الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العروبة والإسلام

حميد المصباحي

2012 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


العروبة,نسب يعرف عنه الكثير,لكن فيه تداخلات,وملابسات لايمكن الحسم فيها بشكل نهائي دون الوقوع فيما هو سياسي,فالأمم تستمد في أحيان كثيرة هويتها من بعدين أساسين,إما المكان الجغرافي,إذ به تتحدد,فيقال الفرنسي,يوجد بفرنسا,والألماني بألمانيا,
أو يتم اللجوء إلى اللغة,فهي المحدد للمشترك,دون إلغاء البعد الجغرافي المكاني,بل إن اللغة,تصير مفتاح لهذا الإنتماء,بعد تراجع البعد العرقي,الذي يطرح صعوبات,أدركتها العلوم البيولوجية,المهتمة بالإنسان,ونبه التاريخ لخطورة البعد العرقي,المهدد للحضارات الإنسانية,وربما كان وراء الكثير من الحروب,بل أطولها,والتي كادت تتحول إلى حروب إبادة ,آخرها الحربين العالميتين,وحروب أخرى في كل القارات ,ينضاف إلى ذلك البعد الديني,الذي لم يكن محددا إلا في مراحل متخلفة من تطور الحضارة الإنسانية,بسبب الكثير من المواجهات التي عاشتها الإنسانية,حتى داخل الحضارة الواحدة,باسمه تم اللجوء إلى العنف,بمثابة تطهير ديني,لازالت الإنسانية تعيش الكثير من تبعاته,صحيح أن المصالح كانت دائما حاضرة,لكن إخفاءها بما هو ديني أو عرقي,كان يزيد المواجهات طولا واستفحالا,هذه التجارب مختلفة نسبيا,عن تاريخ العرب,الذين عاشوا حياة مختلفة في شبه جزيرة العرب,غير أن هذا الإسم ليس قديما,بل مجرد تمييز جغرافي لتقليد الغير,ففي تلك العصور,كان الناس يتعرفون على أنفسهم من خلال القبائل التي ينتمون إليها,وهي قبائل تعقد فيما بينها تحالفات,لتقاسم المراعي أو السيطرة عليها,أو حماية طرقات التجارة,سياسيا لم تعرف هذه المناطق معنى الدولة,بل اهتدت هذه القبائل,أو أقواها إلى الإحتماء بالأمبراطورية الرومانية أو الفارسية,مما جعل القابائل متصارعة بسبب اختلاف ولاءاتها,مما ترتب عنه,التفكير في حافز موحد ,ينقل الذهنية العربية,من تفكير القرابة العرقيةوإلى قرابة مغايرة,ولم تسعف اللغة في ذلك,أولا,لأن اللغة العربية شفاهية,ثانيا لأنها كانت بفعل شفاهيتها تزخر بتعددية حسب المناطق,وكان من الطبيعي,أن يبدأ التفكير الجديد,من أكثر المناطق تقاربا,لغة وأعرافا,واستقلالا عن الإنبراطوريتين المتصارعتين,أي مكة,وقبائلها وحلفائها,ولم تكن القرابة كافية,ولا الرهانات السياسية,لكن التجارة,سهلت عمليات القبول بالجديد,لأن التاجر,بحكم انتقالاته,يتعود على الغريب ويقبل به,بل يمكنه التفاعل معه,شريطة أن يدرك أبعاده المصلحية,حاجته,وما يحققها من أفكار وغايات,بذلك كانت العقيدة,هي المحرك الوجيد لجماعة هذه هي شروط وجودها,ومن هنا نشأت العلاقة الوطيدة بين العروبة والعقيدة,أو لنقل الإسلام كديانة موحدة,للآلهة,واللغة,والقبائل المتصارعة على الكلأ واالطرق التجارية والسلطة فيما بعد,ولا سلطة خارج وجود الدولة,التي كان من الطبيعي,أن تسند فيها مهمة القيادة,للعرب وأهل قريش والأنصار من أهل المدينة,فلا أحد كانت له القدرة على منازعة العربي القرشي على أية سلطة,ولم يكن التمييز ملغى بين المسلمين العرب والعجم,أي غير العرب,رغم مجهودات النبي وأصحابه,فعلى المستوى العقدي,كلهم سواسية أمام الله,ولا فضل إلا بالأعمال,أما سياسيا,فالأمر مختلف,ومن هنا كانت التقاطبات القبلية حاضرة,رغم ذم الإسلام لها واعتبارها جاهلية,ولازال لحد الآن التداخل قائما بقوة,بل إن الكثير من الدول العربية,تستمد شرعيتها من هذا التطابق بين العرقي والديني,وربما هذا ما جعل الكثير ممنها,تفشل في تبني العلمانية والحداثة السياسية في مشروعها الحضاري,اللهم الدول,التي أقامت تمايزا بين الديني فيها والعرقي الحضاري العام,باعتماد اللغة أو التاريخ,مثل تركيا وإيران وأندونيسيا وباكستان والكثير من الدول الإسلامية,بينما الدول العربية,حريصة,وحتى مجتمعاتها,على خلط عروبتها بالديانة الإسلامية,حتى بالنسبة للتجمعات غير العربية والأقليات الثقافية,باستثناء المسيحيون العرب,واليهود المغاربة واليمنيين,وربما تجمعات أخرى بالعراق.
ترى هل آن الأوان للفصل بين العروبة والعقيدة,؟
ألا تدفع سلوكات بعض الدول العربية,وخصوصا الخليجية منها,بعض الدول المعتبرة عربية إلى فك ارتباطها بالعرب,؟
ألا يشكل الفشل في تحقيق التنمية رغم ثروات العالم العربي,إلى إعادة إنتاج التجربة التركية,والبحث عن تعريف قاري جغرافي للدول,التي اكتوت بمشاكل هذه المنطقة قديما وحديثا؟
أليس من حق بعض الدول البحث عن هويتها السابقة على فترة الفتوحات الإسلامية,أم أن وقت هذه التساؤلات قد فات أوانه؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم