الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع نجمة تونسية متألقة عن الثورة والمرأة

احمد محمود القاسم

2012 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



ضمن سلسلة لقاءاتي مع سيدات عربيات متميزات، كان لقائي في هذا الحوار، مع سيدة و نجمة تونسية مُتألقة، في سماء تونس، وهي السيدة التونسية آمنة ألرميلي، وهي دكتورة وأستاذة جامعية، في كلية الآداب والعلوم الانسانية، في جامعة سوسة التونسية، لديها العديد من الشهادات العلمية، كشهادة الكفاءة في البحث، وشهادة الدراسات المعمقة، وشهادة التبريز، وشهادة الدكتوراه، وعشرات المقالات، في نقد الشعر والنثر، وفي السياسة والفكر. تؤمن بأنّ العلم هو الإمكانية الأكبر والأقوى، لبناء الإنسان، لذلك فهي انسانة علمية بحق وحقيقة، وبكل ما في الكلمة من معنى، وعلى هذا الأساس، تتعامل مع طلبتها في الجامعة، وتُربّي أيضا أبناءها في البيت، وتمتاز السيدة آمنة، بثقافتها العميقة، والوطنية والقومية، وحسها الواسع والعميق، وانتقاداتها اللاذعة والمعبرة جدا، وبذكائها وشموليتها بتفكيرها، وبجرأتها وصراحتها أيضا، بعيدة كل البعد، عن التزَّمتْ والتَّعَصبْ، والفكر الجامد والتكفيري، فهي شخصية، تتمتع بفكر حُرْ، ومنفتح وديمقراطي، وخلاَّق، وقد كان لي معها حواراً شيقاً ومُمتعاً، يتعلق في جوهره، بالمرأة التونسية والثورة، بدايةً، طلبتُ منها التعريف بشخصيتها للقارئ الكريم، أجابت وقالت: اضافة لما ذكرته عني سابقا، لَديَ العديد من الروايات والقصص منها: رواية: "جمر.. وماء، ونالت جائزة الكومار الذهبي، للرواية البكر عام 2003م، وثلاث مجموعات قصصية وهي: "يوميات تلميذ.. حزين" صدرت في العام 1998م، و"صخر المرايا" صدرت في العام 1999م، وسيدة العُلب" صدرت في العام 2006م، وقد حازتْ جائزة نادي القصّة.
في سؤال لها عن طبيعة اهتماماتها الشخصية والعامة؟؟؟
أجابت وقالت: بأن اهتماماتها تنصب وتترتّب بحسب السياق الذي تُعَبرهُ الحياة اليوميّة، فلديها يوم مخصص للكتابة، وآخر للسياسة، وثالث للبيت وهمومه، ورابعاً للبحر، وتَطغى الكتابة والسياسة، على حياتها اليومية.
في سؤالي لها، عن بداية ممارساتها الكتابية واهتماماتها بها؟؟؟؟
أجابت وقالت: بأنها بَدأتْ الكتابة في سن مبكرة، والكتابة صاحَبتْها منذ بدايات وعيها، الوعي اللغوي المُجرّد، وكتبتْ الخاطرة، والقصيدة، والقصة، ثم خاضتْ تجربة النشر، كما ذكرتْ سابقا، ولكنها متفرغة الآن، للكتابة النقدية المتخصّصة، بحكم طبيعة عملها في الجامعة.
في سؤالي لها عن الشعر ونظرتها إليه؟؟؟
أجابت وقالت:الشعر، على صلة وثيقة بالتراكم الثقافي، والتصاعد الذهني، والتعالي الرمزي، الذي يمكن أن يُحَصّله الشاعر بالتجربة والقراءة..لذلك، فهو خطاب ساحر، بما في السحر من غموض، وغيبٌ وطلاسم، دالّةٌ لا محالة، ولذلك، فهو كلام فوق الكلام، ومعنى على المعنى، ومسالك بِكر مُدهشة، يقطعها الشاعر وحيداً أوّلا، ثم يدعونا إلى صحبته ثانيا.. الشعر، مُغامرة لغوية، بين الشاعر والكلمة، إمّا يُخْضِعُها، فتصبح مُلكه، ويُلبسها المعنى الذي يشاء، أو تشاء له، طاقته الشعرية، أو تُخضعه، فيبقى في حيّزها المعنوي، دون إضافة، ودون إبهار، والشاعر، هو سيّد المقام، في المعنى، إن شاء بسّط ونزلَ إلى الجمهور، وإن شاء، راوغَ وصعّد، وما على الجمهور إلاّ اللحاق به.. وقديماً قيل لأبي تمّام: لمَ لا تقول ما نفهم؟ فرد عليهمّ: ولمَ لا تفهمون ما أقول؟
عند سؤالها عن رأيها في وضع المرأة التونسية قبل الثورة وبعد ألثورة ؟؟؟
أجابت وقالت: المرأة التونسية قبل الثورة، هي المرأة التونسية بعدها، هل تغيّر وضعها؟ ننتظر كتابة الدّستور الجديد، حتى نُجيبك، مكاسب المرأة في القانون التونسي كبيرة، ولن نرضى إلا بتحسينها في الدستور الجديد.
في سؤال لها عن دور المرأة التونسية في الثورة ؟؟؟
اجابت وقالت: بأن للمرأة التونسية دور جوهري، فمشاركتها، إن لم تكن مثل الرجل، فهي أوسع وأعمق، وتشهد الصُور الجماهيرية على شاشات التلفزة، على ذلك، ودورها أعمق، لأنها في صميم الحركة الحقوقية والثقافية والاجتماعية، نظراً إلى مشاركتها الواسعة، في الحركة الاجتماعية، فهي من أنجبتْ وربّتْ وعلّمتْ، هذا الشباب، الذي فجَّرَ الثورة.
في سؤال آخر لها، فيما اذا كانت الثورة التونسية، قد أنصفتْ المرأة التونسية فعلا ؟؟؟؟
أجابت وقالت: الثورة مُنْصفة بطبيعتها، لأنّها تقوم عادةً، ضدّ الاستبداد والقمع والتخلّف، ولكن المشكلة، كان في مسارها بعد تَفَجّرها الأوّل، وبعد تحقيق الإطاحة بالنظام، الذي قامتْ في وجهه، المرأة مهدّدة، بقدر التهديد، الذي يتربّص بالثورة، وشعاراتها الكبرى، وهي الحرّية والكرامة والعدالة، إن غُدِرْ، بهذه الشعارات، فقد غُدِرْ بالمرأة أيضا.
في سؤال آخر لها عن لبس المرأة التونسية للحجاب، وهل فُرض عليها فرضا بعد الثورةً، وعن موضوع تعدد الزوجات والطلاق في المجتمع التونسي، ووضع المرأة التونسية إزاءه؟؟؟
أجبت وقالت:لم تَعرف المرأة التونسية بعد الاستقلال الحجاب، فقد قام نظام التعليم في تونس على الاختلاط والمساواة، في جميع مستويات التعليم، وحقق النظام في عهد الرئيس الحبيب بورقيبه للمرأة، أن لا تُعامل باعتبارها "عورة، وإنما هي مواطنة كاملة الحقوق، ومساوية للرجل.
مع نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينات، صعد نجم الإخوان المسلمين في تونس، وانتشرتْ ظاهرة الحجاب، باعتباره رمزاً إلى تيار سياسي معيّن.. لكن حاول نظام بن علي منع الحجاب، واضطهد المحجبات في مواطن عملهنّ، ودراستهنّ، ولكن الظاهرة، بقيتْ موجودة ومنتشرة..الشيء الجديد على تونس الآن، هي ظاهرة انتشار لبس النقاب، التي ظهرتْ بعد الثورة.
المرأة التونسية تملك حريتها الشخصية، التي كفلها لها القانون، وبالتحديد "مجلة الأحوال الشخصية" التي تكفل لها حقوقها وحرياتها، طبعا تَعدّد الزوجات، معروف بأنه ممنوع في تونس، بموجب القانون التونسي منذ العام 1956م، أما الطلاق فتُشرف عليه المحكمة المدنية، وهو لا يتمّ إلا بجلسة قضائية، يُشرف عليها قاضي ألأسرة، ومن حقّ المرأة، كما هو من حق الرّجل، أن تطلب الطلاق "طلاقا إنشائيّا" أي يطلبه طرف، وينفّذه آخر.
قلت لها بماذا تعللي سبب نجاح قوى الاسلام السياسي بالأغلبية، في الانتخابات التي جرتْ أخيراً في تونس؟؟؟
أجابت وقالت:حين يكون مشروع الإسلاميين، قائما على استنقاص المرأة، واعتبارها كائنا دونيّا، فبطبيعة الحال، سَيَمُسّ هذا من حقوق المرأة التونسية، ومكتسباتها، العطش الى التغيير الجذري، ومُستويات الفقر والجهل، وصورة الحاكم العربي الغارق في الفساد، والخطاب الإسلامي الواعد، بالتغيير الكلي، وبنقل الشعوب من شرّ مُطلق، إلى خير مُطلق، وسياسة الوعد، والوعيد، بضرورة اختيار "من يخاف الله" في الحملة ألانتخابية، كلّ ذلك، سهّل نجاح الإسلاميين في الانتخابات، التي جرت ما بعد ألثورة، وهم الآن في الحكم، وهذا محكّ النجاح أو الفشل الحقيقي لهم، فإما ان ينجحوا، وإما ان يفشلوا، ونحن بانتظار ممارساتهم على ارض الواقع.
الإسلاميون في تونس يحاولون اقتراح، اسلام معتدل، لا يَتَنكّر لمكتسبات المجتمع التونسي الحداثية، راشد الغنوشي/أمين عام حزب النهضة التونسي قال في بعض مداخلاته، إنّ الإسلام لا يناقضْ العلمانية..نرجو أن يحترم نواب النهضة، هذا الرأي، وهم يكتبون مع غيرهم من النواب، الدستور التونسي الجديد.
هذه هي السيدة التونسية والنجمة المتألقة د. آمنة الرميلي، وما تحمله من فكر متنور، وديمقراطي، وعقل متفتح، وفهم واقعي للأمور، بدون تعصُّب او تزمُّت، تُبدي رأيها بموضوعية، وتنشر فكرها وقناعاتها بروح الأمل والإقناع والاقتناع، تنتقد بروح بناءَّة وخلاَّقة، رموز الفساد والجهل والتخلف، وتُلقي الضوء بنظرتها الثاقبة للأمور والأحداث، بنظرة موضوعية وتحليل عميق ومترابط، وأحيانا تسبق الأحداث المتوقعة على ضوء ما لديها مؤشرات أولية، ومع هذا، تنتظر ما يحدث، لتؤكد نظرتها الموضوعية للأمور، وِفقا لما لديها من ايحاءات معينة، فكل التحية والتقدير للسيدة التونسية للدكتورة آمنة الرميلي، هذا الحس الوطني والقومي، وهذا الوضوح الفكري، وهذه الصراحة والشجاعة، بقول كلمة الحق، حتى عند سلطان جائر.

انتهى موضوع حوار، مع نجمة تونسية متألقة، عن المرأة والثورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد