الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايحدث في سوريا هل هو حلم الشعب؟

زيد ميشو

2012 / 7 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قبل أن تبدأ أحداث سوريا كنت أقول ، أتمنى أن لايحدث في سوريا ماحدث في العراق أولاً ومن ثم تونس واليمن ومصر وليبيا ، وكنت أُلام لأجل ذلك، إلا أنني أبرر هذا التمني الذي خاب فيما بعد للأسف الشديد بقولي : سوريا هي أكثر بلاد الشرق الأوسط أمنا للفئات الدينية والقوميات المختلفة والتي تشكّل نسبة قليلة بالمقارنة مع المسلمين السنة ومن بعدهم الشيعة .
عندما كنت في لبنان تزامنت إقامتي هناك مع الفترة التي توفي فيها الرئيس السوري السابق، وفي الوقت الذي كنت تحت تأثير المخدّر الإعلامي العراقي، في كرهنا لمجرد السماع باسم حافظ الأسد وبيت الأسد والغابة التي فيها أسد.. كنت متصوراً بأن السوريين سيهللون فرحاً لهذا النبأ، كما كان العراقيون حينذاك يتمنون لصدام والبعث، إنما المفاجأة كانت بكاء الكثيرين بكاءً مراً. ولدى استفساري عن سبب حزنهم، أكدوا لي بأنه لولا حكم الأسد لما عرفت الطوائف والقوميات الصغيرة الأمان، وهذا ما لا أنساه ما حييت.
بالتأكيد لست مع نظام البعث السوري ولا مع أي حكم في الشرق، لكنني متأكد من شيء واحد وهو أن تغيير النظام السوري ليس مطلب كل السوريين، ومثلما يوجد معارضة هناك موالاة وبنسبة كبيرة لا تقل عن الأولى، ومعهم كل الحق كونهم يعرفون الخطر الذي ينتظرهم، إنما من هي المعارضة ؟
في العراق وللأسف الشديد حدث تغيير كنّا نرجوه ، إلا أننا وكما يقول المثل لم " نرض بجزة رضينا بجزة وخروف " فما هي إلا أشهر حتى بدأ العراقيون دفع الثمن مجدداً وكأنها سلسلة من الضرائب بدأت مع نهاية العهد الملكي، إلا أن الثمن أصبح باهظاً جداً، وقبل شروعي بكتابة المقال بيومين حصد العراق في يوم دامٍ ما يقارب المئة شهيد من شعبه إثر انفجارات متفرقة، وأثناء الكتابة قرأت خبراً آخر عن إستشهاد وجرح 33 شخصاً في غرب بعقوبة إثر انفجار عبوة ناسفة ، ولم أفهم لغاية الآن وقاحة وسائل الإعلام في وصف من تسفك دماؤهم غدراً في العراق بأنهم قتلى ولا يقولون بأنهم شهداء!! في الوقت الذي يعتبرون القاتل الشاذ الذي يفجّر نفسه أو يقتل عراقياً بريئاً شهيداً !. فمن وراء هذه الجريمة؟ إنهم باتأكيد من يسمّون أنفسهم بالمقاومة! وهم ليسوا بأكثر من مقاومة ضد الخير وضد ابتسامة طفل وطموح شاب واطمئنان كهل. والنتيجة كانت أن خرج لنا من يترحّم على حكم الطاغية الذي كان بالمقارنة مع حكم الميليشيات والتبعية الإيرانية والمقاومة ومن يقف خلفها من دول كالسعودية وقطر! .
في مصر بدأت أروع تظاهرات وأجمل اعتصامات أثبت من قام بها وليس من سرقها بأنهم شعب يستحق التغيير – التغيير نحو الأفضل، فماذا حدث ؟ استلم الحكم من لهم هدف ديني وليس وطنياً وسيأتي من يترحّم على مبارك وآل مبارك، ولا نعرف بعد إن كانت المراحم ستشمل القذافي والصالح وغيرهم .
أما عن سوريا، فأنا مع التغيير بشرط الضمان أيضاً، فالتغيير يجب أن يكون نحو رفاه الشعب السوري وليس لإرجاعه قرون إلى الوراء، فهل سينال الشعب ذلك؟
المتشائم أو من يقرأ الأمور على طريقتي شبه متأكد بأن أرض سوريا ستكون مسرحاً للدماء حتى بعد سقوط الحكم، وستتعرض إلى شتى أنواع الدمار ليفوق بكثير ما حصل ويحصل في العراق من خراب، وسنسمع عن مجازر واضطهادات وتكفير وتهجير و..و...و ... و. أما المتفائل من المثقفين والعلمانيين فيقول بأن هناك أمل تغيير في المستقبل ( أمل فقط ) والمهم لديهم سقوط الحكم والسنون القادمة قد يحدث فيها تغيير نحو الأفضل ( قد !) وكأنهم يحفرون البير بإبرة، والواقع يقول إن غالبية من يقاوم فلغاية دينية لا وطنية ، وجولة على اليوتيوب وحول المواقع سندرك من خلالها بأن معظم فصائل المقاومة يعتبر المقاومة فرضاً دينياً !.
أين الوطن وأين الوطنية؟ سؤال يحتاج إلى براهين دامغة ، وإلى أن تأتي الأدلة سيكون لديّ عنوان واحد لما يحدث في سوريا ... سوريا تهرول نحو الهاوية منذ أن بدأت شرارة التغيير!
فهل أنا مع الحكم؟ جوابي هو النفي ولا أملك غيره ... هل أنا مع التغيير؟ لا وألف لا ... حتى يثبت بأن من يستلم زمام الأمور هدفه وطني فقط وعندها لن تذهب هباءً دماء الأبرياء.
ختاماً ... بعد أن عرفت بأن العراقيين الذي هربوا بسبب الطاغية ومن تلاه وعاشوا في سوريا لفترة من الوقت، حفظت كرامتهم رغم وضعهم الصعب، وأحبهم الشعب السوري وأحبّوه، ولم تهِنهم السلطات السورية كما حدث في دول أخرى نقول عنها شقيقة! وهم في الحقيقة مسبّبو مرض الشقيقة )الصداع النصفي)، أقول لهذا الشعب الطيب قلبي وقلب الكثير من العراقيين معكم، ونتمنّى لكم ما نتمنّاه لشعبنا العراقي الجريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز طلعت ميشو المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 7 / 26 - 06:11 )
تحية طيبه
لا اقول الا احســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنت
دمتم بخير وعلى حب العراق نلتقي


2 - الإحتفال بالعربة قبل حضور الحصان
الحكيم البابلي ( 2012 / 7 / 26 - 06:55 )
عزيزي زيد ميشو
في بداية ما سموه بالربيع العربي ، تنبأنا بنهاية تلك الأحداث ، وقلنا بأن أميركا وإسرائيل وكل شراميطهم من الدول الإسلامية كالسعودية وقطر وغيرهما لن يدعوا الفرصة لقيام حكم وطني ديمقراطي في أية دولة عربية ، وبكل بساطة لأن ذلك ليس في صالحهم جميعاً
ولا زالت تعليقاتنا مسجلة في آرشيف الحوار المتمدن ، وأذكر أن بعض الشطار من كُتاب موقع الحوار جابهونا بحملة تنديد وتخوين وتندر بأحكامنا السياسية ورؤيتنا الشمولية لما يحدث بصورة عامة ، وها قد مر عامٌ وأكثر على بعض تلك الأحداث ، ولا أزال أُذَكِرُ البعض ببيت الشعر القائل
وسترى إذا إنجلى الغبارُ ===== أفرسٌ تحتك أم حمارُ
وفي واحدة من تعليقاتي قبل أسابيع قلتُ بالضبط ما جاء في قولك في مقالك هذا ، من أن ما سيحدث في سوريا بعد أن ينجلي الغبار ، سيكون أعظم وأفدح وأقبح وأشد هولاً لما حدث في العراق ، ومع ذلك أقول وبصدق : فألُ الله ولا فألي
أما المهللين والراقصين على الخواء فليس لي ما أقول لهم ، سوى أن شخصيات لا تستطيع قراءة الماضي والحاضر ، لن يكون بإمكانها بتاتاً قراءة المستقبل ، وبملايين من نوعية هؤلاء الناس تسقط مجتمعاتنا كل يوم
تحياتي


3 - أحسنتَ في قولك: دول شقيقة مسببة مرض الشقيقة
ليندا كبرييل ( 2012 / 7 / 26 - 08:05 )
لم يكن العرب على قلب واحد طوال تاريخهم ، وإذا نظرت بإمعان لوجدت أن التناحرات الدينية هي المسبب الأكبر ، أتباع كل مذهب يخشون من أتباع مذاهب أخرى
تقوم علاقاتنا على أساس من الشك والخوف والريبة ، وكل طرف يجرّ اللحاف لطرفه ، وبعد ذلك نقول لماذا يتدخل الغرب في شؤوننا ؟
عندما يرى الغرب شعباً قلبه ليس على أرضه ورفعة وطنه سيتولى بنفسه زمام إدارة أمور مصالحه المرتبطة أساساً بأرض بلادنا العامرة بالخيرات ، وهو يحتاج إلى طبقة حاكمة مؤتمَرة من قبله ، كركوز يعني .. لا تأسف عزيزي الكاتب ، إننا نؤذي بلادنا أكثر مما أذاها الآخرون . أتمنى السلام
السلام لكل البشر


4 - الاستاذ زيد المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 7 / 26 - 08:18 )
تحية واعتذار
اكرر التحية لك و للقراء الكرام واعتذر من تسجيل اسم الغالي طلعت بدل اسمكم الكريم فتحية لكما
واكرر الاعتذار ودمتمت والجميع بتمام العافيه وعلى حب العراق والانسان نلتقي


5 - نعم ... هم من تسببوا لنا بالشقيقة- الصداع النصفي
زيد ميشو ( 2012 / 7 / 26 - 08:27 )
تحياتي أخي جبار
كلما أرى الصور التذكارية لعائلتي في السبعينات أو ما يصلني عبر الإيميل من ذكريات مصر وسوريا والعراق ولبنان وباقي الدول ، أستغرب كيف للزمن أن ينقلب بهذا الشكل الأعوج ، أعتقد بأن كلمة من أصطلح تعبير الربيع العربي قد أساء للورود ولنيسان والجمال ... شكراً لك على المداخلة

العزيز عبد الرضا حمد جاسم
طلعت ميشو إبن عمي وأنا زيد ميشو ، ولكلً منّا إسلوبه وأفكاره
شكراً لكلمة أحسنت ... وأتمنى دائماً أن أتقي بحب العراق مع كل الطيبين

إبن العم العزيز طلعت ميشو
مشكلتنا ليست بأميركا فهي لم تكن موجودة قبل مئات السنين عندما خضع العراق والشرق لشتى أنواع القهر والإستبداد والإستعباد ، مشكلتنا بمن يريد فرض أفكاره على الآخرين ولو كانت جيدة ، فكيف الحال عندما تكون تلك الأفكار لا محل لها من الإعراب غير الكسر

العزيزة ليندا كابرييل
سواء تدخّل الغرب بسياسة دولنا أو لم يتدخل فنحن ننتمي إلى دول أُحتلت من أهلها وعاثوا بها فساداً
الغرب أرحم من حكامنا علينا
تحياتي


6 - الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم
زيد ميشو ( 2012 / 7 / 26 - 08:30 )
وأنا أعتذر كوني نوهت عن هذا الإلتباس قبل معرفتي بالتصحيح الذي قمت به
شكراً لك وأعتذر مرة أخرى


7 - شكرا للصدق
سوري حائر ( 2012 / 7 / 26 - 08:56 )
ابحث عن امثالك في كل وسائل الاتصال الاجتماعي والمحللين السياسيين في الصحف والمجلات ووسائل الاعلام المسموعة منها والمرئية, وخاصة غير السوررين, ممن يتعرض لمحنة سورية, ليعززوا وجهة نظري من حيث ان ما يحدث في بلدي من تدخل عسكري غير مباشر من قبل قوى الظلام والتخلف الوهابي السلفي العنفي التكفيري ,لايمكن ان يكون في مصلحة الوطن او المواطن.
امل ان يقرأ الكثيرين من السوريين الذين يدافعون عن نظرية ان الجيش السوري الخليجي العميل انما وجد للدفاع عن المتظاهرين السلميين , اتمنى ان يقرأو مقالك هذا
تحية قلب خاصة من سوري ستقتله الحيرة من مواقف المؤيدين لعسكرة انتفاضة السورية السلمية..


8 - إلى العزيز السوري الحائر
زيد ميشو ( 2012 / 7 / 27 - 04:17 )
أتمنى أن لا يأتي اليوم الذي فيه يثبت للجميع مخاوفنا وقلقنا... لأن الشعب السوري سيكون هو الثمن .... خسرنا العراق ومصر ولا نريد أن نخسر سوريا
تحياتي

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي