الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية الدم في العراق

محمد عبعوب

2012 / 7 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تتنافس منظومات اللعب بالعقول ممثلة في امبراطوريات إعلامية يسيطر عليها بارنوات الاعلام الدولي ويجيرونها لخدمة سياسات محددة، تتنافس على تغطية تراجيديا القتل العبثي التي تشهدها سوريا منذ اكثر من عام ، وكانت قبل ذلك قد انشغلت ولأكثر من ثمانية اشهر بتراجيدا مماثلة كانت ساحتها ليبيا، كما لعبت هذه الآلة الجهنمية دورا بارزا في تأجيج حروب افغانستان العبثية التي أشعلت لتستمر من خلال تغطية مضللة تلعب على تناقضات السياسات المحلية والاقليمية والدولية في هذا البلد البتلى بالحروب منذ فجر التاريخ.. لكن هذه المنظومة تمارس تجاهلا داعرا إزاء ما يجري في العراق يوميا من إزهاق للارواح وتبديدا للموارد تحت لافتة الديمقراطية التي نزلت ارض العراق على أجنحة الأباتشي والاف 16 وقاذفات بي 52 الامريكية قبل اكثر من عقد ..

نشد أنفاسنا أمام مشاهد القتل العبثي التي تنقلها الميديا لنا من ساحات الموت في مدن وقرى وحواري سوريا على يد طاغية طالما تصدرت صورته شاشات وصفحات هذه الميديا كفاعل وضامن للاستقرار في المنطقة.. نتلهف لمعرفة مصير المعركة في دهاليز الساسة المتآمرين على الشعب السوري سواء في دمشق او عواصم الجوار او محطات التآمر في الخليج او في دهاليز الامم المتحدة .. وبهدوء مشبوه ومخاتل تنقلنا الشاشات الى خبر مقتضب عن سلسلة تفجيرات في بغداد او البصرة او الموصل ويشار باختصار الى وقوع قتلى وجرحى، وكأن ما يجري في هذه المدن تمثيلية او مسرحية من الكوميديا السوداء لا صلة لها بالواقع!!

وبعد هذا المرور العابر على المسلخ العراقي المفتوح منذ عقود بترخيص امريكي وغربي لاستئصال صناع اول حضارة شهدها كوكبنا ، تنقلنا الميديا المتآمرة الى ساحة أخرى يتم فيها تدشين مشروع آخر للتآمر على افريقيا وتحديدا منطقة الساحل التي تشهد ميلادا مدروسا وبعناية فائقة لبؤرة توتر جديدة في شمال مالي متدثرة برداء التطرف الاسلامي الذي يشرعن لأي تدخل غربي في اي مكان.. يتقاطر المعلقين والمحللين من كل صوب ومن كل مراكز الخداع العالمية لتجييش العالم ضد خطر داهم يهدد كوكبنا يجسده حفة من الحمقى المخدوعين ببقايا سلاح تحصلوا عليها من مخازن الطاغية القذافي معتقدين أنها يمكن ان تحقق لهم أحلامهم الظلامية الواهمة.. ويتحول هذا المشهد لبقايا كتائب الطاغية من بدو الطوارق الذين تفرقت بهم السبل بعد ان فقدوا ممولهم وراعي مشروعهم السرابي، يتحول الى حدث عالمي وتفتح آفاق واسعة للمتحدثين المتحذلقين الذين تصمت السنتهم عما يجري في العراق من قتل وتدمير ممنهج للانسان والارض، لتصدح بتحليلات وتحلق في فضاء الكذب والبهتان لتضخيم الحدث المعزول برمال الصحراء وتحويله الى ظاهرة عابرة للحدود بل المحيطات ليصبح مصدر خطر يهدد امن امريكا و اوربا ..

تتباكى الشبكات الفضائية الغربية ووكيلاتها في الفضاء العربي وتبالغ في تضخيم الكثير من الحوادث، فيما تمارس صمتا عاهرا إزاء ما يرتكب في حق الانسان العراقي اليوم من مذابح يندى لها الجبين وهو الشعب الذي ظل لأكثر من قرن يدفع ثمنا باهضا لمآرب ومصالح القوى الاستعمارية .. وهذا الموقف المتآمر للميديا الغربية وصداها في الفضاء العربي سيبقى حاضرا في ذاكرة الشعوب التي أصبحت تدرك معنى الصمت والتجاهل الاعلامي لما يجري في العراق ودوره في تأجيج المآسي وإطالة أمدها في هذا البلد المبتلى بديمقراطية الدم الغربية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن