباح محسن ( 2012 / 7 / 22 - 10:56 )
مشروع جميل ومفيد يؤدي إلى زيادة الوعي والثقافة والإطلاع،فقد عرف سابقا بأن القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ،وقيل إن لو وجد غرفة مضاءة في في فندق ما ،قل هناك أحد العراقيين يقرأ في كتاب..


6 - الشكر لجهود منظمي التظاهرة
ابتسام سعيد ( 2012 / 7 / 23 - 16:21 )
الشكر كل الشكر لجهود منظمي هذه التظاهرة الثقافية المهمة ..ولقد اسعدتني جدا هذه الفكرة كيف لا والعراق هو سليل حضارات وثقافة لطالما تغنى بها العالم باسره واستفاد منها .والشكر للمبدعة اسماء محمد مصطفى المهتمة والمتابعة للثقافة بكل صورها ... الف الف تحية للجميع من ساهم ومن شارك ومن سوف يقرا في حدائق ابو نواس .
الصحفية العراقية ابتسام عطا نجم


7 - بارك الله بكم
تجمع شباب الثقافة والبناء ( 2012 / 7 / 23 - 19:45 )
مبادرة رائعه وفكرة جديدة
نحن كشباب عراقي نبحث عن شئ جديد يخدم المجتمع وينهض بة

ونحن كمنظمة مجتمع مدني - تجمع شباب الثقافة والبناء - مستعدون لأي خدمة لانجاح هذه المبادرة القيمة

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية