الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان الفلسطيني -حافظ عمر- بطل مجهول في معركة الأمعاء الخاوية

يوسف فواضلة

2012 / 7 / 21
القضية الفلسطينية


أن تناضل، أن تناضل من أجل شعبك و ضد الاضصهاد والظلم في العالم، أن تحمل هموم وأوجاع ومأسي من يعذبوا وتسلب حقوقهم يومياً، أن ترفض الذل والسكوت على الطغيان وتحاربه بكل الوسائل، أن تتعالى على جراحك وتقتل ال"أنا" شي ليس بالسهل وهو يحتاج الى إرادة فولاذية وتضحية بلا نهاية.

من عمق الجراح والآلام، ومن معاناة شعب يرزح تحت نير الإحتلال، تولد الفكرة من أجل أن تخلق ظروفاً أكثر إنسانية، ولتشارك الناس همومهم ومآسيهم اليومية.

حافظ عمر (29) عاما من قرية عنبتا، مصمم جرافيك وفنان تشكيلي ترعرع في أسرة وطنية قدمت كغيرها قرباناً للقضية، أخوه "سعد عمر" الذي يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني منذ سبع سنين. تفتح حافظ ونضج وعيه مع إندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى ليعيش مآسي أبناء شعبه الفلسطيني، ولتزرع في مخيلته صوراً و لوحات لا تنسى.

فالمتابع لمسيرة لوحاته المنتجة يرى بأنها تحمل هموم وطنه الفلسطيني، وقضايا أمته العربية منسوجة بحب الوطن و عطاء التضحية، حيث أنه يحاول من خلال فنه أن يشارك أبناء شعبه و الشعب العربي نضاله، الأول الذي يناضل من أجل تحرره و استرداد أرضه المسلوبة، و الثاني الذي يثور على فساد حكامه و ظلمهم.

فحافظ بلا شك، فنان استثنائي لقضية استثنائية، مسرحه الأنسان الفلسطيني و الفقراء و العمال و المضطهدون في العالم، مطوعاً فنه المقاوم الى إنحيازه الطبقي، بما يضم في طياته تاريخ و حضارة و تراث و مقاومة، يشكلها حافظ وفقاً لرؤيته الشخصية التي تجعل منه واحداً من المناضلين المميزين على جبهة الفن و الثقافة، لأنها أسلحته القتالية المتوفرة.

ويتخذ حافظ من فن الملصق "البوستر" وسيلة لمشاركة الناس أحداث حياتهم و تأريخ الماضي، فيشير حافظ إلى، "أن فن الملصق هو تقليد عالمي لكل الشعوب التي مارست النضال، وفلسطينياً بشكل خاص يعتبر تراثا قديما يعود الى بدايات الثورة الفلسطينية".

فالوطن حاضر في فنه بقوة الإيمان الحتمي بتحرره، فحافظ لا يكتفي بالرسالة التي يوجهها من خلال فنه، فهو جزء لا يتجزأ من شعب يناضل من أجل أن يتحرر و يعيش بكرامة، لذلك يشارك أبناء شعبه في نضالهم في الشارع و في الوقفات الاحتجاجية و في التضامن مع الاسرى بوجوده في الميدان، و كان أخرها الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الشباب الفلسطيني رفضا لزيارة المجرم شاؤول مفاز الى رام الله، لتنهال أجهزة السلطة بالضرب على المعتصمين و كان بينهم الفنان و المناضل حافظ عمر و قد أصيب في رأسه، رغم أن الدم نزف منه إلا انه استمر في الاعتصام ، فحافظ الفنان و الانسان لا يجعل حدثا يمر مرور الكرام سواء كان برسوماته التي تحمل الكثير من معاني النضال و الثورة و التحريض على الاحتلال أو بمشاركته أبناء شعبه على أرض الميدان.

بطل مجهول لمعركة الأمعاء الخاوية

لقد خاض الأسرى الفلسطينيون ولا زال بعضهم مستمرا في الأضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، ليسطروا ملحمة أسطورية بأمعائهم الخاوية، وكعادته شاركهم حافظ من خلال فنه ورسوماته. ولكن هذه المرة اختلف الامر بعض الشي، فخلال 48 ساعة اكتسح اللون البني وسيلة الاتصال الجماهيري " الفيسبوك "، حيث شارك ما يزيد عن 25 مليون مشترك الرسمة التي صممها حافظ حول العالم، حيث يظهر البوستر أسيراً في الزي البني الموحد للأسرى الفلسطنيين في السجون الصهيونية، معصوب العينين برباط أسود، فيما كتب على الزي بالعبري " مصلحة السجون الاسرائيلية ".

ويرى حافظ أن التغيير الذي حققته الصورة لا يشكل الانتصار للقضية بل أن الإنتصار حققه، جوع رجال أحرار دخلوا معركة غير متكافئة لا يملكون فيها سوى الإرادة، والصورة ليست سوى أداة لتسليط الضوء على معركة مع سجان حاقد وفاقد للأخلاق الأنسانية.

حيــــطان

هي عبارة عن صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " للفنان حافظ عمر، يشارك فيها ما يزيد عن 30 ألف عضو، وصفحة حيطان بالنسبة لحافظ " ممارسة علنية للانحياز للشارع المناضل أينما وجد، بالرسم والصورة والكلمة الحرة "، ويقوم الفنان حافظ عمر بوضع ملصقاته الفنية على هذه الصفحة التي تحتوي على العديد من الصور " البوسترات" الخاصة به.

اسم " حيطان " كما كتبه الفنان حافظ عمر على الصفحة، " هو محاولة ضمن عديد محاولات الكثير من الفنانين الفلسطينيين، العرب والاجانب لابقاء المعركة الثقافية مستمرة في سياق نضال الشعوب ضد انظمة القهر والاستبداد في العالم، وفي مقدمتها كفاح الشعب الفلسطيني طويل الأمد لتحرير كامل فلسطين، المعركة التي شعارها أن الحقيقة كل الحقيقة للجماهير".

ويضيف " أنه ليس مجرد أحتفاء بممارسة جماعية تكثفت في أواخر القرن الماضي في الاراضي الفلسطينية والمتمثلة بكتابة الشعارات السياسية والبرامج النضالية ووضع الملصقات الثورية على حيطان المنازل وأبواب المحلات التجارية المغلقة بفعل الاضراب الجماهيري العام".

ويسعى حافظ من خلال هذه الصفحة نشر أعماله المتمثلة بالفن المقاوم " الملصقٍ السياسي "، وتلقى هذه الصفحة تفاعلاً كبيراً من المشتركين فيها.

ما زال الطريق في بدايته، وما زالت الأحداث تملأ حياتنا و لا زال الإحتلال يجثم فوق أرضنا، وهناك الكثير من كوكبة المناضلين و الشهداء الذين علينا واجب تأريخهم، وكما قال الشهيد غسان كنفاني: " ليس المهم أن يموت أحدنا، المهم أن تستمروا"، فعطاء حافظ ينهمر كالسيل المندفع من قمة الجبل، لا يستطيع أحد إيقافه أو الحد منه ... إلا الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح