الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع الحريات في الأردن...ومع القمع في سوريا..كيف؟؟

زياد أبوالهيجاء

2012 / 7 / 25
حقوق الانسان




قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان, على مستوى العالم , هي قضايا واحدة , مع اختلافات في التفاصيل المطلبية في كل بلد, ولكن جوهرها لايمكن تجزئته , فمابالك اذا كانت في ميدان تاريخي وجغرافي وديمغرافي واحد كما هو الحال في دولنا العربية ....لم أستطع حتى الأن فهم أن يتظاهر شباب ومثقفون في الأردن صباحا , وسط عمان , مطالبين بالحريات وبالديمقراطية , ثم يتجمع عدد من هؤلاء مساء أمام السفارة السورية رافعين صور بشار الأسد , بل ان بعض من أغرقوا مواقع الانترنت والصحف بمقالاتهم المطالبة بصيانة حقوق الانسان في الأردن وبكف يد الأجهزة الأمنية عن التدخل في الحياة العامة , يكتبون مقالات أخرى مناقضة تماما في جوهرها لهذه الأراء حين يتعلق الأمر بسوريا ....فهل الأجهزة الأمنية السورية توزع الورد على المتظاهرين؟

لنفترض جدلا , أن نظام بشار الأسد فعلا ممانع ومقاوم وحامي حمى العروبة ..فهل يجوز تشجيع هذا النظام على اعتقال وقتل من يرفعون شعارات , كانت في بداية الثورة السورية , أقل بكثير من شعارات وسط عمان, ثم تصاعدت مع تصاعد العنف بطبيعة الحال.
هؤلاء الحراكيون المحيرون فعلا يغضون النظر تماما , ليس فقط عن المجازر المرتكبة ضد الشعب السوري , بل وأيضا عن الجرائم المرتكبة يوميا ضد الفلسطينيين في سوريا , وهي جرائم غير خافية , وهي تؤكد أن الشعار الصادق الوحيد من شعارات النظام السوري هو شعار: نعامل الفلسطينيين كما نعامل السوريين..
من الممكن , مع عسر الفهم , نحت عذر أقبح من ذنب للبعثيين وأصحاب التوجهات القومية العاطفية, فهؤلاء مصابون بعمى التعصب القومي الذي لايتيح لهم تلمس معاناة الشعب السوري , فلا عيون لهم , بل أذان تطرب لشعارات طنانة حول تحرير فلسطين والوحدة العربية والممانعة ودعم المقاومة , أما لا يمكن هضم موقفهم باستخدام كافة أنزيمات المرونة ومسوغات الانفتاح , فهم مدعو اليسارية في حراك الأردن..وتحديدا من هم جاهزون للافاضة بحديث الجدليات والبروليتاريا والطبقات ,,,فهؤلاء اقليميون منغلقون كما يتضح من بياناتهم ومن مقالات متصدريهم, ولا أجد سببا واحدا لموقفهم المؤيد لبشار الأسد ونظامه..

وغير القوميين ومدعي اليسارية , هناك من تنطلق مواقهم من عقد تاريخية, ومن رغبة باستمرار نظام على حدود الأردن يطالب باسقاط اوسلو ووادي عربة , بينما يتولى هو حماية احتلال الجولان والحفاظ على هدؤ خطوط الهدنة مع اسرائيل,فهذا الطنين على الحدود يمنح هؤلاء طمأنينة يتفهمها فقط الأطباء النفسيون.

بعد كل هذا الزمن من الدم والاجرام لنظام بشار الأسد , لايمكن اعتبار وجهات النظر المؤيدة له وجهات نظر جديرة بالاحترام والمناقشة , فثمة قوة خاصة للدم , لايمكن حجبها وتجاهلها , خاصة اذا كان هذا الدم هو دم أشقاء ..ويسيل على أعتابك .. لايمكن القبول بمناكفات عبثية كهذه , تريدون حرية في الأردن ووتدعمون دكتاتورية في سوريا ... أين هي مصداقية بعض أطراف الحراك الأردني؟
تنتقدون مسيرة الاصلاح في الأردن , ومعكم كل الحق في ذلك , وتتباهون بجرائم كتائب الأسد في سوريا ..وبعضكم على الفيسبوك لايكف عن توجيه تحيات الاعجاب" للجيش العربي السوري" , وهو جيش لم نشهد من بطولاته شيئا منذ عام 1973 سوى ضربه المتكرر للمقاومة الفلسطينية في لبنان , والمجازر التي نرتكبها فرقه الثلاث الأكثر ثقة منذ أكثر من عام ونصف في المدن والقرى السورية , ولايتورع بعضكم , على مواقع التواصل الاجتماعي, عن الاشادة , بلا خجل , بمجازر كتائب الأسد , بينما تقومون بحملات استنكار واسعة – وهي مشروعة طبعا – لقيام بعض البلطجية بالقاء الحجارة على متظاهري الحراك ...فلابد من لفت نظركم الى أن " الشبيحة " هي النسخة السورية لكلمة " البلطجية " ...ولكن ربما كان الشبيحة ممانعون وداعمون للمقاومة ومصرون على تحرير فلسطين..بينما بلطجيتنا غير ممانعين وغير مقاومين وغير قوميين ..ماهو الفرق؟ الوحشية لاتختلف والأسلوب هو ذاته , وحقوق الشعوب وحقوق الانسان والحريات , غير قابلة للمعايير المزدوجة وللتجزئة , فكونوا صادقين مع شعاراتكم التي ترفعون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رائع
حكيم فارس ( 2012 / 7 / 25 - 16:25 )
تحية للكاتب على هذا المقال الرائع
فعلا انها ازدواجية المعايير لدعاة الحراك المزعوم بل اكثر من ذلك انها تزيف الواقع وانتهازية ومخادعة وتضليل تفوقت على كل اشكال الانتهازية والمخادعة والتضليل
تحياتي


2 - تشخيص حكيم
سلام السوسنة ( 2012 / 7 / 25 - 19:44 )
تحية لك ايها القلم الصادق
تشخيص حكيم لانفصام الشخصية، وهو داء أصاب الكثير من مثقفي اليسار ودعاة العروبة القوميين وخصوصا من اصدقاء ايران!!!!.
ادونيس الذي مجد لثورة ملالي ايران وجعل من الخميني مهديا ثوريا، عاب على ثوار سورية خروجهم من المساجد.
دمت بخير وسلام


3 - مفارقة حول الحراك المضاد للديمقراطية للامبريالية
علاء الصفار ( 2012 / 7 / 25 - 22:38 )

اما سوريا فهي محك اخر اصعب و اعقد للانحياز, فاليوم لدينا دروس العراق مصر وليبيا, لكن فقط الوقح و الوضيع سياسيا من صفق للقائد الضرورة من الخليج الى المحيط, من يراهن على السلفية و الامبريالية الامريكية في امر الديمقراطية في سوريا. قد تسقط سوريا لكن بلا زيف و حديث عن التحرير و الديمقراطية, فالمسخ المطبل للامبريالية سيهرب و يميط اللثام, فلا يكتب شيء عن زعم الديمقراطية في سوريا و شعبها الجسور المناضل, بل سيبدأ باهانة الشعب السوري الذي لا يعرف التعامل مع الديمقراطية و الحياة الليبرالية الغربية. فهؤلاء السادة أنتلجسيا الرقيعة يعتمد عليها الغرب في تبيض صفحة القصف الناتوي و تسميته بالتحرير, و من ثم الهجوم على الشعب الثائر و تشويه انتفاضه,و وصمه بغبي لا يعرف كيف ينجز الديمقراطية وان العلة في الشعب, لكن لا حديث لهم عن الدولارات المرصودة في الخليج و رجال القاعدة و العملاء المسوخ امثال احمد جلبي واضيف الان السي مرسي و من المحيط الى الخليج من يعمل مع رجالات امريكا كما بريمر الصهيوني في العراق, لذبح الشعب و الديمقراطية!

اخر الافلام

.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق


.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا




.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من