الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محطة نضالية يجب التوقف امامها

عباس الجمعة

2012 / 7 / 26
القضية الفلسطينية



لقد توقفت كثيرا امام محطة نضالية هذه المحطة التي اردت ان اكتب عنها لتنظيم وفصيل مكافح كان وما زال له دوره في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية انه جبهة التحرير الفلسطينية ، هذا التنظيم الذي كان امينه العام الشهيد القائد ابو العباس يعرف أهمية التكتيك السياسي وكيفية توظيف الشرعية الدولية في النضال من اجل أهدافنا الوطنية وربط المرحلة بالاستراتيجية والأهداف البعيدة والتأكيد على أن البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية هو محطة على طريق النضال لتحقيق الأهداف البعيدة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطين على كامل التراب الوطني الفلسطيني ، واعتبار النضال لتحقيق حق العودة هو الجسر الرابط بين تلك الأهداف باعتباره مرتبط بجذر الصراع .
ان مكامن الخلل التي نعيشها اليوم، كانت جبهة التحرير الفلسطينية تشير اليها بكافة ادبياتها وبرامجها السياسية، وكيفية التعاطي مع الانجازات والايجابيات ، باعتبارها تشكل دروسا وعبر غنية للحركة الوطنية ، تستطيع عبر إدراكها وتلمس أبعادها ان تحولها إلى أرضية لتجديد ذاتها ، والتي يجب ان نقف امامها بجدية ومسؤولية أمام المصلحة الوطنية العليا وتغليبها على المصالح الفئوية الضيقة ، وتشتق الاستراتيجية السياسية الموحدة القادرة على استنهاض طاقات الشعب الفلسطيني كافة وزجها في مرحلة الكفاح الوطني من أجل تحقيق الاهداف الوطنية.
كان الشهيد ابو العباس امينا عاما وقائدا ومقاتلا ثوريا وراديكاليا، وهذا هو الشرط اللازم أيضا ليكون المرء قائدا ومناضلا ثوريا، يأخذ من تجربة غنية يتطلع اليها اليوم الشعب الفلسطيني وشبابه وشاباته .
إنطلاقا من ذلك واجتهادا في رسم سياسة استراتيجية ثابتة للمستقبل من وجهة نظر جبهة التحرير الفلسطينية ونحن نستدرك أن المأزق الذي نعيش يحتاج إلى عقل جماعي وإلى تضافر كل الجهود المخلصة وإعمال العقل في حوار وطني واسع تشارك به كل ألوان الطيف الفكري والسياسي الفلسطيني وكذلك قطاعات شعبنا المختلفة في كافة اماكن تواجده .
وعلى هذه الارضية ننظر في جبهة التحرير الفلسطينية الى خطورة بعض المواقف والتصريحات التي تصدر من هنا اوهناك ، وخاصة ان الجميع متفق على ان منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ووطنه وكيانه الوطني والمعنوي،وموحد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، حيث دفع الشعب الفلسطيني دما غاليا وقدم عشرات الالاف من الشهداء الذين ضحوا بانفسهم من اجل تحرير فلسطين وتحقيق حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني ، فهذا الشعب العظيم الذي قدم كل هذه التضحيات يسأل اليوم هل كل هذه التضحيات لن تستحق منا حماية منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها وتفعيلها والحفاظ على وحدتها باعتبارها الرافعة التي تنهض بالقضية الوطنية امام التعنت الصهيوني وتعثر تطبيق ما يسمى الاتفاقات التي جرت ، وتنصل الكيان الصهيوني من كل التزاماته .
لهذا نقول ان شعارات تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية دائما وللاسف تصدم بخطط اعتراضية وهذا بكل تأكيد سيلحق الضرر بالمشروع الوطني الفلسطيني.
وامام كل ذلك نرى من اجل الحفاظ على الثوابت الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني الاتي :
ـ التمسك بأهداف وحقوق شعبنا الأساسية الثابتة في الحرية والاستقلال والسيادة والعودة كتجسيد لحق تقرير المصير الجماعي لشعبنا وبما يشمل إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، و دون مقايضة حق بحق أو الاجحاف بأي حق من الحقوق .
ـ الانشداد باستمرار لمهمة التحرر الوطني باعتبارها المهمة الأولى لشعبنا وإعادة الاعتبار لدور منظمة التحرير الفلسطينية مع الحفاظ على وحدة تجمعات شعبنا في كافة أمكان تواجده والاهتمام بالخارج وتجمعات اللاجئين وإعادة الاعتبارلمكانة جماهير شعبنا داخل منظقة 48 كجزء لا يتجزا من شعبنا الفلسطيني وقضيته وحقوقه العادلة.
ـ العمل من أجل استعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتجاوز الانقسام والعمل بكافة الوسائل لتطبيق اتفاق المصالحة حتى نضمن وحدة الشعب والقضية والحقوق والكيانية الوطنية وإعادة بنائها على أسس الشراكة الوطنية وباعتبارها أرضية المطالبة بحق تقرير المصير وبقية الحقوق المشروعة والسلاح الأمضى في الحفاظ على الهوية والشخصية الوطنية ووحدة التمثيل الوطني ومصدر الشرعية والسيادة.
ـ التمسك بحق شعبنا في المقاومة بكافة أشكالها من أجل نيل حقوقه ، واستنباط وتعميم الأشكال الملائمة والمبدعة والناجعة وفق الظروف الملموسة في كل مرحلة .
ـ العمل على تعزيز الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني وبناء النظام السياسي على أساس احترام الحريات والتعددية الفكرية والسياسية ، واحترام مبدا تداول السلطة سلميا عبر صناديق الاقتراع وإعادة بناء كل المؤسسات الوطنية على أسس ديمقراطية من القاعدة إلى القمة وعلى أساس مبدأ التمثيل النسبي الشامل.
ـ التمسك بالشرعية الدولية ومرجعياتها في مواجهة المرجعيات المجزوءة التي تنتقص من حقوق شعبنا ، والعمل من أجل تحرك دولي واسع لتعزيز التضامن مع شعبنا وعزل ومقاطعة دولة الاحتلال وسياسة الفصل العنصري البغيضة التي تنتهجها والبحث عن كافة الوسائل الممكنة لاستخدام القانون الدولي والمحافل الدولية لممارسة الضغط على دولة الاحتلال وتفعيل آليات الالزام الدولية لدفعها نحو الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والانساني.
ـ إعادة تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس انتخابية ديمقراطية وصونها ككيان سياسي، وممثل شرعي ووحيد وكمرجعية وطنية عليا وكإئتلاف وطني بمشاركة جميع القوى السياسية وقطاعات شعبنا المختلفة
ـ العمل على إعادة بناء العلاقات الفلسطينية العربية على أساس العلاقة العضوية بين شعبنا العربي الفلسطيني وإمته العربية باعتبار شعبنا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية وباعتبار القضية الفلسطينية هي القضية القومية المركزية التي تستدعي تضامنا عربيا فعالا ووحدة عربية في مواجهة العدوانية والتوسعية الصهيونية ومن أجل الكفاح المشترك الذي يحقق للعرب استعادة كامل أراضيهم المحتلة وضمان السلام العادل والشامل.
ـ بناء العلاقات دولياً على أساس الموقف من حقوق شعبنا الوطنية والديمقراطية، وبالدرجة الأولى مع القوى المؤيدة لنضاله من أجل نيل حقوقه والداعمة لقضيته العادلة وخاصة الدول المحبة للحرية والديمقراطية والعدالة الانسانية.
وامام ما تقدم اقول وبكل وضوح ان الكيان الصهيوني كان يدرك تماماً ماذا يمثل الشهيد أبو العباس، الذي عاد إلى أرض الوطن ليلعب بعد اوسلو دوراً أساسياً في إعادة بناء تنظيم الجبهة على أرض الوطن، بالإضافة إلى دوره على المستوى الوطني الفلسطيني، وكان يعمل ليل نهار بكل حماسة وحيوية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، لذلك تم وضعه تحت لحظة الرصد منذ اللحظة الأولى لدخوله فلسطين، وعلى اثر اندلاع انتفاضة الاقصى نصحه الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمغادرة ارض الوطن وتوجه الى العراق حيث توهم الاحتلال الامريكي والعدو الصهيوني أنه باعتقال واغتيال الشهيد ابو العباس سيكون قد اغتال جبهة التحرير الفلسطينية، لكن هذا الوهم والرهان الامريكي الصهيوني باء بالفشل، فقد زادنا استشهاد أبو العباس إيماناً وإصراراً على الاستمرار في الكفاح، والنضال والتمسك باهداف شعبنا .
ومن هذا الموقع نرى ان اي مواقف او طروحات لا تنسجم مع نضال وحركة شعبنا ومرحلة التحرر الوطني تعبر عن مواقف خاصة لاننا مازلنا نؤكد أن أي حل مرحلي هو خطوة على طريق تحقيق الهدف الاستراتيجي، الأمر الذي لا يتحقق إلا من خلال الكفاح والنضال بكافة اشكاله .
أن من يريد ربط المفاوضات فقط بوقف الاستيطان يكون قد اصطدم بجدار الشعب والمناضلين لان المفاوضات العقيمة وصلت إلى حائط مسدود، وهذا يتطلب إعادة النظر بهذه الاستراتيجية التي ثبت فشلها، ولا بد من العودة للوحدة الوطنية للخروج من هذه الأزمة.
وامام الاوضاع التي تعيشها الساحة الفلسطينية لم نتفاجأ بالحديث من قبل البعض حول غزة المحررة ، بعد ان رأى هؤلاء فرصة تتيح لهم القيام باقامة امارة لهم بعد التغير السياسي الذي حدث في مصر وتولي الاخوان المسلمين سدة الحكم بهدف تعزيز الانقسام والانفصال القائم حاليا, بغزة من خلال استفرد حماس بالاعلان عن هذه الخطوة بعيدا عن التوافق الوطني ، وكل هذا يتم وملفات المصالحة متعثرة ومليئة بالشروط ، وهنا السؤال من يجب أن يدرس ويعلن القرارات الخاصة بمستقبل القطاع ، وهل نحن جسدنا هذه الحرية على الأرض، حتى يصبح هذا الجزء من فلسطين بداية ونموذجا لتحرير أجزاء أخرى، فيصبح موقع اجتماعات المؤسسات الفلسطينية، مع الضغط لتشغيل موانئ جوية وبحرية، وللتنمية الاقتصادية، وعودة أعداد من أبناء القطاع في الخارج إليه، وعليه فان هذا الموضوع يستحق تجسيد التحرير على الأرض أن يكون هدفاً فلسطينيا جامعاً، وأن يخرج من حسابات الفصائل، وأن يكون جزءاً من استراتيجية وطنية شاملة.
ومن هنا نرى ان زيارة هنية لمصر لمناقشة مستقبل القطاع لن يجدي، فهو لا يمثل الفلسطينيين منفردا، وهو في أحسن الأحوال نتاج برلمان انتهت صلاحيته، ولا سلطة له إلا في غزة، فليفهم هؤلاء ان لا مخرج من المأزق الفلسطيني الحالي إلا عندما تدرك الفصائل، بالممارسة العملية، أن فلسطين أكبر وأهم من ان يحكمها طرف دون الاخر فالشعب هو الذي يقرر وليس من يحكم بالقوة هو الذي يقرر .
ان ترتيب البيت الفلسطيني مسألة تتعلق بكل القوى، ونحن نرفض سياسة المحاصصة واللقاءات الثنائية وندعو لترجمة الوحدة الوطنية والتوقف عن تضييع الوقت للعمل جديا على تحقيق وحدة شاملة انطلاقاً من الأسس الديمقراطية وبما يحقق القيادة الجماعية تعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ويكون الجميع شركاء فيها .
ختاما : لا بد من القول أن حركة التاريخ تسير للأمام رغم المخاضات والمصاعب التي نواجهها، ففي نهاية المطاف فأن حركة الشعوب لا تسير إلا في طريق العدالة الإنسانية والديمقراطية وتحقيق الهدف الاسمى في تحرير الارض والانسان .

عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تراجع شعبيته.. ماكرون يكثف حملاته الدعائية | #غرفة_الأخب


.. اتهامات متبادلة بين فتح وحماس بعد تأجيل محادثات بكين | #غرفة




.. أنقرة تحذر.. يجب وقف الحرب قبل أن تتوسع | #غرفة_الأخبار


.. هل تنجح جهود الوساطة الألمانية في خفض التصعيد بين حزب الله و




.. 3 شهداء إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين شمالي مدينة