الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفارة الامريكية في تونس تطلق مشروع استخباراتي تحت غطاء خيري

أحمد النظيف

2012 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ينطلق خلال شهر جويلية الجاري مشروع العريضة الالكترونية الذي أطلقته السفارة الامريكية في تونس في 20 جوان الماضي بالتعاون مع وزير الإصلاح الإداري بتونس محمد عبو المستقيل و هذا المشروع المتمثل في تغيير بادرة سابقة للحكومة التونسية في طريقة تلقي الشكاوي لتصبح بوابة الكترونية تحمل نظام تكميلي يحتوي على نظام الرسائل القصيرة للمواطنين الغير مستعملين للأنترنت.و حسب ما أوردته السفارة الامريكية في تونس فان هذه البادرة ستساعد المواطنين التونسيين من جميع مناطق الجمهورية على وضع جميع شكاويهم بخصوص خدمات الحكومة مباشرة على صفحة الوزارة من خلال الهواتف أو صفحة الأنترنت و هذا سيساعد الحكومة على المراقبة و الاستجابة للمواطنين بسرعة و نجاعة. كما أن الحكومة ستضع برنامجا لتحسين الخدمات العامة بالاعتماد على اقتراحات المواطنين. و في نفس السياق قالت السفارة ان هذه المبادرة من شأنها مساعدة الحكومة التونسية على الاستجابة لمواطنيها و تحديد طبيعة و موقع المشكل ليحس المواطنون بتقدم في مرحلة ما بعد الثورة والزيادة في درجة المساءلة بين الحكومة و المواطنين لكن هذه المبررات التي ساقتها السفارة قد لا تعدوا إلا أن تكون غطاء لعمل استخباراتي تقوم به البعثة الدبلوماسية الأمريكية في تونس حسب خبراء دوليين خاصة و أن قيادة المشروع ستكون في يد الجانب الامريكي بحيث ستتمكن السفارة من الاطلاع على المعلومات ة قواعد البيانات الموجودة بالعريضة الالكترونية و مما يعزز هذا التوجه ما صرحت به مصادر اعلامية بالسفارة من ان المشروع سيتم تمويله من طرف الوكالة الامريكية للتنمية الدولية بمبلغ قدره 205.000 دولار.

الوكالة الامريكية للتنمية الدولية الاختراق الناعم عبر الواجهات الخيرية
تندرج طريقة عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)في ممارسة نشاطاتها الخفية ضمن ما يمكن أن يطلق عليه مسمى "الاختراق عبر الواجهات"، أي أن عملية الاختراق تحدث تحت مسميات وواجهات تنموية ونحوها للتمكن من الوصول لمعلومات وأرقام مهمة. و ظهرت هذه الوكالة في الخمسينات كذراع من أذرع خطة مارشال لإعمار أوروبا، وهي تعني "الوكالة الأمريكية للتنمية العالمية"، حيث أعلنت الولايات المتحدة أن الهدف من إنشائها هو تقديم المساعدات الإنسانية للدول والشعوب المحتاجة أو المنكوبة، ودعم سياسة الولايات المتحدة الخارجية من خلال الترويج للديمقراطية والرأسمالية والتجارة الحرة. وتقول الولايات المتحدة أن هذه الوكالة منظمة مستقلة، لكنها في الحقيقة منظمة حكومية تتبع لوزارة الخارجية الأمريكية، وتنسق أعمالها مع الخارجية الأمريكية بهدف دعم المصالح الأمريكية في أنحاء العالم، وتخصص حكومة الولايات المتحدة تقريبا 0,005 % من ميزانيتها لهذه الوكالة.
أما عن نشاطها في تونس فقد رصدت الوكالة ما يزيد عم 60مليون دينار منها 7 مليون دينار مخصصة للجهات و الداخلية (سيدي بوزيد و قفصة ومدنين و تطاوين) و قد أدى مدير الوكالة زيارة إلى تونس في السنة الماضية ووسط تعتيم مقصود.و تضمن برنامج الزيارة لقاءات مع عشرات الأحزاب والمنظمات والوزراء والمسئولين في العاصمة والجهات. هذا الوفد الذي صرخ بأنه جاء لدعم مسار الانتخابات ومساعدة المنظمات والجمعيات والأحزاب ذات التوجه المعتدل(الاعتدال على الطريقة الأمريكية و هي التخلي عن القضايا العربية و التطبيع مع الكيان الصهيوني و تجريم المقاومة ) وتشجيع المبادرات الخاصة للباعثين الشبان. الخطير في مشاريع تلك الوكالة هي تمويلها لما يسمى "بمدارس المواطنة" في كل البلاد التونسية وهي عبارة عن نوادي مسيسة يتم فيها استمالة العباقرة من تلامذتنا وتجنيدهم منذ الصغر لعلمها أن هؤلاء سيكونون جيل ساسة المستقبل. ولا ننسى أيضا لقاء الوفد وزارة التعليم العالي حيث سيتم الاتفاق على عدد منح الدراسة بأمريكا وفق شروط تلك الوكالة الاستخبارية. للعلم أن منحة فولبرايت بروغرام لا تمنح عادة إلا لأشخاص يكونون على استعداد لخدمة الولايات المتحدة إعلاميا أو استخباراتيا.
و قامت الوكالة منذ افتتاح نشاطها في تونس بعد الثورة بالعديد من الأنشطة المشبوهة و خاصة برنامج إطلاق "شبكات المجتمع المدني الاقليمية " و التي تهدف إلى جمع مجموعة كبيرة من الجمعيات في إطار شبكات ينسق فيما بينها احد العاملين بالوكالة و التي تهدف إلى إنشاء اكبر قاعدة بيانات حول المجتمع المدني بتونس و مسالك تمويل لبرامج تدعوا في ظاهرها إلى الانتقال الديمقراطي و التسامح و لكنها تسوق للتطبيع و النموذج الأمريكي و قد فعلا تأسيس هذه الشبكات و هب كالتالي : الشبكة الاقليمية بالجنوب الشرقي و تضم جمعيات ولاية قابس و مدنين و تطاوين و قد قامت هذه الشبكة بالعديد من الدورات التدريبية منها الدورة التأسيسية في مدنين في شهر جويلية الماضي و دورة أخرى في احد فنادق تطاوين في أواخر الشهر نفسه و شبكة الوسط و تضم ولايات سيدي بوزيد و القيروان و سليانة و قد صرح مجموعة من نشطاء المجتمع المدني في سيدي بوزيد بأنهم سيعملون جاهدين على إفشال كل مخططات الاختراق التي تقوم بها الوكالة في الجهة وردت دعوات على نشطاء المجتمع المدني بمدينة سيدي بوزيد خصوصا في الجمعيات ، من طرف السيدة مهيبة شاكر عضوة " جمعية المواطنة " عبر الإرساليات القصيرة لحضور ندوة حول "التواصل لفائدة المجتمع المدني " . و صرح بعض أعضاء الجمعيات المشاركة "عند حضورنا فوجئنا بأن اللافتة تحمل شعار "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID ".
وبعد أن قدمت السيدة المحاضرة أهداف الندوة و أهداف من يقفون خلفها و المتمثلة في تمويل و تأطير و تكوين الجمعيات الوليدة في تونس، و كما فعلوا في ولايات أخرى جاؤوا لسيدي بوزيد للقيام بدورات تكوينية في التصرف ألجمعياتي و بناء الديمقراطية و عند هذا الحد وقف الدكتور : عارف عزيزي ليوضح للحضور بأن من يقف وراء هؤلاء الناس هي وكالة تابعة للمخابرات الأمريكية كما هو مثبت على لافتة الندوة ثم أخذ الكلمة آخرون من الشباب الحاضر و عرفوا ب " USAID" فتجاوب الجميع وقرروا الانسحاب فهرب المنضمون قبل الحضور .و لم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصلت أموال الوكالة إلى المشاريع الحكومية فقد أشرفت على دراسة جدوى قام بها مكتب دراسات أمريكي متخصص بالتعاون مع الغرفة التجارية والصناعية لصفاقس لإحداث القطب التكنولوجي بصفاقس وهو مشروع رئاسي بصدد الانجاز في اختصاصات الإعلامية والملتيميديا و هذا الأمر على بساطته يعطس حجم تغلغل هذه المنظمة في جميع القطاعات الحيوية في البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهدنة التكتيكية.. خلافات بين القيادة السياسية والعسكرية


.. دولة الإمارات تنفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية على غ




.. تشييع قائد عسكري إسرائيلي درزي قتل في عملية رفح


.. مقتل 11 عسكريا في معارك في شمال قطاع غزة 8 منهم في تفجير است




.. بايدن بمناسبة عيد الأضحى: المدنيون الأبرياء في غزة يعانون وي