الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسى يأخذك إلى الجنة

مجدى خليل

2012 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يحرص كل رئيس فى بداية حكمه على رسم صورة محددة لدى شعبه، ويعمل بكافة الطرق والوسائل على تثبيت هذه الصورة الذهنية وتدعيمها، وبالطبع هذه الصورة الذهنية تبعث برسائل سياسية إلى الداخل والخارج عن شكل الحكم ومحددات المرحلة. حرص الرئيس الراحل السادات على تصوير نفسه على أنه عكس الرئيس عبد الناصر الاشتراكى العلمانى، ولهذا اطلق على نفسه لقب " الرئيس المؤمن" وعلى عهده " دولة العلم والايمان"، وغير ميعاد خطابه الرئيسى من 23 يوليو إلى المولد النبوى، وكما يقول الصحفى الباكستانى دليب هيرو فى كتابه " الأصولية الإسلامية فى العصر الحديث" فأن السادات كان ضمن أربعة اعضاء فى مجلس قيادة ثورة يوليو ينتمون للأخوان المسلمين، وأصدر تعليماته للتليفزيون والراديو باذاعة أذان الصلوات الخمس يوميا،وأعاد الاخوان المسلمين للنشاط العام بوساطة سعودية، ثم اصدر تعليماته للواء عبد المنعم أمين لكى يؤسس حوالى الف جمعية إسلامية بالجامعات والمصانع بهدف محاربة الشيوعية، واطلق أسم " بدر" على معركة 6 اكتوبر 1973، وحاول تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، وطبعا غير أسمه الذى كان معروفا به طوال عهد عبد الناصر وهو انور السادات إلى محمد انوار السادات، وفى 5 سبتمر 1981 أعلن فى خطاب عام بأنه رئيس مسلم لدولة مسلمة. هذا ما فعله السادات خلال عشر سنوات لأسلمة الدولة المصرية، فماذا فعل الرئيس محمد مرسى خلال عدة أيام أو عدة أسابيع على أكثر تقدير؟، وما هى الصورة الذهنية التى يريد الرئيس مرسى إيصالها إلى الناس؟.
طبعا الرئيس مرسى قادم من جماعة دينية ايدولوجية معروف تاريخها وتوجهاتها، ولا يحتاج ليغير جلده ويقول أنه رئيس إسلامى كما فعل السادات، فماذا يريد الرئيس الجديد أن يقول؟.
فى تقديرى أن الرئيس مرسى يريد توصيل رسالة أعمق مما فعله السادات، يريد أن يقول أنه الرئيس الذى ارسلته العناية الالهية لبعث الإسلام من جديد فى مصر وتكملة أسلمة الدولة من جميع جوانبها وإعادة الخلافة الإسلامية،أو عودة اليقظة الإسلامية كما قال عنه على خامنئى. الرئيس مرسى يريد أن يرسل عن نفسه صورة ذهنية أنه الرئيس التقى الورع الذى سيعيد أيام الخليفة عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز، ولهذا لم يكن مستغربا أن يعيد ديوان المظالم من العصر الأموى بديلا عن مكتب المقترحات والشكاوى،وأن يفسر زيارته الأولى خارج مصر إلى السعودية لأنها مهبط الوحى، ويذهب فى أول زيارة خارجية له لاداء العمرة ويبكى ويتهدج فى الحرم المكى،ليس هذا فحسب بل أنه يأمر المرافقين له بأداء العمرة، وفى أول خطبة له فى ميدان التحرير يتجه قلبه الرهيف مباشرة إلى أمريكا حيث يوجد عمر عبد الرحمن ويعد الجماهير الحاشدة بالسعى لإطلاق سراحه، ويبدأ خطابه بمناسبة رمضان بجملة أصولية وهى احييكم بتحية الإسلام ،وعندما يزوره الدكتور عصام العريان ينقل للمشاهدين بأنه كان يؤم الحراس والعاملين بالقصر الجمهورى أثناء صلاة المغرب،أى أن الرئيس الورع أمير المؤمنين يترك كل مشاغله من آجل جمع كل العاملين فى القصر الجمهورى لكى يصلوا صلاة الجماعة معا، وطبعا يقدم نفسه كما فعل الخلفاء بأنه عبد الله وخادم للشعب وأجير عند المواطنين،أما زوجته فلا تعدو سوى كونها خادمة أيضا للشعب ولهذا فأن لقبها الرسمى كما طلبت من الناس هو الأخت أم احمد.
ولم ينس بالطبع تأدية صلاة التراويح فى الليلة الأولة من رمضان، بل زاد على ذلك بأنه القى خطبة دينية عصماء متسائلا: أين البواكير من أمة محمد، خاتما بدعاء للمؤمنين قائلا: نسأل الله الخير والثبات،وأن يتقبل الله الصيام والقيام والقرآن.
وعندما تحدث عن مشروع النهضة( أو مشروع الفنكوش الجديد) أثناء حملته الأنتخابية شبه هذا المشروع بالطائر على حد قوله، له رأس وله اجنحة وله جسد ويغطيه ريش وله مؤخرة كالزعانف. المهم عندما تحدث عن الأجنحة التى ستطير بهذا المشروع إلى كل العالم عرفها بأنها الحركة الإسلامية التى تنبع من مصر،أى الحركة الإسلامية التى ستطير بالفكر المصرى الإسلامى إلى كل العالم، وهى بالتفصيل كما قال الاخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية والجمعية الشرعية وأنصار السنة وجماعة التبليغ والدعوة والأزهر الشريف وكل المحبين،ويأمل سيادته أن يكون الأقباط جزء من هذه الأجنحة التى تطير بالمشروع الإسلامى إلى المنطقة والعالم!!!.
بأختصار نحن أمام مشروع أمير المؤمنين الملا محمد مرسى الذى يتهدج ويبكى خشوعا وعرفانا وشكرا لله، والذى يسعى لخلافة عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيزحتى يقال عنه إذا فقدت دابة فى دشنا سئل عنها مرسى. نحن هنا أمام رئيس كل عمله حتى الآن هو التخطيط لإدخال المواطنين الجنة،أما التعليم والصحة ومستوى المعيشة والسكن والملبس والأكل والخدمات العامة والزبالة التى تملأ الشوارع، فهذه أمور ثانوية أمام عظمة المهمة التى يعمل من آجلها فخامة الرئيس.
وعلى الشعب أن ينسى خطة المائة يوم أو حتى الالف يوم،فهذه أمور تدل على طمع الدنيا ونكران الأخرة، فماذا يهم أذا تخلفنا فى الدنيا وربحنا الأخرة؟،وماذا يهمنا إذا امتلأت الشوارع والعقول بالزبالة طالما أن القلوب عامرة بالايمان ؟.
الحقيقة أيضا أن هذه الصورة الذهنية تتماهى مع تاريخ الاخوان المسلمين، فلم يقولوا ابدا أنهم مهتمين بالمسائل الخاصة بتقدم الدولة وتحديثها واحتياجات المواطن الطبيعية للرقى والتقدم،وأنما قالوا أنهم جماعة دعوية تهدف لهداية المسلمين لإدخالهم الجنة وتهدف لعودة الخلافة الإسلامية الراشدة من آجل نقل مشروع الجنة إلى كافة الدول الإسلامية.
نحن أمام صورة ذهنية تقول أن المشروع القادم هو مشروع للأخرة وليس للدنيا، وبالطبع لا وجود للأقباط فى هذا المشروع لأنهم ليس لديهم جنة وبالتالى لن يوردوا على جنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليكن لكم مشروع حياة
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 7 / 23 - 23:49 )
تحية لك أيها المناضل.
لا أعتقد إنه بالأمكان إصلاح المسلمين، شعوب تعبد التخلف والظلم، وتشتكي من الظلم، في حين أن سبب ذلك كله العقيدة الأسلامية، وما آلت إليه عقيدتها عبر ١٤٠٠ سنة تحت حكم إسلامي جائر.

لذلك أكرر قولي، على المسيحيين ترك شيء إسمه دولة إسلامية، والتفكير بالأستقلال، حفاظاً على من تبقى من مسيحيي الشرق، ولكم كل الحق في ذلك ، رغم طول وصعوبة المشوار، إنها أرضكم التي إحتلها الغزو الأسلامي وإستوطنها وسرق شعبها وسرق تأريخها،
وأعتقد إن العالم سيساندكم، لأن البشرية أجمع فهمت الأسلام وخاصة بعد أحداث ١١ سبتمبر، والأعمال ألأرهابية المستمرة إلى اليوم.
إنّ مجرد النظر إلى هؤلاء المحجبات وهؤلاء الملتحين، يبعث على ألأشمئزاز والقرف، فكيف بأنسان يعيش ويعمل معهم.
ألأستقلال فقط يعطي لكم إعتباركم ،وعندها ستبدأ دولة تفكر بحياة شعب، يريد أن يعيش حياته بأمان ويخطط لمستقبله، أفضل من يفرضوا عليكم حياة إسلامية تهين كرامة الأنسان والحيوان، الموت أفضل منها.
اليهود ليسوا أكثر منكم، ولكنهم صححوا التأريخ وإسترجعوا جزء من بلدهم، وهاهم إمة يسمع صوتها، وتدافع عن كل يهودي في العالم وتأخذ حقه.

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا