الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والديمقراطية

حميد المصباحي

2012 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


العرب والديمقراطية,التيل لا يمكن اختزالها في إجراءات شكلية,أو تقنية,فهي ليست انتخابات واستشارات سياسيةوتحتكم إليها القوى المتصارعة لتجنب العنف والمواجهات الدامية,إن الديمقراطية كما يفهمها العرب حاليا,وسيلة للتخلص من الحكام الذين عمروا طويلا,فقد اقترنت بالتغيير,واستبدال النظم المهترئة,التي ملتها المجتمعات العربية والغرب نفسه,ومجمل الدول,التي انتظرت من هذا العالم النهوض والتطور لتحقيق الحدود الدنيا من التنمية,التي يريدها الغرب للعالم العربي,لتحد من تفريخ الحركات الدينيةالمنغلقة التي صارت تهدد المصالح الغربية والأمريكية,لكن شريطة تجنب الإساءة للمصالح الغربية,وهنا لم تكن الدول الغربية متفقة على درجات الإصلاحات المطلوبة من الدول العربية,فهناك المطالبين بإعادة التأهيل الإقتصادي,وهناك المصرين على الدمقرطة والحداثة,كمدخل أساسي,يليه ما هو ثقافي,وتكون فيه المبادرة للمجتمعات المدنية والفعاليات الثقافية الوطنية,من هنا تبرز ظاهرة تردد أروبا وأمريكا حيال التغييرات والإحتجاجات التي شهدتها المنطقة العربية,فالتغيير كان مطلوبا,بل حتميا,لأن الأوضاع صارت تنذر بالكثير من المخاطر,موجة الهجرة,التهريب,امتد من المواد المحرمة,إلى البشر نفسه,ظهرت حركات غربية,تنادي بطرد المهاجرين,فاستغلها اليمين الأروبي,ليصور المهاجرين,كجزء من الأزمة,وكمهدد للسلم الإجتماعي وحتى التسامح الديني,بل هناك من ذهب حد تنبيه بعض الدول الغربية,إلى نسبة المسلمين بها,حيث اقتربوا من الأغلبية أو ناهزوها,وهي تقديرات للتخويف والإنذار,لكنها كلها كانت دوافع قوية لوضع خريطة العالم العربي,على الطاولة,للدراسة والتقدير والبحث عن الحلول,الممكن منها والمحتمل,إلى أن بدأت الحركات الشبابية,بإسقاط نظم الهيمنة,بفعل مدني في أغلبه,لأن الجيوش التي كان لها قادة لم تحرم عليهم السياسة,كانوا يدركون أن نظم مجتمعاتهم السياسية,تلقت التحذيرات من الغرب,وبذلك فهو لن بستطيع حمايتها,لآنه هو نفسه لم يعد قادرا على تحمل تفاهاتها,وسوء تدبيرها للسياسة العامة,التي فرخت الفقر والإرهاب والتخلف,فكانت تحركات الشباب العربي,لأول مرة منسجمة مع اللحظة التاريخية,وفي أوج القابلية للمحافظة على الإنجازات,التي يمكن للديمقراطية تحقيقها في الوطن العربي,فهل تحققت الديمقراطية,وهل تنسجم الديمقراطية مع طبيعة المجتمعات العربية؟
من السابق لأوانه الجزم بأن النظم التي شيدتها الحركات السياسية الشبابية,صارت ديمقراطية,فلازالت هناك العديد من العوائق,التي ينبغي تجاوزها,وهي عوائق,سياسية,واقتصادية وحتى ثقافية,فالسياسي,لاينتهي بسن دستور,محدد لطبيعة السلطة السياسية وحاد من سلطويتها,وموضح لباقي السلطات الأخرى,بل على كل القوى القبول به,تعاقديا لااتفاقا سنه القوي,وعلى الضعيف الخضوع له إلى حين,هنا تكمن نكبة الديمقراطية في العالم العربي,تلك التي تؤسس على التعاقد والقبول به كاختيار حضاري,وليس مجرد إكراه,واختلال مؤقت لموازين القوى,أما اجتماعيا واقتصاديا,فإن الديمقراطية إن لم تدعم بنمو اقتصادي وتنمية ورواج تجاري وصناعات محلية واستثمارات,مراكمة للثروات والخبرات والمعارف,تشد المواطنين إلى العمل,باعتباره مشاركة سياسية في إنتاج كرامة الناس وهيبة الوطن وحفظ وجوده,وثقافيا بانخراط الثقافة في الهم الجماعي ودفاعه هن حق المعرفة وضرورتها للمواطنين والسياسيين,وكل الفاعلين داخل المجتمعات التي عليها هي نفسها هضم الغايات النبيلة للفكر الديمقراطي.
باختصار,يحتاج العالم العربي لديمقراطية يكتشقها هو كاختيار ضروري له,ويساهم في بنائها حجرا حجرا,بعيدا عن تلك الوصائيات القديمة,سواء كانت من القريب أو حتى البعيد,ديمقراطية,لاتعرف بما يناقضها,بل بما تحققه للناس من حرية وكرامة,لينخرطوا جميعا في الدفاع عنها كما شاركوا في بنائها من قبل,.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك