الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر – فوز و انتصار الكراهية

موريس رمسيس

2012 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في الانتخابات الرئاسية الماضية كانت "الكراهية" هي الفائز الأول قبل "مرسى" و الإخوان المسلمين و كانت هي المحرك الأساس لشارع و عموم البسطاء من الشعب
نضجت ثمرة "الكراهية" تلك بعد عشرات السنوات من رعاية رجال الأزهر من الإخوان و السلفين لها و احتضان الوهابية و تغذيتها فكريا حتى أصبح الآن الجميع مدعو الى التناول من تلك الثمرة و تذوق طعمها .. ثمرة الحقد والكراهية .. ثمرة الإسلام السياسي الوهابي

لا فرق بين الأزهر و مدارسه الدينة و جامعته و بين الإخوان المسلمين و السلفين ، فالجميع واحد و لا خلاف عقائدي بينهم غير ما يجب ان يعلن أو يبطن الآن و يعلن فيما بعد.. جميعهم في نفس "الملعب" و لكن يتبادلون الأدوار فيما بينهم و جميعهم مسؤولون عن البغض و الكراهية المسيطرة على النفوس ... تجدهم كالوباء المتفشي في كل مكان و بداية من المدرسة الى الجامعة و المسجد و القرية و المدينة وفى كل مؤسسات الدولة

"البغض في الله" و "الكراهية" لغير المسلم حبا في الرسول ... انهما الوصفة السحرية لالتفاف البسطاء من العامة و الغوغاء حولك عندما تخطب و تتحدث الى الناس في المساجد و في الأعلام ... عملية تخدير و تغيب لعقل الأنسان لكى يتصالح مع نفسة (و يرضى عن نفسه) و يجد المبرر النفسي لجهل و التخلف الذى يعيشه يوميا وسط باقية الشعوب في العالم باعتبارهم اعداء الله و رسوله الموعودون بجهنم و بئس المصير مقابل جنات الخلد الوهمية التي ينتظرها و
تتخذ الكراهية أشكال و ملامح كثيرة و منها

- كراهية اليهود المغضوب عليهم من الله اكبر
- كراهية المسيحيين المشركين عموما و الأقباط خصوصا
- كراهية أمريكا و الغرب المشرك الكافر
- كراهية أي تقدم و تحضر و رقى إنساني لكونه بدعه و ضلاله
- الانحطاط بالمشاعر الإنسانية و تغليب الأحاسيس الهمجية و العدوانية
- الانحطاط بالعواطف الفكرية و تغليب المشاعر الجنسية البهيمية
- كراهية الناس أجمعين لكونهم السبب المباشر في تخلف و جهل المسلمين
- الانحطاط بالقيم الإنسانية من امانة و صدق و ... الخ .. تحت مبررات دينية
- كراهية الأوطان و فقدان الهوية لها و فقدان الشعور بالانتماء مقابل الولاء و التشدق الى حياة و ثقافة بدوية غريبة عنه
- كراهية الأصول و الجذور الفرعونية و الحضارة القديمة و احتقارها لحساب ابناء القبائل البدوية المقيمة ، افقد المصريون هويتهم و ماضيهم و جعلهم في حالة انفصام دائم في حاضرهم

أصبح الأنسان عبارة عن بالونه منتفخة يتم شحنها بالكراهية منذ سنوات عدة و أصبح المسلم مدمن على سماع الكلام الذى يثير البغض و الكراهية في النفوس من الشيوخ حتى أصبحت البالون معبئة و قابلة لانفجار في أي وقت
سوف ينتج عن انفجار البالون في أي الأحوال الى أعمال إرهابية و الى حالة مرضية من الهوس الفكري و الانفصام و الى "حالة ردة جماعية" و كراهية مضادة و ملاحقة لشيوخ البغض و الكراهية شيوخ الإرهاب الذين سوف يحصدون ما قد زرعوه من قبل

يتحدث الإخوان المسلمين و السلفين كثيرا عن "النهضة" و عن المشروع النهضوي القادم و أجدني اتساءل .. هل هناك "نهضة" و تقدم حضاري و اجتماعي و ثقافي و تعليمي و اقتصادي في المستقبل القريب أو حتى في البعيد منه عن طريق هؤلاء.؟ ... من وجه نظري انه ضرب من الخيال و هو يعتبر المستحيل ذاته و من قبل مناطحة الرياح و الهواء

"النهضة" كمشروع قومي يحتاج الى أهداف و الى شيء ملهم مجمع وجداني و قومي حتى يمكن من خلاله تجميع و تعبئة الغالبية لتلتف حوله و أثناء ذلك يبدأ المشروع النهضوي في العمل ، لا أجد غير "الكراهية" سابقة الذكر التي من خلالها تلتف و تتجمع الجماهير حولها و هي في نفس الوقت لا تعلم و لا تدرى انها تمارس البغض و الكراهية

المشروع النهضوي يحتاج الى تكاتف غالبية الشعب و وعيه و أيمانه بالنتائج المرتقبة في حالة تنفيذه ... كيف يتم ذلك و هناك الكثيرين ممن يقومون ببيع أصوتهم في الانتخابات من أجل شوية سكر و زيت ... كيف تتم النهضة المزعومة و قد قام الأزهر و رجاله من الإخوان و السلفين في المساجد و الأعلام بتدمير الأنسان ذاته خلال الستين عام الماضية ... كرامة و عزة نفس ...الخ

الكراهية تدمر و لا تبنى .. تأخر و لا تتقدم .. تنحط بالمشاعر و الأحاسيس الإنسانية و لا تسمو بها أو ترتقى بها و تدمر كل القيم و الثوابت التي توارثتها البشرية من قديم الزمن

ماذا قدم "مرسى" لقريته التي قدم منها و هو على أتصال دائم بها و هي أقل ما توصف به عبارة "خرابة" و "مزبلة" ... النظافة و الرقى لا يحتاجان الى أموال و لكن يحتاجان الى نوعية بشرية و نوعية ثقافية غير موجودة في قريته و هو لا يستطيع ان يقدم شيء لقريته الكبيرة "مصر" و سوف تتحول باقية أحياءها الراقية في عهده الى مزابل و خرابات كبيرة

ما يحدث في مصر الآن ذكرني ببواب العمارة الذى ترك قريته و اشتغل كحارس لأحدى العمارات في أحدى الأحياء الراقية ثم أخذ يستقدم أفراد اسرته و أقاربه ليسكنهم حوله ليستقوي بهم امام أبناء العمارة و الحى .. بعد موت صاحب العمارة استطاع اثبات ملكيتها بتزوير مستنداتها و أصبح هو صاحبها و هو لن يتركها حتى الموت أو تنهار... هكذا فعل "مرسى" و الإخوان المسلمين و السلفين فقد أخدوا يتمسكنون حتى تمكنوا من مصر و أصبحت لبيع

مع شكري و محبتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطخوا أجسادهم بالأتربة.. المئات يشاركون في تأبين ضحايا الانه


.. خطة الجبهة يبلغ 200 كلم .. كاميرا العربية على جبهة القتال في




.. بعد اغتيال 37 مرشحا.. المكسيك تجري الانتخابات الأكثر دموية ف


.. واشنطن تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية لضرب أهداف عسك




.. مستوطنون يغلقون عدداً من الشوارع المؤدية إلى مدينة نابلس أما