الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( غيبوبة ))

سلمان مجيد

2012 / 7 / 20
الادب والفن


منذ نصف ساعة هدآ كل شي ، فاسدل السكون اطرافه كانه شبكة عنكبوت ، الا من الغبار و الدخان الذي لازال يتراقص مع خيوط الشمس النازلة من خلال ثقوب السطح ...... ، و ابو احمد يجتاز الكتل الحديدية ، و دخان سكارته يختلط بالسكون ، مضيفا لتراقص الغبار و دخان الكتل الحديدية ، دخانا رماديا ، فاصبح كل ذلك و كانه لوحة سريالية تحكي هموم الرجل المسن ، ابي احمد ذي الستين عاما ....... ، و السكون مستمر لو لا ان سعل ابو احمد سعالا متواصلا ، فاخذ الصوت يتردد بذبذبات مختلفة ، فارهف السمع مليا و شعر كان سنفونية عذبة تنبعث من ارجاء المكان ، تحكي مستقبل احمد و جاسم وليلى ابناؤه الثلاثة ، وطرب للوحة السريالية و السنفونية ......... اجهد نفسه وهو يسعل ويسعل و الصوت يتردد الى ان تعب وجلس في ركن من اركان القاعة الكبيرة ذات الكتل الحديدية الملساء ، وتمدد مسندا ظهره الى الى واحدة منها ، فارتاح الى ذلك ، ومد بصره مع الدخان المنبعث من سكارته ، التي لم يبق منها الا عقبها ....... دخان سكارته بدا يتمرد على القواعد الفيزيائية ، فلم يرتفع الا بمقدار قليل عنه ، وهو ممددعلى ثرى القاعة ، حيث ترابها البني القاتم ، لاختلاطه بالزيت الاسود ..... و الدخان الساكن هناك ، بدا يلم اطرافه ، فتشكل على هيئة ليست غريبة عليه ، فنظر بعد ان ( فرك ) عينيه لكي يتبين ذلك الشئ ، فعجز عن ذلك ، ولكن ذلك الشئ لم يتشكل بعد ، فلا زال يتكون كانه في حالة مخاض ، تنذر بولادة ......... حتى وضحت الصورة في عيني ابو احمد ، انه شئ رمادي اللون ذا ملامح غير واضحة ، الا انه بدا يدرك بان اللون يتحول تدريجيا الى سمرة ، كسمرة القهوة التي تعود على تناولها مساءا ، في المقهى القريب من بيته ، بادره ابو احمد وحياه ، وحاول اجلاسه الى جانبه ، فاعتذر ( الاسمر ) بايحاء ، بان حالته الفيزيائية لاتسمح له بان ينزل اقل من العلو الذي هو عليه ، فرد ابو احمد ( لاباس ............ اذن لنتحدث قليلا ) فاوما ( الاسمر ) براسه ، تعبيرا عن الموافقة ، واتبعها بابتسامة عريضة ، استحوذت على مساحة طيف الوجه العريض . بدا ابو احمد الحديث ، بل قل الايماء ، بعد همهمة مكتومة ، استغرقت منه وقتا ، (( من انت ؟ )) (( انا ......... انا ..... من سيكون معك يوما ما ، او مع احفادك ............. )) (( متى ...... متى سيكون ذلك ؟ )) (( قلت لك ، يوما ما ............ )) (( ولكن لماذا انت هنا ؟ )) (( لانك دعوتني ....... ))
ابو احمد (( انا ؟ !!!!!!!!!!!!!! )) فكانت الصحوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق