الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((فشل الديناصورات للتكيف مع الاجواء الديمقراطية))

علي الشمري

2012 / 7 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هناك الكثير من النظريات والإيديولوجيات التي فشلت عبر التاريخ من أن تتواصل مع الركب العالمي للحضارة ,وأثبتت فشلها على التأقلم مع مستجدات العصر الحديث وكما فشلت الديناصورات على التكاثر والاستمرار في البقاء ,لماذا كل الكائنات الأخرى بقيت في تكاثر مستمر ولم تنقرض الى يومنا هذا ,رغم قلة حركتها وصغر حجمها كالسلحفاة,والديناصورات الأكبر حجما والأكثر حركة انقرضت وأصبحت جزءا من الماضي السحيق ,
هل لكونها لم تستطيع التعايش مع الإنسان ؟
,ام إن الأجواء المناخية تغيرت كثيرا وأفقدتها قدرتها على مقاومة تلك الأجواء؟؟
أم انها تركت الساحة لغيرها من المخلوقات كي تنشأ وترتقي بدلا عنها؟
ام ان كبر حجمها يتناسب عكسيا مع ضحالة عقلها الذي قادها الى ان تفضل أن تصبح هياكل عظمية لكي توضع في المتاحف الطبيعية؟
وهناك أحتمال أخر هو أرتفاع حرارة باطن الارض وفولتية الكهرباء التي لا تكفي لتشغيل أجهزة التبريد مما أضطرها الى الخروج من جحورها لكي تلقي مصيرها المحتوم؟(هناك مثل شعبي يقول.أذا أردت أن تهلك النملة فأدعوا لها بجناحين تطير بهما )كي يأتي العصفور ليأكلها.
بعد هذه المقدمة المتواضعة لا بد من التعريج على بعض الأشخاص الذين أنظموا الى الحركات السياسية التقدمية والوطنية ,لكن عقولهم لم تستطيع هضم الواقع الجديد لمجتمعهم ,وظلوا حبيسي أفكارهم واحلامهم السلطوية والقمعية ,مابين المؤمن والمسلم فرق شاسع ,فهناك الكثير ممن يدعي بانه ديمقراطي ويؤمن بالحريات العامة والخاصة ,ولكن تراه في أول فرصة ولو كانت تافهة تسنح له يحاول فرض رأيه على الاخرين ,وتكميم أفواههم والا تعرضوا الى الاقصاء والتهميش.
يدعون بانهم يؤمنون بحرية الرأي والرأي الاخر ,ولكن عند أول حوار معهم حول قضايا مجتمعية يحاول ان يلغي رأيك ولا يستمع اليه,أنهم فعلا لا يمتلكون ثقافة فن الاصغاء للاخرين,فالعقل الضيق الذي لا يقبل الاخر فأن مصيره الفناء وبسرعة,
يدعون بأنهم قياديين في تنظيماتهم ,وهم لم يستطيعوا قيادة أنفسهم الى بر الأمان ,فكثرة شطحاتهم وسلبياتهم ضد الاخرين وتعنتهم الخاطئ في الكثير من المواقف يجعلهم بعيدين كل البعد عن الوسط الشعبي وحراكه المستمر نحو التغيير .وأن من يحاول الاساءة الى الاخرين عليه أن يتذكر بأنه يسئ الى شخصه أولا والى التنظيم الذي ينتمي اليه ثانيا.
ان الذي يمتلك ثقافة ووعي عليه ان يكون في قمة التواضع والرفعة الاخلاقية وأن لا يستهين بالاخرين وطروحاتهم مهما أختلفت معه,وأن لا يستهين بقدرات الاخرين بالرد عليه .فالعجرفة والتكبر ومحاولات أقصاء الآخرين هي من سمات المغرورين الفارغين والتافهين
أنهم فعلا ليسوا بإضافة نافعة الى تنظيماتهم الحزبية والعقائدية بقدر ما هم عنصر أساءه وأشمئزاز لآخرين ,وهم عامل مساعد لتحجيم أحزابهم المؤدلجة وشرذمتها ,وليس عنصر فعال في لملمة شتات الوطنيين والتقدميين وصهرهم في بوتقة واحدة تصب نهايتها في خدمة المجتمع والوطن .
كيف تستطيع أن تبني ديمقراطية مجتمعية أذا كنت تريد فرض رأيك على الآخرين ؟؟؟؟؟وتملي عليهم ما يكتبون ويفكرون؟الديمقراطية تأتي من الناس وليس من جماعة مؤدلجة معينة ,مهما كانت قدسيتها وشعاراتها المرفوعة ,
الديمقراطية ليست سلعة تستورد أو تصدر كما يحلوا للبعض أن يتصورها ,أنها ثقافة وتربية وسلوك وتعامل يومي مع الاخرين .
لماذا لم يتعظوا من الدول التي كانت أنظمتها مؤدلجة وحاولت عبر عقود من الزمن ان تفرضها بالقوة على مجتمعاتها ,فماذا كان مصيرها غير التشرذم والانهيار المفاجئ لأنظمتها؟
ألم تفكر الحركات والاحزاب التي تتخذ من الوطنية وبناء الدولة المدنية لماذا شعبيتها في تراجع مستمر رغم عراقتها وقدمها على الساحة , وهناك تيارات وحركات على الساحة السياسية حديثي العهد بالسياسية ترى أنصارهم في تزايد رغم عدم امتلاكهم برامج سياسية واضحة المعالم ؟أين الخلل أذن؟؟؟
ان من لم يؤمن بالديمقراطية ويمارسها داخل تنظيماته,ويعمل على غربلة صفوفه من المتحجرين عقليا والاقصائيين والمنتفعين لم يكتب له النجاح في مسيرته الجماهيرية؟
وقفه فولتية:ضعف الفولتية = ضعف العقلية
أكثر المواطنيين يشكون هذه الايام من التيار الكهربائي الذي يصلهم كل 6أو 8 ساعات ,حيث لم يستطيع المواطن تشغيل مكيف الهواء او السبلت بسبب ضعف الفولتية في هذا الجو العراقي اللاهب بحرارته وخصوصا في شهري تموز وأب وتداخل شهر رمضان بينهما..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم
نيسان سمو ( 2012 / 7 / 21 - 07:12 )
نعم اخي هذا هو الذي نسميه النفاق الديني والدجل المذهبي يلبسون القبعة الدينية والقبعة الديمقراطية سويتاً ولهذا يجب ان تسقط واحدة من القبعتين وبسرعة وهذا الذي يحصل ..تحية واحترام ..


2 - وكذلك النفاق السياسي
علي الشمري ( 2012 / 7 / 21 - 11:45 )
الاخ الفاضل نيسان سمو المحترم
لا تنسى النفاق السياسي الذي أصبح السمة البارزة للكثير ممن يدعون الوطنية والديمقراطية ,وفي حقيقتهم ومن خلال تصرفاتهم اناس أقصائيون ومتسلطون ,ويحاولون فرض أفكارهم الاستبدادية على الاخرين
شكرا لمرورك وتقبل تحياتي


3 - انهم اقزام ومعاقون نفسيا وروحيا وعقليا
طلال الربيعي ( 2012 / 7 / 21 - 13:36 )
شكرا جزيلا عزيزي علي الشمري على مقالك.
ان النفاق السياسي والتلون كالحرباء وتهميش ألآخرين وتسفيه الرأي ألآخر هي كلها امراض سياسية-اجتماعية وعابرة للايديولوجيات, فتراها عند مدعي اليسارية او الديموقراطية حالهم حال غيرهم. وهم دائما يدعون انهم يؤمنون بالنقد الهادف والموضوعي (كذا), وما يعنوه فقط انهم يريدون سماع اصداء اصواتهم. انهم اقزام ومعاقون نفسيا وروحيا وعقليا لا يستطيعون اخفاء ذلك بارتدائهم البدلة وربطة العنق, وخصوصا تلك القيادات النرجسية والسيكوباثية المدمنة على الكذب والهوان والمتشبثة بكراسيها بحجة الجمهور-المؤتمر- السيركيس عاوز كده, والتي ضجر الناس من رؤية وجوههم الغابرة والكالحة والاستماع الى تأتهاتهم. انهم كالسرطان ويتكاثرون كالطحالب ولهم الف لون ولون.
ولذلك من الضرورة بمكان كشف نفاقهم وخداعهم دوما فهو رأسمالهم الاول والأخير وشريان حياتهم الاوحد.
مع كل المودة


4 - بمن يتفاخرون؟؟؟؟
علي الشمري ( 2012 / 7 / 21 - 15:16 )
الاخ الكريم طلال الربيعي المحترم
يوجد مثل شعبي يقول (البعير لو رأى حداجته كسرت رقبته)رغم طول رقبة البعير لكن مع الاسف لم يستطيع أن يرى أعوجاج ظهره,
فهناك الكثير ممن يدعي لنفسه القيادة الجماهيرية وانه من يحافظ على مسيرة الحزب وتراثه وأيدلوجيته ,لكنه في الواقع هو احد العوامل المساعدة التي عملت على تقزيم حزبه وبقائه راكدا في المجتمع ,يتغنى بامجادة الغابرة فقط ,لا يستطيع أن يوسع قاعدته وسط الجماهير الغير مقتنعة بادعائاته,حيث ممارساته االفعلية تتناقض كليا مع ادعائاته وشعاراته مفضلين ان يكونوا بين خيارين ,أما من صناع عباد الشخصية,أو من الذين يفضلون ان توضع هياكلهم في المتاحف الطبيعية كنماذج متحجرة.
شكرا لمروروك وتقبل تحياتي


5 - الشمري الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 7 / 21 - 21:04 )
تحية طيبة
انها صرخه اخرى اكثر قوة ودقة في التحديد
المشكلة عزيزي ان البعض لا يتعلم رغم ان التجارب قريبة عليه ومنه ويستطيع حتى ان يغرف منها لو اراد
المشكلة متعلقين بغباء بقول غبي فرضه غبي على مجموعة اغبياء وهو (الاكبر مني بيوم احسن مني بسنه) وهم يجدون ان عقلية الابناء اكثر تفتح وتقبل من عقليتهم او البعض منهم
دوخونا وسلبوا عقولنا بالقول المميت (قم للمعلم....) وهم يعرفون ان من خرج من تحت يد المعلم صار مهندس او طبيب
اعرف قصد القولين لكن ترجمتهما للواقع خطاء
لا يحق لاي شخص ان يتكلم دون ان يسمع وحتى الطبيعه فرضت ذلك فكل اطرش اخرس ولكن ليس كل اخرس اطرش
من لم يسمع لا يتعلم حتى لو قراء الكثير لان السماع هو راي حي والكتابه راي جامد السماع راي فيه عمل وتجربه والقراءه راي يريدك ان تجرب
تقبل تحياتي اخي علي


6 - المرء مخبوء تحت لسانه
علي الشمري ( 2012 / 7 / 21 - 22:00 )
الاخ الكريم الفاضل عبد الرضا حمد جاسم المحترم
حاشاه أن يخطئ من قال هذه الحكمة البلغية ,فالكثير من تغري مناظرهم وتخزي دواخلهم حينما يتكلمون,ان كبريائهم الاجوف بأمتلاك ناصية الثقافة يدفهم الى الغرور القاتل ,متناسين قول مأثور أخر (كل وعاء يضيق بما جعل فيه ,الا وعاء العلم يتسع)أنهم يتصورون قد وصلوا الى حد الكمال كونهم قادة في أحزابهم وليس في جماهيرهم,ينظرون الى الاخرين باستخفاف وأزدراء كونهم يعانون في دواخلهم من عقدة النقص ,يعيشون تحت سيطرة قياداتهم وتسلطهم ويفكرون في التسلط على الاخرين,لهذا تراهم يفضلون البقاء في المياه الاسنة ويحذرون من الانتقال الى المياه المتحركة خوفا من الانجراف؟يحاولون أقصاء الاخر وتهميشه وفرض الرأي عليه رغم أدعاءاتهم الزائفة بالايمان بالرأي الاخر وأحترامه وقبول المختلف كونهم لم يتعلموا الى الان ثقافة فن الاصغاء للاخرين؟
شكرا لمرورك وتقبل فائق مودتي وتحياتي

اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية