الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيئة في أدب غسان كنفاني .. المربي علي خليل حمد

أبو زيد حموضة

2012 / 7 / 23
سيرة ذاتية


-1-
النسر المهاجر
-يروون قصصا كثيرة عن نسر كان يقف على هذه الصخرة .. ولكنها كلها خيال بخيال .. كان النسر يقف هنا..لأن عشه كان هنا.. ثم غير مكانه...
-لماذا؟
- أيام كان يقف هنا كنت اعمل على هذا الخط مع زميل واحد فقط، كنا لا نزعج الطريق بمرورنا .. ولكن مزيدا من السيارات وصلت للخط .. ومعظمها يعمل على المازوت؛ دخان المازوت شيء مزعج، والضجة مزعجة أكثر؛ لم تعد الصخرة مناسبة ، فهرب بعشه إلى الجبل.
(موت سرير رقم12 ص ص171-172)
-2-
إحساس غامض ومحبب
إنهم، الفلاحين، يحسون الأرض إحساسا، بينما ينظر سواهم إليها كمشهد عابر. إن أي حقل، يبعث بالفلاح شعورا تلقائيا بأنه – ذلك الحقل – يحرس عادة كل شيء فيه حراسة صميمية؛ إن الحقل، أي حقل، يلقي على موجوداته ظل الأبوة، مهما عظمت ، فيشعر الإنسان أنها في حماية قوة غامضة، هائلة، مخيفة، لكنها محببة ..
(القميص المسروق وقصص أخرى، ص 23)
-3-
لا لصيد الغزلان
-كيف تصطادون الغزلان؟
-كالعادة بالسيارة..
- تلحقون الغزال المسكين بالسيارة..تفصلونه عن قطيعه، تطاردونه ساعات حتى يتعب فيقف، تنزلون من السيارة ثم تمسكونه كأنه دجاجة ...عيب!!
-عيب؟ كيف يصطاد الناس الغزلان؟ بالبندقية؟
-كلا، عيب ...
-إذن؟
-بجب ألا تصطاد غزالا أبدا يا عبد الله ... لا بالسيارة ولا بالبندقية ..
-لماذا؟
-هل جربت مرة أن تجلس في الصحراء، فيأتي الغزال بنفسه إليك، يحك رأسه فوق ذراعك ويمد فمه إلى رقبتك، يدور حواليك، ينظر إليك بعينيه الواسعتين، ثم يمضي ..أجربت ذلك؟؟
-كلا .. هل جربته أنت؟؟
(و كأنه لم يستمع إلى سؤالي همهم ساخرا: )
وتحكي عن الصيد!!
( عالم ليس لنا، ص 28)
-4-
الحصان الأخ
الحصان حينما يعيش معك سنة وسنتين وثلاث سنين يصبح أخا، وأكثر، يصبح أخا وأكثر من أخ. هل يقتل الإنسان أخاه؟ أبوك سامحه الله، }لم يقبل أن يقتل الحصان { ، وقال: انه أجمل حصان رآه.
(عالم ليس لنا، ص90)
- 5 -
اقترح صديق عليه بيع بيته لتسديد الديون
في لحظة واحدة تكومت عليّ الدموع، وعبثا حاولت أن أردها ..
لقد أحسست فجأة أنني على وشك أن ابكي كالطفل فرفعت صدري عن الطاولة، وتنفست ملء رئتي لأسقط إلى صدري ذلك الشيء الذي اعترض حنجرتي كسكين عريضة ...
ولكن، ما إن فعلت حتى دارت في صدري تلك الرائحة العجيبة التي تفوح دائما وبلا سبب في باحة دارنا:
مزيج من الرطوبة القديمة، ورائحة شجرة ياسمين، وعبير من أوراق شجرة البرتقال ذات الساق الطويلة .. مزيج خاص وغريب تنشقته منذ درجت في تلك الباحة طفلا، وحين نشبت فيها رجلا؛ رائحة تملأ الأنف والصدر وتتمشى في العروق كأنها الارتواء؛ يا طالما تنشقتها وأنا أتمطى في غرفتي التي تطل على الباحة بثلاثة شبابيك عالية من زجاج ملون، وفي صدر الباحة كانت بركة الماء الصغيرة تحت الدرج الخشبي تفور مياهها ليل نهار من فم أسد حجري له رأس كبير، فتحمل معها رائحة النهر والبرية والبساتين ... وكان الصوت يأتي، عبر الزجاج الملون والشبابيك العالية، راميا برخاوة مزيجا من تدفق الماء وحفيف شجرة البرتقال، وأصوات الجيران البعيدة تبدأ يومها الجديد.
ثمة عصافير كانت تختبئ بين الأغصان فلا تطالها إلا عيناي، وكان أبي يقول إنها عصافير تعرف شجرتنا كما نعرفها نحن، وإنها من أهل الدار لا تمس ولا تطرد ولا تخوف.
وصحت فجأة
لا تتكلم عن بيتنا!!
(رأس الأسد الحجري، من عالم ليس لنا، ص ص 138-140)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع