الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين قاسم والمالكي

رحمن خضير عباس

2012 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



قرأت مقالة للأستاذ القاضي منير حداد . يتحدث فيها عن اوجه المقارنة بين المالكي وعبد الكريم قاسم , ويجعل من حب الفقراء قاسما مشتركا بين الأثنين . علما بان عاطفة الحب مفهوم هلامي , غير محدد . فماذا يعني انك تحب الفقراء , ولكن سياستك لاتقدم لهم شيئا ملموسا , اللهم الدعاء لهم بان يبعد الله عنهم الفقر والمرض وان يسكنهم فسيح جناته !! الذي يحب الفقراء هو من يتفانى في انجاز جملة قوانين تسعى لرفع الفاقة عنهم , هو الذي يكافح الفساد الأداري والمحسوبية والمنسوبية التي تعشعش في اروقة الحكومة . هو الذي يسعى الى انجاز قوانين للحماية الأجتماعية . هو من يقوم باشاعة الوعي الصحي وبناء المستشفيات الحديثة , وتزويد هذه المستشفيات بكل لوازمها . هو من يحاول ان يبدا بوضع خطط لمعالجة ازمة السكن . الذي يحب الفقراء هومن يرفض مبدا المحاصصة , ويشرع في بناء جهاز مؤسساتي يعتمد على الكفاءة اولا والوطنية ثانيا . الذي يحب الفقراء هو من يجعل مواد البطاقة التموينية كاملة . ليس محبة للفقراء ان نجعل عوام الناس يشلون حركة المجتمع بتظاهرات مليونية لتأدية طقوس دينية . ان الكلفة الأجمالية لمثل هذه التظاهرات يكفي لسد حاجات اساسية لهؤلاء الفقراء الذين يحبهم المالكي . الا يمكن ان يتخذ قرارا بتقنين المناسبات وعدم تشجيعها رأفة بهم .
حينما تحدث الأستاذ منير عن منجزات المالكي لم يذكر سوى قرار اعدام الطاغية صدام حسين . وهو انجاز منقوص لايحسب للمالكي . لأن الشعب العراقي يجب ان يحاكم صدام عن كل جرائمه , منذ تسلمه السلطة حتى سقوطه في يد من نصبّوه علينا . ان هذا ليس انجازا , فصدام مات الى الأبد بمجرد القبض عليه في حفرة عاره , وان ابقائه رهن المحاكمة والتحقيق لأنتزاع اسرار السنين العجاف التي حكم الشعب العراقي بالحديد والنار . كان ينبغي ان يحاكم على جرائم الأغتيال التي قام بها , سواءا بنفسه او بواسطة اعوانه . كان من الواجب ان يحاكم على تصفية وتعذيب الأحزاب والشخصيات اليسارية ومنها الحزب الشيوعي والأحزاب الدينية ومنها حزب الدعوة واحكام الأعدام بحق هذا الحزب بأثر رجعي .. كان من الممكن ان يحاكم على اعدام حتى البعثيين من رفاقه , ولاسيما مجزرة قاعة الخلد . عند ذالك تصبح المحاكمة انجازا .
كان بودي على السيد منير حداد الآ يبالغ في التملق للمالكي حينما شبهه بعبد الكريم قاسم , فمع ان جواب الأخير يدل على التواضع , ولكننا ازاء مسؤولية قيادة بلد يعاني من انعدام الشروط الأنسانية للحياة , والنقص في الخدمات الخدمات و انعدام الأمن . في هذه الحالة ينبغي ان نسدي له النصح في الألتزام بمباديء الديمقراطية التي تعد الوصفة السحرية للمحبة. وفكرة التداول السلمي للسلطة وعدم احتكارها . ان هذه النصائح توقف تسلل فكرة القائد الملهم , التي دفع شعبنا العراقي ثمنا باهظا للتخلص منها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفرق بين الثرى والثريا
علي الربيعي ( 2012 / 7 / 25 - 21:54 )
الفرق بين عبد الكريم ونوري مثل الفرق بين الثرى والثريا..يبدو ان سيادة القاضي قد كتب ماكتب لإيصال رسالة للمالكي لا أكثر فهو اولاً لايجيد الكتابة وثانياًالى إفتقر ابسط وسائل الإقناع
لو ينشغل القاضي بشيئ آخر يكون افضل له ولنا
..


2 - سمو إسمه مع السنين
كاظم الأسدي ( 2012 / 7 / 26 - 11:22 )
لقد قال القاضي الحق .. وخير دليل على الشبه بينهما هو تلك الإحتفالات التي أمر بها المالكي في إحياء ذكرى ثورة الزعيم الخالد (( شبيه الشيء منجذب إليه )) فقد مرت الذكرىالأخيرة لثورة 14 تموز دون كلمة واحدة من قبل الحكومة لإحياء ذكراها أو تبصير الأجيال بمناقب الزعيم الوطنية !! ولا الناطقين بإسمها أو إعلامهاالرسمي !! مما يؤكد ما ذهب إليه السيد القاضي ؟ وتبقى حقيقه مهمه ثبتها المقال وهي سمو إسم الزعيم مع السنين مما دفع الكثير من المتملقين للمالكي لتشبيهه بقاسم من أجل كسب ود وحب الفقراء والوطنيين والمخلصين من العراقيين

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -