الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد الثالث

منير الصعبي

2012 / 7 / 24
الادب والفن


... ليس من عادتي أن اقف لأرقب هلال رمضان أو هلال العيد وإن كان هذا العمل من السنن المطلوبة التي أهمل اغلبنا القيام بها ولكل اسبابه الذاتية او الموضوعية في تبرير هذا الإهمال .
إلا أنني توقفت للحظات أقلب نظري في السماء لتأخذني الأفكار بعيدا عن صلب مراقبة الهلال الى موضوع اخر حيث راود فكري خاطر يقول : ترى كم من البشر في هذه اللحظة يقلب بصره في السماء ليبحث في أفقه عن هلال ..؟ ويقف كما انا أقف شاخصا بنظره الى اتجاه محدد وكأنما سيظهر له حبيبا طال انتظاره . وان كنا سنتفق إن قدوم رمضان وبشراه تبدأ بإطلالة الهلال ولهذا بحد ذاته فرحة كبيرة تغمر قلوب المؤمنين ، ويبدأ التحضير النفسي والمادي استعدادا لاستقبال ضيفا كريما يحط رحاله بيننا ويفيض علينا بجوده الروحي الذي يشد الهمم في تقديم أفضل ما نستطيعه من عبادات مفروضة علينا أو من نوافل يحرص الكثير منا على اداءها تقربا وطاعة وحبا لله . وهنيئا لمن يستطيع ان يبرمج وقته ليوزعه ما بين ضرورات العمل وواجبات البيت ومتعة التواصل الاجتماعي مع أداء ما مطلوب منه من عبادات .
وفي غمرة هذا الحديث أرجوا ان لا اكون ثقيلا على القراء وأنا اتكلم فيه عن مراقبة الهلال حيث يحضرني بيت شعر لقيس بن اللوح يقول فيه
أقلب طرفي في السماء لعله يوافق طرفي طرفها حين تنظرُ
وكما يعلم السادة القراء فأن قيس بن الملوح عاش في زمن الجاهلية قبل الإسلام ومع ذلك وفي زاوية اخرى لموضوع مراقبة السماء فان قيس أراد من هذا البيت الشعري المترف بالرومانسية ان يعبر عن حبه وشوقه لمن يعشق وكم هو يتمنى لو تلتقي نظراتهم في أفق محدد . فأنقل هذه الصورة الشعرية وأنا أنظر الى الهلال أو القمر فأقول وأتمنى لو أن حبيبا لي او اخا أو صديق وما اكثرهم باعدته عني الأيام وأرغمته الظروف أن يرحل دون هدى ليضرب الأرض او البحر بحثا عن لحظة يستشعر فيها الأمان او يبحث عن لحظة يستشعر فيها إنسانيته المهدورة بين مضارب ( أهلـه ) ...! أقول كم اتمنى لو ان احد منهم يقلب نظره في السماء بين الكواكب او في القمر عسى أن تلتقي نظراتنا ونستشعر لحظة اللقاء الروحي عبر طرف ثالث هو السماء . فنحن العرب نتميز عن غيرنا بهذه الرومانسية ، رومانسية البعد الثالث في الحب .
علما إن سماءنا لم تعد تمتلك تلك الرومانسية البريئة التي كانت تمتلكها سابقا كونها افتقدت عذريتها كأرض العرب وأصبحت ملغمة بالأقمار التي تحسب علينا حركاتنا وأنفاسنا وتشاركنا أحلامنا وربما تشوه (مسجات) العشق بيننا ومع ذلك علينا ان نحتفظ برومانسيتنا العربية وبأحلامنا فربما يتحقق الحلم ونلتقي تحت سماء بلدنا ... قولوا أمين .
أبارك لكم أحبتي بحلول شهر رمضان الكريم جعله الله مقدم خير على شعبنا الطاعن في التشتت والترحال ومقدم خير على امتنا العربية والإسلامية وكل رمضان وانتم بألف خير .

منير الصعبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح