الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يحدث في صحيفة الرأي الأردنية

ميساء قرعان

2012 / 7 / 25
حقوق الانسان


يحدث لي في صحيفة الرأي الأردنية
د. ميساء قرعان
كانت بداياتي في الكتابة الصحفية- ولم ينته مشواري بعد- في صحيفة الدستور الأردنية حينما كنت في الخامسة عشرة من عمري، قمت بإرسال المقال بالبريد التقليدي بعيدا عن عالم الانترنت وتم نشره، وكانت بعض ردود أفعال من يعرفونني بأن ما أكتبه يسبق عمري بكثير، ثم كانت لي بعض الكتابات في صحيفة جامعة اليرموك وأنا طالبة بكالوريوس، ولا أنسى فضل الراحل الناقد الكبير حسني محمود في الجامعة ذاتها الذي دعاني وحرضني للتخلي عن أي شيء مقابل أن أستمر في عالم الكتابة لأنني كنت من وجهة نظره مبدعة، وقد أخذت بنصيحته وأخذتني الكتابة إلى عالمها، وعلى حين تقدير -سقط سهوا- أصبحت كاتبة عمود في صحيفة العرب اليوم ثم بعدها في الدستور وقد استكتبتني مجلة اليمامة السعودية بالتزامن مع الدستور كما استكتبتني مواقع عربية عديدة ، ثم وإثر خلافات بين الأخوة الزملاء في الدستور تمت تنحيتي غيابيا، وبعد ذلك ومنذ ما يقارب الخمس سنوات ذهبت لمقابلة رئيس تحرير الرأي الذي كما سمعت عنه قبل مقابلته لا يقرأ ولا يكتب وبأن موقعه في المخابرات هو الذي أوصله لهذا المنصب، وتمت المقابلة فعليا وأذكر بأن وزير الثقافة الحالي الدكتور صلاح جرار كان في زيارة له جاءت بالصدفة أثناء وجودي فأثنى على كتاباتي وقال لرئيس التحرير بأنني من أفضل الأقلام التي يتابعها وهذا هيأ رئيس التحرير لاعتمادي ككاتبة بالإضافة إلى شهادة بعض الزملاء الذين رأوني بالصدفة أيضا في المساء ذاته، وقد كانت كتاباتي ولم تزل متميزة في اتخاذ الخط الاجتماعي منطلقا لها وهذا بفعل تأثري تخصصي في علم الاجتماع وخبرتي العملية في مجال الإرشاد الأسري والنفسي، ولذا أصبحت مقربة جدا من القارئ لا لشيء إلا لأن كل من يقرأ مقالا لي يشعر بأنه موجود بين السطور في فكرة ما، كتاباتي من النوع المحرض، ولذا فإن الكاتب يوسف غيشان لم يخالف الصواب حينما ذكر ذات أمسية قدمني بها بأن مراجعته لكتابي"وجع مقيم" صباح يوم الأمسية تسبب له بحالة من الشعور بالغضب والسخط إلى درجة افتعل فيها مشكلات مع من حوله لأنه مستفز بما في الكتاب من حقائق اجتماعية نحياها، وقد كتب الدكتور سليمان عربيات حول الكتاب ذاته وهو مجموعة من المقالات التي نشرت في صحيفة الرأي بأن قراءته تغني عن قراءة المئات من الكتب العالمية.
لست بصدد مدح ذاتي غير أن الشعور بالتفوق والزهو والاعتداد بالنفس هو الشعور الذي يلازمني كلما اتخذ أحدهم قرارا بتنحيتي عن الكتابة .
أثناء الخمس سنوات التي اختبرتها في صحيفة الرأي أصبح لدي قراء كثيرون هم رأسمالي الحقيقي وقد اختيرت مقالتي كأفضل مقالة صحفية في إذاعة مونتيكارلو لثلاث مرات، وقد أجريت معي العديد من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية على إثر بعض المقالات وأصبح اسمي ومع بالغ الأسف مرتبطا بصحيفة الرأي.
نعم أقولها بدون تردد –مع بالغ الأسف" لأن قلمي أكبر من أن يعتقل في صحيفة تطغى فيها الشللية والبقاء فيها للأكثر تملقا كما في الكثير من وسائل الإعلام ، فبعض الأخوة الزملاء يؤرقهم قلمي ويؤرقهم ما أكتب وردود أفعال القراء تجاهه وهم يتبعون قاعدة " أنا لا أكون إلا إذا ساهمت بتهميش من حولي من مبدعين "، ولعلها من المفارقات التي تثبت بأن العداء الخفي غير المبرر إلا بالشعور بالتهديد من الأقلام الحرة أن أي خبر عني شخصيا لا يتم نشره في صحيفتي التي أكتب بها وخاصة إذا كان الخبر ثقافيا، كمشاركة بأمسية أو توقيع كتاب وحتى تغطية أول مؤتمر إقليمي حول الأخوين رحباني الذي حضرته وشاركت به لم ينشر تقريره باسمي وقيد ضد مجهول.
أحد الزملاء وفي عهد رئيس تحرير سابق وقد توالى على رئاسة تحرير الصحيفة خلال سنة واحدة أربعة رؤساء تحرير قال لي: التثبيت لا يكون بقرار من رئيس التحرير ، سألته من أين؟ وقال: من فوووق، من فوق كان يعني بها جهاز المخابرات لكنني لا أعرف حقيقة أين تقدم الطلبات للانضمام إلى هذا الجهاز، ويبدو لي بعد آخر تجربة مع رئيس التحرير الحالي الذي كان يكن لي كل الود والاحترام قبل تسلمه بأن ما ذكره ذاك الزميل الذي يكتب بشكل يومي وراتبه كما يقول يقترب من راتب رئيس التحرير كان صحيحا، فبعد تسلم رئيس التحرير سمير الحياري لمنصبه لم يعد يرد على مكالماتي وأصبح قرار زغلول الذي سبقه بالنشر مرة واحدة اسبوعيا وهو قرار كنت قد احتججت عليه قرارا ليس فيه من الظلم الكثير بمقابل قراره بجعل المقال مرة شهريا إلى الانتهاء إلى لا شيء طوال الشهر، لا شيء ؟ لماذا؟ أين أنت؟ أين قلمك؟ أنا ليس لدي إجابة محددة وقد كان صمت المسئولين عن النشر السبب المباشر في اجتهاداتي التي اعتقد أنها صائبة، فما من سبب لتنحية وتهميش القلم الاجتماعي الوحيد في صحافتنا الاردنية غير تلك الاسباب التي ذكرت سابقا، وهي باختصار، عدم انضمامي لأية شلة داخل الصحيفة، عدم إجادتي مهارات التملق، عدم معرفتي بكيفية الانضمام إلى جهاز المخابرات، وصدق قلمي وجرأته المبررة التي لا تخدش الحياء الاجتماعي، وشعور "الأخوة أعداء" بالتهديد في استمراري بهذا التألق، وعذرا- فمادح نفسه ليس بكاذب في هذا السياق-
كانت أكثر التبريرات التي جعلتني أضحك سخرية من رئيس التحرير السابق "عصفور" حينما قال لي نريد أن نختصر عدد الصفحات ونجري عمليات تقشف بالتقليل من عدد المقالات، لكن ما حدث هو أن الكتاب ازدادوا عددا بعد تنحية بعضهم وأصبحنا نقرأ أسماء لم يكن لها سابق عهد في الكتابة، حينها سألته هل استطلعتم آراء القراء فيمن تستبعدون ومن تبقون؟ قال لي : "أنا أحضر رأسي معي على الجريدة" حينها لم أتمالك نفسي وضحكت بسخرية أيضا؟ وسألته وما مقاييسك؟ فقال لي هنالك كتاب يجلسون مع رئيس الوزراء ويرغب هو في تمرير معلومة من خلالهم فيكتبونها في مقالاتهم هؤلاء لا يمكن الاستغناء عنهم وكانت آخر ابتسامة استهزاء من قبلي وخرجت قائلة : حتى لو نشر لي مقال سنوي سينتظره قرائي، عزيزي رئيس التحرير: الكتابة الإبداعية لا تتوقف عند مقولات رئيس وزراء ولا تمرير معلومات، ولا تتوقف عند كتابة شعبية ساخرة هي متنفس المواطنين،ولا تتوقف عند كتابات سياسية هي في حقيقتها نقلا عما تتداوله شاشات التلفزة، والإبداع لا يقاس بحجم الورق وعدد الصفحات علما بأن مقالي يسمى الكبسولة المضغوطة بصغر حجمة وزخم مضمونه .أعزائي رؤساء التحرير: -وما أكثركم- فقد تناوب أربعة رؤساء تحرير على رئاسة الصحيفة في غضون سنة واحدة، ليس بهذه الطرق يكون الترشيد في استهلاك الورق وما هكذا يكون التعامل مع القارئ الذي ينتظر كاتبه ويفاجأ بأنه استبعد لأسباب يصعب شرحها مجتمعة.
عزيزي رئيس التحرير سابق السابق : أرغب الآن في معرفة لمن كانت تذهب مكافآتي الشهرية، التي كانت تهبط فجأة من أربعمائة دينارا إلى مئة وعشرين دينارا وقد كان عدد المقالات ثابتا؟ بصالح جيوب من كان هذا التلاعب لمدة تزيد عن السنتين ولدي الوثائق بهذا التلاعب.
أعزائي رؤساء التحرير ومسئولي الصحافة: على أية أسس يتم اعتماد كاتب كاتبا مثبتا على كادر الصحيفة وعلى أية أسس يقبل عضوا في نقابة الصحفيين؟ إذا كان التخصص الدراسي فتخصصي أقرب إلى عالم الصحافة من تخصص القانون والفنون الجميلة والمحاسبة، وإن كان بعدد المؤلفات فمؤلفاتي تفوق مؤلفات كثيرين عددا ونوعا، وإن كان بالخبرة الصحفية فخبرتي في مجال التحقيق والتقرير الصحفيين تفوق خبرة من تم اعتمادهم.
أعزائي سيبقى قلمي حرا، ولن يعتقل في مقبرة وريقات صحيفة وسأبقى ميساء الموقعة دوما أعلاه ودمتم بغفلة .....
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ميساء القرعان
عبد الله اغونان ( 2012 / 7 / 25 - 17:03 )
الكاتب هو من يحمل رسالة ومبادئ وان كان على حق فلابد ان يكون له أعداء من الوصوليين والاشراروالادعياء
اعتذر كثيرا اذ لم يسبق لي ان قرأت لك
اقدر كثيرا هذا النفس النزيه

اخر الافلام

.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال


.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب




.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل


.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال




.. أزمات عديدة يعيشها -الداخل الإسرائيلي- قد تُجبر نتنياهو على