الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى يرجع اللحن عراقيا

عمر أبو رصاع

2005 / 2 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المتابع للمشهد العراقي حقيقة تتناوشه جملة من المواقف والمشاعر المتناقضة في آن معا ، فمن جانب لا يستطيع أحد أن يقول لا للإنتخابات الديموقراطية حتى لو كانت هذه الإنتخابات تحت وطأة الإحتلال فالوصول إلى العملية الديموقراطية في حد ذاته إنجاز لجزء أساسي من أي مشروع وطني ، ولا أحد يستطيع أن يقول لا لمقاومة الإحتلال حتى وإن كان لا يتفق مع جل المنطلقات الإيديولوجية التي تنطلق منها المقاومة ، ولكن طريقة عزف السمفونية العراقية تصب نشازا حادا وتجعل المشهد العراقي برمته متناقض حد الألم بين ممارسة العملية الإنتخابية وسط حضور قوي للطائفية والعرقية الجهوية سواء من خلال المشاركة أو المقاطعة على حد سواء وبين مقاومة هي الأخرى تقوم بممارسات في معظمها ذات طابع طائفي وفي أطر دعوية تضر بقضية رفض الإحتلال أكثر من ما تفيدها بل والأمر أنها تعمق القسمة الطائفية والجهوية العرقية ، إذن ما الحل ؟
سؤال لا شك يؤرق العقل الوطني العراقي العقل الذي يطمح إلى عراق واحد موحد وحر وديموقراطي ، تلك الثوابت الوطنية العراقية الثلاث التي يجب أن يرتكز عليها أي مشروع وطني عراقي له أفق ومستقبل.
إن الإستناد إلى هذه الثوابت يجعلنا نصنف القوى التي دخلت الإنتخابات عل أسس طائفية وجهوية عرقية سواء داعية إلى سيادة طائفة أو عنصر دون غيره وهيمنته على مقاليد الأمور أو من خلال الدعوة إلى فصل إقليم عن العراق الواحد خارجة عن الثوابت الوطنية العراقية ، عراق واحد وحر وديموقراطي .
كذلك فإن المقاومة التي ترفع شعارات طائفية وتكفر وتعتدي على أبناء ورموز ومقدسات ومراقد طائفة أخرى أيضا خارج سرب ذلك العراق الواحد والحر والديموقراطي .
سابقا ومن منطلق إيماننا بعمق بكون الممارسة الديموقراطية هي الوسيلة المثالية لتفاعل القوى السياسية برغماتيا من أجل العراق أولا وأخيرا تفاعلا لا عنفي وسلمي فيما بينها لا زلنا نؤكد عليه ونكرر أنه لا تعارض بين وطنية الإنسان العراقي وممارسته للعملية الإنتخابية حتى وإن كانت تحت الإحتلال ، لأن مطالب الشعب بالوحدة والحرية والديموقراطية تشكل قوائم المشروع الوطني لأي شعب ولا يجوز بحال أن يحل أحدها سببا لإلغاء أو مصادرة الآخر ، إذن ماهو المطلوب حتى يعود اللحن عراقيا وليس طائفيا أوعرقيا ؟
المطلوب ميثاق شرف بين كل ألوان الطياف العراقي على الإلتزام بثوابت العراق الوطنية عراق واحد موحد وحر وديموقراطي ، تقوم فيه علاقة المواطن بالدولة على أساس المواطنة حصرا بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق ، عراق تتفاعل فيه القوى السياسية على أساس البرامج الوطنية التي تغطي رقعة الهم العراقي من الشمال إلى الجنوب تحت المظلة الديموقراطية ، لا ينبغي أن يسمح لأي مغرد خارج هذا السرب إذا أردنا تحقيق هذه الأسس الوطنية العراقية ، نحن بحاجة إلى دستور يضع هذه الأسس والمنطلقات الوطنية العراقية موضع التنفيذ وإتفاق وطني على مطالبة الإحتلال ببرنامج إنسحاب زمني محدد الملامح وأحزاب تقوم على أسسي وطنية لا أسس دينية أو طائفية أو عرقية ، وعليه فإن الجهة التي فعلا لها حق تمثيل العراق كقوة سياسية وكقوة مقاومة وطنية هي حصرا التي تحظى بثقة وتأيد كل العراقين من شتى الأصول والمنابت .
وعاش العراق العظيم وطنا للإنسان العراقي أيا كان دينه أو مذهبه أو عرقه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناتور أمريكي لنتنياهو: نقف بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس


.. نحو نصف الديمقراطيين يدعمون استبدال الرئيس الأمريكي جو بايدن




.. ناشط يوثق اشتعال النيران في مستوطنة -كفار عتصيون- شمال الخلي


.. فوضى في شوارع العاصمة الهندية جراء سقوط أمطار قياسية




.. منافسو الرئيس الموريتاني يتهمونه باستغلال موارد الدولة لتحقي